foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

فلسطين قلب العالم العربي والإسلامي

0

فلسطين قلب العالم العربي والإسلامي

 

د. زينه إبراهيم حبلي*

مقدمة

فلسطين تتوسط العالم القديم، وتُعد صلة الوصل بين قارتي آسيا وافريقيا، ونقطة التقاء طرفي العالم الإسلامي. وتتوسطها مدينة القدس إحدى حواضر الإسلام الثلاث الرئيسة. لاشك في أن احتلال اليهود لأرض فلسطين ومحاولتهم تهويدها لأمر جلل لأنه يهدد العالم الإسلامي في عمقه. إذ يدّعي اليهود أنهم أسبق من الفلسطينيين العرب في الوجود فيها، لكن ادعاءهم تدحضه الحقائق التاريخية. فما هي الخلفيات التاريخية لنشوء القضية والحق الفلسطيني؟ وإلى أين وصل مسار القضية؟  يبرز ذلك من خلال التركيز على أن فلسطين عربية منذ فجر التاريخ، ومن خلال دحض الادعاء اليهودي العقائدي والتاريخي في أرض فلسطين وسعيه لطرد الشّعب الفلسطيني وإلغاء حقه في أرضه ومقدساته، ومن خلال تبيان طبيعة التحالف الغربي الصهيوني الذي سعى إلى تمزيق العالم الإسلامي بزرع هذا الكيان داخل أرضه من أجل إضعاف أمة الإسلام وإبقائها مفككة الأوصال تعاني الضعف والتبعية للقوى الكبرى، ودور المقاومة في التصدي للمشروع الصهيوني.

يطلق اسم فلسطين على القسم الجنوبي لبلاد الشام، شرقي البحر المتوسط، وأقدم اسم لها هو “أرض كنعان” فالكنعانيون العرب قدموا من شبه الجزيرة العربية وسكنوا أرضها نحو عام 2500 ق.م، وأخذت عذا الاسم منذ القرن الثاني الميلادي نسبة إلى قبيلة فيلستيا التي استوطنت الساحل الجنوبي لبلاد الشام وتعود أصولها إلى جزيرة كريت حيث أسست لها مدناً عدة كغزة وعسقلان وأسدود وعاقد، ما لبثت أن اندمجت هذه القبيلة مع الكنعانيين. وحددت أيام الانتداب البريطاني حدود فلسطين خلال 1920-1923م، وهي تشمل الأراضي الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الميت ونهر الأردن وتصل جنوباً حتى رفح على الحدود مع سيناء المصرية، وشمالاً يحدها لبنان وسوريا.

تكوين المجتمع الفلسطيني وعروبة فلسطين

شهدت فلسطين عبر تاريخها، تعددية سكانية، وهجرات داخلية وخارجية، منها وإليها، وعلى الرغم من ذلك حافظت على عروبتها. بداية نجد أن تكوّن النّسيج الأصلي لسكان فلسطين كان من الكنعانيين الفينيقيين والعموريين العمالقة، وهم من القبائل العربية السامية التي هاجرت من وطنها في شبه الجزيرة العربية بسبب الجفاف والقحط الذي حل بها، إلى محيط يشمل وادي الرافدين ووادي الأردن وسورية ولبنان وفلسطين وصولاً إلى مصر السفلى على ضفاف وادي النيل، وتعاون هؤلاء على الرغم من اختلاف نزعاتهم، على وضع أسس الحضارة السامية الكبرى ليحققوا لأنفسهم سبل العيش الرغيد.

عاشت هذه الجماعات في هذه البقاع الجديدة مدة تزيد على الألفي عام قبل ظهور جماعة النبي موسى. ما لبث أن أعقب هجرة الكنعانيين والعموريين هجرة جماعات أخرى من شبه الجزيرة العربية وهم ما يعرفون بالآراميين إلى منطقة “حاران” (حرّان) في شمال سورية وينتمي إليهم النبي ابراهيم(ع). فبنت لنفسها هذه القبائل بزعامة ملوكها الكيان الذي انبثقت منه أقدم الامبراطوريات السامية الخمس: الأكدية، والبابلية، والآشورية، والكلدانية، وأخيراً الأمبراطورية العربية الإسلامية. فكانت من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة، قسم التاريخ.

أهم الأسباب لتنمية الحضارة السامية في الشرق الأدنى، والسّير بها قدماً في ركاب التّطور في مختلف الميادين الزراعية والتجارية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية([1]). وهكذا فإن الجزيرة العربية هي مهد الحضارات السامية، التي قذفت بأبنائها إلى ما وراء الصحارى، وكان كل ذلك قبل أن يغزو هذا الشرق الأقوام الآرية غير السامية. أما الادعاء اليهودي أنهم أسبق باستيطان أرض فلسطين من العرب، وأن العرب إنما جاؤوا إلى فلسطين مع الفتح الإسلامي، إنما تدحضه كل هذه الحقائق التاريخية. وسميت هذه الأرض باسم أرض كنعان([2]). والجدير بالذكر أن لغة هذه القبائل كلها كانت في الأصل لغة واحدة، هي اللغة السامية العربية الأم، ما لبثت أن تفرعت منها اللهجات السامية العربية من غير أن تفقد أصولها، منها الكنعانية والفينيقية والموآبية والعبرانية والعمورية والآرامية… فكان نتيجة ذلك منذ فجر التاريخ عالم عربي واحد، تعززه وحدة جغرافية مترابطة الأجزاء تضم الجزيرة العربية وأبناءها في البلاد التي هاجروا إليها، وهو عالم متصل برباط الأصل السامي العربي واللغة الواحدة، وكان النظام القبلي هو السائد مستنداً إلى الأعراف والتقاليد والعادات المتوارثة.

أما أورشليم (القدس) فهي كنعانية عربية منذ خمسة آلاف سنة، وأول من سكنها اليبوسيون (الكنعانيون) منذ نحو الألف الثالث قبل الميلاد حين هاجر الكنعانيون من جزيرة العرب إلى فلسطين. وورد اسم “أورشليم” (أوروسالم) في الكتابات الكنعانية التي تعرف برسائل تل العمارنة، وهي تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي قبل ظهور مدونات التوراة بأكثر من ألف عام، كما ورد اسم “يابيثي” في الكتابات الهيروغليفية المصرية، وهو تحريف لاسم “يبوس” وهو ما كانت تعرف به “أورشليم” نسبة إلى سكانها اليبوسيين قبل عهد موسى بقرون طويلة. ويتضح من ذلك أن اسم “أورشليم” الذي يحاول الصهاينة اليوم عدها من الأسماء العبرية (بمعنى اليهودية) هي في الحقيقة كلمة كنعانية أرامية أصيلة وردت في النصوص الكنعانية التي وجدت بمصر قبل ظهور موسى بعدة قرون.

عروبة فلسطين: عصر ابراهيم الخليل عصر عربي لا صلة له بعهد موسى أو عهد اليهود

يزعمم اليهود أن العرب جاؤوا إلى فلسطين مع الفتح الإسلامي، ويرون أن علاقتهم كيهود بفلسطين تعود إلى عهد ابراهيم الخليل، لكن الحقائق التاريخية تظهر أن العصر الذي عاش فيه ابراهيم الخليل(ع) كان عصراً منفصلاً عن عهد موسى(ع) أو عهد اليهود. فابراهيم الخليل(ع) ظهر في القرن التاسع عشر قبل الميلاد أي قبل ظهور موسى وأتباعه بسبعمائة عام، وقد بين القرآن الكريم صلة النبي إبراهيم بالجزيرة العربية وببيته العتيق، ولم يكن مرتبطاً بفلسطين التي هاجر إليها وكان مغترباً فيها كما تؤكد على اغترابه إلى فلسطين التوراة ذاتها، لذلك لا يوجد رابط  بين ابراهيم الخليل واليهود الذين لم يكونوا قد ظهروا بعد إلى عالم الوجود إلا بعد أكثر من ألف عام من عصره ، وأن كلمة “يهود” مشتقة من مملكة يهوذا التي ترجع إلى عهد الانقسام لذلك يمكن تحديد بداية اليهود بعد عهد موسى([3]). كما لا صلة لإبراهيم الخليل ويعقوب (اسرائيل) بعهد موسى الذي يفصل بينهما فاصل زمني يمتد إلى سبعمائة عام.

عهد موسى وظهور اليهود

ظهر النبي موسى حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد(ع). وعندما تاه موسى وأتباعه الفارين من فرعون مصر في صحراء سيناء سنة 1290 ق.م لم يغز العرب الكنعانين فلسطين، بل بقي مع جموعه الكثيرة بعيداً منهم في تلك الصحراء وبقيت السيادة للكنعانيين ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة([4])، لكن خليفته يوشع بن نون صمَّم على دخول أرض فلسطين عام 1186 ق.م واستطاع احتلال مدينة أريحا وهدمها وقتل سكانها، وهكذا بدأت فكرة التّجمع العبري منذ ذلك التاريخ فاستقروا في فلسطين. وعلى الرغم من ذلك بقي الكنعانيون محتفظين بأجزاء عديدة من فلسطين([5]). ولم يؤسس داوود مملكة إسرائيل إلا عام 1000 ق.م بعد أن سقطت القدس (أورشليم) التي كانت آخر حصون الكنعانيين، إلا أنّ هذه المملكة لم تدم أكثر من سبعين عاماً، ثم انهارت بموت سليمان عام 925 ق.م فانقسمت بعدها إلى مملكتين نشبت بينهما الحروب والدسائس لا سيما في ما يتعلق بالشؤون الدّينية وهما مملكة اسرائيل في الشمال، ومملكة يهودا في الجنوب وقد ضمت أورشليم وما جاورها، ولم تمض سنوات قليلة حتى هاجمها ملك مصر شيشق الليبي فدمرها وأخذ كنوز سليمان من الهيكل عام 920 ق.م، ثم جاء الأشوريون والكلدان، ودمروا المملكتين حتى أبيدت مملكة يهودا نهائياً على يد نبوخذ نصر عام 584 ق.م، وساق الجند والملك أسرى إلى بابل، فعادت إثر ذلك فلسطين من جديد عربية واستقبلت هجرات العرب من الجزيرة العربية وسوريا والعراق.

في ظل الإسلام

ظل العرب مستقرين في فلسطين حتى في أثناء حقبات حكم اليهود أنفسهم، فلما انهارت ممالكهم ضمها العرب الأنباط، ما لبث هؤلاء الأنباط أن خضعوا للقوّة الرّومانية الذين استطاعوا أن يفرضوا سيطرتهم على كل منطقة حوض البحر المتوسط في القرن الأول الميلادي. كما بقي العرب في فلسطين حين هدم هادريان الروماني هيكل اليهود وحرم عليهم سكن مدينة القدس وحتى الدّنو منها والتي أسسها فوق أنقاض أورشليم المهدمة، وهكذا انتهت صلة اليهود بفلسطين. وفي عام 636م ضُمت القدس إلى دولة الإسلام، وفي ظله انتعشت الحضارة في فلسطين، وانتجت الكثير من العلماء والمفكرين والقادة([6])، وبقيت جماعات قليلة من اليهود مقيمة في فلسطين بعد أن أصبحت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية، معظمهم من المتدينين الذين اقتصرت رغبتهم على ممارسة شعائرهم الدينية، وقدكانوا يؤمنون بفكرة بعث الدولة اليهودية في فلسطين بحدوث معجزة إلهية، يظهر معها المسيح المنتظر وهو الذي سيعيد بناء “هيكل سليمان” ويقود العالم نحو الخير والسلام([7]). وقد توزعوا في حوض البحر الأبيض المتوسط سعياً وراء الرزق والتجارة، وهكذا فإن صلة العرب بفلسطين لم تنقطع على مر العصور منذ أن كانت تعرف بأرض كنعان. إلى أن جاء المخطط البريطاني الذي استهدف خداع الأمة العربية تمهيداً لتجزئة وطنها فحين اشتدت وطأة الحرب العالمية الأولى على الإنجليز لجأوا إلى استغلال كل ما يمكن أن يُعينهم على النصر، فأعطوا من العهود للشريف حسين بن علي ما جعله يُمني النفس بتكوين دولة عربية مستقلة كبرى موحدة على أن يثور العرب ويحاربوا الأتراك المسلمين([8])، لإجلائهم عن كل أرض عربية، فأعلن الشريف حسين الثورة على العثمانيين من مكة في 10 حزيران 1916م وجرت المعارك بين العرب والأتراك، التي وقعت بفعل من حِيل الإنجليز([9]). هؤلاء الإنجليز هم من كانوا يقتسمون سراً البلاد العربية مع فرنسا وفق ما يسمى باتفاق سايكس بيكو في 26 أيار 1916م، وعلى خطٍ موازٍ كانوا يَعِدون اليهود بفلسطين كوطن قومي لهم من خلال وعد بلفور. أما الشريف حسين  الذي كان يظن بثورته تلك أنه يحمي العرب بضرورة بقاء المنطقة العربية موحدة بعد انهيار الدولة العثمانية. إلا أن محاربة العرب إلى جانب الإنجليز في حربهم ضد الأتراك المسلمين، كانت ضربة قوية موجعة للعثمانيين حيث أُرغمت تركيا على أن تحارب في ميدان كانت مطمئنة ومعتزة فيه([10])، وكانت حركته هذه عاملاً حاسماً في إحراز النصر للبريطانين([11])، ما أجبر الأتراك على الإنسحاب في نهاية الحرب إلى أقصى حلب حتى حدود الأناضول([12]). وقد تبين مع الوقت أن هذه الثورة لم تكن سوى حلم عربي جميل حاربته قوى كثيرة من أجل الوصول إلى المرحلة الراهنة التي نحن عليها اليوم في مختلف الدول العربية.

مفاصل السياق التاريخي للوضع الفلسطيني والحركة الصهيونية

ترجع أطماع بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية الغربية بفلسطين إلى عهد الغزوات الصليبية نظراً لما تمثله فلسطين بموقعها من أهمية اقتصادية ودينية، كما أن حملة بونابرت على مصر وبلاد الشام في نهاية القرن الثامن عشر قد أثارت أطماع بريطانيا من جديد، ولهذا دعت إلى الحفاظ على الممتلكات العثمانية، لتكون سداً منيعاً بوجه الأطماع الإستعمارية للدول الغربية،  ونظرت بريطانيا بقلق شديد لقيام محمد علي في مصر بإنشاء دولة قوية، ومحاولته ضم بلاد الشام وتهديده الأستانة، فعملت على قيام تحالف مع القوى الأوروبية ضده ودعمت موقف السلطان العثماني، ووقعت هذه الدول معاهدة لندن في 15 تموز 1840م، والتي قضت باعادة جميع الممتلكات التي استولى عليها في بلاد الشام لحظيرة الدولة العثمانية عدا مصر. وفي واقع الأمر فان الاهتمام البريطاني بفلسطين لم يكن من أجل تأمين طريق ممتلكاتها إلى الهند، بل كانت تهدف إلى تحويل فلسطين والمنطقة المجاورة إلى منطقة نفوذ لها. وتحقيقاً لمقاصدها افتتحت قنصلية بريطانية فيها سنة 1838م للاهتمام بمصالحها ومن ضمن اهتمامها كان “تقديم الحماية لليهود عامة” وهو ما أصبح عملاً رئيساً لقنصليتها في ما بعد([13]). وانطلاقاً من الهدف البريطاني تحرك قادة الصهاينة نحو الإنجليز لتحقيق أهداف الصهيونية في فلسطين. وقد نظر الساسة البريطانيون إلى الحركة الصهيونية نظرة استعمارية، إذ وجدوا فيها عبر تحقيق “إنشاء وطن قومي لليهود” وجوداً دائماً لهم في الشرق العربي ، يخدم أهدافهم لاستعمالهم كحاجز بشري استعماري غريب في المنطقة ضد أي تهديد لمصالح الإمبراطورية البريطانية([14]). وهكذا تلاقت الصهيونية بالإمبريالية العالمية في علاقة وجودية ومصيرية، فالصهيونية هي حركة استعمارية تقوم على استعمار الأرض واستيطانها بعد إخراج أهلها منها، وهي في واقعها تؤلف جزءاً لا يتجزأ من الرأسمالية العالمية التي تُعدّ الأمبريالية أعلى مراحلها. من هنا فإنّ الترابط وجودي ومصيري بين الصهيونية من ناحية وبين الاستعمار العالمي من ناحية ثانية الذي يمثله الإنجليز. وخلال سير المعارك في الحرب العالمية الأولى ومنها الحملة التركية على قناة السويس تأكد للبريطانيين مرة أخرى، أن التحكم في شؤون مصر لا يتم إلا من قاعدة سورية، وأن شبه جزيرة سيناء التي استولت عليها لغرض فرض السيطرة البريطانية على مصر، لم تكن كافية، من هنا كان لا بد من ضم فلسطين إلى الأملاك البريطانية([15]).

إذاً؛ فالحركة الصهيوينة هي حركة سياسية الطابع عدوانية الوسائل تهدف إلى عودة اليهود المشتتين وتوطينهم في دولة واحدة هي فلسطين. وما ساعد هذه الحركة في تحقيق مشروعها الاضطهادات التي نزلت باليهود في روسيا وبولونيا ورومانيا والتي جاءت على إثر المذابح الروسية سنة 1882م فهاجر اليهود إلى أوروبا. وكان لنشوء الحركة الصهيونية في أوروبا في هذه المرحلة كتعبير عن فقدان الأمل بقيام مجتمعات أوروبية تحررية عادلة قادرة على استيعاب اليهود اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً مندمجة في أوروبا، وتقاطعت أهداف هذه الحركة مع رغبة الدول الاستعمارية الكبرى لا سيما بريطانيا في استخدام الجاليات اليهودية لأغراض استعمار الشعوب المتخلفة، بعد فشل الأفكار التحررية التي نادت بها الثورة الفرنسية لتحقيق هذا الاندماج، وقد لاقت هذه الأفكار قبولاً وتشجيعاً من قبل كبار الرأسماليين اليهود الذين كانوا يرغبون بتحويل سيل الهجرة اليهودية من أوروبا الشرقية إلى خارج القارة لتجنب منافسة اليهود الوافدين للبورجوازية الصغيرة في أوروبا الغربية وعواقب البطالة في إثارة النعرات اللاسامية عند الطبقات الشعبية([16])، ورغبت الحركة الصهيوينة في أن يتنكر اليهود لقومياتهم. وفي النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر أخذ عدد من المفكرين اليهود في الدّعوة إلى العمل من أجل “العودة” إلى فلسطين واستعمارها، وأدت المجازر التي تعرض لها اليهود الروس إلى الدفع قدمًا بهذه الدعوة، واستطاعت جماعة “حب صهيون” على قيام بعض الشباب بحركة “البيلو” التي عملت على تهجير اليهود إلى فلسطين بقصد الإستيطان. وقد أرسلت هذه الحركة بعض المندوبين إلى استانبول لشراء الأراضي الفلسطينية لكن من دون جدوى، ومع ذلك تمكنت هذه الحركة عام 1882م من إيصال 20 مستعمراً يهودياً شكلوا طليعة الهجرة الصهيونية الأولى، وحوّل هؤلاء عدة قرى عربية صغيرة إلى مستعمرات صهيونية مثل عين قارة التي سموها “الأول في صهيون” وملبس أي”باب الأمل” وزمارين. وشكلت هذه المستعمرات النواة الأولى للاستعمار الزراعي في السنوات اللاحقة. لم يواجه المهاجرون اليهود في البدء أي عقبة سياسية بدخول أرض فلسطين، لأن زعماء المسلمين لم يمانعوا في أي حقبة من تاريخهم السماح لليهود القادمين من البلدان الأجنبية بدخول فلسطين واستيطان أرضها على غرار النصارى. ولقد وجد اليهود في العالم الإسلامي حمى ومأوى لهم من الإضطهاد الأوروبي لاسيما عندما هرب اليهود من اسبانيا (السفاديرم) بعد طردهم منها عام 1492م وتسامح سلاطين بني عثمان معهم ونعموا بالطمأنينة والاستقرار. وعامل السلطان عبد الحميد الثاني، يهود الدولة العثمانية الوطنيين معاملة طيبة، وهو أول حاكم تركي يعطيهم المساواة أمام القانون مع رعاياه المسلمين، ولما استلم الحكم أمر أن يُعطى رواتب شهرية لحاخام تركيا الأكبر وبمعنى آخر عامل الحاخام كما يعامل كبار موظفي الدولة، واتخذ تقليداً أن يرسل كل عام في عيد الفصح إلى حاخام استانبول ثمانية آلاف فرنك لتوزع على فقراء اليهود في العاصمة العثمانية([17]). ولقد كان وصول المهاجرين اليهود إلى أراضي الدولة العثمانية  ومنها فلسطين ينظر إليه نظرة إنسانية. لكن بعد وصول أول فوج من المستوطنين اليهود من رومانيا عام 1882م أصدر السلطان عبد الحميد الثاني ولأول مرة في التاريخ، وذلك عام 1885م، أمراً يسمح بدخول اليهود بصفة حجاج لا بصفة مستوطنين ولا يحق لهم الإقامة أكثر من ثلاثة أشهر فيها وأن يُسلّم اليهودي جوازه فور دخوله الأراضي العثمانية وأعطائه بدلاً منه جوازاً أحمر خاصاً([18]).وعلى الرغم من أن هذا القانون لم ينفذ بدقة، إلا أنه وما تلاه من قوانين لتقييد حركة الهجرة كانت تطبق فقط على اليهود الأجانب. وكان يقدر عدد اليهود في فلسطين عام 1814 م بحوالى 10,000 يهودي موزعين بين القدس والجليل وصفد وطبرية ([19]). بقيت الحركة الصهيونية مبعثرة وتفتقر إلى التنظيم الشامل إلى أن تمكن تيودور هرتزل من عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في 27 آب 1897 ([20]). إذ كان يعدُ حجر الأساس للدولة الصهيونية، فجاءت أهم مقرراته بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين؛ لذا انطلق هرتزل يعمل من أجل تحضير أدوات الاستعمار وربطها بالجهاز الإداري الصهيوني الذي كان يشرف على عملية الاستعمار في فلسطين. وعارض هرتزل بشدة أي محاولة للتسلل التدريجي إلى فلسطين بل إن خطته كانت تقضي بالحصول على ميثاق من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أن يمنح بموجبه الحقّ في إقامة مستوطن يهودي في فلسطين يتمتع بحكم ذاتي وبحماية الدولة العثمانية([21]). وحاول الحصول على دعم القيصر الألماني مقابل رعاية المصالح الألمانية إلا أنه مني بالفشل.

كما عمل هرتزل على استغلال أوضاع الدولة العثمانية السياسية والاقتصادية الصعبة بتأمين سداد ديون السلطنة التي ترهق كاهلها والمساعدة على إصلاح اقتصادها المنهار وبتقديم مبلغ ضخم للسلطان قدره مئة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهباً([22]) وغيرها من الأمور التي تساعد السلطنة على وقف انهيارها لقاء أن يسمح السلطان لليهود بالإقامة والاستيطان بفلسطين([23])، إلا أن السلطان عبد الحميد الثاني لم ينصع لإغراءات اليهود واتصالاتهم العديدة فيه، ومع أن هذه العروض كانت مهمة جداً بالنسبة إلى الوضع العام للسلطنة، كان رفض السلطان قاطعاً وقوياً، وقال “لا أملك هذا.. بيت المقدس ليس ملك العرب. بل ملك المسلمين” ([24]). وقال أيضاً “لا أقدر أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لي، بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه البلاد بإراقة دمه… لن نسمح لأحد باغتصابها منا… فليحتفظ اليهود بملايينهم…أما إذا سقطت الدولة وتم تقسيمها فقد يحصل اليهود على فلسطين بلا مقابل، إنّنا لن نقسم هذه الدولة إلا على جثثنا، ولن أقبل تشريحنا لأي غرض كان”([25])، وقد قبل الباب العالي إسكان اليهود في أراضي الدولة العثمانية، لكنه رفض السماح لهم بالسكن في فلسطين. وقد أدى فشل هرتزل في استعمار فلسطين عن طريق السلطان العثماني إلى متابعة جهوده لدى الدول الاستعمارية، فوجه أنظاره نحو انجلترا، لما كانت تلقى الحركة الصهيونية  هناك من  رعاية وتعاطف، وأيقن أن لا قيامة لوطنهم المزعوم إلا بخلع السلطان عن عرشه.

التقسيمات الإدارية لفلسطين في العهد العثماني منعاً لتهويد فلسطين

ضمن إطار الوحدة السياسية الإسلامية الجامعة التي كانت تتمتع بها الشعوب الإسلامية في عهد الخلافة العثمانية، كانت الدولة العثمانية مقسمة من ناحية إدارية إلى عدة ولايات، وكل ولاية تضم عدة ألوية وكل لواء يضم عدة أقضية… وكانت فلسطين مقسمة من الناحية الإدارية إلى قسمين: فالقسم الأول يتألف من الأنحاء الشمالية ويلحق بولاية بيروت وهو لواء عكا ولواء نابلس وأقضية صفد وطبريا والناصرة وحيفا، أما القسم الثاني يشمل الأنحاء الجنوبية ويتألف من لواء القدس المستقل وتلحق به أقضية يافا وغزة وبئر السبع والخليل وكان هذا القسم مرتبطاً بشكل مباشر بوزارة الداخلية في استانبول لإعطاء رعاية أكبر لهذه المنطقة إثر تزايد الهجرة اليهودية إليها، ومنع الاستيطان اليهودي في فلسطين. ولم يكن لليهود امتياز أو تفوق خلال العهد العثماني([26]). وكانوا ينقسمون إلى قسمين قسم يحمل الجنسية العثمانية وهم اليهود الوطنيين وقد عاشوا تحت حكم الدولة العثمانية بسلام وتمتعوا بحريتهم الدينية، وقسم اليهود الأجانب وقد أخذ هؤلاء يهاجرون إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر بكثرة وجل همهم امتلاك الأراضي وإنشاء المستعمرات مما لفت إليهم الأنظار، فوضعت الحكومة العثمانية نظاماً للهجرة إلى فلسطين منعت بموجبه اليهود الأجانب من الإقامة أكثر من ثلاثة أشهر فيها.

موقف عرب فسطين من الإستيطان اليهودي

لم يبدأ نشوء الشعور القومي عند العرب في القرن التاسع عشر ضد اليهود إلا بعد الهجرة الصهيونية الأولى عام 1882م. وبعد أن تحولت طبيعة الوجود اليهودي الديني والمعايشة مع جيرانهم إلى الطابع الاستعماري الاستيطاني الزراعي بوحي من الأفكار الصهيونية، ما عكس نفسه في تغيير موقف العرب من اليهود فأصبح موقف عرب فلسطين من هذا النشاط المبكر للاستعمار الصهيوني هو موقف التصدي والمقاومة. وترجمت مخاوف عرب فلسطين من هذا الاستيطان في القدس في رسالة نشرتها مجلة الجوائب اللبنانية في عددها 356/8 عام 1868م، ذُكر فيها عن قدوم أحد أعضاء الجمعية الإسرئيلية (الإليانس) إلى القدس وقد قال فيها” أن مراد الجمعية أن تشتري حقولاً ومزارع في الأراضي المقدسة ليتعلم أولاد اليهود الزراعة والحراثة” ويناشد كاتب المقال الدولة العلية أن تنظر في أمرنا وتتدارك أحوالنا، وإلا فإن اليهود لا يلبثون أن يجلونا من هذه الأرض”([27]). ثم بدأت الصدامات المسلحة بين الفلاحين العرب والغزاة الصهاينة عام 1886م عندما هاجم الفلاحون المطرودون من قرى الخضيرة وبتاح تيكفا (ملبس)، حيث دفعت هذه الاصطدامات الحكومة العثمانية في عام 1887م إلى فرض قيود على الهجرة اليهودية الاستيطانية. كما قام وجهاء القدس بتقديم عريضة للصدر الأعظم في 24 حزيران 1891م طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين وتحريم استملاكهم للأراضي فيها.

فلسطين في الحرب العالمية الأولى

سمح العهد الاتحادي لليهود بحرية ممارسة نشاطهم في فلسطين، فاستمر اليهود بشراء الأراضي واستصلاحها من بعض الاقطاعيين الفلسطينيين واللبنانيين، واستمرت الاحتكاكات بين العرب واليهود([28]). مع بداية الحرب العالمية الأولى كان عدد اليهود قد وصل ما يقارب إلى 80,000 يهودي([29])، وقد مثلت هذه الحرب فرصة أمام كل الأطراف في حال انتصار أحدهم للانتفاع بنتائجها. وكانت بريطانيا قد تعمدت سياسة عدم الوضوح في تحديد التزاماتها في مراسلاتها مع الشريف حسين في ما يتعلق بحدود الدولة العربية المقترحة بزعامته لأجل تنفيذ معاهدة سايكس بيكو المعقودة بينها وفرنسا والتي قضت هذه المعاهدة بوضع فلسطين تحت نظام دولي، وكانت تضغط عليه لإعلان ثورته على الأتراك مقابل الوعد الذي قطعته له بريطانيا وهو اعترافها باستقلاله بالبلاد العربية والتي تشمل فلسطين. في الوقت الذي قدم فيه الزعيم الصهيوني هربرت صموئيل إلى أعضاء الحكومة البريطانية مذكرة عرض فيها مشروعاً لتأسيس دولة يهودية في فلسطين تحت إشراف بريطانيا، يأوي إليها ثلاثة ملايين أو أربعة ملايين يهودي منتشرين في أوروبا “ونكون قد أوجدنا في جوار مصر وقناة السويس دولة جديدة موالية لبريطانيا”، وجرت المفاوضات بين زعماء الصهيونية  على رأسهم وايزمن، وبين المسؤولين البريطانيين، وأسفرت بنهايتها عن وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917م، ووافقت عليه بعد حين كل من فرنسا والولايات المتحدة ([30]).

المشروع الصهيوني قيد التنفيذ

انتهت الحرب العالمية الأولى، واحتل الإنكليز فلسطين في أيلول 1918م ووُضعت تحت حكم إدارة عسكرية بريطانية، وبدأ يظهر ما كانت تبيته بريطانيا لفلسطين من خلال زيارة لجنة صهيونية برئاسة وايزمان لفلسطين في آب 1918م وقد راحت هذه اللجنة تتجول في فلسطين وتطالب بإشراكها في الحكم وإدارة البلاد فوراً، على الرغم من أنّ اليهود لم يكونوا يشكلون حينئذ سوى ستة في المئة من مجموع السكان، وعملت على تدريب قوة عسكرية، وأقامت نظاماً قضائياً مستقلاً ودائرة للاستخبارات، وهو ما استفز العرب. وما لبث الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى أن عقدوا مؤتمراً للصلح في فرساي في 1 من كانون الثاني 1919م، حضره الأمير فيصل بن الحسين ألقى فيه خطاباً مطالباً فيه باستقلال البلاد العربية في آسيا ووحدتها ، مذكراً بالوعود المقطوعة لها،  وبضرورة تحقيقها. ثم قدَّم المؤتمر الصهيوني إلى المؤتمر في شباط مذكرة مطالباً فيها بإنشاء الدولة اليهودية في فلسطين وشرقي الأردن وجنوب لبنان. لم يبرم صك الانتداب البريطاني على فلسطين إلا في تموز 1922م وعليه وضعت فلسطين بصورة رسمية تحت الانتداب البريطاني([31]) في 24 تموز 1922م. وفي 10 آب. وقد نشرت بريطانيا دستور فلسطين، منح المندوب السامي البريطاني بموجبه سلطة تكاد تكون كاملة، وقد عينت أول مندوب سام لها السر هربرت صموئيل، وهو يهودي من أقطاب الحركة الصهيونية([32]) الذي أخذ على عاتقه تهويد فلسطين. ويعاون المندوب السامي مجلس تشريعي([33]). كانت بريطانيا قد أصدرت أمرها منذ نيسان 1918 إلى الإدارة العسكرية الحاكمة أن تطيع أوامر اللجنة الصهيونية التي وصلت آنذاك، فأعطيت اللجنة فوراً جميع التسهيلات اللازمة، وأصبحت المرجع الرئيس للإدارة الحاكمة، كما فتحت أبواب فلسطين للهجرة اليهودية([34])، وفي أوائل تموز 1920 أعلنت الحكومة البريطانية انتهاء الإدارة العسكرية في فلسطين وقيام إدارة مدنية. أما وعد بلفور فقد أدرج في صك الانتداب، وفيه تعهدت بريطانيا “أن تؤمّن في البلد ظروفاً سياسية واقتصادية تضمن بناء وطن قومي لليهود”.

ظهور الحركة الوطنية الفلسطينية

بدأ النضال السياسي بعقد المؤتمر الفلسطيني الأول سنة 1919م في القدس برفض المؤتمرين وعد بلفور والهجرة اليهودية والانتداب الإنكليزي وطالبوا بالوحدة السورية على أساس أنّ فلسطين جزء من سورية، وقرر تسمية فلسطين “سورية الجنوبية”. وانبثقت عنه لجنة تنفيذية للإشراف على الحركة الوطنية. وفي آب بادرت الحكومة البريطانية إلى إصدار دستور فلسطين في 10 آب 1922م وقد عقد الفلسطينيون سبعة مؤتمرات حتى سنة 1928م.جاءت أولى الثورات في الرابع من نيسان 1920م بينما كان عرب فلسطين يُجرون احتفالاً تقليديًّا بالنبي موسى، فاعترضهم بعض اليهود محاولين خطف العَلم العربي، وإهانة حامله، ودارت معركة بين العرب من جهة واليهود وإلى جانبهم الجيش البريطاني من جهة ثانية، وتوالت بعد ذلك الثورات كان أبرزها ثورة يافا في أول آذار 1921م دامت خمسة عشر يوماً. ثم جاءت ثورة البراق 1929 م فكانت ضد المشروع الصهيوني والاستعمار الإنكليزي على حدٍ سواء([35]). وتميّز النّصف الأول من الثلاثينات بازدياد النشاط السياسي والتفاعل الوطني مع الأحداث، وتوجيه العداء ضد السلطات البريطانية. ومن أهم الشعارات التي رفعتها الثورة، أنها نادت بإلغاء الانتداب البريطاني ومنح فلسطين الاستقلال الوطني، وإلغاء وعد بلفور، ووقف الهجرة اليهودية ووقف بيع الأراضي للصهاينة، بمعنى الإصرار على مطالبهم السابقة. وتم عقد المؤتمر الإسلامي العام في القدس بين 7-17 كانون الأول 1931 م برئاسة الحاج أمين الحسيني وبحضور مندوبين عن اثنين وعشرين بلداً وشخصيات إسلامية كبرى، تكرس خلاله البعد الإسلامي لقضية فلسطين. وتشكلت الأحزاب الفلسطينية وكان أولها “حزب الاستقلال” سنة 1932م، و”الحزب العربي الفلسطيني، سنة 1935م، ونشأت تنظيمات سرية عسكرية جهادية مثل حركة”الجهادية” بقيادة عز الدين القسام، و”منظمة الجهاد المقدس” بقيادة عبد القادر الحسيني، ومجموعة “الكف الأخضر”([36]). وراح المتطوعون العرب ينظمون صفوفهم منذ 1935 م، في إثر تدفق سيل من الهجرة اليهودية على فلسطين([37])، وما حدث كان رد فعل طبيعي من السكان، فكانت الثورة الكبرى التي بدأت في 15 نيسان 1936 م في إثر قتل اثنين من اليهود، ثم تفاعلت الأحداث، وزكّتها ردود فعل غاضبة متبادلة بين العرب واليهود. وتم توحيد الأحزاب العربية وتشكيل اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني، وأعلنت اللجنة الإضراب حتى تشكيل حكومة فلسطينية مسؤولة أمام برلمان منتخب، ووقف الهجرة اليهودية. واستمر الاضراب مئة وثمان وسبعين يوماً، ولم تتوقف المرحلة الأولى من الثورة إلا في 12/10/1936م، في إثر نداء وجهه ملوك وأمراء العرب، وقد قررت بريطانيا إزاء الوضع المتأزم قدوم لجنة ملكية بريطانية لتدرس الوضع. ما لبثت أن أصدرت توصيات اللجنة الملكية في مطلع تموز 1937م، واقترحت تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، مما كان سبباً لتأجيج الثورة من جديد، وعلى إثر اغتيال الحاكم البريطاني في 26/9/1937م. جاء رد السلطات البريطانية قمعياً وأمرت بحل المجلس الإسلامي الأعلى واللجنة العربية العليا، وحاولت اعتقال الحاج أمين الحسيني الذي استطاع الهرب إلى لبنان وأكمل قيادة الثورة من هناك. ونجح الثوار في صيف 1938م في السيطرة على الريف الفلسطيني وقراه. وانهارت السلطة المدنية البريطانية لمرحلة مؤقتة، ما اضطر البريطانيين لاستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة، وإعادة احتلال الريف قرية قرية. كما حاولت بريطانيا إيجاد مخرج سياسي، فقامت بإلغاء مشروع تقسيم فلسطين وأفرجت عن بعض المعتقلين وشكل هذا نصراً سياسياً للثورة([38]). ودعت إلى مؤتمر في لندن حضره وفود تمثل عددًا من الدول العربية وممثلين عن الفلسطينيين واليهود غير أن العرب رفضوا الاجتماع إلى مندوبي اليهود([39])، وإزاء فشل المؤتمر الذي انعقد في شباط 1939م، أعلن البريطانيون منفردين “الكتاب الأبيض” في أيار 1939م الذي أقرت فيه بريطانيا أنه ليس من سياستها أن تصبح فلسطين دولة يهودية، وجل ما تريده دولة فلسطينية مستقلة يقتسم فيها العرب واليهود السلطة الحكومية، وأعلنت سعيها لإنشاء هذه الدولة في مدة عشر سنوات، إلا أنّ معظم القيادات الفلسطينية لم توافق على هذا المشروع، كما احتج عليه اليهود على أساس أنه خروج على اتفاقهم مع الإنجليز.

في أوائل أيلول 1939م نشبت الحرب العالمية الثانية وألقت بظلاها على الوضع الفلسطيني فهدأت الثورات لبعض الوقت، بعد تشتت القيادات السياسية الفلسطينية وانشغال بريطانيا بظروف الحرب، على الرغم من تشديد قبضتها على جميع أنشطة الشعب الفلسطيني من جمعيات وأحزاب وصحف وركزت جهودها على نزع السلاح من المواطنين الفلسطينيين. في هذه الحقبة تطلع عرب فلسطين إلى الحصول على حقوقهم في نهاية الحرب([40])، ونشط الصهاينة في كسب العواطف والأنصار مستغلين أحداث الحرب وتهويل ما حصل لهم في ألمانيا النازية وأوروبا الشرقية. مؤكدين أنه لا يوجد مكان آمن لحمايتهم، ولا بديل لنجاتهم سوى إقامة وطنهم القومي في فلسطين. ووجهت الحركة الصهيونية تركيزها على الولايات المتحدة الأمريكية على أنها قوة صاعدة بديلاً لبريطانيا، فعقد الصهاينة مؤتمرهم في فندق بلتيمور في نيويورك في أيار 1942م وكان ذلك إيذاناً بانتقال الحركة الصهيونية من انجلترا إلى الولايات المتحدة([41])، فأعلنوا الدعوة لإقامة دولة يهودية ولإنشاء جيش يهودي له رايته الخاصة وحصلوا على الدعم الأمريكي لذلك([42])، عندها شارك ستة وعشرون ألفاً من يهود فلسطين في الجيش البريطاني خلال الحرب معظمهم أعضاء في منظمة الهاغاناه ما مكّنهم من تكوين خبرة عسكرية، جعلتهم نواة الدولة اليهودية المنتظرة. وحصل اليهود على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين بإلغاء الكتاب الأبيض. وقد قامت بريطانيا بإلغاء الكتاب الأبيض في 14/11/1945م وطلبت من الأمم المتحدة أن تدرج قضية فلسطين ضمن جدول أعمالها في 2/4/1947م، ما جعل القضية تتخذ بعداً دولياً. وتشكلت لجنة تحقيق دولية خاصة بفلسطين لوضع تقريرها عنه. فنصت توصياتها على إنهاء الانتداب البريطاني، وتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت وصاية دولية. وعلى الرغم من المعارضة العربية فإن الجمعية العامة اتخذت قراراً في 29/12/1947م يقضي بتقسيم فلسطين. عارض الشعب الفلسطيني قرار التقسيم وشاركه في ذلك الشعب العربي كله والحكومات العربية والإسلامية، لأن هذا القرار يخالف حقوق الإنسان وحق تقرير المصير. وعمت المظاهرات الصاخبة فلسطين التي نددت بمشروع التقسيم. وعمل الشعب الفلسطيني بالإعداد لمحاربة هذا المشروع بعدة وسائل منها: إنشاء مؤسسة مالية لدعم الثورة، وتكليف لجان للاتصال بالعالمين العربي والإسلامي لشرح القضية الفلسطينية وطلب المعونات للثورة، التسلح والإعداد للمعركة. إثر عودة المجاهد عبد القادر الحسيني إلى القاهرة من سجون بريطانيا في العراق مطلع عام 1946م، قام بشراء السلاح وتهريبه سراً إلى فلسطين. وازدادت عملية التسليح أيضاً بعد وصول المفتي الحاج أمين الحسيني إلى القاهرة صيف 1946م، على الرغم من ملاحقة السلطات البريطانية لكل من يشتبه بأنه يعمل في هذا الميدان. وتعاونت الهيئة العربية العليا مع اللجان القومية والمنظمات الفلسطينية في فلسطين على الجهاد، فشكلت قوة من “الجهاد المقدس” وقوة أخرى من “جيش الإنقاذ” من المجاهدين العرب وقوة داخل فلسطين “اللجان القومية الفلسطينية” واستطاعت هذه التشكيلات الثلاث أن تقوم بعبء المقاومة ضد القوات البريطانية وضد الجيش اليهودي منذ صدور قرار التقسيم في 29/11/1947م حتى انسحاب قوات الانتداب البريطاني في 15 أيار 1948م.

واندلعت الحرب ضد الفلسطينيين فور صدور قرار التقسيم، وعلى الرغم من ضآلة عدد المجاهدين وقلتهم وإمكانياتهم،  وقلّة مساندة أبناء الشعوب العربية والإسلامية إخوانهم في الجهاد، استطاعوا أن ينزلوا بالجيش الصهيوني ضربات قاصمة، كان من أروعها عندما تمكنوا من نسف الوكالة اليهودية. ونتيجة للمقاومة الفلسطينية الشديدة لجأ اليهود إلى ارتكاب المجازر لإرهاب الناس وإرغامهم على ترك مدنهم وقراهم. فكانت مذبحة دير ياسين ضد المدنيين الفلسطينيين العزل بقيادة مناحيم بيغين، الذي قال عن المذبحة أنها السبب في قيام دولة “اسرائيل”([43])، وأعلنت الحركة الصهيونية “دولة إسرائيل” في مساء 14/5/1948م. وتمكنت مع نهاية الحرب من هزيمة الجيوش العربية ومن الاستيلاء على ما يوازي 77% من أرض فلسطين وتوقيع “الهدنة” مع الحكومات العربية. واستمرت موجات النزوح فبلغت حوالى 750,000 فلسطيني طردوا من وطنهم فيما صار يعرف “النكبة”.

تابع الفلسطينيون بكل الوسائل القيام بواجبهم لتحرير وطنهم المغتصب. ومن هاجر من الفلسطينيين من أرضه أسس أحزابًا أو منظمات سياسية ووطنية؛ ووجدوا في الدول التي يقيمون فيها، متنفساً لهم للعمل الوطني لعلهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الوطنية في تحرير فلسطين، فتابعوا النضال من الخارج. وتم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م، بعد مؤتمر عام حصل في القدس ضم ممثلين عن مختلف تجمعات الفلسطينيين ونخبة من مثقفيهم. بينما على الصعيد الشعبي استطاعت حركة التحرير الوطني “فتح” أن تستقطب الشباب. وكانت أولى العمليات المسلحة في ليلة 1/1/1965م واستمرت “فتح” بممارسة نشاطها العسكري وبشكل دائم ونشط. وفي تشرين الأول 1974م عُقِد مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط واعترف أنّ هذه المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وفي 2 تشرين الثاني 1974م حصلت منظمة التحرير على وضعية العضو المراقب بموجب قرار 3237 الذي دعا المنظمة إلى المشاركة في دورات الجمعية العامة وفي أعمالها([44]). وهكذا أصبحت هي الجهة المخولة بموجب الشرعية الدولية بالشأن الفلسطيني. وانطلاقاً من المعطيات السياسية الجديدة أنشأت منظمة التحرير على المستوى الدولي سفارات ومكاتب تمثيل ديبلوماسية في معظم دول العالم. كما تأسست”الجبهة القومية لتحرير فسطين” وجناحها العسكري، وهي التي أنشأت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بالتحالف مع قوى أخرى([45]). وفي صباح 5 حزيران 1967م احتل الصهاينة باقي فلسطين وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان وتشريد ثلاثمئة وثلاثين ألف قلسطيني آخرين، وكان من نتائجها نمو الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل أكبر. وبات التركيز على استعادة الأرض المحتلة سنة 1967 م والاستعداد الضمني للتنازل عن الأرض المحتلة سنة 1948م. وبرز العمل الفدائي الفلسطيني  منذ 1967م. ما لبث بعدها أن برزت الظاهرة الإسلامية. واندلعت الانتفاضة الأولى سنة 1987-1993 م وتميزت أنّ أهل الداخل المحتل كانوا أبطالها، مع مشاركة التيار الإسلامي فيها بقوة وبشكل منظم وشملت قطاعات الشعب كافة ، وتزامنت مع إنشاء حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وفي انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر (12-15/11/ 1988 م) الذي يتبع م.ت.ف. وتم وضع برنامج قائم على الاعتراف بالقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 181 لسنة 1947 م القاضي بتقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية، واعترفت  رقم 242 في تشرين الثاني 1967 م ودعت إلى تسوية سياسية من خلال مؤتمر دولي. لكن في أوائل التّسعينيات حدثت تغييرات على المستوى العربي والدولي أضعفت الموقف الفلسطيني وذلك في إثر الاجتياح العراقي للكويت وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من الكويت، وما استتبعه من “حرب الخليج” ونتائجها على قضية فلسطين. أما على الصعيد الدولي جاء انهيار الاتحاد السوفياتي ليبرز الولايات المتحدة كقوة وحيدة أولى في العالم، تزايد في إثر ذلك النفوذ اليهودي فيها، وسعت الولايات المتحدة لإغلاق الملف الفلسطيني بما يخدم مصالحها. ونجحت في جر البلاد العربية إلى مؤتمر السّلام العربي الإسرائيلي في تشرين الأول 1991م، وحصلت المفاجأة عندما أُعلن عن اتفاق أوسلو في النروج بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ووقع عليه رسمياً في واشنطن 13/9/1993م. وتضمن حكماً ذاتياً في قطاع غزة وأريحا كمرحلة أولى على أن يشمل مناطق فلسطينية أكثر في مراحل تالية، ومكن الشّعب الفلسطيني من إقامة كيانه السياسي لأول مرة على أرض فلسطينية. إلا أن وصول عملية السلام لطريق مسدود إزاء التعنت والتطرف الإسرائيلي والإصرار على الاستمرار في الاستيطان في الضفة الغربية، وعلى إثر زيارة أريل شارون الاستفزازية إلى حرم المسجد الأقصى في 29/9/2000 م اندلعت انتفاضة الأقصى. وترافقت هذه الانتفاضة مع صعود شعبية “حركة حماس” وقوى المقاومة وتراجع شعبية “فتح” وقيادة السلطة الفلسطينية. أما ياسر عرفات فوُضع تحت حصار قاس دام سنتين ونصف، ما لبث أن تُوفَى في ظروف غامضة في 11/11/2004 م. فتولى محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية. لكن الدولة العبرية تابعت عدوانها على أهل فلسطين في 2006 -2011 م، ومن أبرز أساليبها التشديد على ضرب المقاومة الفلسطينية وتركيزها على قطاع غزة وحملات الإعتقالات في صفوف المقاومين. إلا أنّ المقاومة طورت أساليبها من خلال تطوير إمكاناتها الصاروخية، وحفر الخنادق، والعمليات الاستشهادية.

 خاتمة

يواجه الكيان الإسرائيلي أزمة وجودية مستقبلية تتمثل في أنّه متواجد ضمن بيئة معادية له، والتي لم تتقبله كونه قائم على اغتصاب الأرض والحقوق وطرد السكان الأصليين، فهذا الشعب الذي سُلبت حقوقه بالحيلة والقوة والخديعة نراه يزداد إصراراً على حقّه في العودة وتحرير أرضه. واستطاع بفضل إصراره على الحصول على حقّه أن تبقى قضية فلسطين قضية تجمع المسلمين كافة وتوحدهم، في مواجهة العدو الصهيوني، فغدت القضية المركزية للعالم الإسلامي. وأن هذه القضية بقيت حية على الرغم من الجراح التي أثخنتها، بل واستعداد أبنائها في بذل أثمن ما يملكون في سبيل إرجاع حقهم المسلوب والمغتصب. وما ادعاء اليهود بحقهم التّاريخي في أرض فلسطين إلا ادعاء واهم يستند إلى أباطيل ابتدعوها وزيفوا التاريخ ليضللوا الرأي العام أنّهم أحقُّ من العرب الفسلطينيين بأرض فلسطين. وجهت المقاومة الفلسطينية  والانتفاضات المتتالية، منذ بداياتها وحتى وقتنا الحالي ضربات قاسية سواء لسلطات الانتداب في مرحلة ما قبل التقسيم، وما بعده، وفي مرحلة التسوية السلمية والتّطبيع مع العدو. وعملت الانتفاضة كعنصر توحيد للشعب الفلسطيني فتميزت بالمشاركة الشّعبية الواسعة في كل أرجاء فلسطين، وانعكست على أسلوب حياة الناس اليومي، واشتداد العداء للمشروع الصهيوني، وضد الولايات المتحدة على السواء. وكان لاستخدام الإعلام ودوره في إظهار الحقّ الفلسطيني وفي التعبئة بين الشعب، فتمكن المسلمون من كسر الطوق الإعلامي الغربي الداعم للكيان الصهيوني.

فهرس المصادر والمراجع

المصادر

1- مذكرات الحاج محمد أمين الحسيني، إعداد وتصنيف عبد الكريم العمر، الطبعة الأولى، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1999.

2- مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، تقديم وترجمة محمد حرب، الطبعة الثالثة، دار القلم، دمشق، 1991.

3- جمال باشا: مذكرات جمال باشا، إعداد محمد السعدي، الكتاب الأول، دار الفارابي، الطبعة الأولى، 2013.

المراجع

1- أبو بصير، صالح مسعود: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، الطبعة الأولى، 1968.

2- أكادمية العلوم في الاتحاد السوفياتي: تاريخ الأقطار العربية المعاصر 1917 – 1970، دار الفارابي، الطبعة الأولى، بيروت، 1975.

3- بروكلمان، كارل: تاريخ الشعوب الإسلامية، نقلها إلى العربية، نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي،الطبعة الخامسة، دار العلم للملايين، بيروت، 1968.

4- حلاق، حسان علي: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897 – 1909، جامعة بيروت العربية، بيروت، 1978.

5- الديك، وداد: مسار وتطور العلاقات اللبنانية – الفلسطينية منذ 1948،الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، بيروت، 2016.

6- رافق، عبد الكريم : فلسطين في عهد العثمانيين (2) من مطلع التاسع عشر الميلادي إلى العام 1918م، من الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، المجلد الثاني.

7- زعيتر، أكرم: القضية الفلسطينية، دار المعارف بمصر، 1955.

8- زين، زين نور الدين: الصراع الدولي في الشرق الأوسط وولادة دولتي سوريا ولبنان، الطبعة الثالثة، دار النهار للنشر، بيروت، 1977.

9- سعيد، أمين: الثورة العربية الكبرى ، المجلد الأول والمجلد الثالث، مكتبة مدبولي، القاهرة، لا تاريخ.

10- سوسه، أحمد: العرب واليهود في التاريخ حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الأثرية، الطبعة الثانية، العربي للإعلاان والنشر والطباعة، لا تاريخ.

11- الشاذلي، محمود ثابت: المسألة الشرقية دراسة وثائقية عن الخلافة العثمانية 1299 – 1923م،الطبعة الأولى، مكتبة وهبة، القاهرة،1989.

12- شو، ستانفورد ج.: يهود الدولة العثمانية والجمهورية التركية، ترجمة الصفصافي أحمد القطوري، دار البشير للثقافة والعلوم، الطبعة الأولى، 2015.

13- صالح، محسن محمد: القضية الفلسطينية خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، 2012.

14- العويسي (المقدسي)، عبد الفتاح محمد: جذور القضية الفلسطينية 1799-1923، دار الخلدونية، الطبعة الثالثة، الجزائر، 2013.

15- غنيم، عادل حسن: الولايات المتحدة والقضية الفسطينية، من حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، جامعة قطر، العدد الرابع، 1981م.

16- الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة العاشرة، بيروت، 1990.

17- مجموعة مؤلفين: تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، المؤسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، بيروت، 1991.

18- النتشة، رفيق شاكر: عبد الحميد الثاني وفلسطين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثالثة، بيروت، 1991.

19- ياغي، اسماعيل أحمد ، الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، دار المريخ للنشر، الرياض، 1983.

20- يوميات هرتزل، إعداد أنيس الصايغ، ترجمة هلدا شعبان صايغ، مركز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، 1968.

([1]) أحمد سوسه: العرب واليهود في التاريخ حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الأثرية، الطبعة الثانية، العربي للإعلاان والنشر والطباعة، لا تاريخ،  ص (خ) وص(ض).

([2]) اسماعيل أحمد ياغي، الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، دار المريخ للنشر، الرياض، 1983، ص 5.

([3]) أحمد سوسه: العرب واليهود في التاريخ حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الأثرية، مرجع سابق،  ص هـ هـ.

([4]) عبد الوهاب الكيالي: تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة العاشرة، بيروت، 1990، ص 14.

([5]) صالح مسعود أبو بصير: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، الطبعة الأولى، 1968، ص 19، وص 20.

([6]) عبد الكريم رافق: فلسطين في عهد العثمانيين (2) من مطلع التاسع عشر الميلادي إلى العام 1918م، من الموسوعة الفلسطينية، القسم الخاص، المجلد الثاني، ص927، وص 928.

([7]) محسن محمد صالح: القضية الفلسطينية خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، 2012، ص 23 ، واسماعيل أحمد ياغي، الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، مرجع سابق، ص 18.

([8]) أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ، المجلد الأول، مكتبة مدبولي، القاهرة، لا تاريخ، ص 175.

([9]) زين نور الدين زين: الصراع الدولي في الشرق الأوسط وولادة دولتي سوريا ولبنان، الطبعة الثالثة، دار النهار للنشر، بيروت، 1977، ص61.

([10])جمال باشا: مذكرات جمال باشا، اعداد محمد السعدي، الكتاب الأول، دار الفارابي، الطبعة الأولى، 2013،  ص292.

([11]) أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، دار المعارف بمصر، 1955، ص40.

([12]) أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ، المجلد الثالث، مرجع سابق، ص 50.

([13]) رفيق شاكر النتشة: عبد الحميد الثاني وفلسطين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثالثة، بيروت، 1991، ص93، وص 94، وحسان علي حلاق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، جامعة بيروت العربية، بيروت، 1978، ص 42، وص 50.

([14]) اسماعيل أحمد ياغي، الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، مرجع سابق، ص 58.

([15]) كارل بروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية، نقلها إلى العربية، نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي،الطبعة الخامسة، دار العلم للملايين، بيروت، 1968، ص 767.

([16]) عبد الوهاب الكيالي: تاريخ فلسطين الحديث، مرجع سابق، ص 25.

([17]) رفيق شاكر النتشة: عبد الحميد الثاني وفلسطين، مرجع سابق، ص 30.

([18]) عبد الوهاب الكيالي: تاريخ فلسطين الحديث، مرجع سابق، ص 41.

([19]) رفيق شاكر النتشة: عبد الحميد الثاني وفلسطين، مرجع سابق، ص 27.

([20]) عبد الوهاب الكيالي: تاريخ فلسطين الحديث، مرجع سابق، ص 28.

([21]) حسان علي حلاق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، مرجع سابق، ص 174.

([22]) عبد الفتاح محمد العويسي (المقدسي): جذور القضية الفلسطينية 1799-1923، دار الخلدونية، الطبعة الثالثة، الجزائر، 2013، ص282،  وحسان علي حلاق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، مرجع سابق، ص 176، وص 177.

([23])ستانفورد ج. شو: يهود الدولة العثمانية والجمهورية التركية، ترجمة الصفصافي أحمد القطوري، دار البشير للثقافة والعلوم، الطبعة الأولى، 2015، ص333.

([24]) محمود ثابت الشاذلي: المسألة الشرقية دراسة وثائقية عن الخلافة العثمانية 1299-1923م،الطبعة الأولى، مكتبة وهبة، القاهرة،1989، ،ص158.

([25]) مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، تقديم وترجمة محمد حرب، الطبعة الثالثة، دار القلم، دمشق، 1991، في الحاشية ص142، ويوميات هرتزل، إعداد أنيس الصايغ، ترجمة هلدا شعبان صايغ، مركز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، 1968، ص35.

([26]) أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ، المجلد الثالث، مرجع سابق، ص 43.

([27]) رفيق شاكر النتشة: عبد الحميد الثاني وفلسطين، مرجع سابق ص 99.

([28]) حسان علي حلاق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، مرجع سابق، ص 255.

([29]) أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ، المجلد الثالث، مرجع سابق، ص 64، و ستانفورد ج. شو: يهود الدولة العثمانية والجمهورية التركية، مرجع سابق، ص 340.

([30]) أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، مرجع سابق، ص 44، وصالح مسعود أبو بصير: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، مرجع سابق، ص 67.

([31])أكادمية العلوم في الاتحاد السوفياتي: تاريخ الأقطار العربية المعاصر 1917-1970، دار الفارابي، الطبعة الأولى، بيروت، 1975، ص 157.

([32]) أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، مرجع سابق، ص 63.

([33])Carl Brockelmann, History of The Islamic Peoples, Newyork,P488.

([34]) صالح مسعود أبو بصير: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، مرجع سابق، ص 87.

([35]) أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، مرجع سابق،  ص 77، وص 91.,

([36]) محسن محمد صالح: القضية الفلسطينية خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة، مرجع سابق، ص 47.

([37]) Carl Brockelmann, History of The Islamic Peoples, Op. Cit.,P488.

([38]) مذكرات الحاج محمد أمين الحسيني، إعداد وتصنيف عبد الكريم العمر، الطبعة الأولى، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1999،ص 274.

([39]) كارل بروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية، مرجع سابق، ص772.

([40])عادل حسن غنيم: الولايات المتحدة والقضية الفسطينية، من حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، جامعة قطر، العدد الرابع، 1981م،ص110.

([41]) عادل حسن غنيم: الولايات المتحدة والقضية الفسطينية، مرجع سابق، ص117.

([42]) مجموعة مؤلفين: تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، المؤسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، بيروت، 1991،ص 120، ومذكرات الحاج محمد أمين الحسيني، مرجع سابق، ص 281.

([43]) مجموعة مؤلفين: تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، مرجع سابق، ص 126.

([44]) وداد الديك: مسار وتطور العلاقات اللبنانية-الفلسطينية منذ 1948،الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، بيروت، 2016، ص53.

([45]) محسن محمد صالح: القضية الفلسطينية خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة، مرجع سابق، ص79.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website