foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الرجل القدوة في شعر “نزار قبّاني”

0

الرجل القدوة في شعر “نزار قبّاني”

“نزار قبّاني” شاعر الرجل

د. ريتّا يوسف حدّاد([1])

الرجل القدوة في شعر “نزار قبّاني”([2])

“نزار قباني” شاعر الرجل. تحمل هذه الدراسة إشكاليّة تتعلّق بالمفارقة بين ما هو شائع عن “نزار قبّاني” شاعر المرأة، وما ستثبته الدراسة عن “نزار قبّاني” شاعر الرجل أيضًا، وصولًا إلى رفض سجن الشاعر في لون واحد، في حين قصائده متعدّدة الألوان. فنزار جعل من “الحبّ قضيّة، بل وجهًا من القضيّة الكبرى الّتي هي الحياة. يستولي على النفس ويسيّرها ويلوّن العالم بألوانه الزّاهية أو الباكية، يعدّل من قيم الوجود ويبدّل.”([3]) وما لبث أن جعل الوطن قضيّة القضايا الّتي أولاها قلمه وكيانه وفكره وقلبه، فأولاها الدارسون اهتمامهم  ونتج عن ذلك أن لقّب “نزار” أوّلًا بشاعر المرأة، ثمّ بشاعر الوطن.

وانطلاقًا من هنا تتحدّد أهمّيّة هذه الدراسة الّتي تسعى إلى التأكيد على أنّ “نزارًا” شاعر الرجل أيضًا، فرجالٌ كثيرون، كانوا قدوةً في عينيه فخصّهم بالعديد من القصائد والكثير من الحبّ.  “لقد حلم الشاعر نزار قبّاني دائمًا بشعرٍ عربيّ، تكون فيه مساحة الكلمة بمساحة الانفعال، وحجم الصوت الشعريّ بحجم فم الشاعر، وبحجم هواجسه وأن يكون الشعر خلاصة الخلاصة”.([4]) كتب “نزار” للأب والعم والقائد والثائر والشاعر، الّذين كانوا قدوةً في عينيه، وسنفرد لهم عناوين في هذه الدراسة.

1- الأب

“الحياة تبدأ بدايةً جيّدةً، تبدأ مسيّجةً، محميّةً دافئةً في صدر البيت.”([5]) تشرّبت روح “نزار قبّاني” الوطنيّة من البيت، من منابعها الصحيحة، “وإذا طالعنا بألفة فسيبدو أبأس بيتٍ جميلًا”([6])، وكان الشاعر ابن رجل امتزجت طموحاته مع الأحرار الذّين يرفضون الخنوع والذلّ ويقاومون المحتلّ الغريب، وأكثر من هذا، إذ كرّس منزله للقاء القادة والجماهير، والتخطيط، والانطلاق نحو الغاية المقدّسة: تحرير الوطن. فكان بيته “معقلًا للحركة الوطنيّة في الشام العام 1935م وفي باحة الدار الفسيحة، كان يلتقي قادة الحركة الوطنيّة السوريّة بالجماهير. ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضدّ الانتداب الفرنسيّ…”([7]).

الإخلاص للوطن، والاستعداد للتضحية فداءً عنه بكلّ شيء حتّى بالذات التي ترخص أمامه، والصدق والمحبّة، مع ضآلة المقدرة الماليّة الكافية لشراء الأسلحة اللازمة، لمواجهة العدوّ المدجّج بالسلاح والحقد والعدوان والشّراسة، كلّها أمور زيّنت المناضلين وبينهم “توفيق القبّاني” والد الشاعر: “كان حيّ الشاغور حيث كنّا نسكن، معقلًا من معاقل المقاومة، وكان زعماء هذه الأحياء الدمشقيّة من تجّار ومهنيّين، وأصحاب حوانيت، يموّلون الحركة الوطنيّة، ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم. أبي، “توفيق القبّاني”، كان واحدًا من أولئك الرجال، وبيتنا كان واحدًا من تلك البيوت”([8]).

من هنا كانت فاجعة غياب الأب مثقلة بالذهول والحزن والرفض: يقول في قصيدة “أبي”:

“أَماتَ أَبوك؟

ضَلالٌ.. أَنا لا يَموتُ أَبي

فَفي البَيْتِ مِنْهُ..

رَوائِحُ رَبٍّ.. وَذِكْرى نَبِي…

أَشُدُّ يَدَيْهِ.. أَميلُ عَلَيْه

أُصَلّي عَلَى صَدْرِهِ المُتْعَبِ

أَبي.. يا أَبي..  إِنَّ تاريخَ طيبٍ

وَراءَكَ يَمْشي، فَلا تَعْتَبِ

عَلى اسْمِكَ نَمْضي… فَمِنْ طَيّبٍ

شَهِيّ المَجاني إِلى أَطْيَبِ

حَمَلْتُكَ في صَحْوِ عَيْنَيَّ حَتَّى

تَهَيَّأَ لِلناسِ أَنّي أَبي..

أَشيلُكَ حَتَّى بِنَبْرَةِ صَوْتي

فَكَيْفَ ذَهَبْتَ.. وَلا زِلْتَ بي؟”([9])

يرفض الشّاعر فكرة موت الأب، الوالد البطل، ذي السّيرة الزّكيّة والقدوة لأبنائه وللمناضلين. لأنّه يشعر أنّ والده يقف حصنًا منيعًا وسدًّا عاليًا بينه وبين المآسي ووعورات الحياة والموت، وحين يزول هذا الحصن تصبح المآسي منه أقرب، والموت إليه أسرع. وعلى الرغم من تعب الوالد، وشقائه، وتصدّيه للأزمات، للحفاظ على استمراريّة عائلته الحياتيّة، في أبعادها وحاجاتها جميعها، إلا أنّ صدره هو الّذي يبعث الأمان ويلاشي الوهن من بين أفراد عائلته من وجهة “إنّ تاريخ طيبٍ، وراءك يمشي، على اسمه نمضي”، وبينهم وبين السماء من وجهة ثانية: “أصلّي على صدره المتعب”.

لقد كان “توفيق القبّاني”، والد نزار، “أبًا يقاسي التّعب من أجل أولاده في عداد الآباء الّذين يعودون ليلًا إلى منازلهم تحدوهم مزاريب الشتاء الّتي تبلّلهم، فلا يميّزهم أطفالهم بعدها من سفينة دهمتها الثقوب في وسط العاصفة فامتلأت بالماء حتّى الغرق.”([10]) فلكلّ هذا، لا يمكنه أن يموت. فهذا الولد الّذي تشبّه بأبيه حتّى “تهيّأ للناس أنّي أبي”، حتى توحّد الصوتان وتوحّدت العينان ما هو الا استمرارية الوالد في مسيرة هذه الحياة “كيف ذهبت ولا زلت بي؟”.

“علّموا أبناءكم التفاؤل والإيمان والشجاعة حتّى يستطيعوا أن يتحمّلوا الحياة.”([11])

والد الشاعر رجلٌ قدوةٌ، زرع في أبنائه المبادئ الكفيلة بشدّ أواصرهم ليتمكّنوا من مواجهة التحدّيات. ويرى “غاستون باشلار” أنّ الطفولة تبقى دائمًا ركيزةً أساسيّة في عمق حياتنا، الحياة المتعلّقة بإمكانيات البدء من جديد.([12]) “كان توفيق القبّاني – والد الشاعر- فارسه الّذي أحبّه واحتذى خطواته مثلًا أعلى، في صلابته أمام الأحداث وفي طريقته الخاصّة من تفكيره بالأشياء، إذ والد الشاعر كما يصفه ولده، كان رجلًا ثائرًا على الأعراف والتقاليد، يحاول تحرّرًا من طقوس العادات، إلى سلوك يرفض التديّن تقليدًا، ويعمل على تجسيده من خلال تعامل وخلق. لقد فهم التديّن تواصلًا مع الله في نوره الرمز المطلق الجمال”.([13]) ولعلّ صورة الوالد القدوة والثائر الشهم، والفارس الصلب، هذا “النموذج الرائع للرجل” كان لها الأثر الأعمق على “نزار” الثائر في ما بعد، الّذي رفض بدوره المسلّمات وغلّب الجوهر على المظهر. يقول “نزار”:

“كان تفكير أبي الثوريّ يعجبني وكنت أعتبره نموذجًا رائعًا للرجل الّذي يرفض الأشياء المسلّم بها، فيفكّر بأسلوبه الخاصّ.”([14])

  • أبو خليل القبّانيّ([15])

“وراثيًّا، وفي حديقة الأسرة شجرة كبيرة… كبيرة… اسمها أبو خليل القبّاني. إنّه عمّ والدي.”([16])

“ظهر المسرح في سورية مع أحمد أبي خليل القبّانيّ (1836 – 1903م) حوالى العام 1865م، وقدّم هذا الرائد بعض المسرحيّات الانتقاديّة الّتي أثارت عليه الرأي العام المحافظ في البلاد، واضطرّت الحكومة العثمانيّة إلى إصدار أمرٍ بمنع التمثيل العربيّ في سورية، ورحل القبّانيّ إلى مصر العام 1844م،”([17]) “مبعدًا مجرحًا بإقفال أوّل مسرحٍ طليعيّ.”([18])

يقول “نزار” عن عمّ والده “أحمد أبو خليل القبّانيّ”:

“يُحاوِلُ أَنْ يُقَدّمَ مَسْرَحًا طَليعِيًّا

فَيُطالِبونَهُ بِخَيْمَةِ “قَرَهْ كوز”…

يُحاوِلُ أَنْ يُقَدّمَ نَصًّا مِنْ “شِكسبير”

فَيَسْأَلونَهُ عَنْ أَخْبارِ الزير”([19])

أراد القبّانيّ أن يقلّص المسافة بين عقول معاصريه المحجّمة والمحجّرة وبين الفنّ المسرحيّ المبدع، إلاّ أنّ الرفض القاطع لمعاصريه، محدودي التطلّعات وجاهلي الثقافة، قد حال دون ذلك، وأكثر، فهؤلاء الّذين تمكّن الجهل من رؤوسهم هلّلوا للرجعيّة والتخلّف والجهل المتمثّلة بالخيمة والزير([20])، وأسقطوا التطوّر والانفتاح والثقافة المتمثّلة بالمسرح وشكسبير([21]).

انبثق فجر المسرح السوريّ على يدي “أبي خليل القبّانيّ”، الرجل الثائر على طريقته، الّذي أوغل في الثقافتين العربيّة والتركيّة، وأجاد في فنون الموسيقى والرقص والغناء “ونحن اليوم حين نسمع بأخبار مسرح القبّانيّ الّذي أنشأته وزارة الثقافة والإرشاد القوميّ في القطر السوريّ، لنعود بذاكرتنا إلى تلك الأيّام الّتي كان القبّانيّ فيها يشقّ دربه الشائك العسير، ويصمد لهجمات الرجعيّة وأنصارها الّتي رأت أو ظنّت أنّ عمله هذا ليس إلّا بدعة، وكلّ بدعة ضلال.”([22]) لم يدركوا ما حاول المبدع إيصالهم إليه إلاّ بعد قرن من الزمن:

“بَعْدَ مِئَةِ عام…

اعْتَذَرَتْ دِمَشْقُ لِأَبي خَليل القَبَّاني

وَشَيَّدَتْ مَسْرَحًا جَميلًا بِاسْمِه.”([23])

طالما سبق المبدعون العظماء عصورهم في رؤاهم الفكريّة ونظرتهم إلى المستقبل، أمّا معاصروهم فتعذّر عليهم اللحاق بعبقريّتهم، فرموهم في زوايا الخيانة أو الجهل أو الرفض أو النّفي، أو إثارة الغرائز بالبدع والضلال، والخروج على قواعد الأخلاق.

انفتح “القبّانيّ” على العالم باتّساع مساحاته، وقال كلمته ومشى؛ فكان قدوةً في ثورته الفكريّة، وخرق هذا المبدع الحدود الضيّقة وثار على العقليّة المتخلّفة والمحدودة. “من هو الإنسان الثائر؟ إنّه الّذي يقول: لا. وهو إذا رفض لن يتراجع أبدًا. ما هو مضمون هذه ال “لا”؟ إنّها تؤكّد وجود الحدّ الفاصل.”([24])

ونقرأ قولًا لأحد المحتجّين على المسرح “القبّانيّ” آنذاك: “إنّ وجود التمثيل في البلاد السوريّة ممّا تعافه النفوس الأبيّة. فيُمثّل على مرأى من الناظرين ومسمع من المتفرّجين أحوال العشّاق. فتطبع في الذهن سطور الصبابة والجنون، وتميل بالنفس إلى أنواع الغرام والشجون والتشبّه بأهل الخلاعة والمجون. فكم بسببه قامت حرب الغيرة بين العواذل والعشّاق. وكم سُلِبَ قلبُ عابدٍ وفُتن عقلُ ناسكٍ وحُلَّ عقدُ ناسك.”([25]) فهل يمكن لرائدٍ ومبتكر، يحاكي عقله النور، أن يخضع لهذه الآراء العمياء؟

  • القائد

يستحقّ القائد أن نوليه اهتمامًا خاصًّا في هذه الدّراسة لأنّ الشّاعر قد خصّص له حيّزًا كبيرًا من قصائده؛ فأنّب الفاسد، وعصر عواطفه حارّةً في مدح الحاكم الصالح، ولا شكّ أنّ “جمال عبد الناصر”([26]) هو من خصّه بكلمات الحبّ الوافرة. حتّى إننا نستطيع القول إنّه رفعه إلى مستوى قدسيّ، وما كتبه عنه وإليه يثبت أنّه نزّهه عن الأخطاء وجعله من الأولياء الصالحين.

“لَيْتَكَ في أَرْضِنا ما ظَهَرْت…

وَلَيْتَكَ كُنْتَ نَبِيَّ سِوانا.”([27])

ولا يخفى أن القائد المصريّ احتلّ مكانةً خاصّة في قلوبٍ عربيّة كثيرة، وأضحى رمزًا لا يبهت ذكره ولا يضمحلّ الكلام عليه، لا مع الوقت ولا في التاريخ، وكذلك كان لكثيرين عليه مآخذ يعرضونها بمنطق حياديّ، أو غير حياديّ، أمّا “نزار” فلم ير فيه شائبة ولم يكلّله إلا بالغار و الجمال والصلاح والعدالة، ولم يلمه على أيّ تصرّف أو قرار. وإن كان “لا يختلف مؤرّخان حول تفرّد عبد الناصر بالقيادة السياسيّة وصناعة القرار منذ فجر الثورة. فالمؤكّد أنّ الهيئة التأسيسيّة للضبّاط الأحرار فوّضت لرئيسها القيام بدور “القائد الواحد” الّذي كان يشاور رفاقه استنسابيًّا قبل أن ينفرد بالقرار.”([28])

ولطالما طالب “نزار قبّاني” بقول الحقّ. إلاّ أنّه نزّه “الناصر” عن العيوب ، فهل الحبّ الّذي يعمر في قلب الشاعر، لهذا القائد، أخفى ما رآه سواه من ثغرات؟ أم على الشاعر الذي يقود عمليّة إصلاحيّة فيؤنّب ويهنّئ أن يكون موضوعيًّا؟ أم يحقّ للشاعر ما لا يحقّ لسواه على مستوى الأحكام المنطقيّة، كما على مستوى كسر القواعد الشعريّة؟

وإن لقّب “عبد الناصر” بالمستبدّ العادل، فهل يحقّ لنزار قبّاني أن يرى عدالته بعين واحدة، ويغمض الأخرى عن استبداده؟

“لقد مارس عبد الناصر من موقعه موضوعة “المستبدّ العادل”. وفضحت حرب الخامس من حزيران كافّة الهياكل التنظيميّة الكرتونيّة وعلى رأسها البنية العسكريّة. وقد علّمت الهزيمة عبد الناصر أنّه يجب أن تكون هناك حكومة ومعارضة حقيقيّة، لا مسرحيّة معارضة. وقد انتهى إلى أن يعلن صراحة في 3/ 8/ 1967م، أي بعد الهزيمة مباشرة، بأنّه ضدّ نظام الحزب الواحد، لأنّ الحزب الواحد يؤدّي غالبًا إلى قيام دكتاتوريّة مجموعة معيّنة من الأفراد.”([29]) وإن أقرّ “عبد الناصر” نفسه بهذا الخلل في القيادة إلّا أنّ “نزار قبّاني” لم يقرّ.

وللأمانة التاريخيّة نذكر “أنّ عبد الناصر السلطويّ لم يوظّف السلطة لمصلحته الشخصيّة، ولم يبنِ عرشًا للقبيلة أو السلالة، وبقي في زمن السلالات المقدّسة والمدنّسة يعيش في البيت المتواضع الّذي ورثه عن ساعي البريد والده. لقد عمل في القصور لكنّه لم يعش فيها كملك. كما أنّه لم يعش حياته كفرعون لكنّه كان فرعونًا في موته. وقد كان الأمر كذلك بشهادة الملايين الّذين ردّدوا منشدين في جنازته ومن قلبٍ واحدٍ: “الكلّ في واحد” أو “لا إله إلا الله، عبد الناصر حبيب الله.”([30])

ولعلّ “نزارًا”، لهذا كلّه، أكبر ذلك القائد المتواضع الّذي لم يلتفت إلى نفسه، على غرار أصحاب سلطة كثيرين في الوطن العربيّ، أفرغوا بلادهم من ثرواتها ليتنعّموا هم وحاشيتهم بخيراتها، نابذين الفقراء الّذي شاركهم “الناصر” مآسيهم وحقّق لهم أمنيات كثيرة تؤمّن لهم العيش الكريم وكانت قبله مستعصية المنال. يرى “نزار قبّاني” أنّ القائد الراحل هو الحبّ والصدق والصداقة والشهادة والقدسيّة:

“قَتَلْناكَ..

يا حُبَّنا وَهَوانا..

وَكُنْتَ الصديقَ، وَكُنْتَ الصدوقَ،

وَكُنْتَ أَبانا..

وَحينَ غَسَلْنا يَدَيْنا..

اكْتَشَفْنا..

بِأَنَّا قَتَلْنا مُنانا..

وَأَنَّ دِماءَكَ فَوْقَ الْوِسادَةِ..

كانَتْ دِمانا..”([31])

وكأنّ الشاعر “القبّاني” ينتمي إلى الجماهير المصريّة المفجوعة بخسارة فادحة. “ولا غرو في ذلك، فمصر أرض عربيّة، تتجمّع فيها خصائص وتقاليد عاشت في مخيّلة كلّ شاعر عربيّ، في حقلٍ فكريّ تأطّرت في داخله تقاليد المجتمعات العربيّة المتشابهة الجذور في أكثر نواحيها، فأحبّها نزار، وأحبّ فيها الدراويش، وكرّر حبّه للنيل، وسيناء والأهرام، الّتي جعل عبد الناصر واحدًا مثلها”([32]).

وكأنّ الشاعر بانتمائه إلى “مصر”، أصابته الفاجعة بفقدان زعيم شعبيّ تعلّقت به أفئدة كثيرة لأنّه قائدها وقدوتها، ولا غرو في ذلك إذ “ينشأ نوع من اللحمة العاطفيّة والوجوديّة بين أعضاء الجماعة من خلال التعلّق بالزعيم الّذي يشكّل مثلها الأعلى: مصدر ونموذج القوّة، والقدرة، روح الجماعة والمعبّر عن آمالها وشخصيّتها ومخاوفها. وكذلك حامي الجماعة والمدافع عنها الحافظ لمصالحها.”([33])

يعترف الشّاعر “نزار قبّاني” في الأسطر الشّعريّة السابقة، الدافقة عاطفةً مخضّبة بالحزن، باسمه وباسم العرب، بذنب قتل القائد الذي عشقته روحه فهو (الحبيب والهوى والصديق والصدوق والأب)، ولعلّ هذه الصفات تظهر المكانة العميقة التي حفرها “عبد الناصر” في قلب “القبّاني”، وفي قلوب الملايين الّذين ودّعوه، وبالتالي شدة اللوعة وعمق الأسى. ونلمح هنا استيحاء مبطّنا من الإنجيل المقدّس، وما يقوّي هذا الاتجاه لدينا أنّ الغدر المقترف من العرب باتّجاه الضحيّة “قد غسلنا أيدينا” من دماء “الناصر”، يستوحي الغدر الّذي حصل مع “يسوع”، حين سلّمه الحاكم للقتلة، وتبرّأ من فعلته. ففي الإنجيل المقدّس حين أُسلِم “يسوع” لبيلاطس([34]) ليَحكُمَ عليه استجوبه، ولمّا لم يجد جريمة يعاقبه عليها انصاع لضغط الشّعب الّذين أرادوا قتله وسلّمهم إيّاه حاكمًا عليه بالموت، وتنصّل من حكمه بغسل يديه أمام الجمع للدلالة على براءته من سفك دماء المسيح؛ “قال لهم بيلاطس: “فماذا أفعل بيسوع الّذي يقال له المسيح؟” قالوا جميعًا: “ليصلب!” قال لهم: “فأيَّ شرٍّ فعل؟” فبالغوا في الصياح:”ليصلب!” فلمّا رأى بيلاطس أنّه لم يستفد شيئًا، بل ازداد الاضطراب، أخذ ماءً وغسل يديه بمرأًى من الجمع وقال: “أنا بريء من هذا الدم، أنتم وشأنكم فيه”.([35]) مع العلم أنّ “الناصر” لم تسفك دماؤه، بل غادر الحياة بذبحة قلبية.

والملمح الإنجيليّ الثاني يتمثّل في إسباغ صفة الأبوّة على القائد الراحل، المنادى “أبانا” بما تتمخّض عنه من دلالات فينضح من بين حروفها الحنان الأبويّ، وبذل الذات ومواجهة التحدّيات لتأمين الأفضل للأبناء. هذه الـ”أبانا” مستوحاة أيضًا من الصلاة الرّبّيّة الّتي علّمها “يسوع” لشعبه من خلال تلاميذه: “أبانا الّذي في السموات، ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك، ليكن ما تشاء، في الأرض كما في السماء. أرزقنا اليوم خبز يومنا، وأعفنا ممّا علينا، فقد أعفينا نحن أيضًا من لنا عليه، ولا تعرّضنا للتجربة، بل نجّنا من الشرّير.”([36])

هذا ما يراه “نزار قبّاني” في القائد “عبد الناصر”. في حين يلاحظ أحد النقاد “أنّ الكتابة عن القمع السياسيّ في زمن عبد الناصر لم تتوقّف. ويرى أنّ أحد الأسباب هو “الضراوة والقسوة” اللتان مارسهما النظام الناصريّ سجنًا وتعذيبًا بلغ أحيانًا حدّ الموت والإعدام. ويحصي ضحايا القمع الّذي طال الصفوف الأولى من المفكّرين والأدباء والقادة السياسيين، فإذا بهم لائحة طويلة تزيد على صفحة كاملة.”([37]) ويحاول الشاعر أن يخفّف عبء الفقد عنه وعن المفجوعين مثله، فيقول:

“يَا مَنْ تَبْكونَ عَلى ناصِرْ

السيّدُ كانَ صَديقَ الشمْسْ.

فَكُفُّوا عَنْ سَكْبِ العَبْرات

السيّدُ ما زالَ هُنا…

يَتَمَشَّى فَوْقَ جُسورِ النيلْ،

وَيَجْلِسُ في ظِلّ النخْلاتْ…”([38])

تبرز هذه المقطوعة الهالة العظمى الّتي يحيط بها الشاعر ممدوحه، فقد ضخّم قامته لتحاكي حجم الوطن، بل أكثر من ذلك، إذ تفوّق هذا القائد العملاق على الكيان الإنسانيّ الأرضيّ، لينطلق إلى عالم الكواكب (صديق الشّمس)، وكأنّ الشاعر يعزّي نفسه بهذه المبالغة ويكفكف دموعه، وهو وإن نصح الّذين (يبكون على ناصر) أن يوقفوا البكاء لأنّ من يؤبّنونه لا ينتمي إلى عالم الأموات، ولا يحدّه قبر ولا عمر، إنّه سيّد، أكبر من الموت وأقوى من الحياة. وبما أنّ المخلّص هو “المسيح” فقد قتل المنى والرجاء. ونلمح أيضًا إسباغًا مبالغًا فيه لتأليه ذلك القائد الّذي شبّهه بالمسيح وكما قام “المسيح” من الموت في اليوم الثالث، كما يذكر “الإنجيل المقدّس”، فقد خلع الناصر عنه الموت، وعاد إلى هذه الحياة (السيّد ما زال هنا).

وقيامة القائد من بين الأموات مستوحاة من “الإنجيل المقدّس، إذ يعدُّ “معجم اللاهوت الكتابيّ” “قيامة يسوع حلًّا لقضيّة الخلاص، كما تعرض لكلٍّ منّا. فالقيامة موضوع إيماننا الأوّل، هي أيضًا أساس رجائنا، الّذي تحدّد غايته.”([39])

ولعلّ هذه الصفات الخارقة كلّها التي سكبها على السيّد الإله ما هي إلّا تنفيس عن الحزن الكبير الّذي أدمى قلبه بعد فقد القائد المحبوب، وكأنّه بإعادة استحضاره إلى الحياة يعزّي نفسه ونفوسًا أخرى “فموت الإله وقيامته يعجّلان في انتصار قوى الخير على قوى الهلاك،”([40]) وتلك النفوس المفجوعة بخسارة قائدها، أصابها الجزع والهلع لفقدها رمزًا شعبيًّا يقوّي النّفوس المضطربة والأرواح الخائفة، لأنّ القائد يشدّ الأواصر ويقوّي اللحمة بين شعبه، فيعزّيهم في المحن ويقوّيهم في الشدائد ويعمل على استقرارهم ليبلغوا الأهداف المنشودة المفعمة بالخير والرخاء… إنّه البطل والنّموذج المحتذى… “فمن خلال عمليّة التّماهي هذه (بالقادة) تكتسب الجماهير شيئًا من الثقة بالنفس والإمكانات الذاتيّة، وتبرز لديها الحاجة إلى تجاوز استسلامها وشعورها بالعجز. والقلّة القائدة فعلًا هي الّتي تستطيع أن تعمّم أسلوب المجابهة عند كلّ النّاس…”([41])

وقبل المتابعة يستوقفنا قول وسطيّ لا يبالغ في التطرّف حين يطلق الأحكام، فيرى الجميل، ويرى القبيح أيضًا، تقول إحدى الناقدات: “ولم  أعد أصدّق ما يقوله جمال عبد الناصر عن الحرّيّة، وعن مشاركة الشعب في الحكم. لكنّي كنت أحسّ أنّ كراهيّته للاستعمار الأجنبيّ صادقة، وأنّه حاكم وطنيّ يريد أن يحقّق كلّ شيء وحده دون مشاركة الآخرين إلّا بعض الموظّفين المطيعين الّذين يخضعون لآرائه خضوعًا تامًّا بلا جدل ولا مناقشة ولا نقد. وحاول كثير من الرجال حول عبد الناصر أن يجدوا تبريرًا لهذا الاستبداد وقالوا إنّ الشعب المصريّ في حاجة إلى ما أسموه “المستبدّ العادل”([42]). فبين عتم الاستبداد ونور العدالة يرتع المنطق العلميّ الّذي لم يلزم شاعرًا يومًا بحياديّته.

ولعلّ ما يحزّ في قلوب بعضهم، الأحكام الجاحدة، الّتي أطلقت على “عبد الناصر”؛ وإن كان “نزار” قد ألغى سيّئات الرجل، فقد سلخ بعضُ الأعلام إيجابيّاته كلّها وهذا ما نحاول تسليط الضوء عليه؛ عدم التطرّف في إطلاق الأحكام بل اعتماد الوسطيّة المنطقيّة الّتي ترى الحقيقة المنزّهة عن الانفعاليّة الّتي تشوّهها:

“ولا يستطيع المرء إلّا أن يأسى على الخلاف بين رجال الفكر ورجال السلاح، وأن لا تفجعه مفارقة تتمثّل في أنّ نخبةً من أعظم منتجي الثقافة في “مصر” لم يتح لها السجن أن ترى بعض ما ناضلت من أجله يتحقّق في ضوء النهار: صناعةً وسدودًا وكهرباءً تزحف على الأرياف، وعلمًا مجّانيًّا حتّى أعلى المراتب الجامعيّة، لا لأبناء مصر فقط، بل وللعرب كذلك. وموجعةٌ أكثر ربّما، المفارقة الماثلة في أنّ كبار أدباء مصر الّذين استلهموا التحوّلات الاجتماعيّة الّتي أحدثتها الثورة ليكتبوا، في زمن “عبد الناصر”، أهمّ رواياتهم، تقدّموا بشهادات إدانة قاسية لتجربته!.”([43])

إذًا هذا “نزار” الّذي أحبّ “الناصر” و”مصر” وشعبها و”أشاد فيها (القاهرة) كعرين لعبد الناصر الّذي أُعجب به كثيرًا، وعدّه قدوةً للقائد العربيّ. وبكاها وتأسّف عليها عندما احتضنت أنور السادات الّذي هجاه كثيرًا بسبب زيارته لإسرائيل.”([44]) وألصق به صفة الخائن الّذي قد “فكّك الأهراما”([45]):

“عَصَبِيٌّ… يَصيحُ في مِصْرَ كَالديكْ…

وَفي الْقُدْسِ يَمْسَحُ الْأَقْداما

جَرَّدوهُ مِنْ كُلّ شَيْء… وَلَمَّا

اسْتَهْلَكوهُ، أَلْقوا إِلَيْهِ العِظاما”([46])

يجرّد “نزار” الرئيس المصريّ “أنور السادات”([47]) من الإنسانيّة والانتماء، ويطلق عليه أقبح الأوصاف، فتبرز في هذه المقطوعة الشعريّة صورة مزدوجة لقائدٍ يراه الشاعر ذا وجهين؛ الأوّل متعالٍ ومتمكّن وسلطويّ ومطلق الصلاحيّات، و”يصيح كالديك”، والثاني رديء وحقير وممزّق الكيان ومبتور الكرامة و”يمسح الأقداما”. الأوّل في وطنه “مصر” والثاني في “إسرائيل”.

والواقع لزيارة “أنور السادات” إلى “إسرائيل” تداعيات كثيرة؛ ولعلّ أهمّها الغضب العارم الّذي قوبلت به إن على الصعيد المصريّ الداخليّ، أو على الصعيد العربيّ الخارجيّ. ونتيجة للرفض المصريّ العارم، والخلل الداخليّ، وتصدّع الثقة بين الحاكم والمحكومين، وليعيد “السادات” الإمساك بزمام الأمور، بقبضة حديديّة مؤلمة، بدأ بتشريع ما لا يرضي عقلًا أو يقبل به ضمير، وفي هذا إشارة لما أراد “نزار” أن يقوله عندما جعل “السادات” ديكًا مستبدًّا. فالسادات الّذي كان، في ذلك الوقت، “معزولًا عن بقيّة العالم العربيّ، وكانت علاقته مع إسرائيل قد قوبلت برفض كامل من جانب الدول العربيّة”([48]) أنشأ على الصعيد المصريّ الداخليّ “سلطة جديدة أطلق على رئيسها لقب “المدّعي العامّ الاشتراكيّ”، خوّله كلّ السلطات، وأعطاه السلاح الّذي مكّنه من التصرّف إلى آخر الحدود، وكان هذا السلاح هو “قانون العيب” وهو قانون اخترعه وصمّمه أنور السادات شخصيًّا. إنّ لفظ “العيب” لفظ شائع في مصر لوصف أيّ تصرّف لا يكون لائقًا، ولكن تحويل رأي معنويّ إلى تجريم قانونيّ قضيّة بالغة الخطورة لا مثيل لها في أيّ بلد متحضّر.”([49]). ويجدر بنا في هذا الإطار أن نلقي نظرةً على الاستغلال السياسيّ للدين من خلال الإمام الّذي يفصّل خطبته على قياس أصحاب المصالح السياسيّة الضيّقة: يقول “نزار”:

“قَضَيْتُ عِشْرينَ سَنَهْ

أَعيشُ في حَظيرَةِ الْأَغْنام…

أَدورُ كَالحَبَّةِ في مسْبَحَةِ الإِمام

لا عَقْلَ لي..

لا رَأْس..

لا أَقْدام…

قَضَيْتُ عِشْرينَ سَنَه

مُكَوَّمًا كَرُزْمَةِ القَشّ عَلى السجّادَةِ الحَمْراء..

أُجْلَدُ كُلَّ جُمْعَةٍ بِخُطْبَةٍ غَرّاء…”([50])

يلفتنا المكان الذليل (الحظيرة) الّذي يخفض الإنسان إلى رتبة الحيوان، والاستغلال السياسيّ باسم الدين، والاستخفاف بالعقول البشريّة. ونتوقّف عند كلمات ثلاث: “أدور” و”مكوّم” و”الحمراء”. كلمتا “أدور” و”مكوّم” تدخلاننا إلى عالم الاستدارة، ويشير “غاستون باشلار” إلى “أنّ الشيء يصبح مدوّرًا حين يصبح منعزلًا. عندها يتّخذ شكل وجودٍ مكثّف منطوٍ على ذاته.”([51])

ولعلّ هذه الاستراتيجيّة الّتي تتّخذها الأنظمة السلطويّة بسلب الإنسان عقله وفكره وإرادته، وغسل دماغه من الحرّيّة والإبداع والإقدام، وعزله وقطع التواصل والانفتاح، الهدفُ الّذي يسعى إليه الحكاّم  المستبدّون في البلدان المتخلّفة فيلوّحون للشعب بعصا الدّين لكي يسوسوهم بالاتّجاه الّذي يرسمونه لهم، ولا شكّ أنّ مصلحة المتسلّط تكمن في سلب شعبه الفكر ليحيا ذليلًا قانعًا قابعًا، لا رأيّ ولا وعيّ ولا بصر ولا بصيرة. وسياسة العزل هذه وتكثيف الانطواء، تجعل المواطن ينكفئ على ذاته، وتشغله عن أمور الدّنيا، عوضًا عن الانفتاح على الواقع والمصير. وإن كان اللون الأحمر “يرمز إلى التوقّد والحدّة. وفي كلّ مكان الأحمر هو اللون الحيويّ بامتياز لارتباطه بالدم. في جسم الإنسان الدم شرط الحياة، وخارج الجسم، إنّه يترجم الجرح والموت.”([52])

فالإمام الّذي يستغلّ الإيمان والصلاة لمآربه الشخصيّة الدنيويّة، الخاوية من البعد الروحي للدين، قد ألغت أطماع الدنيا دوره الرياديّ العموديّ العميق الّذي يصله بربّه، ليكون قدوةً روحيّة، إلّا انّه فضّل دورًا مادّيًّا ومسطّحًا وأفقيًّا يصله بالترويج للسياسيّين الفاسدين الّذين يحقّقون له مآرب دنيويّة وأطماعًا زائلة. فزرع الخمول في الأبدان والأجساد، وسلب الحياة الكريمة من الإنسان. ولم يعد اللون الأحمر في قاموس ذلك الإمام “عامل التغيير”([53])، بل تحوّل إلى استمراريّة الرضى بالذلّ والخنوع.

  • الثائر

في أيّ زمن يعيش الثائر الّذي يتحدّث عنه “نزار قبّاني”؟ فللزمن أبعاد إيجابيّة وأخرى سلبيّة. “الزمن رحم العالم وفي الوقت نفسه أكبر مدمّر.”([54]) بعد تعمّقي في قصائد “القبّاني” ثبت لي أنّ ثائره يحيا في زمن مصفرّ الأيّام، مقطّع الأوصال، متناثر الأشلاء، مخلّع الأطراف، مصدّع الأنف، مقوّس الظهر، منخفض الجبين، مهشّمٍ ممزّق مهترئ صدئ صرصار صبّاغ نعال.

في زمن صار ربّه الشريك الأكبر مع تجّار الهيكل فنصب خيمةً تقرقع فيها معادن الفضّة الخالصة، ووقّع العقود وتوّجها بمصافحة اليدين وتقبيل الذقون وتقاسم الحصص مع العشّارين. في زمن تتخاصم فيه الأرض مع كلّ ما فيها ومن فيها، ويلهث فيه الكلّ ضدّ الكلّ خلف الكلّ. في زمن طال الجفاف والقحط أيّامنا ومواسمنا وأنسجتنا وشراييننا وضحكاتنا.

في هذا الزمن حلّق الثوّار في فضاء الضوء وارتقوا بنا إلى عالم الحقّ بعيدًا من القهر والألم. هؤلاء تتلألأ الأنوار في عيونهم ويرتع الصبح هانئًا في حنايا صدورهم لينقلوه إلى صدورنا صافيًا مشعًّا رقراقًأ. ففي العمر وقفة عزّ، وقد عرف الثوّار كيف يستثمرونها. فجدّدوا خلايانا في صخب الحياة وخشعة القبر.

و”على الثّوريّ أن يعرف كيف يتكيّف، بسرعة ومرونة، مع الظروف الجديدة الّتي تطرأ، ويستخدم أشكال النضال الملائمة.”([55]) كان نزار ثائرًا على طريقته، وعظّم كلّ ثائر.”خلطة الحرّيّة والثورة تجعل نزار شوكةً في حلق بعض الأنظمة وتغلق أبوابها في وجهه. يبدو أنّ هذا أبعد ما يكون عن اهتمامه”([56]). تقول “زينب” ابنة “نزار قبّاني”: عن والدها إنّه صاحب “تركيبة نفسيّة متمرّدة ثائرة.”([57]). وتقول أيضًا: “سألت نفسي: ألا يتعب هذا الرجل – رغم الهموم الّتي انقضّت على ظهره – من العيش بإحساس قنبلة منزوعة الفتيل. مع شخصيّة استثنائيّة مثل نزار قبّاني لا فائدة من أيّة محاولة للهدوء والاستكانة.”([58])

أكبر “القبّاني” الثورة والثوّار وبارك هؤلاء الّذين يخطّون التاريخ بحبر من دماء، والأهمّ أنّهم يرفضون الذلّ والخضوع الأعمى للسيادة المتسلّطة الغاشمة، فيمسكون تاريخ أوطانهم بأرواحهم ويوجّهونه إلى حيث يجدر به أن يكون. وكم زهقت أرواح، دفاعًا عن العرين وصونًا للكرامات، بقبول التحدّي وتسليم الذّات للإرادة الصّلبة التي لا تهون ولا تتردّد.

“إنّ الانتفاضة الأساسيّة للشعب الفلسطينيّ قد بدأت، وتتفجّر الآن طاقات هذا الشعب نضالاً وتضحيات وبطولات تزعزع الأرض تحت أقدام المحتلّ المغتصب، وتهزّ مشاعر البشريّة التقدّميّة، وتحرّك ضمائر شعوب العالم.”([59])

يقول “نزار”:

“يا (فَتْحُ) يا شاطِئَنا مِنْ بَعْدِ ما فُقِدْنا..

يا شَمْسَ نِصْفِ الليلِ لاحَتْ..

بَعْدَما ضَجِرْنا..

يا رَعْشَةَ الربيعِ فينا..

بَعْدَما يَبِسْنا..

حينَ قَرَأْنا عَنْكُمْ كُلَّ الَّذي قَرَأْنا..

خَمْسينَ قَرْنًا بِكُمْ كَبرْنا..

وَارْتَفَعَتْ قاماتُنا

وَأَزْهَرَتْ حَياتُنا

مِنْ بَعْدِ ما نَشِفْنا..”([60])

أطلقت “فتح” الثورة في وجه الكيان الإسرائيليّ، وظهرت إلى العلن العام 1964م “في ظلّ إجماعٍ شعبيّ فلسطينيّ ملموس، وشرعيّة عربيّة واسعة”([61])، وقد حدّد مؤسّسو “فتح” لأنفسهم “كهدف أساسيّ، تسعير الكفاح المسلّح.”([62])

أبطال “فتح” رووا جفاف الأرواح العربيّة الّتي كانت تقبع في كآبة الخنوع فكبرت بهم القامات والقلوب، إنّهم بشرى الأمل والأمان والخلاص للغريق، إنّهم زهر الرّبيع وأمل الحياة بعد بؤس الشتاء الحالك والهزيمة والاستسلام، و”عندما يؤرّخ للثورة في مرحلتها الراهنة، تذكر بالضرورة “حركة فتح” صاحبة الطلقة الأولى، في مطلع 1965م، من أجل التحرير. فهي إذًا أمّ الثورة، وصاحبة الفضل الأوّل فيها.” ([63]) ويستمرّ الأمل لينبعث من الألم، ويبقى انتظار أشعّة شمس النهار لتنبثق من سواد الليل المبكي.”إن شيئا لا يوازي تعلّق الإنسان بحياته مع كلّ ما تحمل من بؤس وشقاء.”([64]) ولكنّ المقاومين قد غيّروا هذه المعادلة حين زهدوا بالحياة وقدّموها فداءً عن الأغلى منها: الوطن.

إلى تلك الأرواح التي سمت ورقّت وشفّت وألغت المسافات، إلى تلك الهامات المرفوعة ألّتي أيقنت أنّ الأحلام الورديّة لا يخضّب لونها إلا دماء الثوّار الأحرار، إلى تلك القامات الّتي أمسكت بصلابة عزيمتها زمام قيادة التاريخ، تحايا عزّ إلى كوفيّاتها البيضاء والسوداء.

“نَأْتي..

بِكوفِيّاتِنا البَيْضاءِ وَالسوْداء

نَرْسُمُ فَوْقَ جِلْدِكُمْ

إِشارَةَ الفِداء.”([65])

“يمثّل اللون الأسود السلبيّة المطلقة، أي حال الموت؛ من هنا إنّه لون الحداد. ويرمز إلى الظلّ، والظلمة والليل، وخصوصًا الموت، وهو نقيض الأبيض، لون الحياة. لذلك يرفع شعارًا لكلّ الأحزان،”([66]) أمّا الأبيض “فيرمز إلى الخلود. وهو معظم الأحيان لون الطهارة، فيرمز غالبًا إلى النور.”([67]) والكوفيّة الفلسطينيّة صورة ورمز.

يلوّن الأسود الحياة الفلسطينيّة الحزينة والواقعيّة والمعاصرة، أمّا الأبيض فيرمز إلى الأمل بالتغيير في المستقبل. “بين البياض والسواد علاقة تضاد، أي عندهما عنصر دلاليّ مشترك هو غياب اللون، وعنصر مختلف حيث يتحصّل الأبيض من كلّيّة الأشعّة المضيئة، والأسود من غياب كلّ شعاع مضيء.”([68]) ونعود هنا إلى عمق السواد الدامي الذّي ستسطع منه أشعّة النور البيضاء.

“يا أَشْرَفَ الْقَتْلى..

عَلى أَجْفانِنا أَزْهَرْتْ..

الخُطْوَةُ الأولى إِلى تَحْريرِنا

أَنْتَ بِها بَدَأْتْ..

يا أَيُّها الغارِقُ في دِمائِهِ

جَميعُهُمْ قَدْ كَذَبوا..

وَأَنْتَ قَدْ صَدَقْتْ..

جَميعُهُمْ قَدْ هُزِموا..

وَأَنْتَ انْتَصَرْتْ.”([69])

يرفع “القبّاني” الثائر والمناضل والفدائيّ إلى مصاف القدسيّة، فهو، بموته، زرعٌ مدفونٌ في التراب، يزهر ويثمر من جديد، ولا مظهر يوحي بفكرة الموت والانبعاث أكثر من النبات الّذي يدفن في الشتاء ويظهر في الربيع، “وقد اتّحد الإنسان والطبيعة في شخصيّة إله الخصب الميت المنبعث (أدونيس أو تمّوز) حتّى ليستحيل التفريق في الطقوس الّتي تدور حوله بين ما يتّصل منها بتغيّرٍ في الإنسان أو تحوّل في الطبيعة.”([70])

الشهيد “الغارق في دمائه”، الأشرف على الإطلاق، والقدوة المثلى في كلّ زمان ومكان. وبصفاته الخارقة للطبيعة البشريّة استطاع أن يحرّر المقل المثقلة بالأحزان والدموع من مآسيها، وأن يزرع في تلك الأجفان الأمل بالتّغيير، ويزهر بشائر وتحرّرًا كان مستحيلاً لولاه، إنّه المقاوم الشجاع الّذي يثقب الحواجز بجسده، ويبادر بخطواتٍ ثابتة وواثقةٍ في الصفوف الأماميّة، ويطفو على دمائه بانيًا لشعب وطنه جسر عبور ليسيروا خلفه، بعد أن عبّد لهم الطرقات، ولا شيء أصدق من الدماء، فكم يكثر الكذب والكاذبون في معركة البقاء والحرّيّة. وللأوطان لغتها الخاصّة الّتي لا تبنى إلّا على الوفاء والتضحية اللامحدودة واللامشروطة، وبها يكون النصر والمجد وما عدا ذلك التدجيل والتمثيل والهزائم.

“ونزار لم يتخلّ يومًا عن دفع أجيال الشباب إلى طاقة نور الحرّيّة. عندما يتعب الثائر من ثورته يكون قد خان نفسه وخان ثورته. إنّ الثورة ليست وظيفةً حكوميّةً يمكننا أن نتركها أو نستقيل منها متى أردنا. إنّها نار تشتعل في دمنا ولا يمكن أن تصير ماءً يسيل في دمنا.”([71])

“الفِدائِيُّ وَحْدُهُ.. يَكْتُبُ الشعْر

وَكُلُّ الَّذي كَتَبْنَا هُراء..

إِنَّهُ الكاتِبُ الحَقيقِيُّ لِلْعَصْر

وَنَحْنُ الحُجّابُ وَالأُجَراء

عِنْدَما تَبْدَأُ الْبَنادِقُ بِالْعَزْف

تَموتُ القَصائِدُ الْعَصْماء.”([72])

  • الشاعر

“ليس الشاعر واعظًا يعظ بالبيّنة، ولا حكيمًا يعلّم بالعبر، ولا عالمًا يخلص إلى المبادئ والمجرّدات والتعاميم، وليس مقلّدًا يعرّف ويصف. وإنّما هو راءٍ، يشاهد الحقيقة ويتّصل بها، يحلّ فيها ويمثّلها بالرؤى والرموز والاستعارات والأطياف القريبة والغريبة الّتي تحدس في خياله وانفعاله المدهشين.”([73])

قد يظنّ قارئ هذه الدراسة أنّ عنوانَيْ “الثائر” و”الشاعر” متداخلان. إلا أنّ “نزارًا” نفسه يجيب: “”الكتابة الثائرة يصنعها إنسان ثائر. ففعل الكتابة، وفعل الثورة متلازمان.”([74]) لذا سنمرّ سريعًا في دراسة هذا العنوان لأنّه يتواءم كثيرًا مع ما قبله، وقراءة الآتي تؤكّد ما نقول:

“يا أَصْدِقائي:

ما هُوَ الشعْرُ إِذا لَمْ يُعْلِنِ العِصْيان؟

ما هُوَ الشعْرُ إِذا لَمْ يُسْقِطِ الطغاةَ.. وَالطغْيان؟

وَما هُوَ الشعْرُ إِذا لَمْ يُحْدِثِ الزلْزال

في الزمانِ وَالمَكان؟”([75])

“المكان والزمان هما مفتاحان للنصّ الأدبيّ، يُبنى عليهما ويُقرأ، وينطلقان سواء من الشعر التّقليديّ أو من الشّعر القصير الحديث، أي النّصوص الثابتة، إلى النّصّ الشّاسع في مسافاته.”([76])

وليست وظيفة الشّعر أن يصفّق للسلطة، والمقصود بالسلطة هنا الفاسدة والطاغية، فعلى الشّاعر الحقّ أن يستلّ قلمه ويواجه، بقوّة عزيمته، من استخفّ بما ائتمن عليه، وإن صمت الشعب فعلى الشاعر أن يدوّي، وإن قنع الشعب وقبع فعلى الشاعر أن يتمرّد، وإن تفاقم الشرّ وعظم إلى حدّ لامعقول فعلى الشاعر أن يصل بكلمته أيضًا، إلى حدّ لامعقول، فيصبح عملاقًا جبّارًا يتحكّم بالزمان والمكان ليكتب التاريخ الحقّ في صناعة المجد وبناء الأوطان. “فما دام الزمان هاربًا، فليأسر المكان على الأقلّ.”([77]) يقول شاعرنا:

“اِنْتَظِروا زِيارَتي..

فَالشعْرُ يَأْتي دائِمًا

مِنْ عَرَقِ الشعْبِ، وَمِنْ أَرْغِفَةِ الْخُبْز،

وَمِنْ أَقْبِيَةِ الْقَمْح..

وَمِنْ زَلازِلِ الْأَعْماق…”([78])

فالشعر لصيق بالمتألّمين و “بعرق الشعب وأرغفة الخبز.” لا يتنكّر لمظلوم ولا يتستّر على ظالم. “أجمل الشعر وأرقاه ما كان إنسانيّ النزعة لطيف التعبير لأنّه وليد تجربةٍ كونيّة ومعاناة طويلة فجّرتاه في أخصب صورة وأعذب لحن.”([79])

“إنّ أهمّيّة الشعر تكمن في قدرته على الصراخ.”([80]) إنّه يجيد الصراخ عاليًّا، الصراخ المدوّي، الصراخ المنطلق من الأعماق ليزلزل القهر والظلم، ويهزّ “ثريّات قصر الرئاسة.”([81]) وأختم هذه الفكرة، كما بدأتها، بتشديد الشاعر على الاندماج الكلّيّ بين الشعر والثورة، فوظيفة الشاعر التحريض والانقلاب والتغيير والكشف والإضاءة وتعرية الزيف.

ونضيف، إن كان “نزار” قد صرخ وأنّب ودمّر، فلأنّ الوطن يستحقّ. وإن أظهر عيوبه فلأنّه يعيش في الأهداب. فلا ينبض قلبه إلّا بهواه، ولا يطمح فكره إلّا إلى رؤيته سليمًا ونضرًا وجميلًا ومعافًى. من هنا كان الشاعر قدوةً في عيني “نزار” لأنّه صاحب رسالة سامية في خدمة وطنه، “فالوطن عند نزار حالة جنون وهوس ومرض، يفضحه ويعرّيه ويسبّه، لكنّه يعيش في خلايا دمه، وينهل من رحيق أعصابه.”([82])

  • وقد خصّ “القبّاني” بقصائده رجالًا آخرين كانوا قدوةً في عينيه. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر؛

– الزوجُ البسيطُ والمخلصُ قدوةٌ، فيقرّع الشاعر زوجه الخائنة الّتي دنّست السرير الزوجيّ النقيّ.

يقول في قصيدة “مدنّسة الحليب”:

“زَوْجُكِ الطيّبُ البَسيطُ بَعيدٌ، عَنْكِ، يا عِرْضَهُ وَأُمَّ بَنيه، ساذَجٌ، أَبْيَضُ السريرَة، أَعْطاكِ

سَوادَ الْعَيْنَيْنِ كَيْ تَشْرَبيه. يَتْرُكُ الدارَ خاليَ الظنّ. ماذا؟ أَيَشُكُّ الإِنْسانُ في أَهْليه؟”([83])

– والجنديّ على جبهات القتال قدوةٌ، يقول:

“عَلَيَّ أَنْ أُنْهِيَ الرسالَهْ، أَنا ذاهِبٌ لِمُهِمَّتي، لِأَرُدَّ قُطَّاعَ الطريق، وَسارِقي حُرّيَّتي، لَكَ، لِلْجَميعِ تَحِيَّتي.”([84]) لأنّ الاستهانة بالكرامات تستفزّ الأبطال، ونفوسهم الأبيّة، فتجعلهم يسترخصون الحياة.

  • والعاشق الصادق قدوةٌ: “يَحْتاجُ الرجُلُ إِلى دَقيقَةٍ واحِدَهْ لِيَعْشَقَ امْرَأَه… وَيَحْتاجُ إِلى عُصورٍ لِنِسْيانِها…”([85])

وإن أطلقنا على “شهريار”([86]) أحكامًا وأحكامًا، ينبري الشاعر مع التأنيب كلّه الّذي رافق شعره للرجل العربيّ الظالم، وللمجتمع الذكوري، ليدافع عن “شهريار” فينظر إليه نظرة مختلفة، لأنّه يتفهّمه كرجل يملك الأحاسيس فيراه مقتولًا لا قاتلا. يقول في قصيدة “دموع شهريار”:

“لَنْ تَفْهَميني أَبَدًا.. لَنْ تَفْهَمي أَحْزانَ شَهْرَيار.. فَحينَ أَلْفُ امْرَأَةٍ.. يَنَمْنَ في جِواري.. أُحِسُّ أَنْ لا أَحَدٌ..

يَنامُ في جِواري…”([87]).

يعاني هذا الرجل الفراغ القاتل بسبب الجفاف العاطفي والخواء الروحي. فهو لم يعرف الحبّ الحقيقيّ الذي يروي ظمأه ويكفيه. قد لا يعدّه “نزار” قدوةً، ولكنّه بالتأكيد خالف بولوجه إلى أعماقه ما هو معروف عن “شهريار”.

الخاتمة

أكبر “نزار قبّاني” الرجل القدوة. ولحظنا أنّ خيطًا رفضيًّا – ثوريًّا رفيعًا يصل أصحاب عناوين هذه الدراسة؛ الأب والعم والقائد والشاعر والثائر، ليرتق التفسّخ في النفوس والأوطان.

وبعد دراستي “الوطنيّة في شعر نزار قبّاني”([88]) الّتي أكّدت أنّ هذا الرجلَ شاعرٌ يحيا في قلب الوطن وهمومه وشجونه، وليس عدلًا أن يقصر لقبه على “شاعر المرأة”، أرى، وفي خاتمة بحثي هذا، “الرجل القدوة في شعر نزار قبّاني، نزار قباني شاعر الرجل”، أنّ الشاعر الحقيقيّ لا تتجزّأ تسميته، ولا يجنح ليكتب لفئة أو جنس، وليس شاعر امرأة أو رجل أو طفل أو عجوز. إنّه شاعر الإنسان والإنسانيّة يبلّ قلمه بهموم شعبه ووطنه، ويكتب للتاريخ، لا للحظة.

“نزار قبّاني شاعر على اتّساع العالم.

هذا يعني أنّ شعره الّذي ترجم إلى معظم لغات العالم لم يعد يخصّنا وحدنا في المنطقة العربيّة، ولم يعد بوسع أحد من نقّادنا أن يخضع هذا الشعر لمقاييسنا الخاصّة سواء بالنسبة لمشاكل الأخلاق أو الفنّ أو الفلسفة.”([89])

وحمل “نزار” همومًا كثيرة، فبقلمه أحبّ وأنّب ودافع وحارب وفرح وبكى وناضل وكافح وثار، ووقف في وجه العواصف ولم تهزّ ثباته غوغائيّتها وبطشها، بل كان العزم يكبر والإصرار يتفجّر آمالا. وفي استلهام لأسطورة سيزيف([90]) أرى أنّ شاعرنا كان مؤمنًا برسالته و”كان أكبر من قدره وأقوى من الصخرة”([91]) “فأين هي مشقّته في الواقع، إذا كان يسنده، في كلّ خطوة، الأمل بالنجاح”([92]). فالشاعر صورة مجتمعه، ولكنّه ليس صورة جامدة معلّقة على الحائط في إطار صلب تحدّه الزوايا. قد لا يتساوى الشعراء كلّهم في مواقفهم، ولكنّ “نزارًا”، حتمًا، كسر الإطار وخرج إلى عرق الشعب، وأقبية الجوع والألم، ونبض القلب، فألغى الحدود وحطّم القيود وثار، كأبيه، على الأشياء المسلّم بها.

“إنّني لا أفهم الشعر إلّا من جهة كونه حركة، حركة مستمرّة في سكون اللغة، وفي سكون الكتب، وفي سكون العلاقات التاريخيّة بين الأشياء.”([93])

وبعد، نسأل، هل كان “نزار قبّاني” نفسُه، “نزار” الابن والأب والزوج والعمّ والشاعر والثائر، رجلًا قدوةً؟

المصادر

1- الإنجيل المقدّس.

2 – نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج 1، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط12، أيلول 1983م.

3 – نزار قبّانيّ، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج 2، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط2، نيسان 1986م.

4-نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج 3، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط4، نيسان 1986م.

5-نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة، ج 4، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط1، كانون الثاني 1986م.

6 – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج 6، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط1، كانون الثاني 1993م.

7 -نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 7، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط1، كانون الثاني 1993م.

8 – نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 8، منشورات نزار قبّاني، بيروت، لبنان، ط1، كانون الثاني 1993م.

9- سميح القاسم، “السربيّات”، ج4، دار الجيل ودار الهدى، ط1، 1992.

المراجع العربيّة

1-أبو سعيد: ريدا، “أبجديّة الياسمين تفقد شاعرها، بنى جمهوريّة الشعر وغادر ملكًا”، لا د.، لا ط.

2-أيّوب: نبيل، “النقد النصّيّ – نظريّات ومقاربات”، دار المكتبة الأهليّة، ط1، 2004م.

3 – بلبل: فرحان، “المسرح السوريّ في مئة عام 1847-1946، لا ط، وزارة الثقافة، دمشق، 1997م.

4 – الحاوي: إيليّا، “نزار قبّاني، شاعر قضيّةٍ والتزام”، ج 2، دار الكتاب اللبنانيّ، بيروت، لا ت.

5- الخازن: وليم، “الشعر والوطنيّة في لبنان والبلاد العربيّة – من مطلع النهضة إلى العام 1939م، دار العلم -للملايين، بيروت، لبنان، ط3، 1992م.

6-خلف: صلاح، “فلسطينيّ بلا هويّة”، شركة كاظمة للنشر والترجمة والتوزيع. لا ت.

7- صالح: الياس جرجي، “صورة البلاد العربيّة في أعمال نزار قبّاني السياسيّة”، أطروحة أعدّت لنيل شهادة الدكتوراه اللبنانيّة، إشراف الدكتور يوسف فرحات، بيروت 1991م.

8- صدقه: جان، “معجم مصطلحات الألوان ورموزها”، دار أديفا للنشر، ط1، 2002م.

9- عوض: ريتّا، “أسطورة الموت والانبعاث في الشعر العربيّ الحديث”، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط1، 1974م.

10- فريحه: أنيس، “دراسات في التاريخ”، منشورات جرّوس برس، طرابلس، لبنان، ط1، 1991م.

11- فقيه: يونس، “ملامح الالتزام القوميّ في شعر نزار قبّاني”، دار بركات للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1998م.

12- قسم التأليف والترجمة في دار النفائس، “إعرف شخصيّتك من نظرتك إلى الألوان”، ترجمة النصوص الأجنبيّة: نور الأسعد، دار النفائس، ط1، 2006م.

13- لا مؤلّف، “فلسطين، تاريخها وقضيّتها”، المرحلة الثانويّة، مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، شركة الخدمات النشريّة المستقلّة المحدودة، نيقوسيا، قبرص، ط1، 1983م.

14- مجموعة مؤلّفين، “المنجد في اللغة والأعلام”، دار المشرق، بيروت، ط32، 1992م.

15- مروّة: كريم، “جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها”، دار الفارابي، بيروت، لبنان، ط1، 1994م.

16- المصري: علي، “رحلة شوق مع نزار قبّاني”، دار الكتاب العربيّ السوريّ، لا ط، 1977م.

17- نجم: خريستو، “في النقد الأدبيّ والتحليل النفسيّ”، دار الجيل ودار السائح، ط1، 1991م.

18- نجم: محمّد يوسف، “المسرح العربيّ، دراسات ونصوص 2، الشيخ أحمد أبو خليل القبّانيّ”، دار الثقافة، بيروت، لا ط.، لا ت.

19- النيهوم: الصادق، “نزار قبّاني ومهمّة الشعر”، إعداد وتحقيق: سالم الكبتي، تالة للطباعة والنشر، ليبيا، لا ت.

20- هيكل: محمّد حسنين، “خريف الغضب – قصّة بداية ونهاية عصر أنور السادات”، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان، ط20، 1990.

21- يعقوب: غسّان، “سيكولوجيا الحروب والكوارث ودور العلاج النفسيّ”، دار الفارابي، ط1، 1999م.

المراجع المعرّبة

23-غاستون باشلار، “جماليّة المكان”، تر غالب هلسا، المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع، ط4، 1996م.

24- مجموعة مؤلّفين، “معجم اللاهوت الكتابيّ”، أشرف على الترجمة: المطران أنطونيوس نجيب، دار المشرق، ط5، 2004م، نقل هذا المعجم إلى العربيّة عن:

25- «Vocabulaire de théologie biblique», Troisième édition 1974, les Editions du Cerf. Paris.

الأبحاث

26- حدّاد: ريتّا، “الوطنيّة في شعر نزار قبّاني”، دراسة أعدّت لنيل شهادة الماستر في الجامعة اللبنانيّة، إشراف د. يوسف الصميلي 2000م.

المجلات

27- السعداويّ: نوال، “ذكرياتي عن ثورة يوليو”، مجلّة الآداب، دار الآداب، لبنان، العدد 9/10 1992م.

28- فرّاج: عفيف، “شخصيّة مصر وشخص عبد الناصر، قراءة حضاريّة للجمع في صيغة المفرد”، مجلّة الآداب، دار الآداب، لبنان، العدد 9/10 1992م.

المراجع الأجنبيّة

29- Albert Camus, «Le mythe d Sisyphe», Editions Gallimard, 1942, et France Loisirs – Paris 1989.

30- Albert Camus, “L’homme révolté», Editions Gallimard, 1951.

31 -Gaston Bachelard, “La poétique de la rêverie», troisième édition, Presses universitaires de France, Paris, 1965.

32 – Jean Pucelle, «Le temps», Presses universitaires de France, Paris, 1926.

33 – Jean Rousset, «Forme et signification», Cérès Editions, Tunisie – 1996.

1- أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

[2]– نزار قبّاني، (1923-1998م)، شاعر سوريّ، من روّاد الشعر الحديث ومن أبرز شعراء الغزل المعاصرين. عمل في السلك الدبلوماسيّ. من مجموعات شعره: “أحلى قصائدي” و”أشعار خارجة على القانون” و”الأعمال الشعريّة الكاملة.”

[3]– إيليّا الحاوي، “نزار قبّاني، شاعر قضيّةٍ والتزام”، ج 2، ص 18.

[4]– علي المصري، “رحلة شوق مع نزار قبّاني”، ص91.

[5]– غاستون باشلار، “جماليّات المكان”، تر. غالب هلسا، ص38.

[6]– المرجع نفسه، ص 72.

[7]– نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج2، ص725.

[8] – نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 7، ص209.

[9] – نزار قباني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج1، ص354 – 355 – 356.

[10] – يونس فقيه، ملامح الالتزام القوميّ في شعر نزار قبّاني”، ص97.

[11]– غسان يعقوب، “سيكولوجيا الحروب والكوارث ودور العلاج النفسيّ”، ص231.

[12] -Gaston Bachelard, “La poétique de la rêverie », troisième édition, Presses universitaires de France, Paris, 1965, p.107. «L’enfance reste en nous un principe de vie profonde, de vie toujours accordée aux possibilités de recommencements».

[13]– يونس فقيه، “ملامح الالتزام القوميّ في شعر نزار قبّاني”، ص97.

4- نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج1، ص258.

[15]– القبّانيّ (أحمد) (1836-1902)، مسرحيّ سوريّ. أوّل من أسّس فرقة جوّالة للتمثيل. تنقّل بها بين سورية ومصر.

[16]– نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج1، ص219.

7- وليم الخازن، “الشعر والوطنيّة في لبنان والبلاد العربيّة”، ص49.

[18]– يونس فقيه، “ملامح الالتزام القوميّ في شعر نزار قبّاني”، ص101.

9- نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج6، ص435.

[20]– المهلهل (ت نحو 531): لقب عديّ بن ربيعة. شاعرٌ جاهليّ. خال امرئ القيس. من أبطال حرب البسوس. قال أكثر شعره في رثاء أخيه كليب. لقّب أيضًا بالزير.

[21]– شكسبير (وليم): (1564- 1616): شاعر مسرحيّ إنكليزيّ في مصاف رجال الأدب العالميّ. امتاز بتحليله عواطف القلب البشريّ من حبّ وبغض. من مسرحيّاته: هملت، مكبث، عطيل، مكبث، روميو وجولييت، تاجر البنددقيّة، العاصفة، يوليوس قيصر.

[22]– محمّد يوسف نجم، “المسرح العربيّ، دراسات ونصوص 2، الشيخ أحمد أبو خليل القبّانيّ”، ص وـ هـ.

[23]– نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج6، ص 437.

[24] – Albert Camus, “L’homme révolté », Editions Gallimard, 1951, p.250.

[25]– فرحان بلبل، “المسرح السوريّ في مئة عام:  1847-1946، لا ط، ص 32.

[26]– جمال عبد الناصر: (1918-1970)، رجل دولة مصريّ ورائد عربيّ. ولد في بني مرّ (أسيوط). ألّف حركة الضّبّاط الأحرار الّتي قلبت الملك فاروق 1952م. أمّم قناة السويس 1956م. رئيس الجمهوريّة 1958 م حتّى وفاته. من زعماء دول العالم الثالث. له كتاب : “فلسفة الثورة”.

[27]– نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص361.

[28]– عفيف فرّاج، “شخصيّة مصر وشخص عبد الناصر، قراءة حضاريّة للجمع في صيغة المفرد”، ص 29.

[29]– المرجع نفسه، ص 32.

[30]– الموضع نفسه.

[31]– نزار قباني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص359.

[32]– الياس جرجي صالح، “صورة البلاد العربيّة في أعمال نزار قبّاني السياسيّة”، ص357.

[33]– المرجع نفسه، ص180.

[34] – بيلاطس البنطيّ: حاكم اليهوديّة الرومانيّ 26-27. أسلم المسيح للموت وغسل يديه متبرّئًا من دمه.

[35] – الإنجيل المقدّس، متى27/22-24.

[36] – الإنجيل المقدّس، متّى6/8-16.

[37] – عفيف فرّاج، “شخصيّة مصر وشخص عبد الناصر، قراءة حضاريّة للجمع في صيغة المفرد”، ص30.

[38] – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص369.

[39]– مجموعة مؤلّفين، “معجم اللاهوت الكتابيّ”، ص646.

[40]– أنيس فريحة، “دراسات في التاريخ”، ص27-28.

[41]– عفيف فرّاج، “شخصيّة مصر وشخص عبد الناصر، قراءة حضاريّة للجمع في صيغة المفرد”، ص56.

[42]– نوال السعداويّ، “ذكرياتي عن ثورة يوليو”، مجلّة الآداب، العدد 9/10 1992، ص 34-35.

[43]– عفيف فرّاج، “شخصيّة مصر وشخص عبد الناصر، قراءة حضاريّة للجمع في صيغة المفرد”، ص 32.

[44]– الياس جرجي صالح، “صورة البلاد العربيّة في أعمال نزار قبّاني السياسيّة”، ص357.

[45]– نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص512.

[46]– الموضع نفسه.

[47]– السادات (أنور): (1918-1981 م): ضابط وسياسيّ مصريّ. رئيس الجمهوريّة 1970 م خلفًا لعبد الناصر. قاد الحرب الفلسطينيّة الرابعة المعروفة بحرب أكتوبر 1973م. جائزة نوبل للسلام 1978م. اغتيل.

[48]– محمّد حسنين هيكل، “خريف الغضب – قصّة بداية ونهاية عصر أنور السادات”، ص 261.

[49]– المرجع السابق، ص259-260.

[50] – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص132-133.

[51] – غاستون باشلار، “جماليّة المكان”، تر غالب هلسا، ص213.

[52] – جان صدقه، “معجم مصطلحات الألوان ورموزها”، ص55.

[53] – نور الأسعد، “إعرف شخصيّتك من نظرتك إلى الألوان” ص136.

[54] – Jean Pucelle, «Le temps», Presses universitaires de France, Paris, 1926, p.1. «C’est lui la matrice du monde et le grand ravageur».

[55] – كريم مروّة، “جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها”، ص97.

[56]– ريدا أبو سعيد، “أبجديّة الياسمين تفقد شاعرها، بنى جمهوريّة الشعر وغادر ملكًا”، ص60.

[57]– المرجع نفسه، ص64.

[58]– الموضع نفسه.

[59]– كريم مروّة، “جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها”، ص91.

[60] – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج 3، ص 143.

[61] – لا مؤلّف، “فلسطين، تاريخها وقضيّتها”، ص159.

[62] – صلاح خلف، “فلسطينيّ بلا هويّة”، ص68.

[63] – المرجع نفسه، ص145.

[64] – Albert Camus, “Le mythe de Sisyphe», p.21. “Dans l’attachement d’un homme à sa vie, il y a quelque chose de plus fort que toutes les misères du monde».

[65] – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة، ج3، ص197.

[66] – جان صدقه، “معجم مصطلحات الألوان ورموزها”، ص85.

[67] – المرجع نفسه، ص41.

[68] – نبيل أيّوب، “النقد النصّيّ – نظريّات ومقاربات”، ص182.

[69] – نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص 324.

[70] – ريتا عوض، “أسطورة الموت والانبعاث في الشعر العربيّ الحديث”، ص41-42.

[71]– ريدا أبو سعيد، “أبجديّة الياسمين تفقد شاعرها، بنى جمهوريّة الشعر وغادر ملكًا”، ص56.

[72]– نزار قبّاني، “الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج3، ص 402.

[73]– إيليّا الحاوي، “نزار قبّاني، شاعر قضيّةٍ والتزام”، ج 2، ص6.

[74]– نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 7، ص 522.

[75]– نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 6، ص37.

[76] – Jean Rousset, « Forme et signification », Cérès Editions, Tunisie – 1996, p. 190.

[77]– خريستو نجم، “في النقد الأدبيّ والتحليل النفسيّ”، ص116.

[78]– نزار قبّاني، الأعمال السياسيّة الكاملة”، ج6، ص358.

[79]– خريستو نجم، “في النقد الأدبيّ والتحليل النفسيّ”، ص213.

[80]– نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج 8، ص348-349.

[81]– سميح القاسم، “السربيّات”، ج4، ص235.

[82]– ريدا أبو سعيد، “أبجديّة الياسمين تفقد شاعرها، بنى جمهوريّة الشعر وغادر ملكًا”، ص59.

[83]– نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج1، ص78.

[84]– المصدر نفسه، ص 455.

[85]– نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة”، ج 4، ص 340.

[86]– السلطان شهريار: زوجته شهرزاد وبطلة قصص “ألف ليلة وليلة”، كانت تقصّها على زوجها السلطان، فصبر عليها إلى أن ولدت له ابنًا ثمّ عفا عنها ولم يقتلها على غرار ما كان يفعل بزوجاته السابقات.

[87]– نزار قبّاني، “الأعمال الشعريّة الكاملة، ج 1، ص 546.

[88]– ريتّا حدّاد، “الوطنيّة في شعر نزار قبّاني”، دراسة أعدّت لنيل شهادة الماستر في الجامعة اللبنانيّة، إشراف د. يوسف الصميلي 2000م.

[89]– الصادق النيهوم، “نزار قبّاني ومهمّة الشعر”، ص57.

[90] – Albert Camus, «Le mythe d Sisyphe», Editions Gallimard, 1942, et France Loisirs – Paris 1989, p. 184.

[91] – Ibid. p. 125. «Il est supérieur à son destin, il est plus fort que son rocher.».

[92] – loc. Cite.

[93] – نزار قبّاني، “الأعمال النثريّة الكاملة”، ج7، ص261.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website