دراسة نقديّة لقصيدة الشّاعرة دورين نصر”ابتسامة شاعر مفقود”
بقلم نرمين مرعي)[1](
عرفت القصيدة العربيّة، تحوّلات وتطوّرات بارزة مع منتصف القرن العشرين، لم تشهدها خلال مسارها التّاريخيّ، فما إن ظهرت قصيدة التّفعيلة حتّى عملت قصيدة النّثر Prose poème على التّميّز بشكلها ولغتها، فباتت الشّكل الأدبيّ الأكثر دلالة على التّمرّد حيث إنّ القصيدة التّقليديّة باتت تشكّل قيدًا يحدّ من قدرة الشّاعر المعاصر الذي تعقّدت تجربته الشّعريّة، ولم تعد القوالب الشّعريّة قادرة صالحة لاستيعابها. فكيف نشأت ومتى بدأت بالظّهور في أدبنا العربيّ؟ وهل من ضوابط أو معايير يحدّدها النّقد لتكون القصيدة قصيدة نثر؟
ولدت قصيدة النّثر، في الغرب، في منتصف القرن التّاسع عشر مع الشّاعر الفرنسيّ ألويسيوس برتداندAlyosis Bertnand (1807_1841)، حيث تذهب سوزان برنارSuzanne Bernard “إلى أنّه أول مبدع لقصيدة النّثر كنوعٍ أدبيّ”(1) وكما يقول أدونيس: أكثر الشّعراء في الغرب الذّين كتبوا قصيدة النّثر، كتبوا قبلها قصيدة الوزن، كانت قصيدة النّثر حدًّا نهائيًّا لتجاربهم الشّعريّة، لم تكن هربًا فنيًّا من الصّعوبة إلى السّهولة،[…] فالشّعراء الحقيقيّون حين يكتبون شعرهم بالنّثر، بعد أن كتبوه بالوزن، لا يفعلون ذلك بدافع الرّغبة في السّهولة أو بدافع الجهل لعلم العَروض بل بدافع الرّغبة في أشياء أخرى أبسطها خلق لغة شعريّة جديدة”)2( وعليه يمكنّنا القول إنّ تغيّرات العصر والحاجة التّي استشعرها الشّعراء في الغرب من أجل لغةٍ خاصة تواكب عصرهم وتعبّر عنهم دفعتهم إلى خلق نوعٍ جديد عُرِف بقصيدة النّثر. هذه العوامل جميعها دفعت الشّعراء العرب إلى تبنّي هذا الشّكل الفنيّ الجديد والبدء بالمحاولات الشّعريّة النّثريّة مخلّفين وراءهم الثّورة على القديم والتّقليديّ وعلى رأس هؤلاء أدونيس، يوسف الخال، أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا(3)، في حين أنّ البعض أكّد أنّ أنسي الحاج هو الوحيد الذّي “كان يكتب بأسلوب النّثر وحده”(4).
والسّؤال الذّي يلحّ على الدّارس لقصيدة النّثر يتعلّق بالإيقاع؛ فهل تخلّصت قصيدة النُّثر من الزّي الإيقاعيّ؟ وهل طعن هذا التّخلّص من عنصر الإيقاع في شاعريتها؟ إنّ الثّابت أنّ هذه القصيدة قد تخلّت عن الوزن والقافيّة بوصفهما الأكثر تمثيلًا للإيقاع، وما تسميتها بهذا الاسم المتناقض قصيدة/ نثر إلّا دليلٌ حاسم على ذلك، ولكنه لا يعني أبدًا إبعادها قسرًا عن دائرة الشّعر، فقد وصفت العرب سابقًا الآيات القرآنيّة بالشّعر لما كانت تتلى “وهذا يدلّ على أنّ العرب لم يميّزوا الشّعر بالعروض، وإنّما بالشّعريّة التّي هي روح النّص التّي تشيع فيه الحياة”(5) كما يرى الجرجانيّ أيضًا أنّ: “الوزن ليس من الفصاحة والبلاغة في شيء، إذ لو كان له كلّ مدخل فيهما كان يجب في كلّ قصيدتيْن اتفقتا في الوزن أن تتفقا في الفصاحة والبلاغة”(6). ومن هنا لا يمكن تحقيق نمـوذج قـصيدة النّثـر بـسهولة من دون تـوفّر شـاعر متميّـز ذي موهبـة شعريّة عالية، وثقافةٍ فنيّة زاخرةٍ تؤهّله للعثور على منطقـة إيقاعيّـة خـارج دائـرة الـوزن الموروث، وداخل هذا المشهد “لا تعود اللغة وسيلة بل تصبح هـدفًا للخلـق وتجليًّـا له، وفي هذه اللغة تبلغ الكثافة حدودها القصية حيث يـنهض صـوت الكلمـة بـدور فـي تجــسيد الدّلالــة، وتغــدو الكلمــة شــكلًا صــوتيًّا للمعنــى، كمــا أنّ صــورتها الحــسيّة أو وجودها الفيزيائي يصبح بما فيه من عثرة أو اكتظاظ أو استطالة صـورة مرئيـّة لمـا تريـد التّعبير عنه”(7). وفيما يلي تحليل لقصيدة للدّكتورة دورين نصر([2]) تصنّف تحت خانة قصيدة النّثر سنحاول من خلاله تأكيد كيف تؤسّس لترابطها من دون وزنٍ وقافية وكيف تحافظ القصيدة على شعريتها لتستحق أن تصنّف ضمن فئة الشّعر. فهل كانت هذه القصيدة مترابطة؟ وفي حال كانت، كيف استطاعت الشّاعرة أن تحقّق الإيقاع الشّعريّ والصّورة الفنيّة المتكاملة؟
ابتسامة شاعرٍ مفقود
كنتُ أرتّب الضّوء
على قياس المسافة
التّي تفصلني عنكَ…
صوتُ فيروزَ لا يكفي لهذا الصّباح
وفنجان قهوتي،
ما زلتُ ألملمُ شظاياه الباردة
حين سقط مني على غفلةٍ
وبقي صداه عالقًا على موعد اللّقاء…
تلك النّسمات التّي عبرت حروفي
أيقظت جرحًا متهاديًّا
خلف شجرة،
تلك الوردة التّي خرجت من حلمي
لم تفقد رائحتها
بقي عطرها يتضوّع بين منعرجات قصيدة…
تلك الأغنية التّي ردّدناها معًا
ماعادت لنا،
عشّاقٌ آخرون يغنّوها بصوتنا
إذ حين غادرنا
نسينا أسماءنا في حَناجرهم
وتركنا ابتسامتنا في ظلّ نجمة…
كلّ ما لمسناه
رحتُ أتفقّده
كصيّادٍ عجوزٍ فرح بمعانقة موجة،
كشاعرٍ دخل مرآةً
فتراءى له سرير القمر
ولم يخرج حتّى اللّحظة…
“ابتسامة شاعرٍ مفقود” عنوان قصيدةٍ تواجهك بها دورين نصر، محذرةً إيّاك من حجم الصّدمات التّي ستتلقاها تدريجًا داخل أبيات نصّها؛ فإمّا أن تستعد نفسيًّا وإمّا أن تفرّ لاهثًا خارج حدود السّطور الأولى؟! هو شاعرٌ مفقود لم يبقَ من أثره إلّا ابتسامة، لا يعرف طعم جمرها؛ قد يكون باردًا، قد تكون صفراء، قد تكون ساخرة، هي مفقودة ويكفي؛ تترك لك أيّها القارئ من العنوان، لغز حلّ شفرات كلماتها لتكتشف سبب هذا الضّياع وما وراء هذا الفقد!؟ لترتيب الكلمات عندها سحرٌ خاص، فهي تجمع ما لا يُجْمع، تصل ما لا يوصل، فها هي بعبقريةٍ غير مصطنعة وبأدواتٍ مطروحة في الطّرقات تعبّر، بصورةٍ غير اعتياديّة، عن حالة اعتياديّة، تكتب بمفرداتٍ مألوفةٍ عن معانٍ غير مألوفةٍ تعيش داخل كلّ منا وتراقص ألحانها داخله. فهي تجمع الضّوء وتجعل منه آلة تقيس ساعات البعد، وأيّام الجفاء وسنين الهجر، تجمع العادات التّي من شأنها أن تسلّي النّفس وتبعد السّقم عن الرّوح وتجعلها ثقيلة في غياب من نحبّ، جعلت من الشّاعر أو بالأحرى ابتسامته مصدرًا للنّور في حياتها، للنّور في لياليها باتت تقيس مدى بعده كلّما ازداد الظّلام حولها واختفت الملامح. فصوت فيروز لم يسعفها صباحًا في لملمة دفء اللّقاءات التّي طالما أحيت حنينها، فالقهوة بردت أحاديثها وهمدت ثرثرتها وتُرِكَت صدًى يوشوش أمنياتها باللّقاء. تنبش دورين نصر الأسس المعترف بها في قانون الهوى، فتبعثر معانيها رأسًا على عقب؛ فلين النّسيم بات يخدش الحروف فتنزف جرحًا تهاوى خلف شجرة، والورد ذاب عطرًا اختبأ بين حنايا الشّعر، والأغنية التّي وحّدت الصّوتيْن ضاعت صمتًا في حناجر الآخرين. هكذا هي ثائرة متمرّدة، تكفر بالعادة، وتخلط التّقاليد، ترتّب الفوضى وتبعثر العبث، ثمّ تتركنا للحلم، للأمل لتجربة شاعرٍ ترك المنطق وانطلق خلف السّراب، ترك حقيقةً مزرية ليكتفي بكذبة حلمٍ خلف المرايا حيث سحر القمر ونوم اللّيل وانعكاسة نجمة…. فكيف تراها استطاعت بأدوات اللّغة البسيطة خلق عالمها هذا وزعزعة تلك المفاهيم جميعها وقلب المعاني وكسر العطور وبعثرة رمال الأمل؟!…
التّرابط النّحوي
يعدّ التّرابط أو التّماسك النّصًي أحد أسس علم النّص الحديث، وتنطلق الدّراسات اللّسانية المعاصرة من أنّ النّص “بنية مركبة متماسكة ذات وحدة كلية شمولية”(8)، وهي “ذات نسق داخليّ بين عناصره علاقات منطقيّة نحويّة ودلاليّة”(9). فالنّص شبكة من العلاقات الدّاخلية من روابط لغوية تركيبيّة وزمانيّة وإحاليّة وعلاقات خارجية تتعلّق بمحيط النّص وملابساته، وتسهم هذه العناصر في تحقيق الانسجام والتّماسك، وإثبات الوحدة الكليّة. ويشير مصطلح التّرابط إلى العلاقات الشّكلية الظّاهرية القائمة على مستوى النّحو في بنيته السّطحية الظّاهرية وفي الحقبة الأخيرة عرف بـ(التّضام)، أو الرّبط النّحويّ(10). ويظهر ذلك في التّحليل اللّغوي للنّص في كيفية اختيار المبدع لأدواته اللّغوية مثل، الأدوات والضّمائر، والأزمنة، والتّكرارات، والحذف والمقابلات والجمل، أيّ الاهتمام بالعلاقات الدّاخلية والخارجية.
المكوّنات والرّموز(11)
- ن: نص.
- ج: جملة بسيطة تتألف من نواة إسنادية واحدة أو نواة إسنادية ومتممات.
- ج. م: جملة مركبّة وتتألف من نواتين إسناديتيْن فأكثر.
- ب ص: بنية صغرى، مفصل من مفاصل النّص، ويختلف كلّ نص عن الآخر في طريقة تقسيمه إلى مفاصل، فالقرآن يمكن تقسيمه بحسب الآيات حيث كلّ آية هي بنية صغرى، والشّعر بحسب الأبيات حيث يشكّل كلّ بيت بنية صغرى.
- ق (1) قاعدة الارتباط: كلّ جملتيْن متتاليتيْن في النّص، بينهما علاقة نحوية سياقية وثيقة ترتبطان ارتباطاً مباشرًا من غير أداة. وتكون العلاقة أشبه بعلاقة الشّيء بنفسه، وتسمّى علاقة الارتباط. وتطلق كذلك عند وجود علاقة نحوية سياقية بين معنييْن داخل الجملة.
- ق (2) قاعدة الرّبط: كلّ جملتيْن متتاليتيْن في النّص تحملان معنييْن مختلفيْن لكنّهما مترابطان، يمكن اصطناع علاقة نحوية سياقية بينهما عن طريق الأدوات الرّابطة، وتسمّى علاقة ربط.
- ق (3) قاعدة الانفصال: كلّ جملتيْن متتاليتيْن تنعدم العلاقة الدّلالية و النّحوية بينهما يمتنع ربطهما بالأدوات.
تتوزّع هذه القصيدة وفقًا لإخراجها الطّباعيّ على خمسة مقاطع يفصل بينها النّقط الثّلاث:
- الوحدة الأولى أو ب ص(1): كنتُ أرتّب الضّوء على قياس المسافة التّي تفصلني عنك…
تتألف هذه الوحدة من بنية نصية واحدة تتشكّل من عدّة جمل على الشّكل الآتي:
- ج1: [ كنتُ أرتّب الضّوء على قياس المسافة التّي تفصلني عنك]
- ج 2: [أرتّب الضّوء على قياس المسافة]
- ج 3: [ التّي تفصلني عنك]
ولاختبار التّرابط النّحوي على مستوى الجملة الواحدة، قمنا بتطبيق علاقات الرّبط والارتباط والانفصال داخل كلّ جملة، أو ما يسمّيه “فن ديك” قواعد التّحليل اللّغوي التّواضعية.(12) وأظهر التّحليل تماسكًا نحويًّا كبيراً بين مكوّنات كلّ جملة في النّص، وسنقدّم التّفصيل كما يأتي:
- ج 1:[ كنتُ أرتّب الضّوء]= كان+ ( الجملة الفعليّة: أرتّب)/ ارتباط إسناد وارتباط بضمير المتكلم أنا.
- ج2: [ أرتّب الضّوء على قياس المسافة]= ( فعل + ضمير مستتر فاعل: أرتّبُ)/ ارتباط إسناد، ( فعل + مفعول به:أرتّب الضّوء) / ارتباط تعديّة، ( فعل + جار ومجرور: على قياس المسافة)/ارتباط بحرف الجر،(مضاف + مضاف إليه: قياس المسافة)/ ارتباط إضافة، (الموصوف+ الصفة: المسافة التي)/ ارتباط إيضاح.
- ج3: [التّي تفصلني عنك]= التي+ (تفصلني)/ ارتباط صلة موصول، ( فعل +فاعل مستتر: تفصلني) /ارتباط إسناد، (فعل +ضمير متصل مفعول به: تفصلني) / ارتباط تعدية، ( فعل + جار ومجرور: تفصلني عنك) /ارتباط بحرف الجر.
- الوحدة الثّانية أو ب ص(2):
صوت فيروز لا يكفي لهذا الصّباح
وفنجان قهوتي،
ما زلتُ ألملم شظاياه الباردة
حين سقط مني على غفلةٍ
وبقي صداه عالقًا على موعد اللّقاء…
تتألف هذه الوحدة من بنية نصية واحدة تتشكّل من عدّة جمل على الشّكل الآتي:
- ج 4: [صوت فيروز لا يكفي لهذا الصّباح]
- ج 5: [لا يكفي لهذا الصّباح]
- ج 6: [وفنجان قهوتي ما زلت ألملم شظاياه الباردة]
- ج 7: [مازلت ألملم شظاياه الباردة]
- ج 8: [ألملم شظاياه الباردة]
- ج 9: [حين سقط مني على غفلةٍ]
- ج 10: [وبقي صداه عالقًا على موعد اللّقاء…]
وفي التّطبيق على التّرابط النّحويّ:
- ج 4: [صوت فيروز لا يكفي لهذا الصّباح] = (مضاف + مضاف إليه: صوت فيروز)/ ارتباط إضافة، (مبدأ + جملة فعلية: صوت فيروز لا يكفي)/ ارتباط إسناد.
- ج5: [لا يكفي لهذا الصّباح] = (فعل + ضمير مستتر فاعل: لا يكفي)/ ارتباط إسناد، (فعل + جار ومجرور:لا يكفي لهذا)/ ارتباط بحرف الجرّ، (اسم إشارة + بدل: هذا الصّباح)/ ارتباط صفة بدل.
- ج6: [وفنجان قهوتي ما زلتُ ألملم شظاياه الباردة] = (مضاف ومضاف إليه: فنجان قهوتي)/ ارتباط إضافة، (مضاف+ مضاف إليه ضمير متصل: قهوتي)/ ارتباط إضافة، (مبتدأ+ جملة اسميّة: فنجان قهوتي مازلتُ)/ ارتباط إسناد وارتباط بضمير المتكلم أنا.
- ج 7: [مازلتُ ألملم شظاياه الباردة] = (فعل ناقص + جملة فعلية: ما زلتُ ألملم)/ ارتباط إسناد.
- ج 8: [ألملمُ شظاياه الباردة] = (فعل + فاعل ضمير مستتر: ألملم)/ ارتباط إسناد، (فعل + مفعول به: ألملم شظاياه)/ ارتباط تعدية، (مضاف + ضمير متصل: شظاياه)/ ارتباط إضافة، (نعت + منعوت: شظاياه الباردة)/ ارتباط إيضاح.
- ج 9: [حين سقط مني على غفلة]: حين + (جملة فعلية: سقط)/ ارتباط إضافة، (فعل + فاعل ضمير مستتر: سقط)/ ارتباط إسناد، (فعل + جار ومجرور: سقط مني)/ ارتباط بحرف الجر، (فعل + جار ومجرور: سقط على غفلة)/ ارتباط جار ومجرور حالية.
- ج10: [وبقي صداه عالقًا على موعد اللّقاء]: (فعل + فاعل: بقي صداه)/ ارتباط إسناد، (فعل + حال: بقي عالقًا)/ ارتباط وصف، (فعل + جار ومجرور: بقي على موعد اللّقاء)/ ارتباط بحرف الجر، (مضاف+ مضاف إليه: موعد اللّقاء)/ ارتباط إضافة.
- الوحدة الثّالثة أو ب ص(3):
تلك النّسمات التّي عبرت حروفي
أيقظت جرحًا متهاديًا
خلف شجرةٍ
تلك الوردة التّي خرجت من حلمي
لم تفقد رائحتها،
بقي عطرها يتضوّع بين
منعرجات قصيدة…
تتألف هذه الوحدة من بنية نصية واحدة تتشكّل من عدّة جمل على الشّكل الآتي:
- ج 11: [تلك النّسمات التّي عبرت حروفي أيقظت جرحًا متهاديًا خلف شجرة]
- ج 12: [التّي عبرت حروفي أيقظت جرحًا متهاديًا خلف شجرة]
- ج 13: [أيقظت جرحًا متهاديًا خلف شجرة]
- ج 14: [تلك الوردة التّي خرجت من حلمي لم تفقد رائحتها]
- ج 15: [خرجت من حلمي لم تفقد رائحتها]
- ج 16: [لم تفقد رائحتها]
- ج17 : [بقي عطرها يتضوّع بين منعرجات قصيدة]
- ج 18: [يتضوّع بين منعرجات قصيدة]
وفي التّطبيق على التّرابط النّحويّ:
- ج 11: [تلك النّسمات التّي عبرت حروفي أيقظت جرحًا متهاديًا خلف شجرة] = (اسم إشارة + اسم: تلك النّسمات)/ ارتباط بدل، (الموصوف + الصّفة: تلك النّسمات التّي)/ ارتباط إيضاح، (مبتدأ + جملة فعليّة: تلك النّسمات أيقظت)/ ارتباط إسناد.
- ج 12: التّي + [عبرت حروفي] = (التّي + جملة فعليّة: التيّ عبرت)/ ارتباط صلة موصول، (فعل + ضمير مستتر فاعل: عبرت)/ ارتباط إسناد، (فعل + مفعول به: عبرت حروفي)/ ارتباط تعدية، (مضاف + مضاف إليه: حروفي)/ ارتباط إضافة.
- ج 13: [أيقظت جرحًا متهاديًا خلف شجرة]: (فعل + فاعل مستتر: أيقظت)/ ارتباط إسناد، (فعل + مفعول به: أيقظت جرحًا)/ ارتباط تعدية، (موصوف + صفة: جرحًا متهاديًا)/ ارتباط إيضاح، (ظرف + مضاف إليه: خلف شجرة)/ ارتباط إضافة.
- ج 14: [تلك الوردة التّي خرجت من حلمي لم تفقد رائحتها): ( اسم إشارة+ بدل: تلك الوردة)/ ارتباط بدل،(صفة+ موصوف: الوردة التّي)/ ارتباط إيضاح، ( مبتدأ+ جملة فعلية: تلك الوردة لم تفقد)/ ارتباط إسناد.
- ج 15: [التّي خرجت من حلمي]: التي + (صلة الموصول: خرجت)/ ارتباط صلة الموصول، (فعل + ضمير مستتر: خرجت)/ ارتباط إسناد، (فعل + جار ومجرور: خرجت من حلمي)/ ارتباط بحرف الجر.
- ج 16: [لم تفقد رائحتها]: (فعل + فاعل ضمير مستتر: لم تفقد)/ ارتباط إسناد، (فعل + مفعول به: تفقد رائحتها)/ ارتباط تعدية.
- ج 17: [بقي عطرها يتضوّع بين منعرجات قصيدة]: (فعل + فاعل اسم ظاهر: بقي عطرها)/ ارتباط إسناد، (مضاف + مضاف إليه: عطرها)/ ارتباط إضافة.
- ج 18: [يتضوّع بين منعرجات قصيدة]: (فعل + فاعل مستتر: يتضوّع)/ ارتباط إسناد، (ظرف مكان + مضاف إليه: بين منعرجات)/ ارتباط إضافة، (مضاف + مضاف إليه: منعرجات قصيدة)/ ارتباط إضافة.
- الوحدة الرّابعة أو ب ص(4):
تلك الأغنية التّي ردّدناها معًا
ما عادت لنا،
عشّاقٌ آخرون يغنّوها بصوتنا
إذ حين غادرنا
نسينا أسماءنا في حَناجرهم
وتركنا ابتسامتنا في ظلّ نجمة…
تتألف هذه الوحدة من بنية نصية واحدة تتشكّل من عدّة جمل على الشّكل الآتي:
- ج 19: [تلك الأغنية التيّ ردّدناها معًا ما عادت لنا]
- ج 20: [ردّدناها معًا]
- ج 21: [ماعادت لنا]
- ج 22: [عشّاقٌ آخرون يغنّوها بصوتنا]
- ج 23: [يغنّوها بصوتنا]
- ج 24: [إذ حين غادرنا نسينا أسماءنا في حناجرهم]
- ج 25: [نسينا أسماءنا في حناجرهم]
- ج 26: [وتركنا ابتسامتنا في ظلّ نجمةٍ…]
وفي التّطبيق على التّرابط النّحويّ:
- ج 19: [ تلك الأغنية التّي رددناها معًا ما عادت لنا]=( اسم إشارة+ اسم: تلك الأغنية)/ ارتباط بدل، (الموصوف+ الصّفة: تلك الأغنية التّي)/ ارتباط إيضاح، ( مبتدأ + جملة فعليّة: تلك الأغنية ما عادت)/ ارتباط إسناد.
- ج 20: التّي +[رددناها معًا ]= ( التّي + جملة فعلية: التيّ ردّدناها)/ ارتباط صلة موصول+ ارتباط بضمير المؤنث الغائب، (فعل + ضمير متصل فاعل: ردّدنا)/ ارتباط إسناد، ( فعل + مفعول به ضمير متصل: ردّدناها)/ ارتباط تعدية، ( فعل+ جار ومجرور: رددناها معًا)/ ارتباط حال بصاحبه، ارتباط ملابسة لتعلّق الجار والمجرور بحال محذوف من فاعل رددناها تقديره ونحن معًا.
- ج 21: [ ما عادت لنا]: (فعل+ فاعل ضمير مستتر: عادت)/ ارتباط إسناد، (فعل+ جار ومجرور: عادت لنا)/ ارتباط جار ومجرور.
- ج 22: [عشّاقٌ آخرون يغنّوها بصوتنا]: (صفة + موصوف: عشاقٌ آخرون)/ ارتباط إيضاح، (مبتدأ+ جملة فعليّة: عشاقُ يغنّوها)/ ارتباط إسناد.
- ج 23: [يغنّوها بصوتنا]: ( فعل+ ضمير متصل فاعل: يغنوا)/ ارتباط إسناد، ( فعل+ مفعول به ضمير متصل: يغنّوها)/ ارتباط تعدية، ( فاعل+ جار ومجرور: يغنّوها بصوتنا)/ ارتباط حال بصاحبه، ارتباط ملابسة لتعلّق الجار والمجرور بحال محذوف من فاعل يغنّوها تقديره مستخدمين صوتنا.
- ج 24: [ إذ حين غادرنا نسينا أسماءنا في حناجرهم]: إذ+(جملة فعلية: نسينا)/ ارتباط إضافة، (فعل+ فاعل ضمير متصل: نسينا)/ ارتباط إسناد، (فعل+ مفعول به: نسينا أسماءنا)/ ارتباط تعديّة، ( مضاف+ مضاف إليه: أسماءنا)/ ارتباط إضافة+ ارتباط بضمير المتكلم للجمع، (فعل+ جار ومجرور: نسينا في حناجرهم)/ ارتباط جار ومجرور، (مضاف+ مضاف إليه: حناجرهم)/ ارتباط إضافة.
- ج 25: [حين غادرنا]: ( فعل + فاعل ضمير متصل:غادرنا)/ ارتباط إسناد، حين+( الجملة الفعليّة:غادرنا) /ارتباط إضافة.
- ج 26: [ وتركنا ابتسامتنا في ظلّ نجمة]: ( فعل+ فاعل ضمير متصل: تركنا)/ ارتباط إسناد، (فعل+ مفعول به: تركنا ابتسامتنا)/ ارتباط تعدية، (مضاف+ مضاف إليه: ابتسامتنا)/ ارتباط إضافة + ارتباط ضمير المتكلم الجمع، ( فعل+ جار ومجرور: تركنا في ظل)/ ارتباط جار ومجرور، (مضاف+ مضاف إليه: ظل نجمة)/ ارتباط إضافة.
- الوحدة الخامسة أو ب ص( 5):
كلّ ما لمسناه
رحتُ أتفقّده
كصيّادٍ عجوز فرح بمعانقة موجة،
كشاعرٍ دخل مرآة
فتراءى له سرير القمر
ولم يخرج حتّى اللّحظة…
تتألف هذه الوحدة من بنية نصية واحدة تتشكّل من عدّة جمل على الشّكل الآتي:
- ج 27: [كلّ ما لمسناه رحتُ أتفقّده]
- ج 28: [ما لمسناه]
- ج 29: [رحتُ]
- ج 30: [أتفقّده كصيادٍ عجوزٍ فرح بمعانقة موجة]
- ج 31: [فرح بمعانقة موجة]
- ج 32: [كشاعرٍ دخل مرآة]
- ج 33: [فتراءى له سرير القمر]
- ج 34: [ولم يخرج حتّى اللّحظة]
وفي التّطبيق على التّرابط النّحويّ:
- ج 27: [كلّ ما لمسناه رحتُ أتفقّده]=(مبتدأ + جملة فعليّة: كلّ رحتُ)/ ارتباط إسناد، (مضاف+ اسم موصول: كلّ ما)/ ارتباط إضافة
- ج 28: [ما لمسناه]: (ما + جملة فعليّة: ما لمسناه)/ ارتباط صلة الموصول، (فعل+ ضمير متصل فاعل: لمسنا)/ ارتباط إسناد، (فعل+ مفعول به ضمير متصل: لمسناه)/ ارتباط تعديّة.
- ج 29: [رحتُ]: (فعل+ فاعل ضمير متصل: رحتُ)/ ارتباط إسناد.
- ج 30: [أتفقّده كصيادٍ عجوزٍ فرح بمعانقة موجةٍ]: (فعل+ ضمير مستتر أنا: أتفقّد)/ ارتباط إسناد، (فعل+ مفعول به: أتفقده)/ ارتباط تعدية، (فعل+ جار ومجرور: أتفقّده كصيادٍ)/ ارتباط حال بصاحبه، ارتباط ملابسة لتعلّق الجار والمجرور بحال محذوف من فاعل أتفقده تقديره فرحًا كفرحة صيادٍ، (صفة+ موصوف: صيادٍ عجوزٍ)/ ارتباط إيضاح.
- ج 31: [فرح بمعانقة موجة]: (فعل+ ضمير مستتر: فرح)/ ارتباط إسناد، (فعل+ جار ومجرور: فرح بمعانقة)/ ارتباط جار ومجرور، (مضاف+ مضاف إليه: معانقة موجة)/ ارتباط إضافة.
- ج 32:[كشاعرٍ دخل مرآة]: (فعل+ جار ومجرور: أتفقدّه كشاعرٍ)/ ارتباط حال بصاحبه، ارتباط ملابسة لتعلّق الجار والمجرور بحال محذوف من فاعل أتفقده تقديره حالمًا كشاعر،ٍ (فعل+ فاعل ضمير مستتر: دخل)/ ارتباط إسناد، (فعل+ مفعول به: دخل مرآة)/ ارتباط إسناد.
- ج 33: [فتراءى له سرير القمر]: (فعل+ فاعل: تراءى سرير)/ ارتباط إسناد، (فعل+ جار ومجرور: تراءى له)/ ارتباط جارومجرور، (حرف جر+ ضمير متصل: له)/ ارتباط بحرف الجر، (مضاف+ مضاف إليه: سرير القمر)/ ارتباط إضافة.
- ج 34: [ولم يخرج حتّى اللّحظة]: (فعل+ ضمير مستتر فاعل: لم يخرج)/ ارتباط إسناد، (فعل+ ظرف زمان: لم يخرج حتّى)/ ارتباط مفعول فيه زمان، (ظرف+ مضاف إليه: حتّى اللّحظة)/ ارتباط إضافة.
وبذا يتشكّل النّص في مستوى متتاليات الجمل على النّحو التّالي:
ن= ج1 +ج2 +ج3+ ج4+ج5+ ج6+ ج7+ ج8+ ج9 +ج10+ ج11+ ج12+ ج13+ ج14+ ج15+ ج16+ ج17+ ج18+ ج19+ ج20+ ج21+ ج22+ ج23+ ج24+ ج25+ ج26+ ج27+ ج28+ ج29+ ج30+ ج31+ ج32+ ج33 +ج34.
وبتطبيق قواعد الرّبط والارتباط والانفصال بين الجمل نجد ما يلي:
- ج 1+ ج2: ارتباط إسناد (جملة فعليّة في محل خبر) <<< ق 1
- ج 2+ ج3: ربط بواسطة اسم الموصول <<< ق 2.
- (ج1+ج2) +ج3: ربط بالضّمير المستتر( أنا) <<< ق 2.
- ج4+ ج 5: ارتباط إسناد (جملة فعليّة في محل خبر) <<< ق 1.
- ج6+ ج7: ارتباط إسناد (جملة اسميّة في محل خبر) <<< ق 1.
- ج7 +ج8: ارتباط إسناد (جملة فعليّة في محل خبر)+ ربط بضمير المتكلم أنا<<< ق 1+ ق 2.
- ج6+ ج8: ربط بضمير المتكلم أنا وضمير المتصل الهاء<<< ق 2.
- حين +ج9: ارتباط إضافة<<< ق 1.
- ج8+ ج9: ربط بضمير المتكلم (مني) <<< ق 2.
- (ج4+ ج5)+ (ج6+ج7+ج8+ج9): ربط بواو العطف <<< ق 2.
- ج9 +ج10: ارتباط حال بواو الحالية<<< ق 1.
- ( ج6+ ج7+ج8+ج9)+ ج10: ربط بضمير المتصل (صداه) <<< ق 2.
- ج11 +ج12: ربط باسم الموصول<<< ق 2.
- ج11+ ج13: ارتباط إسناد <<< ق 1.
- ج12+ ج13: ربط بالضّمير (عبرَت و أيقظت) <<< ق 2.
- ج14+ ج15: ربط بواسطة اسم الموصول <<< ق 2.
- ج14+ ج16: ارتباط إسناد <<< ق 1.
- ج15+ ج16: ربط بالضّمير (خرجت و تفقد رائحتها) <<< ق 2.
- ج12+ ج15: ربط بالضّمير المتكلم المتصل (حروفي، حلمي) <<< ق 2.
- ج16+ ج17: ربط بالضّمير المتصل الها<<< ق 2.
- ج17+ ج18: ارتباط حالية<<< ق 1.
- ج12+ ج13+ ج15+ ج16+ ج17: ربط بضمير الغائب المؤنث <<< ق 2.
- ج19 +ج20: ربط بواسطة اسم الموصول <<< ق 2.
- ج19+ ج21: ارتباط إسناد <<< ق 1.
- ج20+ ج21: ربط بضمائر: الها والنا<<< ق 2.
- ج22 +ج23: ارتباط إسناد <<< ق 1.
ج20+ ج21+ ج23: ربط بالضّمائر المتصلة الها، نا (ردّدناها، لنا، يغنّوها، صوتنا) <<<ق 2.
- إذ+ ج25: ارتباط إضافة<<< ق 1.
- إذ+ (ج24+ ج25) +ج26: ربط زمان بإذ<<< ق 2.
- حين +ج24: ارتباط إضافة<<< ق 1.
- ج22+ج23+ ج25: ربط بالضّمير المتصل (حناجرهم) <<< ق 2.
- ج24+ ج25: ربط بالضّمير المتصل نا(غادرنا، نسينا، أسماءنا) <<< ق 2.
- ج25+ ج26: ارتباط ملابسة بواو الحالية <<< ق 1.
- ج19+ ج20+ ج22+ +ج23+ ج24+ ج25+ ج26: ربط بالضّمير المتصل نا <<< ق 2.
- ج 27+ ج29: ارتباط إسناد (جملة فعليّة واقعة خبر) <<< ق 1.
- ما+ ج28: ربط باسم الموصول <<< ق 2.
- ج27+ ج28: ارتباط إضافة <<< ق 1.
- ج29+ ج30: ارتباط تعدية+ ربط بالضّمير المتكلم <<< ق 1+ ق2.
- ج30+ج31: ارتباط بحرف الجرّ الكاف في محل حالية <<< ق 1.
- ج30+ ج32: ارتباط بحرف الجرّ الكاف في محل حالية <<< ق 1.
- ج32+ج33: ربط بحرف العطف الفاء<<< ق 2.
- ج32+ ج34: ارتباط ملابسة بواو الحالية <<< ق 1.
- ج31+ ج32+ ج33+ ج34: ربط بالمضير الغائب (فرح، دخل، له، يخرج) <<< ق 2.
هذا نصٌ مترابطٌ نحويًّا؛ فجمله مترابطة منذ الجملة الأولى وحتّى الأخيرة . كما أنّه نص مكتمل، والاكتمال من “أبرز خصائص النّص، وليس الطّول أو الحجم)”13 (.وهو يضمن سمتين أخريين من سمات النّص، هما: الاستقلالية والإغلاق)14(. وتعني الاستقلالية ألّا ينضوي النّص تحت وحدة أكبر منه، أمّا الإغلاق فيعني أنّ النّص له بداية ونهاية. وهذا يتصل بالبنية التّركيبية التّي لا تفتقر إلى تركيب آخر يتمّمها، فهي مكتفية مكتملة على صعيد الجمل.
ومن جهة أخرى، سنحاول دراسة الدّلالة الإحالية كونها عنصرًا مهمًّا في التّرابط النّحوي. والمكوّن الإحالي هو كلّ مكوّن يحتاج في فهمه إلى مكوّن آخر يفسّره. و الإحالة تكون عبر أدوات معيّنة كالضّمائر وأسماء الإشارة والعناصر الإشارية؛ والعنصر الإشاريّ هو “كلّ مكوّن لا يحتاج في فهمه إلى مكوّن آخر يفسّره” (15)، وهي على نوعيْن:
- عناصر إشارية لغوية، وهي العناصر الإشاريّة الواردة في عالم النّص الدّاخلي. وتقسم إلى عناصر إشارية عاملة يحال عليها بإحالة واحدة أو أكثر، وعناصر إشارية غير عاملة تذكر مرة واحدة في النّص ولا يحال عليها مرة أخرى.
- عناصر إشارية غير لغوية، وتوجد في المقام الذّي يفسّر النّص.
ويتألّف هذا النّص من عامل إحالي رئيس (ع. إ.ح. ر) يحيل على الشّاعر كاتب هذا النّص، ومجموعة إشارية رئيسية (م. إش) تتألف من مجموعة الوحدات الإشارية المكوّنة للنّص، وكلّ وحدة إشارية (و. إش) تتألف من عنصر إشاريّ (ع. إش) والعناصر الإحالية التّابعة له. ويلخص التّالي تبويب العناصر الإشارية في النّص، والعناصر الإحالية التّابعة لها، وتكرر عدد الإحالات.
- ع إ ش1 (المخاطِب (الحبيبة): كنتُ (التّاء)+ أرتّب (أنا المستتر)+ تفصلني (الياء)+ قهوتي (الياء)+ زلتُ (التّاء)+ ألملم (أنا المستتر)+ مني (الياء)+ حروفي (الياء)+ حلمي (الياء)+ رحتُ (التّاء)+ أتفقّده (أنا المستتر)<<< 11 إحالة.
- ع إش 2 (ذات المخاطب (الحبيب البعيد): عنك (الكاف)<<< إحالة واحدة.
- ع إش 3 (الحبيبان معًا): ردّدناها (النا)+ لنا (النا)+ صوتنا (النا)+ غادرنا (نا)+ نسينا (نا)+ أسماءنا (نا)+ تركنا (النا)+ ابتسامتنا (نا)+ لمسناه (نا)<<< 9 إحالات.
- ع إش 4 (فنجان القهوة): شظاياه (الهاء)+ سقط (ضمير مستتر هو)+ بقي (ضمير مستتر هو)+ صداه (الهاء)<<< 4 إحالات.
- ع إش 5 (النّسمات): تلك+ التّي+ عبرَت (تاء التّأنيث)+ أيقظت (تاء التّأنيث) <<< 4 إحالات.
- ع إش 6 (الوردة): تلك+ التّي+ خرجت (التّاء)+ تفقد (ضمير مستتر هي)+ رائحتها (الها)+ عطرها (الهاء)<<< 6 إحالات.
- ع إش 7 (الأغنية): تلك+ التّي+ رددناها (الها)+ عادت (التّاء)+ يغنّونها (الهاء)<<< 5 إحالات.
- ع إش 8 (عشّاق): يغنّونها (الواو)+حناجرهم (هم) <<< إحالتان.
- ع إش 9 ( صيّاد): فرح(هو) <<< إحالة واحدة.
- ع إش 10 (شاعر): دخل+ له (الهاء)+ يخرج (الهاء ضمير مستتر)<<< 3 إحالات.
- ع إش 11 (المسافة): التّي+ تفصلني (التّاء ضمير مستتر)<<< إحالتان.
- ع إش 12 (الشّوق): ما+ لمسناه (الهاء)+ أتفقّده (الهاء)<<< 3 إحالات.
- ع إش 13(الخيبة): … لا إحالة.
ويلاحظ ممّا سبق ما يلي:
- تشير سلّمية الإحالة إلى أنّ العناصر الإشارية الأكثر فعالية التّي يقوم عليها عالم النّص هي: المخاطب الحبيبة ويتبع له إحدى عشر عنصرًا إحاليًّا، فالحبيبان ويتبع لها تسعة عناصر إحالية ثمّ تتوّزع العناصر الإحاليّة بشكلٍ شبه متساوٍ بين الوردة والنّسمات وفنجان القهوة والأغنية مع عناصر إحاليّة بحدود السّتة. فالحبيبة يعدّ المحور الإشاريّ الأكثر تواتراً وهذا ما يؤكّد التّرابط النّصيّ؛ حيث إنّ الحبيبة هي التّي تبدأ بالخطاب؛ تخاطب الحبيبيْن (العنصر الإشاري الذّي يلي ذات المخاطب من حيث تكراره) من خلال تذكّر الأيّام الخالية بينهما، تلك الأيّام التّي تتمنى أن تعود وتتحسّر عليها بشدّة. لذاك كان لا بدّ من تواتر هذه الإشارات النّحوية والإحالية لتتكافأ مع المعنى العام للنّص حيث التّركيز على المخاطَب (الحبيبيْن)، المخاطِب (الحبيبة) والمضمون (كلّ ما يذكّرها به من نسمات، وردٍ، قهوة وأغانٍ).
- الضّمائر كانت العوامل الإحالية الأكثر حضورًا؛ فقد ربطت أكثر من عشرة عناصر إحاليًّا بالعناصر الإشارية، وبذا يتأكّد لنا أنّ دراسة الضّمائر في النّصوص يمكن أن يرسم صفحة واضحة لعالمه التّركيبيّ والدّلاليّ، هذه الضّمائر التّي بدأت بالأنا الضّمير المتكلم، لتعرّج على الضّمير الغائب (هي وهو) فتلتحم مع حلمها في النحن (نا ضمير المتكلم للمثنى) حتّى تصحو في نهاية قصيدتها على الحلم الواقع فيعود المتكلم ليتخلى عنها وينحصر في الهو الأكثر غموضًا والأكثر بعدًا والأكثر ضبابيةً. هكذا نرى كيف وظّفت الشّاعرة بأسلوب سهلٍ ذكيّ مبنيّ على اللّعب بالضّمير لتوصل ببراءة وبسلاسةٍ ما أرادت البوْح به من غير أن تقوله كلماتها، ومن غير أن تصرّح به تعابيرها، كانت الضّمائر جزءًا من مشروعٍ هندسيٍّ خدم المعنى وأوصله بتفانٍ وعذوبةٍ فاقت الرّوعة وحلّقت فوق الخيال.
- الإحالة التّكرارية وجدت في النّص بأكثر من صورة؛ فمنها تكرّر العنصر الإشاريّ بلفظه (قال) أو بعنصر يعوّض عنه كالضّمائر.
وعليه فإنّ هذا النّص مترابط بكافة أقسامه التّركيبية والنّحوية التّي جاءت مجتمعة ومتناسقة لتخدم الفكرة الكاملة للنّص وتضمن ترابطه.
التّرابط الدّلالي
من خلال التّحليل الذّي سنقدمه، نجد أنّ الشّاعرة التّي قامت بتقسيمٍ غير متعمّدٍ لنصّها إلى خمس وحداتٍ فصلت بينها بثلاث نقطٍ (هذه النّقط الثّلاث تظهر المتكلم وهو غير قادرٍ على الكلام، خنقته عَبراته من فرط الشّجن فترك لهذه النّقاط الثّلاث رمزية التّحدّث عمّا يخفيه، مشيرًا إلى أنّ كل حروف قصيدته وما تعتريها من ألم وحزنٍ وأوجاعِ لا تشكّل بؤرة صغيرة وذرةً حقيرة في عالمٍ تعاني منه حدّ التّعب وفقدان القدرة على النّطق)، قسّمت موضوع نصّها إلى ثلاث وحداتٍ من حيث المعنى:
- القسم الأول وهي المقدمة المتمثّلة بالوحدة الأولى حيث تقدّم لنصّها تقديمًا صريحًا؛ فتدخل مباشرةً في الزّمن الحاضر لتصف الوضع الحالي وتعبّر عن حالة الشّوق التّي تعتريها والتّي بفعل غيابه باتت ترتّب خفايا الظّلمة وتقيس مدى بعده عنها بكثرة السّواد الذّي يحتل نفسها. وفي تعبيرها عن هذه الحالة، تختار الشّاعرة الجمل الاسميّة التّي دخل عليها الفعل الماضي النّاقص ليعطيها معنى الثّبات واتصاف المسند إلى المسند إليه إتصافًا به على وده الدّوام؛ فهي باختيارها هذه الصّيغة تثبت للقارئ أنّ حبيبها كان ولم يزل سببًا في النّور الذّي تضيء به روحها، كلّما خفت هذا النّور دلّ على ابتعاده وهجره لها، وعليه فإنّ الأمل الذّي تحيا عليه وتأمل به إنّما هو انتظار إشراقة وجهه وإشعاعة ابتسامته (الارتباط بالعنوان) حيث حياتها اليوم شديدة الظّلمة لأنّ وجهه مفقود وابتسامته مختفية…
- القسم الثّاني وهو الذّي يحمل بين معانيه معاني الوحدات الثّانية، والثّالثة والرّابعة، حيث تجمع الشّاعرة الذّكريات الأقوى وتقلب معناها سلبًا رأسًا على عقب بسبب بعده وهجرانه، وتمثّل الخيبة التّي تعتريها والحرقة التّي تحرق أنفاسها في زمن البعد، والحنين الذّي يزرع الألم في الصّدور فيحصدها جراحًا تزيّن الصّفحات وتتراقص فوق قصيدة. وقد اختارت هندسة نحويّة خاصة لترسم هذا المعنى وتوصل هذه الأحاسيس:
- اسم إشارة+ بدل+ اسم موصول (نعت)+ جملة فعليّة فعل ماضٍ+فضلة موصولة ضمير المتصل المتكلم ياء (صلة موصول)[ المقطع الأول<<< الحالة الأولى(حالة الذّكرى)]
- فعل منفي + فاعل مع ضمير يتعلق بالاسم في الجملة السّابقة [ المقطع الثّاني<<< الحالة الثّانية (حالة التّحوّل)].
- جملة ظرفية مكان أو زمان [ المقطع الثّالث <<< سبب التّحوّل (دخول الهجر)].
هكذا نرى إذن كيف استطاعت الشّاعرة استخدام الجمل الاسميّة التّي تدل على ثبات الحالة وديمومتها(فهي لا تختار سوى الجمل الاسميّة المثبتة) لتعود وتدخل عليها سببًا يقلب موازين الثّبات ويغير معناها الإيجابيّ فتحوّلها إلى حالات مهزوزة غير ثابتة تنفي من خلال الأفعال الماضية أو المضارعة المنفية حالة الرّاحة والأمان التّي كانت ذكرياته معها سببًا بها، لتحلّ مكانها حالات من الضّبابية والخيبة والعتب.
الحالة الأولى | السّبب | الحالة الحالية |
صوت فيروز+ فنجان القهوة
(حالة السّكون والأمان) |
سقط على غفلة
(الغدر+ الخيبة) |
شظاياه باردة
(جفا وخوف) |
النّسمات+ الشّعر
(الفرح، الحياة) |
خلف شجرة
(الانتظار، حرقة الأعصاب) |
جرحًا متهاديًّا
(الوحي، الألم) |
الوردة+ الغد
(الوعد) |
عطر الحنين
(الذّبول) |
كتابة قصيدة
(البقاء، الخلود) |
الأغنية
(الرّقص، الحبّ) |
الحزن
(الزّمن، الفراق) |
عشّاق آخرون
(لامبالاة، الضّياع) |
هكذا نجد أنّ كلّ الذّكريات التّي هي عادةً عادات جميلة وآمالٌ حلوة نعلقها على كتف نجمة ونضيء لها شموع الغد وأحلام الصّحوة، حوّلتها كما رأينا بفعل المسافات التّي مهّدت لها في مطلع القصيدة إلى مصادر عذابٍ وأشواكٍ تنبت الوحي وترقص في مراتع القصيدة تخطّ حرفًا وتهرب منها حروفٌ.
وفي القسم الأخير، تأبى هذه الحبيبة أن تبقى معلقةً بأمل كاذبٍ ومنتظرة لضحكة مفقودة، فهي لا تنهي قصيدتها دون أن تعيد الرّاحة لنفسها، واللّين لأناملها والإشباع لغرورها. ها هي ترفض الاستسلام، تصرخ بأعلى الصّمت أنّ العالم المليء بالحزن والألم والفراق لن يكون نهاية أحلامها أو بداية لعذاباتها؛ لا يمكن له أن يهزمها هي التّي اعتادت أن ترقص فوق أشواك المحار وأن تنزف عطرًا في قوارير الفرقة، قررت أن تتماهى مع انعكاسات القمر، وكيف لا؟، أن تستريح فوق إغفاءة النّور، أن تفرح بموجةٍ تعيد للعجوز مغامرة الأمس وعنفوان الشّباب. قررت أن تهرب إلى قصيدةٍ ترتاح فوق تنهيدة جرفها وتسكر من إغفاءة شاعرها؛ فتخلد دون اللّحظات وتركض خلف أحلامٍ لا تقتلها المسافات ولا تدميها الوداعات…
وفي هذا القسم تختار الشّاعرة الأسماء النّكرة لأنّها لا تتكلم عن تجربة خاصة بل هي أرادت إيصال رسالتها القائمة من تجربة خاصة، أرادت أن تشاركها مع الجميع لذاك اختارت النّكرة لتقول أنّ هذه الأمنية لا تتعلق بشخصٍ دون آخر، هي خلاصة تجربة خاصة يمكن تعميمها على الجميع، هي ليست حكرًا على أحد أو دالةً على معينٍ بعينه، تركتها نكرة للشّمولية ولإعطاء حلمها مدًى أوسع ولتجربتها عمقًا أوسع. وهي في هذا القسم، كثّفت استخدام الصّورة الشّعريّة التّي تمثّلت بتشبيهيْن وكناية. فقد شبّهت الحالة التّي تعتريها حين تلمس أناملها كلّ ما لمسته أناملهما سويًّا بحالة الصّياد العجوز الذّي يفرح بملامسة الموجة؛ هذا الصّياد الذّي تشكّل عنده الموجة رمز الحياة والشّباب والرّزق؛ فالماء عصب الحياة والموج للصّياد خاصةً رمز أيًام العزّ والعنفوان، رمز التّعلّق بالحياة، بالحلم، وبالأمل، رمز الدّفء الذّي ينتظره في كوخه عائدًا ليلاقي عائلته. في الموج دغدغة تشعر الصّياد أنّ حياته ذو معنى، أنّه مهم، أنّه ببساطة على قيد الحياة فالموجة هي علميًّا حركة انتقال الحركة فهو بمعانقتها تنقل له الطّاقة فتنعشه وتشعره بالنّشوة وهكذا كانت هي تستمدّ طاقتها وحيويتها ومعنى حياتها من لمسها للأشياء التّي بقيت آثار أنامله فوقها، تشحن قوتها وتعيش متحديّة البعد بسبب غبار أثرٍ غادر.
كما نراها أيضًا تشبّه حالتها بحالة الشّاعر الذّي عبر عبر قصيدته إلى النّور الأزليّ حيث الخلود والبقاء، حيث النّقاوة والرّاحة، حيث الأمن والأمان؛ ففي الشّعر وحده يمكن أن نجد الرّاحة أن تنعم عيوننا بالنّوم، أن تتغلغل الأنوار إلى أرواحنا وأن تبقي النّفس مضيئة وضّاحة؛ فالشّعر المرموز له هنا بالمرآة، وحده قادرٌ على المحافظة على صفات الضّوء الأصلية وعكسه كما يجب، باستخدام أدوات اللّغة ووجدان الرّوح البشريّة. دخل الشّاعر المرآة فتاه في معاني الشّعر والحروف ووجد راحته هناك فارتاح فوق سرير القمر أي فوق وضوح الحقيقة فنسي نفسه وتاه هناك. وهكذا هي، الحبيبة، التّي حين تلمس آثار لمساته تتوه في عالمٍ من النّور والحبّ والحقيقة، تختفي في خبايا الذّكرى وتأبى العودة من هناك حيث كان الفراق فتوقف الزّمن وثبت فوق ضحكة غدرٍ وضياع فقدٍ.
الدّال المدلول(1) المدلول (2)
الموجة الحياة النّقاء+ الوجود
مرآة الانعكاس الضّوء+ الحقيقة
سرير القمر الرّاحة الضّوء + الحقيقة + معنى الوجود
هكذا نجد كيف انتقل المتكلم في القصيدة من خلال علاقة مشابهة بين المدلول الأول والمدلول الثّاني حيث تشكّل المرآة وسيلة العبور الذّي يجمع بين الضّوء والرّاحة والحياة إلى معرفة الحقيقة التّامة ومعنى الوجود، حيث يجد الشّاعر نرجسيته وغروره في سرير القمر الذّي قد يتضمن معانٍ تضمينيّة مختلفة لعلّ أبرزها رؤية الشّاعر لذاته على أنّها سبيل الخلاص، وتوهمّه أنّ هذا الانعكاس هو أصل الرّاحة الأبدية التّي يتوجس الحصول عليها ويلهث راكضًا وراء تحقيقها؛ أليس انعكاس نرسيس في بركة مياه سببًا في انتحاره لعدم قدرته على تحمّل سحر الصّورة، أليس انعكاس صورة الشّاعر في المرآة رمزًا للإيغو الذّي يركن المتكلم المتمثّل في صورة الشّاعر أنّها هي الوسيلة الوحيدة وراء راحته وأنّ الاطمئنان ليس في العالم الخارجيّ بل هو سعينا الدّاخلي المكمون في أعماق نفوسنا؟! في النّهاية، لا يسعنا إلّا القول أنّ دورين نصر تأخذنا في رحلة خياليّة تذوب خلالها حدود الزّمان والمكان، تضع هويتها جانبًا وتترك للقارىء المسافر حرية البحث والاختيار والفهم، تترك لأدوات اللّغة وأساليبها المختلفة، لأصوات النّبر ومستوياته المتعدّدة، لألاعيب الصّورة الشّعريّة بمدلولاتها الأولى والثّانية والثّالثة، لعمق كلامها لا أفقيته، تترك لهذه المستويات اللّغويّة المختلفة الحرية في إرشاده وحمله من عالم المحسوس إلى اللّامحسوس، من زعزعة المفاهيم المتداولة عنده عن الشّعر ومقارباته الإنسانيّة والوجدانيّة، وإلى تبديل المعاني المتعارَف عليها؛ فإذا بصوت فيروز عاجزٌ صباحًا عن إعطاءنا الإحساس بالوطن، وإذا فنجان القهوة باردٌ محتواه كسُل نشاطه، وإذا بلين النّسمات يجرح عميقًا فتنزف الرّوح حروف قصيدة، وإذا بالأغنية تصدح صمتًا من كثرة الوجع فتخونها النّغمات التّي سرقها عشّاق آخرون. هكذا هي دورين نصر، تحيل القارىء إلى نوعٍ من التّبادل الحسيّ والانفعاليّ والوجدانيّ متخليّةً عن تعقيدات المفردة وطلاسم اللّغة وظلمة الأحاسيس، فلكأنّها صرخت باللّغة كوني طوق إرادتي وأسيرة قلمي فصاحت بها الأساليب آتينا طائعين؛ فإذا بها تحبسك داخل حروفٍ واسعة، وتأسرك في قمقمٍ من الأحلام وتذيبك شذًا فوق صفحات قصيدةٍ بعثرتها أنامل الزّمن وحفظتها تواريخ الإبداع يتجلى في كتابتها الأسلوب السّرديّ كفاعلية أسلوبيّة تنظّم النّص، فتسهم في رسم معالمه الإيقاعيّة عن طريق التّسلسل الحكائيّ المبنيّ على تتابع اللقطات التّصويريّة، وهو الكفيل بشحن النّص بالتّوتر والحركة عماد الإيقاع الدّاخليّ. كما إنّ الفضاء الدّلاليّ لهـذا الـنّص يرتـسم بالإيحـاء، أو بمـا اصـطلح عليـه بــ “الإشـراق “. حيث تتفتّق قوالبـه اللغويّـة الجـاهزة ؛ فتـشغل القارئ بعالمهـا الحـالم، وتلهيـه عمّـا فـي الـنّص مـن العناصـر الشّعريّة الغائبة. كمـا يـسهم مبـدأ المفارقـة المتجـسّد فـي (الـشّيئيّة الحيّـة) فـي ترسـيخ الأجـواء الشّعريّة للنّص، حيث يمتزج الواقع البشريّ بواقع الأشياء الحياديّة امتزاجًـا شـعريًّا يحمـل على خلق فجوات توتّر تغني النّص بالإيقاع الـدّاخليّ. وبذلك فرضت القصيدة شعريتها مستخدمةً هذه الوسائل التّي تخلق الموسيقى الدّاخليّة وبالتّالي تعوّض عن غياب الوزن والقافية، الأدوات الإيقاعيّة التّقليديّة.
الهوامش
- أحمد بزون، قصيدة النّثر العربيّة الإطار النّظريّ، دار الفكر الجديد، بيروت، لبنان، ط1، 1992، ص 81.
- أدونيس، ” في قصيدة النّثر”، مجلة شعر،1960، السّنة الرّابعة، العدد الرّابع عشر، ص 79.
- سعيد بن رزقة، الحداثة في شعر العربيّ أدونيس أنموذجًا، أبحاث للتّرجمة والنّشر والتّوزيع، ط1، 2004، ص 154.
- سلمى خضراء الجيوسيّ، الاتجاهات والحركات في الشّعر العربيّ الحديث، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، لبنان، ط1، 2001، ص 696. ويؤكّد موقفها هذا أدونيس قائلًا: أنسي الحاج هو بيننا الأنقى، نحن الآخرون ملوّنون بالتّقليد قليلًا أو كثيرًا”. للمزيد: أدونيس، م.س، ص 81.
- آصف عبد الله، ” الحداثة الشّعريّة وقصيدة النّثر”، مجلة الموقف الأدبيّ، تشرين الثّاني 1999 ، العدد 343، ، ص 93.
- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، موفم للنّشر، الجزائر، 1991، ص 302.
- علي جعفر العلّاق، في حداثة النّص الشّعريّ، درا الشّروق للطّباعة والنّشر، الأردن، ط1، 2003، ص 121.
- سعيد بحيري، من أشكال الرّبط في القرآن الكريم، بحث من كتاب دراسات لغوية وتطبيقية، مكتبة الآداب – القاهرة، ط1 ، 2005، ص 78.
- محمد الأخضر الصّبيحي، مدخل على علم النّص ، الدّار العربية للعلوم، ناشرون، الجزائر، ط1، 1986، ص 121.
- هناء محمود إسماعيل، النّحو القرآني في ضوء لسانيات النّص، دار الكتب العلمية، بيروت، 2012، ص 181.
- خلود إبراهيم العموش، ” الملامح الكبرى لنظام النّص”، المجلة الأردنية في اللغة العربية وآدابها (الجامعة الهاشمية)، 2008، ص18.
- Van Dijk, Text & context, Longman, London, 1977,
- صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النّص، المجلس الوطني للثّقافة والفنون والآداب، ط 1992، ص 298.
- سعيد يقطين، انفتاح النص الرّوائي: النّص- السّياق، المركز الثّقافي العربي، بيروت، ط1، 1989، ص 93.
- الأزهر الزّناد، نسيج النّص، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، ط1، 1993م، ص 127.
فهرست المصادر والمراجع
- أدونيس، “في قصيدة النّثر”، مجلة شعر، 1960، السّنة الرّابعة، العدد الرّابع عشر.
- إسماعيل(هناء محمود)، النّحو القرآني في ضوء لسانيات النّص، لا ط، بيروت، دار الكتب العلمية، 2012.
- بحيري (سعيد)، من أشكال الرّبط في القرآن الكريم، بحث من كتاب دراسات لغوية وتطبيقية، ط1، مكتبة الآداب، القاهرة، 2005م.
- بزون (أحمد)، قصيدة النّثر العربيّة الإطار النّظريّ، ط1، دار الفكر الجديد، بيروت، لبنان، 1992.
- الجرجاني (عبد القاهر)، دلائل الإعجاز، موفم للنّشر، الجزائر، 1991.
- الجيوسيّ (سلمى خضراء)، الاتجاهات والحركات في الشّعر العربيّ الحديث، ط1، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، لبنان، 2001.
- الزّناد (الأزهر)، نسيج النّص، ط1، المركز الثّقافيّ العربيّ، بيروت والدّار البيضاء، 1993.
- رزقة (سعيد)، الحداثة في شعر العربيّ أدونيس أنموذجًا، ط1، أبحاث للتّرجمة والنّشر والتّوزيع، 2004م.
- الصّبيحي (محمد الأخضر)، مدخل على علم النّص، ط1، الدّار العربية للعلوم، ناشرون، الجزائر1986.
- عبد الله (آصف)، “الحداثة الشّعريّة وقصيدة النّثر”، مجلة الموقف الأدبيّ، تشرين الثّاني 1999، العدد 343، دمشق.
- العلّاق (علي جعفر)، في حداثة النّص الشّعريّ، ط1، الأردن، دار الشّروق للطّباعة والنّشر، 2003.
- العموش (خلود إبراهيم)، “الملامح الكبرى لنظام النّص”، المجلة الأردنية في اللغة العربية وآدابها (الجامعة الهاشمية)،
- فضل (صلاح)، بلاغة الخطاب وعلم النّص، المجلس الوطني للثّقافة والفنون والآداب، 1992.
- سعيد يقطين، انفتاح النص الرّوائي: النّص – السّياق، ط1، المركز الثّقافي العربي، بيروت، 1989 م.
[1]– نرمين ماجد مرعي، طالبة دكتوراه في قسم اللعة العربيّة وآدابها، جامعة القديس يوسف، طرابلس.
[2]– دكتورة في اللغة العربيّة وآدابها، شاعرة وناقدة، باحثة أكاديميّة لها العديد من الأبحاث العلميّة المنشورة في مجلات محكمة.