foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

المؤثّرات الحضاريّة الفينيقيّة في الحضارة اليونانيّة

0

المؤثّرات الحضاريّة الفينيقيّة في الحضارة اليونانيّة

د. عليّ زعيتر*

المقدمة

يتناول هذا البحث العلاقة بين الحضارة الفينيقيّة، وكل من الحضارة اليونانيّة ،وحضارت بلاد الرافدين والحضارة المصرية وعوامل التأثر بين هذه الحضارات، ويركز البحث على الإشعاع الحضاريّ الشرقي الممثل في مجالات عدة، مثل: الدين والأدب، وبناء المدن، والنظام السياسي، والنظام العسكري، والطب والصناعة، فضلا عن المراكز التجارية، كما يركز البحث على أسباب هذا التأثر وكيفيته، من خلال دراسة الآثار المادية.

لم تكن هذه المجتمعات مغلقة ، تنحصر قيمتها الحضاريّة أساسًا في المنطقة التي نشأ ت وازدهرت فيها بحيث لا تتعدى هذه المنطقة لتتأثر بغيرها، أو تؤثر إلا بشكل عابر أو جانبي، وإنما كانت هذا المجتمعات منفتحة على غيرها من المجتمعات التي سبقتها إلى النشاط الحضاريّ المزدهر، التي ظهرت في منطقة الشرق الأدنى في مصر وسوريا ووادي الرافدين (العراق القديم) وآسيا الصغرى، وفى هذه الدارسة نحاول أن نلقى الضوء على المنجازات الحضاريّة الفينيقيّة التي أثرت بالحضارة الأخرى ومنجازات الحضارات الأخرى التي تأثرت بها الحضارة الفينيقيّة.

لقد وفدت العديد من العناصر السامية إلى الإقليم السوري في موجات متتابعة، واستقرت في أنحاء مختلفة منه، ومن بين هذه العناصر كان الكنعانيون(الفينيقيّون)، وذلك حوالى منتصف الألف الثالث ق.م، وقد استقر هؤلاء الكنعانيون على ساحل الإقليم السوري، واطلق عليهم اليونان اسم الفينيقيّين، وظلوا يمارسون نشاطهم في هذه المنطقة حتى منتصف القرن الأول ق.م[1].

ولقد أطلق الإغريق القدامى على هذه المنطقة اسم  فينيقيا، وهي التي تشغلها حاليا المناطق الساحلية من سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، ويمثل نهر الفرات الحدود الشمالية له، بينما يشكل جبل الكرمل حدها الجنوبي[2] وكان الفينيقيّون أول أمة بحرية في التاريخ، أخذوا يجوبون البحار وينشئون الطرق البحرية بين الشرق والغرب، كما أنشأوا المستعمارات ونشروا حضاراتهم وحضارات غيرهم من مختلف الجهات، ولذلك كانوا من أشهر شعوب العالم القديم، فقد كانوا بحارة مهرة، وتجارًا ومكتشفين، وأقاموا مستعمرات على امتداد حوض البحر المتوسط[3] ولقد تأثر الإغريق بهم تأثرًا هائلا ، وصل إلى حد الانبهارالشديد، ونظروا اليهم على أنهم أصحاب حضارة عظيمة، وفضل وتقدم، ونسبوا إليهم اختراع الصباغة بالأرجوان، واكتشاف الزجاج وتأسيس المدن الرائعة، وبناء المعابد الضخمة، واختلط اعجاب اليونانيّين بالفينيقيّين بالحقد احيانا، وبالتنافس والصراع والحرب أحيانا أخرى، ولكنهم أفادوا منهم إفادات عظيمة، أبرزها أنهم أخذوا عنهم أبجديتهم (الألف باء) وهي التي تطورت منها الأبجدية الرومانية وباقي الأبجديات الغربية.[4]

أصل تسمية فينيقيا والفينيقيّين

اختلف العلماء اختلافا شديدًا حول أصل تسمية” فينيقيا والفينيقيّين” التي أطلقها الإغريق عليهم، وعلى الرغم من أن المؤثّرات الحضاريّة الفينيقيّة والفينيقيّين أنفسهم لم يستخدموها قط، وإنما حافظوا على اسم الكنعانيين، وأسموا بلادهم كنعان، واعتزوا بهذا الاسم ولقد أشارت إليهم التوراة بنفس هذا الاسم. وحتى عندما هاجروا احتفظوا بنفس التسمية، فقد أجاب مجموعة من الفلاحين القديس أوغسطين عندما سألهم عن أصلهم من إقليم طرابلس الغرب بأنهم كنعانيون[5] ومن المرجح أن اسم الكنعانيين يرجع إلى اسم حوري*، معناه أرجواني، وربما كان أصله ساميًا، معناه الأرض المنخفضة، لقرب موطنهم من مرتفعات لبنان، و ربما كانت[6] Kana. كلمة كنعان مشتقة من الفعل السامي خعو، قيل أن المصريين القدماء كانوا قد استخدموا كلمة “فنحو ) منذ عهد الدولة القديمة 3100 – (2184 ق.م للدلالة على شعب الإقليم السوريبين جبال طوروس شمالًا وسيناء جنوبًا والبحر المتوسط غرب ًا، والبادية وبلاد النهرين شرقًا ويبدو أن الإغريق استخدموا نفس الكلمة” فنحو” وحوروها إلى فينيقيّين، ولعل أحد رؤساء القبائل الكبرى من الكنعانيين واسمه فينيقس هو سبب هذه التسمية[7] وحسب رواية فيلون الجبيلي في نظرية التكوين الفينيقيّة “(وكذلك سانخونياتون اسمه الحقيقي هو” كناغ “وأنّه شقيق لأوزوريس[8] ومن المحتمل أن يكون الإغريق قد اطلقوا اسم الفينيقيّين عليهم، نظرًا لوجوههم النحاسية التي لفحتها الشمس، أو نظرًا للون الصبغة الأرجوانية التي استخرجها الفينيقيّون من بعض قواقع البحر، أو نسبة للنخلة التي تنبت على سواحلهم، ومنها جاء البلح الذى حملوه معهم إلى بلاد اليونان[9] وهناك من يرى أن هذا الاسم” فينيقيّين “بسبب أصولهم التي يقال إنها ترجع إلى الجزيرة العربية وبالتحديد من قبائل حمير، فجاءت تسميتهم منها ومعناها “الحمر” كعادة الجماعات السكانية المهاجرة التي تحافظ على أصل تسميتها، ولا تتبرأ منها، فمثلا هناك قرية بالقرب من دمشق أسمها الحميريون، نسبة اليهم ذكرها ابن عساكر وياقوت، ولكنها خربة الآن الحموي[10]، ومن المحتمل أن يكون البحر الأحمر قد سُمّي بهذا نسبة إليهم، فقد ذكر هيرودوت أنهم جاءوا من البحر الأحمر الارتيري[11]، ولقد أشار سترا بون أن سكان الخليج العربي أكدوا أنهم يسمون بعض المدن باسم صيدا وصور، وذكر أن معابدهم تشبه معابد الفينيقيّين[12]، ومن المعروف أن الحميريين كانوا يشكلون في الفترة من200 ق.م إلى 500 م، أشهر تكتل عرقي وسياسي في جنوب شبه الجزيرة العربية، وامتدت أراضيهم من باب المندب وحتى حضرموت[13] إضافة للتشابه اللغوي بين الخط العربي الجنوبي المسند والكتابة الفينيقيّة، كما تدل على ذلك النقوش العديدة التي كُتبت بالحميرية والفينيقيّة[14]  أيضًا كان المصريون القدماء يطلقون على مملكة حِمْيَر اسم بلاد البون، وهو لفظ قريب من لفظ البونيين الذى أطلقه الرومان على سكان قرطاجة الذين ترجع أصولهم إلى الفينيقيّين، زد على ذلك أن الحِميريين قد سبقوا الفينيقيّين في إقامة علاقات تجارية مع الهند وإفريقيا، وعندما استقر الفينيقيّون على الساحل السوري مارسوا النشاط التجاري نفسه في حوض البحر المتوسط[15] وهكذا، فإن أصحاب هذا الرأي يذكرون أن هناك جماعة من الحِميريين وفدت إلى الساحل السوري، واختلطت مع القبائل الكنعانية، فظهر ما يعرف باسم الشعب الفينيقى. وأخيرًا، فإن وثائق أوغاريت تشير إلى أن الفينيقيّين جاءوا من سيناء، أو من النقب نحو الشمال[16] مما سبق يتضح أن هناك اختلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفينيقيّين وأصلهم، ولكن هناك بعض الملاحظات:

أولًا: أن تسمية الفينيقيّين بهذا الاسم، نسبة إلى الصبغة الأُرجوانية التي اكتشفوها وبرعوا فيها، أمر قد يكون مقبولًا فقد أطلق الإغريق على بعض المدن اسماء لمنتجات تشتهر بها، فمدينة جبيل الفينيقيّة التي اشتهرت بتصدير ورق البردي، أطلق مخزن الورق أو Byblos ومدينة تدمر، سماها الإغريق بالميرا نسبة إلىPalm النخيل المثمر النخلة استمدت سلعها ومنتجاتها المحلية من شهرتها، كدمشق والموصل اللتين أكسبتا منتجاتهما اسميهما[17].

         ثانيًا: إن محاولة ربط الفينيقيّين مع الحميريين من الصعب قبولها، فالفينيقيّون ظهروا واستقروا على الساحل السوري، منذ حوالى منتصف الألف الثالثة ق.م، في حين أن الحميريين، أو القبائل الحميرية ظهرت وتفوقت في جنوب الجزيرة العربية منذ حوالى القرن الثاني ق.م فقط، أي أن الفينيقيّين كانوا أسبق حضاريًّا وتاريخيًّا من الحميريين.

ثالثًا: إن كلمة فينيقيّ ليس لها وجود في الكتابات الكنعانية، أو الآرا مية القديمة، مما يشير إلى أنها قد ادخلت معجميا في فترات لاحقة على استخدام اللفظة اليونانيّة، غير أن هذا لا ينفي كونها استخدمت في فترة حديثة نسبيًّا.

رابعًا: استنادًا إلى وجود جذر ممكن لاشتقاق التسمية الآرامية والسريانية” فنق” وكذلك في الكلدانية، فإنه يكون من المعقول أن التسمية اشتقت منه – ولكن في زمن متأخر نسبيًّا والجذر له مدلول: الترف، والتنعم، والدلال، وكلمة فينيق في العربية تعنى الفحل، والمكرم، والنبيل، ولا شك في أنها تحتمل المعنى نفسه في اللغة الكنعانية، ولقد كان الفينيقيّون بالفعل شعبًا مترفًا منعمًا، فلا نستطيع استبعاد هذه التسمية بهذا المدلول، وقد تكون أُطلقت عليهم من قبل جيرانهم الآراميين في داخل سوريا، ثم استخدمها الإغريق بعد ذلك[18].

نبذة عن تاريخ الفينيقيّين

لقد سبق القول إن الفينيقيّين قديمًا عرفوا بالكنعانيين، وعرفوا أيضًا بالصيداويين، نسبة إلى مدينة صيدا الفينيقيّة، وقد كانت  فينيقيا ملتقى طبيعيًّا للحضارات الوافدة، وخصوصًا من مصر نظرًا إلى وقوعها على الطريق الرئيس للحركة بين مصر جنوبًا وأسيا وبلاد الرافدين شرقًا، فمنذ عهد الدولة المصرية القديمة كانت هناك علاقات تجارية بين مصر وفينيقيا خصوصًا مدينة بيبلوس جبيل  3100) – 2181 ق.م) التي كانت تحتل مكانًا رئيسًا في العلاقات المصرية الفينيقيّة، حيث كانت مصر تستورد منها خشب الأرز، والخمور، والزيوت مقابل الذهب، والمصنوعات المعدنية[19]. واستمرت العلاقات التجارية بينهما منتظمة في عهد الدولة الوسطى 1786) ق.م – (2134 والدليل على ذلك بردية سنوهى التي ترجع إلى نهاية عهد امنمحات الأول 1991) ق.م إلى 1962 ق.م(، وبداية عهد سنوسرت 1924 ق.م[20]، وفي عهد الدولة الحديثة – الأول  1971 دخلت هذه المنطقة (فينيقيا) في سلطان النفوذ المصري، ولكنها خرجت عن سيادتها بعد ذلك[21]، ولقد تعلم الفينيقيّون من المصريين معظم طرق صناعة المعادن (السبك والطرق والحفر سواء على الذهب أو الفضة) وكذلك النحت على العاج وصنع قطع الأثاث، وحدث تأثير وتأثر متبادل في الفكر الديني[22]، ولم يكن التأثير الحضاريّ لبلاد النهرين في  فينيقيا أقل من التأثير المصري، وكان ملوك بلاد النهرين الأقوياء يحصلون على خشب الأرز من هذا الإقليم، بل ويحتمل أن سوريا الشمالية خضعت لسرجون الأول ولملوك أكاد، سرجون (2279 ق.م)، ونارم – سن ثالث خلفائه حوالي – الأول (2334 – 2238ق.م) على أن خضوعها الكامل لدول بلاد النهرين لم يحدث إلا في عهد الأشوريين[23] 681 ق.م تمكنت أشور من  -الاستيلاء على معظم الإقليم السوري بما في ذلك صور نفسها، 754 – 669 ق.م وفي عهد سنحريب أخمد ثورة قامت – وفي عهد خلفه أسرحدون – 680  بها صيدا وقتل ملكها وخرًب المدينة، ثم قام بإخضاع بعض المدن الفينيقيّة الأخرى التي كانت تتزعمها صور، على أن المدينة قامت بالثورة من جديد على حكمه واستطاعت التخلص من السيادة الأشورية لفترة قصيرة، إلا أن أشور بانيبال تمكن في النهاية من السيطرة عليها ومد إمبرطوريته إلى البحر المتوسط[24] وفي عام 587 ق.م وصل نبوخذ نصر ملك بابل إلى سوريا، وأعاد فتح المدن الفينيقيّة، وحاصر صور ثلاثة عشر عامًا حتى خضعت له، وبعدئذٍ أخضع الفرس الإقليم السوري لسلطانهم، وقد ازدهرت بعض المدن الفينيقيّة في عهدهم حيث سمحوا لكل منها بالاستقلال الذاتي[25]، وهكذا تأثرت  فينيقيا بالحضارتين السومرية والبابلية منذ الألف الثالثة ق.م، وخصوصًا في الكتابات، وطريقة توثيق المعاملات المتعدّدة، إذ كان أمراء  فينيقيا يكتبون بالخط المسماري، ويختمون مستنداتهم بأختام بابلية، وتأثر الفينيقيّون أيضًا في الأساطير البابلية عن الخلق والآلهة[26]، وتشير الآثار التي اكتشفت في مدينة أوجاريت (رأس شمرا حاليًّا) مدينة الفينيقيّين الشمالية[27]  إلى أنها كانت على اتصال بحضارة كريت منذ حوالى 1900 ق.م، ولقد كانت مركز نشاط تجاري، وصناعي منذ بداية العصر التاريخي، بل وربما قبل ذلك أيضًا، ويتضح من آثارها كذلك أنها في أثناء الألف الثالثة ق.م كانت تحت تأثير سومري وبابلي كبير، ثم أصبحت منطقة للنفوذ المصري في أثناء الجزء الأكبر من الألف الثاني ق.م، ثم تقلص عنها النفوذ المصري في عصر البرونز (أي الجزء الأخير من الألف الثاني ق.م)، ويبدو أنها قد تعرضت للتدمير نتيجة زلزال في هذا الوقت، وبدأت تدخل مرحلة من الضعف والتخلف[28] وبصفة عامّة تمتعت  فينيقيا بالسلطة والثراء، وأقامت لها مستوطنة في قبرص في القرن الثاني عشر ق.م ووصلت تجارتها إلى جميع سواحل البحر المتوسط، وتمكنوا من السيطرة على تجارته، وانشأوا المستعمرات على الساحل الشمالي لأفريقيا، والساحل الغربي لصقلية، وعلى امتداد الساحل الجنوبي لإسبانيا عبر مستعمرتهم قرطاجة، كبرى مستعماراتهم في الغرب بعد أن أنشأها مهاجرون من صور نحو 750 ق.م، بل يمكن القول إن غرب البحر المتوسط أصبح بحيرة فينيقيّة[29]، ولقد تحكم الفينيقيّون في تجارة سواحل أفريقيا الشمالية وغرب أوروبا، ويقال إنهم وصلوا إلى جنوب غربي بريطانيا، واشتغلوا بالتعدين في مناجم القصدير هناك، وأبحروا حول أفريقيا في القرن السابع ق.م[30] ولقد وصل الفينيقيّون إلى كورنثة وطيبة في بلاد اليونان، ولقد ورد ذكرهم عند أقدم الكتاب هناك: هوميروس، الذي وصفهم بأنهم حرفيين مهرة، وتجّارًا وبحّارة[31]، وهيرودت الذي استفاض في الحديث عنهم وديودوروس، وغيرهم وعندما صارت  فينيقيا جزء من إمبراطورية الفرس في عهد داريوس القرن الخامس قبل الميلاد، ازدهرت تحت حكمهم، وأزدت أهمية صيدا، وشارك الفينيقيّون كبناة سفن وبحارة في مع اليونانيّين، وكان – الحروب الفارسية  490أسطولهم هو الساعد الأقوى للفرس، فقد ذكر هيرودوت” أنّ الأسطول الفينيقيّ كان ضمن أسطول إكسركيس ملك الفرس، وكان يضم ثلاثة قادة (صوري، وصيدوني، وأروادي) في حملته على اليونان ( عام 480 ق.م) وكان ملك صيدا هو القائد الثاني في هذا الأسطول[32] وقد احتل الإسكندر المقدوني فينيقيا عام 331 ق.م، ثم أصبحت جزءًا من المملكة السليوقية إلى أن ضمها القائد الروماني بومبي إلى الإمبرطورية الرومانية، وأصبحت  فينيقيا جزءًا من ولاية سوريا الرومانية.

أولًا: تأثير الحصارة الفينيقيّة بالحضارة اليونانيّة

نظرًا إلى أنّ الإغريق كانوا شعبًا ركب البحر، وانتشرت تعاملاته التجارية مع شعوب حوض البحر المتوسط، فقد أثّر فيهم الفينيقيّون، تأثيرًا كبيرًا، لأن المراكز الفينيقيّة كانت بمثابة القلب الذي كان يضخ الدم في شرايين حوض البحر المتوسط ويبعث الحياة فيه، هذا التأثير الطاغي، وشعور اليونانيّ بالدونية أمام التفوق الفينيقيّ، جعل الإسكندر المقدوني، بعد انتصاره على الفرس عند أسوس في شمال سوريا، يخطط للقضاء على التفوق الفينيقيّ، واستقر في نفسه أن الهيمنة الإغريقية لا يمكن أن تكون شاملة، طالما أن هؤلاء التجار الأثرياء يحتفظون باستقلالهم وامتيازاتهم التجارية، ولذلك أراد قبل توغله في شرق أسيا أو ذهابه إلى مصر، أنه لا بدّ من السيطرة على تلك المدن الفينيقيّة، وبالفعل تم له ما أراد، وقد ظهر تأثر الإغريق بالفينيقيّين من خلال مظاهر عدّة:

-1 الصباغ الأرجواني

اشتهرت صيدا بصباغ الأرجوان، كما عرفت صور بصباغ الأرجوان وصناعة النسيج المصبوغ به، كما عرفوا نسيج الملابس من الصوف والكتان وصبغتها وأشتهر الثوب الفينيقى بين الإغريق باسم الخيتون[33]، ولقد دهش اليونانيّون من ذلك الصباغ الأرجواني والنسيج المصبوغ به، وأشارت نصوص أوجاريت إلى وجود وكالات فينيقيّة للأقمشة المصبوغة بالأرجوان في العالم اليونانيّ الروماني بصورة رئيسة، فقد كان للصباغ الأرجواني أهمية كبيرة زمنًا طويلاً هناك، وظل لهذا الصباغ ارتباط وثيق بفكرتي السلطة والثراء ، بل قد ارتفعت أثمان هذه المنسوجات مع متزايد الاقبال عليها، حتى أصبحت من ملابس الملوك، فكان الواحد منهم يوصف بأنه مولود في الأرجوان[34]. ولقد ذكر هوميروس في الإلياذة واصفًا أندروماخي زوجة أوديسيوس بأنها تنسج على النول، داخل قصرها العالي معطفًا أرجواني اللون وتنثر عليه رسومًا مختلفة[35]. وقد عرف اليونانيّون للفينيقيّين فضلهم في ابتكار هذا الصباغ الأرجواني، وربما ارتبط ذلك بأسطورة تذكر: أن الإله “ملقارت” نفسه قد اكتشفه صدفة، حين كان يتنزه على الشاطئ ورأى أنف كلبه قد اكتسب لونًا أرجوانيًّا من الأصداف، ولقد عرف هذا النوع من الأصداف أصداف Murix الأرجوان[36]. وقد أسهب بلنيوس الأكبر في كتابه التاريخ الطبيعي في الحديث عنها، وعثر في أطراف المرافئ الفينيقيّة على أكوام هائلة من الأصداف ما يدل على عراقة صناعة الصباغ الأرجوان في المدن الفينيقيّة، وكان البحارة الفينيقيّون يجمعون الأصداف في مراكز أقاموها لهذه الصناعة في مناطق كثيرة من سواحل المتوسط، ويبدو أنهم استطاعوا ولمدة طويلة كتمان سر هذه الصناعة، وبالتالي احتكار الإنتاج. إلا أن هناك معلومات عامة دوّنها بعض الكتّاب من ذلك العصر، يفهم منها أنه لم يكن يستخرج من كل صدفة سوى بضع قطرات من العصارة الملونة الموجودة في غدة كامنة، وكانوا يعرفون مكان هذه الغدة في القوقعة، وبالفعل فإن الأصداف التي عُثر عليها وجدت مثقوبة من جانبها، ولا بدّ أنّ هذا الثقب كانت تستخرج منه الغدة الثمينة مباشرة، وللحصول على الصباغ الأرجواني الجميل كانوا يتركون الخلاصة تتعفّن في الشمس[37]، وكانت المدن اليونانيّة المتعدّدة من أشهر الأسواق التي صدّر إليها الفينيقيّون صباغهم ومنسوجاتهم.

-2 اكتشاف الزجاج

بلغ تأثر اليونانيّين بالفينيقيّين حدًّا جعلهم ينسبون إليهم كل اختراع نافع مفيد، فقد نسب بلينيوس إليهم اختراع الزجاج بقوله “نزل بعض التجار ذات مرة إلى الشاطئ ليعدوا طعامًا لهم، فلما لم يجدوا أحجارًا يهيئون بها موقدًا لهم، استخدموا بعض الكتل من كربونات الصوديوم التي كانت معهم، فلما اختلطت برمال الشاطئ مع الحرارة الشديدة من النار، تحولت إلى مادة رائعة، فلما بردت كان الزجاج[38]، وذكر استرابون “إن الساحل الشهير الذى يحتوي على رمال صالحة تمامًا للزجاج هوساحل المنطقة بين عكا وصور”[39].

-3 بناء المدن ونظامها السياسي

تأثر اليونانيّون بأنماط الفينيقيّين في بناء المدن، وشكلها، ونظامها السياسي، فكانت المدن الفينيقيّة، مثل صور، وصيدا، وبيروت، وجبيل، تعتمد نظامًا اتحاديًّا مع مستعمراتها، بحيث تكون المدينة الأم مركز الحركة لنشاط هذه المستعمرات وحارس الأمن لها، فالمستعمرات التي أسستها صور، ظلت تابعة لها، تقدم لها المساعدات المالية والتقدمات الدينية مثل النذور لهيكلها، وكان لكل مدينة مستعمرات في البحر، لها قوى ومراكز تجارية في البر تتبعها كأملاك عامة[40]. ولقد عاش الفينيقيّون في دويلات أو مدن، من دون وحدة يحكم كل منها ملك من القرن التاسع ق.م، ثم ظهرت مجالس الشيوخ لتشارك الملك السلطة، وبعضها صارت أكثر منه نفوذًا، ثم حدث تطور في مجلس الشيوخ، وازدادت سلطة أعضائه، فكان في مقدور الأعضاء في مدينة صور مثلاً أن يتخذوا قرارًا في غيبة الملك، وفي صيدا كان في استطاعتهم متى شاءوا أن يتخذوا قرارات ضد قرارات الملك، ولقد ورد في التوارة ذكر لوجود مجلس الشيوخ في جبيل[41]  وفيما بين القرنين السادس والخامس ق.م، قامت في المدن الفينيقيّة حكومات الأقلية، ولم يتمكن الفينيقيّون من تأسيس دولة قوية موحدة، بل ظلوا ينتظمون في مدن متفرقة، كذلك كان اليونانيّون يعيشون في مدن مستقلة، وتمسكوا طيلة تاريخهم بنظام دولة المدينة، وفشلت محاولات المدن اليونانيّة الكبرى لفرض الوحدة على العالم اليونانيّ[42].

-4 السفن الحربية والات الحرب وفنونها

لقد ذهل اليونانيّون وهم يرون السفن الفينيقيّة ذات الشكل المستطيل، وذات المؤخرة المرتفعة والمقدمة المجهزة بكتل حديدية، تشبه سكة المحراث لتحطيم سفن الأعداء عند اصطدامها بها وقد تميزت هذه السفن بالخفة والسرعة وإمكان السير في جميع الاتجاهات عند المناورة مع الأعداء واعتمادها على المجاديف بدلا من الأشرعة التي تستعملها السفن التجارية وكانت في أول الأمر تعتمد على صفين من المجدفين، أحدهما يعلو الآخر ثم تطورت فأصبحت ثلاث طبقات أو أربع إلى تسع، “تتسع الواحدة لمائة ملاح تتوافق حركاتهم معًا[43]، ولقد تعلم اليونانيّون منهم صناعة السفن الفخمة وقد ذكر ديودوروس[44]” إن أهل صور كانوا بحارة مهرة بنوا آلات حرب مبدعة، ولكي يصدوا قذائف المنجنيق، ابتكروا مروحة تدور لها أذرع عديدة، كانت تبطل مفعول القذائف ،أو السهام، كذلك كانوا يستخدمون أشكالًا من الشصوص لتشبيك الجنود الذين يقتربون من السور ويجرونهم إلى أعلى بالحبال، فيصيبهم زملائهم بالسهام، كما كانوا يستعملون شباك الصيد للاقتناص، وابتكروا أيضًا دروعًا من نحاس، وحديد كانوا يملئونه بال رمل، ويعرضونها للنار حتى يحمر الرمل، ثم يقذفونها بآلة خاصة على المهاجمين، فيحرقون دروعهم الجلدية، وثيابهم، وأجسادهم، كما كانوا يقذفون أعدائهم بحمم من الحديد المحمي في النار”. لقد اقتبس الإغريق من الفينيقيّين كثيرًا من فنون الحرب وآلاتها والدليل على ذلك اهتمام ديودوروس بهذه التفاصيل الدقيقة السابق الإشارة إليها.

-5  المعادن والأواني

اهتدى الفنيقيّون إلى معادن البحر المتوسط فاستثمروها، وجلبوا القصدير من الجزر البريطانية ،والنحاس من قبرص، وكانت مصانع صيدا هي الوسيط بين هذين المعدنين، فاشتهرت بإنتاج البرونز، وجلبوا الرصاص، وجلود الحيوانات، وبادلوا سكان هذه الجزر بمصنوعات من الخزف والبرونز والملح، أي إنّهم استبدلوا المواد الخام الأولية (بمواد صناعية([45]. ولقد تعلم اليونانيّون من الفينيقيّين نظام المقاييس والمكاييل، كما تعلموا منهم استعمال الأواني المذهّبة المصنوعة من ذهب أو فضة، أو تلك المصنوعة من البرونز، ولقد علمهم الفينيقيّون كذلك استعمال الأنسجة والعطور، وعوّدوا ربّات البيوت على التوابل للأطعمة، وما ذلك إلاّ من أجل أن يكون لهم أسواق للمنتجات في صيدا، وجبيل، وصور[46]، ويذكر هوميروس في الإلياذة “كانت الثياب الناضرة المصنوعة بإتقان من عمل النساء الصيدونيات، ولقد أحضرها البطل ألكسندروس من صيدون، واجتاز البحر الواسع في رحلته التي شارك فيها في استعادة هيلينا عريقة الأصل[47] أيضًا كان صاغتهم يبتكرون أعمالًا متقنة أعجبت الخبراء في مجالهم، يذكر هوميروس في الإلياذة أن كأسًا قدمت جائزة في سباق من الفضة الرائعة لا يتجاوز ستة مثاقيل ولكن روعتها تفوق آنية الأرض جميعًا، صنعها الصاغة المهرة وجلبوها معهم ليعرضوها في الموانئ.[48]

-6 الطب

اصبح الطب المصري والبابلي لدى الفينيقيّين حرفة لها مراكز استشفاء، وكان هناك رجال بلغوا شهرة عالمية، منهم اسكلابيوس و ماكيون( القرن التاسع قبل الميلاد )، ويوجد معبد قرب صيدا يحمل اسم اشمون بن صديق وهو اسكلابيوس نفسه، إذ يرى داماشيو الدمشقي، في القرن الخامس الميلادي، ان اسكلابيوس هو اشمون ذاته، وماكيون هو ماجو، وهما اسمان  فينيقيان مألوفان[49]، بل إن الفينيقيّين كانوا خلف شعار الأفعى والكأس وهما رمز( العقاقير الطبية )، فقد كانوا هم الملهم الأول لمبتكري العقاقير الطبية [50] ايضا ذكر بوزنياس “ان احد ابناء صيدون ذكر له أن الشفاء يتم بالهواء، والهواء هو رب الشاطئ اسكلابيوس أما ابوللو فهو الشمس” [51] وذكر فيلوست ا رتوس ” أن الفينيقيّين في مدينة قادش كانوا على خبرة تامة بعلاقة المد والجزر بحركة القمر ومعها تنشط الأمراض أو تزول”[52].

-7 الانتشار والسيطرة على البحر المتوسط

إضافة إلى التأثيرات الفينيقيّة السابقة في الإغريق، كان هناك تأثير آخر مباشر، إذ انتشر الفينيقيّون في حوض البحر المتوسط، ولم يكتفوا بإنشاء مستعمرات ومحطات تجارية في أوروبا وإفريقيا، بل قيل إنهم وصلوا إلى القارة الأمريكية قبل (كريستوفر كولومبس ب 2500 سنة[53]. ولقد انتشر الفينيقيّون في مناطق كثيرة من البحر المتوسط، إذ يذكر ثوكيديدس: “احتل الفينيقيّون مراكز متقدمة في البحر، حول أرجاء جزيرة صقلية كافة، واحتلوا الجزر الصغيرة الواقعة قرب الشاطئ، لكي يمارسوا التجارة مع سكان صقلية الأصليين”[54]، ومن مدنهم المُهمة في صقلية، مدينة موتيا التي حلوا بها منذ القرن الثامن ق.م، كما أسّسوا  مدينة Motya في القرن السادس ق.م، للتصدي للتوسع Sulcis سولكيس الإغريقي نحو غرب صقلية كذلك، عثر في مالطة على قبور فينيقيّة تعود إلى القرنين التاسع والثامن ق.م، وقد أشار ديودوروس إلى أنّ سكان مالطة كانوا من أصل فينيقيّ[55]، وقد أرجع اليونانيّون هذا الانتشار إلى أسطورة اختطاف زيوس لأوروبا ورحلات قدموس.

ثانيًا: تأثر الحضارة الفينيقيّة بحضارة الرافدين

المعبودات الفينيقيّة مقارنة بالمعبودات في بلاد الرافدين

ارتبطت الديانة الفينيقيّة ارتباطًا وثيقًا بطبيعة أرض كنعان، والعوامل الجغرافية، إذ عكست العبادات في جوهرها وظاهرها مدى التأثر بتلك الطبيعة55، وفكرة الخصوبة والتعلق الروحي بالشمس وعبادة الظواهر الخارجة عن سيطرة الإنسان.[56]

كانت ديانة الفينيقيّين عبارة عن مجموعة من الطقوس والعبادات التي تقيمها المدن الفينيقيّة وتختلف من مدينة إلى أخرى، وكان لكل مدينة بعلها أي سيدها[57]، ولها شعائرها وطقوسها المتميزة، وتركز كل مدينة في عبادتها على ذاك الإله أو تلك الآلهة، دونما كفر بالآلهة الأخرى،8 ويستطيع الباحث الوقوف على بعدين أساسيين في الديانة الفينيقيّة، وهما التفتح والقدرة على التطور[58]،  ومن نافلة القول إنّ الدين الفينيقيّ يختلف كثيرًا عن الدين الآشوري، والكلداني في المستوى الحضاريّ، يتجلى ذلك من خلال صعوبة طقوسه واهتمامه بالعناصر الجنسية، والآلهة كانت ذات طابع غير محدد ،أو ثابت فكثيرًا ما تتبادل خصائصها ووظائفها وصلاتها، بل وجنسها، وذلك راجع إلى انعدام الوحدة بين الفينيقيّين، وعدم وجود طبقة من الكهان كما كان الدين في أرض الرافدين[59]. ومن الجدير بالذكر أنّ مظاهر الديانة الآشورية أيضًا تتماثل بتعدد الالهة )مبدأ الشرك) مثلما هو الحال في واقع الديانة الفينيقيّة، إذ بلغ عدد الآلهة الآلاف التي تشبه البشر في صفاتها الروحية، والمادية، وهو ما يعرف بمبدأ التشبيه[60]، وقد قدس الآشوريون جميع الآلهة البابلية وكانت معتقداتهم وخصائص دينهم لا تفترق في أسسها وأصولها عما عند البابليين[61]، وكانت الآلهة في بلاد الرافدين والساحل الفينيقيّ تحمل الصفات نفسها، والعمل نفسه وتعدّد في الأسماء كما سيتضح من المقارنة التالية.

انات )عناة) الفينيقيّة، عشتار آربيل الآشورية

نجد أن انات أو )عناة) وهي محاربة عذارء ظهرت في النصوص الأوغاريتية ولاسيما في ملاحم بعل وكرت[62]، تحمل كل صفات عشتار اربيل[63]، وهي التي اشتهرت في بلاد آشور بكونها آلهة الحرب.[64] وهي التي عبدها المصريون عندما فتحوا أرض كنعان وصوروها بصورة الألهة أنتا[65].

المعبود إيل الفينيقيّ و آنو البابلي

إيل EL هو رأس المعبودات الفينيقيّة، واسمه بمعنى )آله)  في السامية، ولكن عند الساميين الغربيين اله شخصي، ويسمى القوة والثور، ويمثل جالسًا معظمًا مرتديًا ثوبًا طويلًا مع التاج المحاط بقرون، ورغم ذلك يظهر في الأساطير كأحد الضعفاء[66].

وقد ظل الإله إيل كالإله البابلي آنو dAN في اللغة السومرية. أما في اللغة الآكدية فيكتب بالصيغةdAnu ، شخصية غامضة بعض الشيء يسكن بعيدًا عند منابع النهرين[67]، وكان آنو[68]، رأس الآلهة البابلية، ويمثل آنو السماء، وكان يقدس في جميع أنحاء بلاد الرافدين في جميع الأدوار والعصور القديمة[69]، وكان إيل يحمل الصفات نفسها تقريبًا، وورد ذكر هذا الإله في العهد القديم بصفات عدّة[70]، وهناك تشابه في الرموز المستخدمة لكلا الإلهين، لذا كانت التاج ذات القرون واحد من رموز آنو، ويستخدم كرمز مميز للإلوهية على المشاهد الفنية[71]، فضلاً عن ذلك فإنّ الخوذة التي تشبه نبات الذرة،والتي يبرز في مقدمتها قرنان هي من رموز إيل أيضًا، وهما يدلان على الملوكية والإلوهية.[72]

تموز

تموز هو إله الخصب كما تجسد في الأسطورة والطقوس السومرية والبابلية على أنّه إله شاب وراع سماه السومريون دموزي والحقيقة فإن مدلول اسم هذا الإله)الابن البار أو المخلص( غير واضح إذا ما قورن ببقية أسماء الآلهة السومرية الأخرى التي تكشف أسماؤها أحيانًا عما تمثله من قوى ومظاهر طبيعية، وعلى الأرجح أن اسم” دموزي “عبارة عن شكل مختصر من الاسم دموزي أبسو) Dumuzi – Abzu الابن المخلص لأبسو أي لمياه المحيط(، وقد عرف الإله دموزي عند الآكديين، والعبرانيين بالتسمية نفسها السومرية تقريبًا أي” تموزي “و” تموز” على التوالي، وخلد اسمه في العربية، والعبرية بشهر تموز، وهو قرين الإلهة عشتار، وامتدت عبادة هذا الإله تقريبًا إلى كل بلدان الشرق الأدنى القديم[73]، ولعل السبب في انتشارر عبادتهما لارتباطهما بطقوس الخصب التي كان من الضروري إقامتها لضمان عنصر الخصب في الطبيعة وتوفر الخيرات للمجتمع البشري، لذلك تسربت كثير من المفاهيم المتعلقة بهما إلى أنحاء بعيدة في العالم القديم.[74] ومنها مدن الساحل الفينيقيّ لما تحمل من قوى خارقة كان الإنسان بحاجة إليها لديمومة كيانه. وعرف هذا الإله في الساحل الفينيقيّ باسم أدون، وعرف عند الإغريق باسم أدونيس، وتركزت قِصّة أدون وعشتار في أفقا عند نهر إبراهيم والمعروف بنهر أدونيس[75]، في أعالي لبنان، وتقول القِصّة أن خنزيرًا بريًّا هاجم تموز وأنشب نابه في جسمه، فحمل وهو ينازع سكرات الموت، ومنذ ذلك الحين أصبحت مياه النهر تصطبغ بدمه عام بعد عام.[76] وهناك تعبير آخر للأسطورة إذ تقول إنّ تموز عندما جرح بقي ممدّدًا على العشب الطري فتسرب دمه في الأزهار، ونبتت شقائق النعمان التي تتفتح خلال فصل الربيع في لبنان.[77]  وعندما يكون تموز في العالم السفلي )الموت( يذبل النبات ويظل تموز بين الأموات إلى أن ينزل إلى العالم السفلي[78]، فتخلصه وتعود به، وعند قيام أدونيس كانت تستولي موجة من الفرح تشبه الجنون على عباده من الرجال والنساء، وكانت النساء يقدمن عفافهن كقرابين، بينما يضحّي الرجال برجولتهم ويقدمون أنفسهم خدامًا خصيانًا في الهيكل.[79]

وكانت هذه الطقوس من الحزن والعزاء على نزول عشتار إلى العالم السفلي في الصيف، والاحتفال بعودة تموز في الربيع، في بلاد الرافدين، إذ إنّ عشتار تجسيد للخصب ومألوفة في كل آسيا الغربية، فهي إلهة الأمومة والخصب، وأضيف إلى صفاتها في آشور وبابل صفة الحرب والمعارك إلى عشتار، غير أنهم لم يخلطوا بين هذين النوعين من الصفات، بل عُدّت مظاهر مقدسة أخرى واضحة المعالم، أما في  فينيقيا فعُدّ المظهر الأول هو السائد فقط.[80]

أما عن المدة التي يقضيها تموز في العالم السفلي فهي نصف سنة، وكان السومويون والبابليون يقيمون احتفالاً من أجل مسبّبات الخصب، والتكاثر في الطبيعة، ولما كانت أساطير الخصب قد جسدت في عشتار وتموز، فقد كان منطقيًّا أن تعاد وقائع ذاك الزواج، فيقوم ممثلون عن الآلهة بتقمص شخصية تموز، والكاهنة العظمى بدور عشتار في احتفال كبير يعرف بالزواج المقدس.[81]

عشتار

عشتار إلهة ترمز إلى الخصب على الصورة المألوفة في كل آسيا فهي آلهة الأمومة والخصب والآلهة الأم ،[82] وهي الإلهة الرئيسة في أغلب مدن بابل وآشور، وسموها عشتار، كما في مدن الساحل الفينيقي، وفي كل مناطق الشرق القديم وإن تغير اسمها بعض الشيء وطقوسها من مكان لآخر.[83] فقد عرفت عند السومريين باسم (أنانا(، وعبدها البابليون والكنعانيون بصفتها أنثى، وعبدها عرب الجنوب على أنها إله ذكر[84]، وانتقلت عبادتها إلى بلاد البحر المتوسط وأطلق عليها اليونان اسم ” أفروديت[85]، وعبدها الرومان تحت اسم “فينوس”.[86]

ومن خلال العرض السابق لقد سلطت الضوء على جانب مهم من العلاقات الحضاريّة لبلاد الرافدين مع الساحل الفينيقيّ، وبشكل خاص التأثيرات الدينية ،واللغوية في زمن من أهم أزمنة العصور التاريخية للمنطقة، اتضحت نتائج عدّة يمكن إيجازها في ما يلي:

1 هناك أسباب ودوافع دينية، وجغرافية، واقتصادية، بالإضافة إلى الوضع السياسي للآشوريين في مطلع الألف الأول قبل الميلاد دفعت بهم للاتجاه غربًا إلى مدن الساحل الفينيقيّ.

2 بسبب العلاقات انتقل عدد من المظاهر الحضاريّة من بلاد الرافدين إلى الساحل الفينيقيّ، كما انتقلت من جهة أخرى إلى بلاد الرافدين مظاهر من الحضارة الفينيقيّة.

3 التبادل المشترك بين حضارة بلاد الرافدين ومدن الساحل الفينيقيّ من خلال دلالة التأثير والتأثر في المجال الديني بشكل خاص بداية من أساطير الخلق والتكوين وتشابه المعبودات في صفاتها ورموزها، فضلًا عن العادات السامية المشتركة كالتضحية البشرية المعروفة في الساحل الفينيقيّ، ومجتمعات الشرق الأدنى القديم التي دلت حفائر أور على قدم تلك العادة.

4 أثبتت المصادر الكتابية انتقال الخط المسماري إلى الساحل الفينيقيّ الذي نقل معه كثيرًا من المفاهيم والمعتقدات، واستخدم في مدينة أوغاريت، فضلاً عن ذلك أصبحت اللغة الآكدية لغة التفاهم الدولية بين ملوك الشرق الأدنى القديم، وفي المقابل انتقل إلى بلاد الرافدين الخط الآرامي وطرق الكتابة على البردي التي نقلت من المصريين والفينيقيّين.

5 تُعد الكتابة الأبجدية من أهم إنجازات الفينيقيّين، ونشر تلك الكتابة بفضل التجارة، إذ وجدت النقوش الفينيقيّة في أجزاء واسعة من العالم القديم ومنها مدن بلاد الرافدين.

ثالثًا: خاتمة البحث

نتستنج من نصوص أوغاريت التي تصف لنا دينًا عناصره كنعانية من سوريا وما من شك إن هذه الديانة ذاتها التي سادت وعبدت أيضًا في المدن الفينيقيّة وخاصة في الشمال فالديانة الفينيقيّة كنعانية في صميمها وهذا أمر لا شك فيه وقد احتفظ الدين الفينيقيّ في منتصف الألف الثانية أشد الاحتفاظ بعناصر دالة على أصوله، وإنه فرع من الدين الأسيوي الأول.[87] ولكن ينبغي أن نذكر إن الدين الفينيقيّ لم يبقَ كنعاني خالص فإن دوام النفوذ المصري الذي بلغ بعض الأحيان سيطرة مصرية طويلة ومتتابعة على الساحل السوري بأسره لا بد إنه كان له أثر في مزج عناصر من الدين المصري بالدين الفينيقيّ، ويتضح هذا التأثير من خلال بعض تماثيل الآلهة التي تحمل خصائص الآلهة المصرية، وتتزين بملابسها، وكثيرًا ما شبهت المعبودات الفينيقيّة في الاعتقاد الشعبي بشبيهاتها المصرية كما حدث في تشبيه الإلهة “بعلات” ربة جبيل بالإلهة “إيزيس” أو “حاتور” المصري وكذلك تأثر الدين الفينيقيّ بالديانة البابلية والآشورية، وذلك لوجود أصل سامي مشترك ويبدو هذا التأثير جليًّا في مجال الطقوس والمراسم الدينية أكثر منه في فن العمارة والبناء، ويلاحظ هذا التأثير في أدخال الفينيقيّين بعل على آلهتهم بعد أن اكتمل مجمع الآلهة والأرجح أنّ بعل إله سابق للعصر الفينيقيّ، ويصور على شكل محارب يعتمر خوذة وبيده صاعقة[88]. أمّا بالنسبة للديانة في المستعمرات الفينيقيّة التي عمت حوض البحر المتوسط فكانت ديانتهم وعقائدهم تشتمل على العناصر الكنعانية التي سادت في وطنهم الأم مختلطة بمؤثّرات من الأقطار المجاورة، ومع ذلك ظلت ديانتهم كنعانية في أساسها، وقد نقلها المستعمرون الفينيقيّون إلى ما وراء البحار سواء في ” قرطاجة” فالآلهة واحدة في خصائصها وأن لم تحتفظ بنفس الأسماء في جميع الحالات كانت الطقوس الدينية تمارس بنفس الطريقة التي كانت تمارس بها في المدن الشرقية وعندما زار لوسيان فينيقيا شارك في الطقوس التي كانت تقام بذكر موت وحياة أدونيس فيقول إن عبادة أدونيس ما زالت قائمة، ولم يذكر أنه حدث تغير في جوهر العبادة[89]. ويقول الشاعر اللاتيني “سيليوس إيتاليكوس” عاش في القرن الأول ميلادي إنه كان يوجد معبد للإله “ملقارت” إله مدينة صور قد بناه فينيقيّون من مدينة صور يرجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقد ظهر على عملة قادش في عصور إن هذا المعبد ما زال قائمًا دون أن يلحق به أي ضرر ولا زال الكهنة يتعبدون فيه حسب الطريقة الفينيقيّة القديمة – حفاة الأقدام يرتدون ملابس متأخرة من الكتان، وأن هناك نارًا دائمة الأشتعال من دون أن يوجد في المعبد أي تمثال للإله وكما شبه الأغريق الإله “أشمون” بــ”أسكلبيوس” من ناحية العناية بأمر الصحة وعلاج الأمراض، وإن مجمع الآلهة الفينيقيّ في صورته الأولى قد ضم آلهة أسيوية عدّة دخلت إلى  فينيقيا قبل وصول الساميين ونلاحظ ذلك من خلال الأسطورة التي تروي أن بعل لم يكن له معبد وفي ما بعد سمح الإله “أيل” ببناء معبد له، وهذا يدل أنّ هذا الإله لم يكن واحدًا من الأسرة السامية التي يرأسها “أيل” ويؤكد بعض العلماء إن تغيّرًا جوهريًّا قد حصل في الديانة الفينيقيّة في قرطاجة أثناء القرن الخامس ميلادي، وإنه نتيجة لهذا التغير فقد الإله “ملقارت” و”عشترته” مكانتهما واحتلها “بعل حامون” و”تانيت”، وهذا التغير لا يعني الأنقطاع بين المدينة الأم وقرطاجة، وقد شاعت عبادة أدونيس في العصر اليونانيّ الروماني، ويمثل ذلك آخر مراحل التطور في العبادة الفينيقيّة بعد أن امتزجت بمؤثّرات أغريقية.[90]

ويستنتج من كل ماسبق إن التغير في الدين الفينيقيّ قد حصل من نواحٍ عدّة من حيث إدخال آلهة جديدة، أو سابقة للعهد الفينيقيّ، وحتى للساميين أنفسهم هذا من ناحية. أما من الناحية الأخرى فقد حصلت توأمة بين آلهة المدن المجاورة مثل المصرية واليونانيّة وإن كانت الديانة الفينيقيّة قد ظلت كنعانية في الجوهر.[91]

باستثناء ما حصل في قرطاجة حيث حصل انقطاع في العبادة بينها وبين المدينة الأم، وأما التأثير اليونانيّ فلم يجد طريقه إلى المدن الفينيقيّة إلا بعد القرن الخامس قبل الميلاد فمنذ ذلك الوقت نجد تأثيرات أغريقية في العمارة الدينية وفي فن النحت والنقش على المقابر وغيرها.[92]

لائحة المراجع

  • أبو العينين، حسين سيد أحمد، لبنان دراسة في الجغرافية الطبيعية، دار النهضة العربية،1980 م.
  • إده، (1996) الفينيقيّون واكتشاف أمريكا، بيروت.
  • الأحمد، س (1988) تاريخ الشرق القديم، بغداد.
  • اعترافات القديس أغوسطينوس، ترجمة يوحنا حلو، ط 4 ، دارالمشرق، ص 1.
  • إلياد، ميرسيا، تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ترجمة عبد الهادي عباس، ج 1، دار دمشق،1986 1987 م.
  • باقر، طه،” ديانة البابليين والآشوريين “، سومر، ج 1 ، مجلد 2 ،1946 م.
  • باقر، طه، وفرنسيس، بشير،” عقائد سكان العراق القدماء في العالم الآخر “، سومر، ج 1 ، المجلد 10 ،1954 م بغداد.
  • باقر، طه،” أصل الحروف الهجائية وانتشارها”، مجلة سومر، مج 1 ،ج 2، بغداد1945 م.
  • باقر، طه، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، دار الوراق، لندن2009 م.
  • برستد، جيمس هنري، انتصار الحضارة،ترجمة: احمد فخري، القاهرة1966 م.
  • حتى، فيليب. (1958) تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة، جورج ، حداد، بيروت، ج
  • حتي، فيليب، تاريخ لبنان منذ أقدم العصور إلى عصرنا الحاضر، ترجمة انيس فريحه، م ا رجعة نقولا زيادة، دار الثقافة،ط 2 ، بيروت 1972 م.
  • الحو ا رني، ي. (1992) لبنان في قمة تاريخه، بحث في فلسفة تاريخ لبنان، العهد الفينيقيّ، بيروت.
  • كونتنيو،جورج، الحضارة الفينيقيّة، ترجمة عبد الهادي شعيرة، م ا رجعة طه حسين، الهيئة المصرية للكتاب، 1997م.
  • خلايلي، اب ا رهيم خليل، الحياة المدنية والدينية في المدينة الكنعانية الفينيقيّة في ضوء العهد القديم والحوليات الاشورية، اطروحة دكتو ا ره غير منشورة، جامعة تونس، 2001 م.
  • الذنون، ع. (1999) تاريخ الشرق الأدنى القديم، دمشق.
  • الذيب، س (2004) الأوجاريتيون والفينيقيّون مدخل تاريخي، بحوث تاريخية، الجمعية التاريخية السعودية، الإصدار السابع عشر، ربيع الأول1425 ه -2004 م.
  • الشاكر، فاتن موفق فاضل عليّ، رموز أهم الآلهة في العراق القديم، دراسة تأريخية دلالية، رسالة ماجستير غير منشورة، الموصل، 2002م.
  • الشيخ، ح.(1993) العرب قبل الإسلام، الإسكندرية.
  • شيفمان، مجتمع أوغاريت، العلاقات الاقتصادية والبنية الاجتماعية، ترجمة حسان ميخائيل إسحق.
  • عبد الحكيم، م.(1996) أطلس المملكة العربية السعودية والعالم، بيروت.
  • عبد الحليم، ن.(1997) مصر القديمة، تاريخها وحضارتها، الإسكندرية.
  • عصفور، م.(1981) المدن الفينيقيّة، بيروت.
  • عصفور، م.(1984) معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم، من أقدم العصور إلى مجيء الإسكندر، بيروت.
  • علي، فاضل عبد الواحد، “المعتقدات الدينية”، حضارة العراق، ج1، بغداد،1985 م.
  • علي، فاضل عبد الواحد، عشتار ومأساة تموز، الأهالي، دمشق،1999 م.
  • فريجة، انيس، ملاحم وأساطير من أوغاريت، دار النهار، بيروت،1980 م.
  • محمد حسين، الفينيقيّون بناة المتوسط، منشورات البحر الأبيض المتوسط، تونس،1998 م.
  • الماجدي، خزعل، المعتقدات الكنعانية، عمان، دار الشروق،2001 م.
  • الماجدي، خزعل، إنجيل بابل، الدار الأهلية، عمان،1998 م.
  • مازيل جان، تاريخ الحضارة الفينيقيّة الكنعانية، ترجمة ربا الخش، دار الحوار، اللاذقية،1998 م.
  • مهران، محمد بيومي، مصر والشرق الأدنى القديم، المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية1999 م.
  • ديورنت، ويل، قِصّة الحضارة، الشرق الأدنى، ترجمة محمد بدران، الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية، ط2، مج 1،ج 2،1956 م.

ثانيًا: المراجع الأجنبية

1- Reiner, E., “Akkadian Treaties from Syria and Assyria”, 1969.

2- Bernard, v. (1927). Les Phoenicians et l. odyssey, Colin.

3 – Siculus. D. (1969). The Library of the History, Loeb,.

4 – Harvey, p., ed., the oxford companion to classical Literature, Q.v. Zeus.

5 – Herodotus. (1963). the Histories, Loeb.

6 – Homer. (1963). the Odyssey, Loeb.

7 – Homer. (1965). the lliad, Loeb.

[1]- Lucian: On the Syrian Goddess, translation by: J. L. Lightfoot, Oxford Université press, New York, 2003

8 – Pausanias. (1976). the Description of Greece, Loeb.

9 – Philon. (1973). Histories, Loeb.

10 – Philostratu, S. (1963). The Life of Apollonius of Tyna, Loeb.

11 – Pliny. (1946). Natural History, Loeb.

12 – Ramler, p. (1999). History and Religion of Phoenicians, Lond.

13 – Robinson. (1998). the Story of Writing, Alphabets, Heroglyphs and Pictograms, New York.

14 – Suzanne, B. (1998). “Cities and Locations of Ancient Geece” Washington.

15 – Strabo. Geography. Loeb Classical Libarary. London. 1974.

 

 

 

 

 

 

 

** استاذ مساعد في الجامعة اللبنانية قسم التاريخ

1 –  عصفور، م.  معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم، من أقدم العصور إلى مجيء الإسكندر، بيروت1984 ، ص 276 – .278

2- عبد الحكيم، م. اطلس المملكة العربية السعودية والعالم، بيروت،1996 ، ص40.

3- عصفور، م. المرجع السابق، ص279 .

4 – عصفور، م.  المدن الفينيقيّة، بيروت، 1981 م، ص 185– 186.

5- القديس أوغسطينوس، أحد رجال الدين المشهورين ولد سنة ميلادية في مدينة تاغستا الواقعة في شمال أفريقيا من354 أب وثني يدعي باترلسيوس وأم مسيحية تتدعي مونكا، أشتهر بالبيان والفصاحة، أسس مدرسة فلسفية في قرطاجنة، وكان له دور با رز في الكنيسة الكاثوليكية في روما، مقدمة كتاب اعترافات القديس اغوسطينوس . ترجمة يوحنا حلو ط 4، دار المشرق، ص 1.

6 – نقلا عن عصفور، م. المرجع السابق، ص 186.

7 – حتي، فيليب، تاريخ لبنان منذ أقدم العصور التاريخية إلى ، عصرنا الحاضر، ترجمة انيس فريحة، بيروت،1978، ص 82.

8 – ديورنت، ويل، قصة الحضارة، الشرق الأدنى، ترجمة محمد بدران، الادارة الثقافية لجامعة الدول العربية، ط 2، مج 1،ج 2 ،1956 ، ص311 .

9 – Philon, 2, 11, 9، Diodorus, v, 57.2.6.

10- الاحمد، س. تاريخ الشرق القديم، بغداد، 1988 ، ص241.

11 – الذنون، ع. تاريخ الشرق الأدنى القديم، دمشق،1999 ، ص 122، ذكرها ياقوت الحموي هكذا، الحميريون محلة بظاهر دمشق على القنوات، الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، ج 2، دار الفكر – بيروت، ص307.

12 – Herodotus, The Histories, L.C.L.1.1.

13 – Strabo, Geog., xv1.27-35.

-14 الشيخ، حسن. العرب قبل الاسلام، الاسكندرية 1993 ، ص115.

15- – مازيل، ج. تاريخ الحضارة الفينيقيّة الكنعانية، ترجمة ربا الخشن، اللاذقية1998 ، ص31.

16 – المرجع نفسه، ص32 .

17 – شيفمان، مجتمع أوغاريت، العلاقات الاقتصادية والبنية الاجتماعية، ترجمة حسان ميخائيل إسحق، ص 16.

18 – الأحمد، س. الساحل الفينيقيّ وظهيره في الجغرافيا والتاريخ، بيروت،1969 ، ص17.

19 – الحوران يوسف، لبنان في قمة تاريخه، بحث في فلسفة تاريخ لبنان، العهد الفينيقيّ، بيروت، 1992، ص 106 – 107.

20 – عصفور، م. معالم تاريخ الشرق الأدنى، ص 280.

21 – هذه البردية يقص فيها سنوهى قصة هروبه من مصر نظرا لاضطراب الأوضاع بها ولجوئه إلى فينيقيّا وإقامته هناك لفترة طويلة، ما يدل على أن هذه المنطقة كانت معروفة تمامًا للمصريين وعلى علاقة جيدة بمصر. انظر نص البردية عبد الحليم، نورالدين، مصر القديمة، تاريخها وحضارتها، الإسكندرية، 1997 ص 212 –  214.

22- عصفور، م. المرجع السابق، ص 280.

– 23 Ramler, p, History and Religion of Phoenicians, Lond, 1999, pp,41 – 44.

24 – عصفور، م. المرجع السابق، ص 281.

25 – المرجع نفسه، ص281 .

26 – المرجع نفسه ص281.

27 – حتّي، فيليب، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة، جورج حداد، بيروت،1958 ، ج 1، ص 67.

28 – اوجاريت رأس شمرا( حاليا بلدة صغيرة غربي سوريا على الساحل قرب اللاذقية)، مؤسسة أعمال الموسوعة، الموسوعة 2000 ، ج17 ، ص727 ، العربية العالمية، الرياض، ط 2.

29 – Robinson, the Story of Writing, Alphabets,

30 – Heroglyphs, And Pictograms, New York, 1998, p.54.

31 – عصفور، م. المرجع السابق، ص 279 – 280.

32 – الذييب، س. الأوجاريتيون والفينيقيّون مدخل تاريخي، بحوث تاريخية، الجمعية التاريخية السعودية، الإصدار السابع عشر، ربيع الأول 2004 م، ص  64.

 

33 – Homer.odyss.1v.615.xv.115.

34 – Herodotus, vii, 96 – 99.

35 – عصفور، م. المدن الفينيقيّة، ص 134.

36- حتى، ف. تاريخ لبنان منذ اقدم العصور التاريخية، ص،.134

37 – Homer, Iliad, VI, 377.

38 – حتى، ف. المرجع السابق، ص 133.

39 – عصفور، م. المرجع السابق، ص 115.

40 – Pliny, N.H., v, 111, 8.

41 – Strabo, Geog., L.C.L., vol, vii, p. 271.

42 – عصفور، م. المرجع السابق، ص 279.

43 – حزقيال9 /،27 .

44 -Suzanne, B,'” Cities and Locations of Ancient Geece” Washington, 1998, pp.41- 42.

45 – الحوا رني، ي. المرجع السابق، ص167 .

46 -Diodourus, xvii, 41, 42-45.

47 – الحوا رني، ي. المرجع السابق، ص184 .

48 – المرجع نفسه، ص184 .

49- Homer, Iliad, VI 289 – 291.

50- Ibid, xxx, iii, 743.

51 – مازيل، جان، المرجع السابق، ص  30- 31.

52 -Strabo, Geog., xvi, 2 – 22.

53 -Pausanias, vii, 23.

54 – Philostratus, the Life of Tyana, v, 11.

55 – إدّه، ا. الفينيقيّون واكتشاف أمريكا، بيروت،1996 ، ص11 – 12. انظر أيضًا: الذييب، س. الأوجاريتيون – والفينيقيّون مدخل تاريخي، ص66.

56 – كونتنو جورج، مصدر السابق، ص 116 – 147.

57 – مازيل جان، تاريخ الحضارة الفينيقيّة الكنعانية، ترجمة ربا الخش، دار الحوار، اللاذقية، 1998 م، ص 33 – 38.

58 – مهران، محمد بيومي، مصدر السابق، ص 311.

59 – محمد حسين، الفينيقيّون بناة المتوسط، منشورات البحر الابيض المتوسط، تونس، 1998 م، ص 141.

60 – المصدر نفسه، ص 142.

61 – موسكاتي، سبتينو، الحضارات السامية القديمة، ص127.

62- باقر، طه، ” ديانة البابلين والاشورين “، المصدر السابق، ص 3.

63 – الماجدي، خزعل، المعتقدات الكنعانية، ص 153 ؛ فريجة، انيس، ملاحم وأساطير من اوغاريت، دار النهار، بيروت، 1980 م، ص  103.

64 – كونتنو، المصدر السابق، ص 119.

65 – علي، فاضل عبد الواحد، عشتار ومأساة تموز، الأهالي، دمشق، 1999 م، ص 58.

66 – كونتنو المصدر السابق، ص 119.

67 – إلياد، ميرسيا، تاريخ المعتقدات والافكار الدينية، ترجمة عبد الهادي عباس، ج 1 ، دار دمشق، 1986 1987 م، دمشق، ص 190.

68 – مهران، محمد بيومي، المصدر السابق، ص 314.

69 – علي، فاضل عبد الواحد، ” المعتقدات الدينية “، حضارة العراق، ج 1، بغداد، 1985 م، ص 149 – 152.

70 – باقر، طه، “ديانة البابلين والآشوريين”، ص 15.

71 – خلايلي، إبراهيم خليل، الحياة المدنية والدينية في المدينة الكنعانية الفينيقيّة في ضوء العهد القديم والحوليات الآشورية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة تونس، 2001 م، ص 356.

72 – الشاكر، فاتن موفق فاضل علي، رموز أهم الآلهة في العراق القديم، دراسة تأريخية دلالية، رسالة ماجستير غير منشورة، الموصل، 2002 ، ص 20.

 

73 – علي، فاضل عبد الواحد، عشتار ومأساة تموز، المصدر السابق، ص26 27..

74 – علي، فاضل عبد الواحد، عشتار…، المصدر السابق، ص 11.

75 – أبو العينين، حسين سيد أحمد، لبنان دراسة في الجغرافية الطبيعية، دار النهضة العربية، 1980 م، بيروت، ص 493.

76 – حتي، فيليب، تاريخ لبنان منذ أقدم العصور إلى عصرنا الحاضر، ترجمة انيس فريحه، مراجعة نقولا زيادة، دار الثقافة،ط 2، بيروت 1972 م، ص158 .

77 – مهران، محمد بيومي، المصدر السابق، ص322 .

78 – مازيل، جان، المصدر السابق، ص 34.

79 – باقر، طه، وفرنسيس، بشير،” عقائد سكان العراق القدماء في العالم الآخر “، سومر، ج 1 ، المجلد 10 ، 1954 م بغداد، ص  38 – 39.

80 – حتي، فيليب، المصدر السابق، ص 158 ؛مهران، محمد بيومي، المصدر السابق، ص 322 – 323.

81 – كونتنو، المصدر السابق، ص، 139.

82 – علي، فاضل عبد الواحد، عشتار…، المصدر السابق، ص 101.

83 – كونتنو، المصدر السابق، ص 139 ..

84 – مهران، محمد بيومي، المصدر السابق، ص 323.

85 – علي، فاضل عبد الواحد، عشتار….المصدر السابق، ص 22.

86 – برستد، جيمس هنري، انتصار الحضارة، ترجمة: أحمد فخري، القاهرة 1966 م، ص 194.

 

87 – مازيل، جان، المصدر السابق، ص 35.

 [88]- عصفور، محمد أبو المحاسن: المدن الفينيقيّة، ص143.

[89]– Lucian: On the Syrian Goddess, translation by: J. L. Lightfoot, Oxford Université press, New York, 2003, p251.

[90]– عصفور، محمد أبو المحاسن: المدن الفينيقيّة، ص 145.

[91]– مهران، محمد بيومي: المدن الفينيقيّة، تاريخ لبنان القديم، ص 360 -361.

[92]– كونتنو جورج: الحضارة الفينيقيّة، ص 150.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website