foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

تطوّر العمل الحزبي لدى الشّيعة في بلدة الوردانيّة (1958-2010م)

0

تطوّر العمل الحزبي لدى الشّيعة في بلدة الوردانيّة (19582010م)

L’évolution de l’activité des partis politiques au sein des chiites dans la ville “Al-Wardanieh” (1958 2010).

 Dr. Abdallah Mohammad Issa د ـ عبدالله محمد عيسى([1])

الملخص

تعالج هذه الورقة البحثيّة “تطوّر العمل الحزبي لدى الشّيعة في بلدة الوردانيّة” الواقعة جغرافيًا وإداريًا ضمن قرى وبلدات إقليم الخروب في قضاء الشّوف من محافظة جبل لبنان. وتُظهر التّرابط الوثيق بين البنيان الحزبي وبين تطوّر أساسه الاجتماعي في حقبة تاريخية ممتدّة من العام 1958 الى العام 2010، وتتناول نشاط أربعة أحزاب بارزة هي الحزب التّقدمي الاشتراكي، الحزب الشّيوعي اللبناني، حركة أمل وحزب الله.

وتسعى إلى اكتناه الإجابة على الإشكاليّة الآتية: كيف تطوّرت الأحزاب اللبنانيّة الفاعلة لدى الشيعة داخل بلدة الوردانيّة؟

وبالاستناد الى مبررات علميّة ثلاثة مرتبطة بالعلم والمجتمع والباحث وباعتماد المنهج التّاريخي التّحليلي والاستفادة من  تقنيتي المقابلة والملاحظة، تُوُصّل إلى تحديد: 1- ثلاث دوائر مؤثرة على الحراك الاجتماعي السياسي الاقتصادي للوردانيّة والعمل الحزبي فيها، 2- عوامل نشأة وسيرورة كلّ حزب من الأحزاب الأربعة، 3- أطر المنافسة المجتمعيّة والحزبيّة داخل الوردانيّة، 4- مراحل العلاقة بين شيعة الوردانيّة وتلك الأحزاب، 5- أبرز الجدليّات الملازمة لمسار تطوّر تلك الأحزاب في الوردانيّة.

الكلمات المفتاحيّة: التطوّر، العمل الحزبي، الشيعة، الوردانيّة، الحزب التقدمي الاشتراكي، الحزب الشيوعي اللبناني، حركة أمل، حزب الله، آل بيرم، آل الحاج.

Le résumé

Cette feuille étudie l’évolution de l’activité des partis politiques au sein de Al-Wardanieh, ville située géographiquement et administrativement dans la région Iklim Al-Kharroub dans la circonscription Chouf, au département de Mont-Liban. Et  elle met en évidence les liens qui existent entre les structures des partis politiques et l’évolution de leurs bases sociales, durant une période de temps qui s’étale entre l’année 1958 et l’année 2010. Et elle étudie l’activité des quatre partis politiques principaux, le parti progressiste socialiste PPS, le parti communiste libanais PCL, le mouvement Amal et le Hizbollah.

Nous essayons de répondre à la problématique suivante:

Comment les partis politiques libanais actifs se sont-ils évolués au sein des chiites à l’intérieur de Wardanieh ?

 

En se référant aux trois justifications scientifiques liées à la science et au chercheur, et en suivant la méthode historique analytique, et en s’aidant des deux techniques de recherche soient: l’interview et l’observation, nous arrivons à déterminer:

  1. Trois cercles influant sur le mouvement social et politique et économique de la ville Wardanieh et sur l’activité des partis politiques qui y existent.
  2. Les facteurs d’émergence et de devenir de chacun des partis précités.
  3. Les domaines de compétition sociale des partis politiques à l‘intérieur de la ville Al-Wardanieh.
  4.  Les étapes de la relation entre les chiites de Wardanieh et ces quatre partis.
  5. Les principaux controverses inhérentes au processus d’évolution de ces partis à Wardanieh.

 

Les mots clés de la recherche: Evolution, Chiites, Wardanieh, parti progressiste socialiste(PPS), Parti Communiste Libanais(PCL, mouvement Amal, Hizbollah, la famille Bayram, la famille El-Hajj

مقدمة

يرصد هذا البحث تطوّر العمل الحزبي لدى الشّيعة في بلدة الوردانيّة الواقعة جغرافيًا وإداريًا ضمن قرى وبلدات إقليم الخروب في قضاء الشّوف من محافظة جبل لبنان، وهي إحدى بلدات ثلاث (جون، الجيّة، الوردانيّة) ما زال الشّيعة يوجدون فيها بشكل وازن، إنّما كأقليّة فاعلة وسط مثلث طائفي ومذهبي يشكّل الدّروز والسّنة والموارنة أرقامًا صعبة فيه، وفي بلد نظامه وتركيبته السياسيّة تقوم على الطوائف والطائفيّة.

أمّا مفهوم “التطوّر” المستعمل في هذا البحث، يراد منه التغيّر الذي يُرافق العمل الحزبي سواء حقّق  تقدّمًا أو تراجعًا، ويشتمل على التغيّر ببعديه السلبي أو الإيجابي.

أمّا “العمل الحزبي” فهو حصيلة النشاط الذي تؤدّيه بنية تنظيميّة سياسية معيّنة في مسعاها نحو تحقيق أهدافها أو ما يترتب عليها من نتائج استنادًا إلى فكرها ومقرّراتها ورساميلها وعلاقاتها([2])ومواقفها وخياراتها وممارساتها سواء أكانت صادرة عن تخطيط أو نفعال ضمن الاجتماع السياسي الذي تتحرّك فيه بمكوّناته وموازين قواه ودينامياته الدّاخلية والخارجيّة.

بينما يختلف مفهوم “الحزب السياسي”([3]) باختلاف المدارس الفكريّة التي ينتمي إليها، وكذلك باختلاف النّشأة السوسيوسياسيّة([4]) والمسار الذي يحكم تكوينه وحركته على أرض الواقع في أبعاده المختلفة. إذ يظهر التّرابط الوثيق بين البنيان الحزبي وبين تطوّر أساسه الاجتماعي، فيكيّف الأنماط التقليديّة مُستمدًا منها قوته الأساسيّة من دون أن يمحوها محوًا كاملًا. ومن هنا تبرز أهمّيّة دراسة الحالة، لكنها عندما تُبحث حقليًا وميكرويًا، فإنّ مفهوم الحزب السياسي يتّصف بسمات إجرائيّة ضمن نطاق محدّد ومحدود كالموضوع المعالج إذ يتناول”الشّيعة في حراكهم الحزبي داخل بلدة الوردانيّة” أيّ تتضح التّمايزات داخل خصوصيّات مناطق انتشاره.

وتنبثق أهمية الموضوع من اشتماله على حقبة تاريخية ممتدّة من العام 1958 الى العام 2010 ثرية بالأحداث ومؤثّرة على الدّيناميّات المجتمعيّة والحزبيّة المتنوّعة، ما يمكّن من إجراء مقارنة تحليليّة استنادًا إلى نشاط أربعة أحزاب، تحفّزه مبررات علمية ثلاثة مرتبطة بالعلم والمجتمع والباحث([5]) وتحققّ الأصالة والجِدة والتّخصصيّة نتيجة عدم العثور على أيّ محاولة بحثيّة تتناول بلدة الوردانيّة والممارسة الحزبيّة فيها، ليستأنف بها الباحث اهتمامه الخاص بقضاء الشّوف([6]) كحقل للدراسة (يشتمل على: الانتخابات النيابيّة، النّخب السياسيّة، الأحزاب والحركات)، مستفيدًا من الأدوات والتقنيات التي تفضي وفق تتبع منهجي الى تحقيق إضافة معرفيّة.

الإشكاليّة Problematique

تأرجحت العلاقة بين الطائفة الشيعيّة وبين الأحزاب السياسيّة في قضاء الشّوف، وذلك على ضوء جدليّة العلاقة بين العمل الحزبي ببُعْديه الطائفي أو العابر له وبين العائلة والطائفة من جهة أخرى.

إذ استقطبت الأحزاب العلمانيّة _بحسب أدبياتها_ في بلدة الوردانيّة أبناء الطوائف الذين لم يكن لديهم تشكيلة حزبيّة طائفيّة تمثّلهم، لكن ما لبث أن تراجع حضورها ودورها مع انتشار أحزاب الطائفة.

والسؤال المركزي: كيف تطوّرت الأحزاب اللبنانية الفاعلة لدى الشّيعة داخل بلدة الوردانيّة؟

ليتفرّع عنه الأسئلة الآتية:

1.    ما هو الإطار النّاظم لعمليات التنافس أو التّعاون بين العائلة والحزب والطائفة عند الشّيعة داخل الوردانيّة؟

2.    ما هي طبيعة العلاقة بين أبناء الوردانيّة من الشّيعة والأحزاب السياسيّة التي نشطت فيها خلال (1958 _2010)؟

3.    ما هو تأثير واقع الشّيعة كأقليّة في قضاء الشّوف على العمل الحزبي لدى الشيعة داخل الوردانيّة؟

4.    ما هي العوامل والأسباب الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة المفسّرة للتحوّل في الولاء أو الانتماء بين العائلة والطائفة والحزب وفاعليّة كل منها لدى الشّيعة في الوردانيّة؟

5.    كيف تراجعت الأحزاب “العلمانية” _بحسب أدبياتها_ في الوردانيّة نسبة إلى تراجعها المتسارع نسبيًا في مناطق الثقل الديموغرافي الشيعي (الضاحية الجنوبيّة لبيروت، البقاع، الجنوب)؟

الفرضيات Hypotheses

 إنّ العلاقات التي تقوم على أساس رابطة الدّم أو الرّابطة العائليّة والطائفيّة إنّما تعبّر عن تضامن ميكانيكي وتحافظ على العلاقات المجتمعيّة الأوليّة، وتنتقل الى علاقات ثانوية عبر تطوّر بناها المجتمعيّة، وتحوّلها الى تضامن عضوي عبر وسائل التّحديث المؤسساتي التي يمكن أن يشكّلها العمل الحزبي كواحد من أشكالها ودينامياتها.

وفي سياق تقديم إجابات محتملة على الإشكاليّة المطروحة في هذا البحث، نجد أنّ هناك مروحة من العوامل والعلاقات موجّهة لتطوّر العمل الحزبي لدى الشّيعة في الوردانيّة، ومن تلك العوامل والعلاقات:

‌أ.       المرتكز العائلي (ثقله، مصالحه، خياراته، علاقاته).

‌ب.   الصراع على زعامة الجبل.

‌ج.    الاستحقاقات الانتخابيّة.

‌د.      الخصوصية الجغرافيّة ومتطلباتها.

‌ه.    مبادئ المنظمة وأهدافها.

وعليه، لن تُعتمد فرضيّات محتملة للإجابة المؤقّتة على الإشكاليّة المركزية وأسئلتها الفرعيّة، بل ما سيترشّح من معطيات باستحضار تلك العوامل، والعلاقات هو الذي يجيب عن تلك الأسئلة باستنطاقاتها المناسبة لعيّنة من الفاعلين في الحقل المبحوث.

التّمهيد المنهجي و”التّقنيات المنوي استخدامها techniques de la recherché

      بات معروفًا أنّ “بعض المناهج المُعاصرة كالبنيويّة والوظيفيّة، دعت الى الاقتصار على الوصف، وإسقاط الإحالات التّاريخيّة، بدعوى أن التّحليل التّاريخي يجعلنا نتعامل مع صيرورة الظاهرة لا مع الظاهرة نفسها موضوع البحث، إلّا أنّ ذلك يصح عندما يُقتصر على البُعد التاريخي مع إسقاط الأبعاد الأخرى، وفي الموضوعات التي تعتمد مفهوم القطيعة بحيث يُمكن فصل الموضوع عن صيرورته”([7]).

 ولا يراد للتّمهيد التاريخي في البحث أن ينزع ثوب الوصف عن المنهج التّحليلي لواقع العمل الحزبي لدى الشّيعة في الوردانيّة كأحد أماكن وجودهم الأقلوي في قضاء الشّوف وتحديدًا إقليم الخروب منه، لتبنى المقارنة بالوصف والتّحليل وتنساب في الإطار التّطبيقي الملائم.

وعليه، بالاستناد الى المنهج التّاريخي التّحليلي وبعد الاستفادة من بعض الكتب والدّراسات ذات الصلة، سيُعتمد على  تقنية المقابلة بشكل أساس باستنطاق بعض الوجهاء والقائمين على العمل الحزبي، مضافًا إلى معايشة الباحث لحقبة زمنيّة معيّنة لا تقل عن ثمانية عشر عامًا أيّ ثلث المدّة المبحوثة ما يُعين على تقديمات إجابات مفيدة.

الحزب التّقدّمي الاشتراكي، فرع الوردانيّة

    في الخمسينيات، انعقد الانتماء في الوردانيّة لشخص”كمال جنبلاط” بوصفه زعيمًا سياسيًا على الجبل، فكان الهوى”جنبلاطيًا” أكثر منه انتماءً لـ”الحزب التقدّمي الاشتراكي”، لكن تأطيرًا ما حصل عبر تنظيم المشاركة لنسبة وازنةً للرجال من مختلف العائلات في الوردانيّة([8]) بالثورة البيضاء العام 1958 لصالح الحالة “الجنبلاطيّة”.

ثم حصلت المشاركة الحزبيّة الأولى في “عينطورا” لمجموعة من رجال الوردانيّة أثناء حرب الجبل العام 1975، لكن في العام 1977 برز”جيش التّحرير الشّعبي”([9]) أو “الجناح العسكري للحزب التقدمي الاشتراكي” وقد تجمّد العمل الحزبي التنظيمي لصالحه مدعومًا من الحزب نفسه.

 آنذاك، حصل انتظام كبير لأهالي وشباب الوردانيّة في “جيش التّحرير الشّعبي”، وهو أكبر انتظام شعبي وتنظيمي تاريخي لهم قبل الثمانينات، وقد مدّوا يد المساعدة له كلٌ بحسب طاقته.

 أصبح الانتماء كما المشاركات تحصل تحت لوائه ومن خلال دعمه وإتاحة الالتحاق بـ”التعبئة الحزبيّة” لغير النظاميين بالجيش، كما برزت المشاركة في “الشرطة الأمنيّة“، ليبلغ عديد المنتسبين حزبيًا خمسين منتسبًا؛ بينما تكفّلت منظمة “فتح” التّدريب على السّلاح، في ما كان هنالك تواجد للناصريين ( اتحاد قوى الشعب العامل).

بعد العام 1980، برزت في الوردانيّة الأحزاب الآتية “منظمة فتح، اتحاد قوى الشّعب العامل، الحزب الشّيوعي، الحزب التّقدمي الاشتراكي، حركة أمل”؛ في تلك المرحلة  حاولت حركة أمل السّيطرة على طرق السّاحل في العام 1984، لكن ” الحزب التقدمي” عمد الى تدمير وتفجير البيوت في الساحل مانعًا من امتدادها وتموضعها، وكانت مرحلة ما سمي بالتحرير لإقليم الخروب والجبل في آب 1984.

 

1-  علاقات الحزب مع العائلات ومشاركاته السياسيّة

بنى الحزب التقدّمي الاشتراكي علاقاته مع العائلات ووجهائها مستثمرًا معهم أنشطته المختلفة ومنها مشاركته مناسباتهم الاجتماعية وإدارته من خلالهم الاستحقاقات الانتخابيّة لاسيّما مع “آل بيرم” إحدى أكبر عائلات الوردانيّة، ومن الجدير أنّ رئيس بلدية الوردانيّة([10]) ارتبط بعلاقة تحالفيّة متينة _امتدت إلى عدة عائلات_ مع الحزب الاشتراكي ورئيسه وكوادره لا سيّما في وكالة داخليّة إقليم الخروب.

وكان من أبرز الإنجازات والمساهمات للحزب التقدّمي الاشتراكي توفيره المنح التعليميّة ([11]) لطلّاب الدّراسات العليّا في الخارج، بينما استفاد من تقديمات وزارة المهجرين وغيرها من الوزارات التي تعاقب على استلامها في حكومات عدّة  لناحية توظيف بعض محازبيه أو توفير ، بوصفها  الوزارة المحسوبة على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ضمن نظام المحاصصة القائم في البلد وترتيبات ما بعد الطائف، فقد تم تغطية 30% من مجمل اللوائح الإسميّة الموافق عليها في صندوق المهجرين في العام 1998، ودُفِعت مستحقات 70 % في العام 2001م([12]).

كما كان للحزب فعاليته في رابطة الإنماء الثقافيّة ([13]) في الوردانيّة، وكان يجري تنافس وانتخابات ديمقراطية لا سيما مع الحزب الشيوعي ولاحقًا ابتداءً من العام 1998 دخل حزب الله بفعاليّة في انتخابات ولجان الرابطة.

2-  الأنشطة وآليات الاستقطاب والتنشئة الكشفيّة والحزبيّة

اعتمد الحزب التقدمي بشكل رئيس على الكشاف التقدمي في الاستقطاب والتنشئة الحزبيّة، فأسّس فوج الوردانيّة العام 1976، وقد بلغ عديد الفوج في ذروته 120 عنصرًا كشفيًّا، بعد أن تعاقب على قيادته سبعة عمداء([14])، نفّذوا أنشطة متنوّعة من إقامة مخيّمات ورحلات ودورات تدريب كشفيّة ودورات رياضيّة في البلدة وخارجها، مضافًا إلى حملات النظافة في المرافق العامة وضيافة القهوة في المآتم، ومشاركات بمسيرات 16 آذار في عاليه من العام 1978 ولغاية العام 1981، وإضاءة الشّموع على السّطوح بتاريخ 6 كانون الأول ذكرى ميلاد كمال جنبلاط ..، واستمر الفوج بنشاطه إلى العام 1998.

ثم في العام 2001م ، جرى تنسيب حوالى عشرة شباب عبر الاستقطاب الحزبي المباشر. ثم سجّلت مشاركات في عدد من فعاليات قوى 14 آذار انطلاقًا من العام 2005، قبل أن يعيد الحزب النظر في موقعه ودوره ومواقفه السياسية العام 2008 وما استتبعها من محطات تمايز بها الحزب عن سواه من مكونات 14 آذار.

أمّا البرنامج التثقيفي والتدريبي الحزبي هو سلسلة لقاءات تنظيميّة لمجموعة من الأفراد تخضع لبرنامج تثقيفي خلال ثلاثة أشهر، أمّا الدّورات التثقيفيّة تُجرى على مدار ستة أشهر تعتمد على التثقيف الذاتي  عبر مطالعة كتاب وتلخيصه وعرضه ثم مناقشته في إحدى الاجتماعات([15])، في ما كانت تجرى دورات عسكريّة في الاتحاد السوفياتي لكنها توقفت مع انهياره.

3-    الخريطة والحركة الإداريّة والماليّة

تتألف الهيئة الإداريّة في كل فرع([16])من: مدير الفرع، نائبه، أمين العقيدة “مشرف الدّورات”، أمين السرّ، أمين الماليّة، أمين الشؤون الاجتماعيّة (قبل الحرب كانت تعرف بالتّعبئة)، أمين التّربية والثقافة([17]).

 تُجرى الجلسات النظاميّة للحزب وللفرع كل شهر، أمّا على مستوى كل من المعتمديّة والوكالة([18]) كل خمسة عشر يوم. ويفترض أن تجرى انتخابات الفرع كل سنة، وتقبل التّجديد لسنة إضافيّة. وتتغيّر انتخابات المعتمدية بناءً لاقتراح وكالة الدّاخليّة، ويتولّى رئيس الحزب عمليّة التّعيين. كذلك وكالة الدّاخليّة والهيئة الإداريّة، إذ يقترح مفوّض الدّاخليّة الوكيل، والوكيل يقترح الهيئة الإداريّة، والتّعيين  يكون من الرئيس.

أمّا البطاقة الحزبية، فهي على أربعة مستويات: 1- بطاقة عضو منتسب، تمنحه حقّ انتخاب مدير الفرع، 2- بطاقة عضو عامل، يحوز عليها بعد مرور ثلاث إلى خمس سنوات من انتسابه على أثر المشاركة في النّشاطات والاجتماعات ضمن الفرع طيلة هذه المدة، ويكون مؤهلًا أن يترقى كمدير فرع أو عضوًا في المعتمديّة. 3- بطاقة عضو مرشد([19])، وتمنح للكوادر بحسب حركيتهم ونشاطهم، وكانت سابقًا تُعدّ دورات لتأهيلهم وتنميتهم، 4- بطاقة عضو مجلس قيادة، كالنّواب والوزراء…       

يعتمد الحزب التقدمي الاشتراكي في تمويله على الدّعم الأساسي من رئيس الحزب، وعلى الاشتراك الشّهري الذي يسدّد سنويًا([20])، إيرادات الرزنامة السّنويّة([21])، ولا يوجد جمع تبرعات.

4-  فترة التراجع وعوامله

شهد الحزب التّقدمي الاشتراكي مرحلتان أساسيتان من التّراجع والانكفاء، فشهد تسرّبًا لمجموعة كبيرة من المنتسبين إليه، التسرّب الأوّل بعد رحيل كمال جنبلاط إذ خسر قامة فكريّة مؤسّسة، شكّلت شخصيته المرجعيّة الثقافيّة والفكريّة لأفكار الحزب، وعامل الجذب السياسي بامتداد دوره لا سيما على مستوى بنية الحزب القيادية ال “الجبهة الوطنية”، أمّا التراجع الأكبر الثاني حصل بعد حرب الجبل.

 قبل الحرب، تيسّر تأمين تقديمات ومساعدات من خلال “الإدارة المدنيّة” التي أنشأها الحزب التقدّمي لتثبيت سيطرته على أماكن انتشاره وتوفير مستلزمات وحاجات القرى والبلدات التابعة له، ثم بموجب اتفاق الطائف وقرار حل الميليشيات، اندمج “جيش التّحرير الشّعبي” بمؤسسات الدولة العسكريّة، وعاد الحزب للعمل التنظيمي محاولًا تفعيله ضمن ظروف وشروط اختلفت ذاتيًّا وموضوعيًّا. وبدأ إلحاح السؤال عن التوظيف في الإدارات العامّة للدولة (للذين لم يدخلوا في السّلك العسكري) وعن تأمين الاحتياجات المجتمعيّة، فأضحى لزامًا السّعي لتأمين فرص العمل وإن اقتضى السفر أو الهجرة، وهكذا تراجع الحزب بتراجع تلبيته الخدمات الاجتماعيّة المطلوبة، إذ اقتصر بعد الحرب على مساعدات ضئيلة للجرحى([22]) وعوائل الشّهداء والمعوزين والأرامل. لكن حضوره الفعلي المتراجع ودوره الرمزي بقي نتيجة استمداده من تاريخه المتجذّر في علاقات عائلية عميقة مستفيدًا من شخصيات نافذة([23]) في عائلاتها وفي سائر شؤون البلدة يعضدها قدراتها الماليّة والعلاقاتيّة في القطاعين الخاص والعام ومع قيادات وجهات حزبيّة وعسكريّة وأمنيّة وسياسيّة وقضائيّة، قد تتفوّق بكثير على أحزاب الطائفة من صلاتها وإمكانيّاتها وقدراتها الماليّة والماديّة داخل الوردانيّة، ويعين تلك الشخصيات النّطاق الجغرافي المجاور وتركيبته المجتمعيّة دينيًا وسياسيًا وتبعيته الإداريّة على أساس نظام وخريطة المحاصصة الطائفيّة.

الحزب الشيوعي اللبناني في الوردانيّة

     بعد المؤتمر الثاني العام 1968 تطوّرت المقاربات والرؤى داخل الحزب الشيوعي في مسألة العروبة والقضيّة القوميّة، فانعكست سيلًا متدفّقًا من الانتسابات في المركز والأطراف، وصار الحزب حينها حزبًا لبنانيًّا بامتياز من دون هيمنة المركز _ الاتحاد السوفياتي _ ولكن بتحالف معه؛ والعام 1969 ساد صراع فكريّ داخل أروقة الحزب حول الأممي والقوميّ، وانتهت إلى القول بالأمميّة وفق الخصوصيّة المميّزة عن الاتحاد السوفياتي.

نشأ الحزب الشيوعي في الوردانيّة سنة 1969، من خليّة لا تتجاوز ستة رفاق، كان من أوائل المنتسبين قاسم محمد إبراهيم ووفاء محمد روّاش، تقلّد الأول مسؤوليّة التأسيس؛ ولاحقًا “عُرف الحزب الشّيوعي في الوردانيّة بـ ” الحزب الشيوعي المصطفاني ” نسبة إلى أحد كوادره”مصطفى مصطفى” في دلالة على ارتباط الحزب بشخص”. ثم توسّع في السنوات التالية ملاءمةً مع المناخ السياسي العام الذي شهد تفاعلًا للفكر اليساري عمومًا في لبنان، وبلغ النّضال الاجتماعي والسياسي أوجّه مع الاندفاع([24]) والتقدّم الكبير للحركتين الطلّابيّة والعماليّة.

احتدم الصراع بين قوى النّظام السياسي  اللبناني (السلطة)([25]) والقوى الشّعبيّة القوميّة واليساريّة، في منتصف السبعينيات  (1974 و1975)، ثم تمأسست الحركة الوطنية، وكان من الطبيعي أن يستقطب الشيوعيون  متضرري هذا النظام من مختلف الطوائف.

وهذا ما جعل من منظمة الحزب الشّيوعي في الوردانيّة تضم أكثر من ثلاثين رفيقًا منظمًا، ثم تشكّلت “في العام  1976 حلقات أصدقاء غالبيتهم من الشّيعة، وبلغ عددهم ما يقارب 20 شخصًا، وتراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة الى الخامس والعشرين سنة من الإناث والذكور، وكانت تعقد حلقة أو حلقتين في الشهر مع  مُحاضر تفاعلي  يفتح باب الأسئلة  والحوار”([26])  .

أرسلت منظمة الوردانيّة ما يزيد عن عشرين من المتفوّقين (الرفاق والأصدقاء) لتحصيل دراساتهم العليا في دول الاتحاد السوفياتي باختصاصات عدّة منها الطب والهندسة والعلاج الفيزيائي.

تكثّف الحضور  بالوردانيّة بعد العام 1979 من خلال الأنشطة عبر تنفيذ لقاءات سياسيّة موسّعة في منازل الرّفاق والأصدقاء وفي حسينيّة البلدة، وبالمشاركة في مهرجانات بذكرى كمال جنبلاط وعبر توزيع جريدة النّداء ومجلّة الطريق وإقامة الأنشطة التطوّعيّة (يوم عمل تطوعي: مساعدة النّاس في قطف محصولهم، مساعدة الطلاب بالتّعليم والتحفيز على العلم…)، وتيسير المنح التّعليميّة وإقامة المحاضرات التي تضمّنت الحديث عن نضالات الرّفاق الروس ضد النازيّة وعن كرة الثلج للمبتدئين وعن الفلسفة الماديّة والماديّة الجدليّة وعن جذور السنديانة الحمراء. أمّا بالنسبة إلى الاجتماعات فكانت تعقد بحسب الاستحقاقات.

و قد أدّت صحيفة النّداء ومجلة الطّريق والنشرات الحزبية دورًا مهمًّا في صناعة الكادر الحزبي([27]) وبتشكيل الوعي السياسي عبر ترويج نضالات الحزب الشّيوعي العسكرية([28])، وفي تلك الآونة بدأت المشاركة بدورات نظام المرصوص؛ كما أجريت في العام 1980 دورات عسكرية لكل من الحزب الشّيوعي والحزب التقدمي وحركة فتح في “برجا” وقرب “نيحا” في الجبل.

استفاد الحزب الشّيوعي  في الوردانيّة من تطوّر دور المرأة في الحزب والوطن، ما أدى الى نشوء فرع  لجنة حقوق المرأة([29]) التي ضمّت 140 امرأة وفتاة، وكان لتلك اللجنة هيكليتها التنظيميّة واجتماعاتها وفعالياتها والتي ستصاب بانتكاسة بعد الغزو الصهيوني العام 1982.

أمّا على مستوى إعداد الكوادر أُنشئت مدرسة حزبيّة في الاقليم، واستمرت فعالياتها من العام 1975 والى العام 1986، مركزها برجا؛ وكان التثقيف عبر إخضاع المنتسبين الى سبع عشرة محاضرة، وأرسل الكثير من الرّفاق من منظمة الوردانيّة الى هذه المدرسة لتتعمق بالفكر العلمي وبالنّظرية الماركسيّة، كما كانت تقام  دورات سياسية مختلفة (شهر مكثّفة، ثلاثة أشهر، ستة أشهر، خمس سنوات دراسات أكاديميّة لصالح الحزب كدراسة شاملة)([30]).

اعتمد الحزب الشّيوعي في الوردانيّة في مصادر تمويله على الاشتراك الإلزامي للمنتسبين مع التمييز بين الطالب والعامل، وعلى بعض التّبرعات من الأشخاص المتعاطفين مع القضية الوطنيّة في القرية وفي أقليم الخرّوب، وعلى مردود مجلة النداء.

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والاشتراكيّة “المثل والنموذج” وانتشار الفكر الدّيني المسيّس حدث تراجع تنظيمي في كل لبنان وخاصة في الأطراف ومنها الحزب في بلدة الوردانيّة.

حركة أمل، فرع الوردانيّة

شهد العام 1977 أول وجود فعلي لحركة أمل في الوردانيّة، هَدَفَ هذا الإطار المحلّي المستحدث الى المحافظة على التشيّع كفكر وممارسة بناء لرأي مؤسّسه “الحاج محمد رضا الحاج”.

حصلت الاستفادة من الشيخ محمد حسن قبيسي([31]) الذي تردد إلى الوردانيّة بهدف التثقيف ونشر الوعي الدّيني، ثم تطوّر العمل ليشهد محطّات تنظيميّة عدّة، شكّل اختيار الكادر ونمطه القيادي عاملًا محدّدًا للسلوك التنظيمي العام في شعبة الوردانيّة([32])، لذلك سيبنى عليه كمتغيّر رئيس في رصد تمرحل التغيّر ومحطاته وفق الآتي:

المحطة الأولى(1977_1982)([33]): كانت سمتها الضعف الثقافي، وضعف المقاومة حيث دفن السلاح أو سُلِّم عند الدّخول الإسرائيلي مع هالته الكبيرة الى البلدة، ولم يبادر إلّا عدة أفراد لم يتجاوزوا اليد الواحدة إلى تنفيذ عمليّة عسكرية لكنها لم تنجح. أمّا الإيجابيّة الوحيدة التي سجّلت آنذاك هي تأسيس فوج الوردانيّة من أفواج جمعية كشافة الرسالة الإسلاميّة وقد استقطب ما يقارب خمسون منتسبًا، وهذا الأمر يعد بداية تأسيسيّة وتنظيمية مشهودة لمنظمة أمل في الوردانيّة.

المحطة الثانية (1982_1984)([34]): تميّزت بارتفاع نسبة الاستقطاب إذ بلغ العديد العام حوالى 200 منتسبًا إلى حركة أمل في الوردانيّة،  لكن يُلاحظ أن “نقطة الضّعف التي لازمتها أنّها ما زالت تتحرك في فلك عائلي وتحت نفوذ المؤسّس وجيه آل الحاج، فالحاج أبو رضا لم يستطع التحرّر من عائلته لمصلحة المنظّمة، والمعادلة رست وفق الآتي: التنظيم هو آل الحاج لكن آل الحاج ليسوا بالضرورة منتسبين إلى حركة أمل؛ و هذا هو الخلاف الأكبر الذي حدث آنذاك”([35]). وقد افتتح أول مركز لحركة أمل في العام 1983 كغرفة عمليات عسكريّة لمواكبة حرب الجبل، وهذا ما يفسّر الطفرة العددية آنذاك.

المحطّة الثالثة (1984_ 1985): انتقلت فيها المسؤوليّة العسكرية([36])، وأنشئت غرفة عمليات مشتركة بين بيروت والجنوب([37])، فأصبحت الوردانيّة مركزًا للمقاومين المتجهين جنوبًا (كمقر وممر)([38])، كما وضعت فيها أنواع مختلفة من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، ليظهر بذلك تطور الدور ليتجاوز الأنشطة المحليّة بما يخدم المنظّمة وسياساتها. وجابت شوارع البلدة أول مسيرة كشفية راجلة لكشافة الرّسالة الإسلاميّة في العام 1984([39]). أمّا السمة التي لازمت المحطّات المذكورة أعلاه كافّة فهي غياب الثقافة التنظيميّة والدّينيّة.

 المحطّة الرابعة (1986_ 1987)([40]): تزامنت مع  حرب المخيمات([41]) واستمرار عمليات المقاومة ما تسبّب بانتقال عدد من شباب الحزبَيْن الاشتراكي والشيوعي في الوردانيّة وانضمامهم إلى حركة أمل. وشهدت استحداث أول هرميّة للشعبة ([42])، وحضور نوعي علمائي لكل من السيد عبد الكريم فضل الله والسيد عبدالله فضل الله، وبالتالي يمكن الحديث عن إحداث نقلة نوعيّة في التثقيف ما ترك آثارًا في النفوس والسّلوك  شكلًا ومضمونًا([43]).

ثم تراجعت الأمور من الناحية التنظيميّة مع انتهاء الحرب، لعدم استثمار عامل الحماسة بما يكفي في البناء الثقافي ليصبح مضمونًا حاكمًا وعقيدة راسخة.

المحطّة الخامسة: بدأت ارهاصات مخاضات جديدة مع بداية التسعينيات عند تشكّل حزب الله والإعلان عنه في البلدة، فشهدت نزاعات قوية بادرت إليها حركة أمل نتيجة هاجسها من منافسها الجديد، وعمدت إلى  إخراج السيد عبد الكريم فضل الله من البلدة([44]). ما بين العام 1991 والعام 1995 حصل نوع من الفراغ التنظيمي.

تشكّل العام 1992 إقليم جبل لبنان الذي يشتمل على قرى إقليم الخروب وجبيل وكسروان ومحافظة الشّمال، بموجب ذلك تألفت لجنة جديدة في شعبة الوردانيّة وبدأ النشاط النّسائي يأخذ دوره فيها. حصل في هذه الحقبة أول احتكاك تنظيمي فعلي ودوري([45])، بين شعبة الوردانيّة وقيادة المنطقة التنظيميّة، وكان مركز المنطقة في بلدة القماطيّة؛ ولم يسجّل قبل ذلك حضور لأي اجتماع تنظيمي. شهدت المرحلة تصعيدًا في أنشطة الحركة وتجاذبًا مع حزب الله.

إلّا أنّ تلك المرحلة، شهدت تراجعًا نسبيًا للحزبين الشيوعي والاشتراكي، لكن العامل العائلي ظل طاغيًا بانقسامه على الأحزاب في البلدة بين آل الحاج حاضنة حركة أمل وآل بيرم حاضنة الحزب التقدمي الاشتراكي.

المحطّة السادسة 1999_2004([46]): تميّزت بارتقاء هلال أحمد الحاج شهيدًا مظلومًا _وكان يشغل عميدًا لفوج الوردانيّة في جمعيّة كشافة الرسالة الإسلاميّة_ قرب بوابة فاطمة عند الحدود الفاصلة مع فلسطين المحتلّة برصاص العدو الإسرائيلي في كانون الأول من العام 2000، وقد عملت حركة أمل على استثمار ذلك عائليًّا وتنظيميًّا بتعزيز التماسك العائلي والتنظيمي وشدّ أواصرها وعصبيتها ولحمتها الدّاخليّة وتفعيل النشاط والاستقطاب والعلاقات، لكن من دون أن تحقّق نتائج نوعيّة ملموسة متوسّطة وبعيدة المدى.

 المحطّة السابعة 2004_2009([47]): اتسمت بتعزيز التنسيق مع حزب الله، وتمظهر ذلك بالأنشطة والمواقف المشتركة وخوض الاستحقاقات معًا في مرحلة حسّاسة شهدت انقسامًا عاموديًا في لبنان وامتازت بشد العصب الطائفي والمذهبي، كما امتازت بتوترات داخل البلدة ومع بعض محيطها، وكانت كل من حرب تموز2006 وحوادث أيار 2008 مؤشرًا على التّداعي الأمني والسياسي والاجتماعي من جهة، وعلى الحاجة إلى مزيد من اللحمة المجتمعيّة والتنظيميّة والتّكامل بين مكوّنات الاتجاه السياسي الواحد.

استندت حركة أمل في جذبها التّنظيمي على الاستقطاب المباشر والبناء على إرث السيد موسى الصدر في التأثير والخطاب، واعتمادها على الأنشطة الجاذبة من المسيرات الكشفيّة، والرحلات الترفيهيّة، وإقامة المسرحيّات والاحتفالات في المناسبات الدّينيّة والوطنيّة، فضلًا عن التّوظيف في الإدارات العامة والاستفادة من موارد. لكنها شهدت تراجعًا تنظيميًا بسبب ضعف الإدارة([48]) والافتقار الى العمل المؤسساتي حيث تقتصر الجهود على مبادرات رئيس الحركة بصورة عامة([49]). أمّا على مستوى قرى إقليم الخرّوب فإنها تأتي في آخر سلّم الاهتمام التنظيمي نتيجة الاعتناء بمناطق على حساب أخرى([50])، يضاعف الأمر ضعف مؤهلات المسؤولين التنظيميين ثقافيًّا، وتواضع اندماجهم الاجتماعي وضعف الخدمات لعامة الناس ونقص الموارد الماليّة([51]) باعتمادها على عائدات بعض الأنشطة كالرزنامة السنويّة وجريدة وعلى التبرّعات.

حزب الله، شعبة الوردانيّة

على أثر انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، والتوق لإحداث تغيير ركيزته الدّين، تولّدت فكرة تأسيس جمعية النهضة الإسلاميّة في الوردانيّة وعند اقتراح الموضوع على بعض الشّباب تبيّن أنّ وجودًا قائمًا لحركة امل في البلدة ولكنه غير معلن  بسبب  الخوف من وقوع مشاكل مع الحزب الشّيوعي لقوته ونفوذه وتناقضه العقائدي مع حركة أمل، فكانت الانطلاقة من أمل، ولكن عندما كانت “أمل ” لا تلبي الطموح التغييري دينيًّا وسياسيًّا ولا تلتزم بما رسمه لها موسى الصدر، بات للتنظيم اسم وهو حزب الله([52])، بدأ في 29 نيسان 1985 التحرّك بهذا الاتجاه  وبمبادرة فرديّة  أجريت لقاءات في الضاحيّة ([53]) وكانت تأسيسيّة لوصل بعض شباب جون والجية بقيادة الحزب، وتم الارتباط من خلال كوادر حزب الله في الغازيّة([54]) وحارة صيدا… ثم  كان الالتحاق بدورات ثقافية  وفي العام 1989 كانت الانطلاقة الرّسميّة لحزب الله في الوردانيّة([55]) من دون الإعلان عن ذلك. لتبدأ مرحلة جديدة من النّشاط يغلب عليها الطابع السرّي، ومن أولوياتها “استقطاب وهداية” الشباب، وباتت الأنشطة الدّينيّة هي السمة الملازمة لما بات يعرف “بالشّباب المؤمن” في الوردانيّة، كاسم يموّه الانتماء لحزب الله.

دأب حزب الله على التثقيف والتبليغ الديني، وعمد العام 1992 إلى تأمين العلماء القادمين من الجمهورية الإسلاميّة في إيران وغيرهم، وأقام أول إفطار في مدرسة الوردانيّة للمعلمين والمعلمات بحضور الشّيخ عبد الكريم الأنصاري([56])، ولأول مرة كانت ترفع راية حزب الله مع يافطات في الوردانيّة.

 ثم ساهم الحزب من خلال مؤسسة “جهاد البناء” ببعض الأعمال الخدماتيّة العامة وأقيمت احتفالات في ساحة البلدة لمناسبة يوم الغدير وولادة الرسول الأكرم بحضور فرقة أناشيد إسلاميّة، مع رفع رايات حزب الله في البلدة، وشكّل ذلك مناسبة حماسية حاشدة شعبيًا.

1-  علاقات الحزب مع العائلات ومشاركاته السياسيّة والجمعيات المحليّة

 حرص حزب الله في الوردانيّة على اعتماد سياسة الانفتاح على عائلاتها كافة، متجاوزًا الاعتبارات المذهبيّة، فانتسب إلى فوج الوردانيّة في جمعية كشافة المهدي عناصر وقادة سنّة وشيعة، ما يكشف عن إقبال الأهالي قبل الأبناء في الطائفة السُنّية الكريمة عليه.

أمّا عائليًا، على الرّغم من حرصه على التّمدد والانتشار في مختلف العائلات إلّا أنّ علاقته في البدايات كانت أقرب الى آل بيرم([57]) لاعتبارات عدّة، منها الصلة الرّحيميّة لكوادره برموز ووجهاء تلك العائلة _بينما المنتسبين إليه من آل الحاج لم يكونوا على الصلة الرحيميّة عينها عند رموز ووجهاء آل الحاج_، وهو الأمر عينه الذي حكم علاقته بالحزب التّقدمي الاشتراكي إجمالًا إذ اشتمل على كوادر جمعتهم صلات رحيميّة قريبة من مسؤولي وناشطي الحزب التقدّمي الاشتراكي فرع الوردانيّة، بينما كانت العلاقة ملتبسة مع آل الحاج ومع حركة أمل بسبب التباين الذي كان قائمًا بين حزب الله وحركة أمل من الموقف والسّلوك تجاه حرب المخيّمات إلى المعارك التي دارت بينهما الحزب، ونتيجة نمط  وجيه آل الحاج في سلوكه وبناء علاقاته ونظرته إلى حزب الله كمنافس ديني وسياسي لكل من آل الحاج وحركة أمل.

لكن هذا الترسيم للعلاقات العائلية انقلب في العام 2005، كانعكاس متطابق مع تبدّل التحالفات في الوطن في ظل الانقسام العامودي، بعدما كانت العلاقة تنافسيّة مع حركة أمل وإيجابيّة مع الحزب التقدّمي الاشتراكي، أصبحت أمتن من الناحية الاسترتيجيّة والتحالفيّة بين حزب الله وحركة أمل، بينما أصبحت سلبيّة وجافة ومتوتّرة مع الحزب التّقدمي الاشتراكي.

أصبحت العلاقة جيدة مع حركة أمل وسلكت مسارها الإيجابي لتتوطّد مع آل الحاج، بينما وظّف حزب الله انتشاره وعلاقاته داخل آل بيرم ليحصد ولاءً تامًا له بما نسبته 35% منهم (رجالًا ونساءً)، بينما أخذت العلاقة مع الاشتراكي وبعض وجهاء آل بيرم تتأرجح وتضطرب، وتتبدّل من التّعاون الى التنافر، وأحيانًا إلى التوتّر على خلفية تعليق يافطات أو إصدار بيانات، من دون أن تنقطع المساعي لتذليل الشوائب وحلّ المشكلات.

استطاع في العام 1998 أن يفوز بأغلب لجان رابطة الانماء الثقافية، ويجدد ذلك العام 2000 مع كسبه مقعدًا في رئاسة الرّابطة ومساهمته الرئيسة في إصدار مجلة حملت اسمها. مبرزًا جانبًا من حضوره الاجتماعي والسياسي من خلال علاقته بالجمعيّات والنوادي المحليّة.

بدأت مشاركة الحزب السياسية بانخراطه في العملية الانتخابيّة للسلطة المحليّة العام 1998، وكان ممثلًا بعضو واحد في المجلس البلدي، ثم في العام 2004، بات للحزب عضوًا في المجلس البلدي([58]) ومختارًا.

 ثم تطوّرت مشاركته خلال دورة 2010  لكن الميزة التي سجّلها آنذاك، أنه لم يعد ملحقًا أو متحالفًا بقدر ما أصبح صانعًا للائحة  ومنافسًا من خلال قدرته التّجييريّة من الأصوات وجدارته في إدارة التّفاوض والعمليّة الانتخابية، وقد حصد ثلاثة أسماء أدرجت على لائحته([59]) من أصل اثني عشر عضوًا. مضافًا إلى المحافظة على فوزه في الانتخابات الاختياريّة وتثبيته المختار الذي يرشّحه([60]).

شارك الحزب في الانتخابات النيابية انطلاقًا من العام 1992 ولغاية 2009، وكانت تعقد معه لقاءات مع نواب ومرشحين قبيل الانتخابات في كل تلك الاستحقاقات اعترافًا بحضوره، لكن الحزب في العام 2009، أدار عملًا انتخابيًّا باحتراف حدّد من خلاله هويّة البلدة السياسية، وقد تجاوزت قدرته وحلفائه على تجيير70% من الأصوات لصالح التي يدعمها مقابل اللائحة التي يقودها وليد جنبلاط. وكان ذلك حدث  ديمقراطي تحدّدت بموجبه موازين القوى (للإشتراكي، والشيوعي، وأمل) ومن دلالاتها الحاسمة أن حزب الله بات رقمًا صعبًا في الوردانيّة. 

2-  الأطر التنظيميّة وآليات الاستقطاب

يشكّل الكشاف أول إطار معني بالاستقطاب والتنشئة المبكرة، انطلق فوج الوردانيّة أواخر العام 1991 وتجاوز عديده العام 2009  مئة وخمسين فردًا من الذكور والإناث، وأهمّيّة العمل الكشفي أنّه يؤشر إلى استمرارية الحزب وحيويته عبر الأجيال في حفظ المبادئ وبلوغ الأهداف.

بدأ العمل المركّز في العام 1994 على الاستقطاب، ونشأ إطار سُمّي لاحقًا بالتحضيري (يشارك فيه الفرد لاكتساب معارف ومهارات واتجاهات عبر برنامج مصمّم لتنشئته التنظيميّة والدّينيّة والسياسيّة). والاستقطاب هو إطار في حزب الله وظيفته مد الجسم التنظيمي سنويًا بالأفراد معتمدًا بشكل أساسي على الاستقطاب المباشر، وقد شهد هذ الملف تطورًا العام 2000 ومن ثم العام 2005، وفي كل عام هناك دفعة تتشكّل في صفوف التّعبئة العامة. كما أن الحزب استحدث العام 2006 إطارًا آخر للاستقطاب تحت عنوان السرايا اللبنانيّة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ويحظى هذا الإطار بشروط ومواصفات للأفراد أكثر مرونة من تلك في إطار “التحضيري”.

وهناك إطار استقطابي وتنظيمي آخر وهو الهيئات النسائيّة، وقد احتوى على لجان عدة وله  نظامه وآليات عمله الخاصة بالفتيات والنساء. وهذه الأطر استمرت على حيويتها ونشاطها على الرّغم من اختلاف الظروف والتغيّرات في القائمين عليها. ويقوم العمل في حزب الله على سياسة الإدارة الإقناعيّة ضمن فريق، لذا يوجد لجان ناشطة على مستوى إدارة الشّعبة، والعمل النسائي، والكشفي، والعمل الانتخابي، ولجان خاصة لمواجهة استحقاقات كالحرب، أو لمساعدة الفقراء كمائدة الإمام زين العابدين… وهذه تتصل إداريًّا وفنيًّا بجهة أعلى، ولها آليات وصلاحيات ومسؤوليات واضحة ومحددة. ومن المناسب الإلتفات أن لا وجود للبطاقة الحزبيّة في حزب الله.

أمّا بخصوص البرنامج التثقيفي والتدريبي الحزبي([61])، يُعد الاجتماع الحزبي داخل حزب الله من المسائل التنظيميّة المهمة التي تكتسب صفة الواجبات الحزبيّة المطلوبة من الأفراد وما يتضمنه التعميم السياسي والتعميم الثقافي؛ أمّا التثقيف الدّينيّ، فكان من خلال المشاركة في الدروس الاسبوعيّة ضمن البرنامج  المقرّر، ويُشرف عليها من الجهات الحزبيّة المختصّة بالمجال الثقافي، وهي تساعد الفرد على تحقيق التزامه الدّيني، فتصبح الضوابط الشّرعية مرجعيته في حسم مواقفه، الفرديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والماليّة وغيرها.

وكذلك من خلال الدورات الثقافية المغلقة المفتوحة والحرّة، كما تنظّم الدورات المختلفة (إداريّة وسياسيّة وعسكريّة مشتركة وتخصصيّة) لا سيما للكوادر، كما توزّع النشرات الحزبيّة ومجلة بقية الله وكتب إسلاميّة. 

3-  الأنشطة ومصادر التمويل

 لكل إطار نشاطه، وفي العام الواحد ينفّذ الحزب عشرات الأنشطة المتنوّعة ولمختلف الشّرائح والأعمار، منها: الأنشطة التكريمية (للطلاب الناجحين في الشّهادات الرّسمية والشّهادات الجامعيّة، لحجاج بيت الله الحرام، للأساتذة المتقاعدين…) أنشطة رياضيّة([62])، الورش التربويّة والصحيّة، الاحتفالات والمهرجانات الدّينيّة والأمسيات الشّعريّة والقرآنيّة، السهرات واللقاءات الثقافية والسياسيّة، دورات التقوية العلميّة، والدورات والبرامج الثقافيّة والقرآنيّة، مسيرة ليلة العاشر من محرّم السنويّة، تنفيذ رحلات ومخيمات، إفطار الإمام الحسن السنوي، إضاءة الشّموع والزّينة  وحواجز المحبة، فضلًا عن الخدمة الاجتماعيّة وتقديم المساعدات والمنح والأدوية والمواد العينيّة والنقديّة لمساعدة الفقراء،…الخ

يعتمد تمويل تلك الأنشطة على التبرعات بمبادرات من المقربين أو من خلال دعم بعض الأنشطة أو الحالات أو الموضوعات، وعلى الأموال الشرعيّة ولكنها دقيقة لناحية وجهة الصرف وتحصيل الإجازة الشرعية في صرفها، مضافًا ألى موازنة تشغيليّة خاصة بحسب الحاجات الملحة والضرورية في العمل.

الاستنتاجات والتّوصيات

يُعدُّ أبناء الطائفة الشّيعيّة أقلية في إقليم الخروب، وبموجب التقسيمات الإداريّة وتبعية الوردانيّة إلى قضاء الشّوف، ارتبط وجهاء البلدة بالزعامة السياسيّة الفاعلة فيه،  والمتمثّلة بـ “كمال جنبلاط ” و”كميل شمعون”، إذ التحق السّنّة والشيعة بهذه القيادات.

تفاعلت “الورادانية” استنادًا إلى موقعها الجغرافي بأدوار وعلاقات إداريّة وسياسية واقتصادية مع ثلاث  دوائر، على ضوء الحراك الاجتماعي السياسي الاقتصادي تارة، وبلحاظ بنية كل منظّمة وعلاقاتها، وهي:

1.    إقليم الخروب والشّوف الأعلى.

2.    صيدا والجنوب.

3.    بيروت وضاحيتها الجنوبية.

لقد تعزّز التلاقي المذهبي والطائفي في إقليم الخرّوب والشوف، نتيجة “انتشار المراكز التربويّة والإداريّة والصحيّة” و”العلاقات الاجتماعيّة بحكم المجاورة والمصاهرة وتلبية متطلبات الحياة والمعيشة”، وبمقتضى التفاعل مع مسألة الصراع على الزعامة في الجبل، ومن ثم القرب أو البعد من الزعيم في الجبل، وبموجب الظروف الاستثنائيّة التي بلغت ذروة تفاعلها أيام الحرب، وكذلك بحكم آلية عمل بعض الأحزاب([63]) وما استحدثته من العلاقات والقضايا المشتركة وشبكات المصالح داخل بنيتها التنظيميّة وخارجها.

بينما تعود العلاقة مع صيدا الى كونها أقرب مدينة للوردانيّة، أثّرت على العلاقات الاقتصادية والسياسيّة([64]) والاجتماعية([65]) والدينية([66])، أما من الناحية التنظيمية ارتبط كل من حركة أمل وحزب الله في الوردانيّة بحلقات وصل في صيدا وحارتها وجوارها لاسيما بلدة الغازية لحِقبٍ ممتدّة.

بينما يعود تأثير بيروت الى تمركز الوظائف والمراكز الإداريّة وانتشار الجامعات والحركات الطلابية، فهي  مركز الحراك السياسي من مظاهرات واعتصامات وفعاليات ثقافية وفكرية…

كذلك ابتداء من نهاية الثمانينات، غدت العلاقة مع ضاحيتها الجنوبيّة ذات تأثير كبير على الشباب المؤمن والجيل المؤسّس لحزب الله في الوردانيّة بموجب تطور أدوار الضاحية بوصفها عاصمة المقاومة ومقر المرجعيّة الدينيّة([67])، ويقطنها أكبر كثافة سكانية شيعيّة. بينما امتدّت العلاقة مع جانب آخر من الجبل، وتحديدًا بلدتي “كيفون والقماطية” فيه، نتيجة الارتباط التنظيمي([68]) كعامل أساسي في هذا التفاعل، ولو كان محدودًا في الزمن والشريحة.

وسط هذه المشهدية المعقّدة في الديموغرافيا وجغرافيتها السياسية، تموضعت الدّراسة في منطقة حسّاسة في الأمن والسياسة، لكونها تقع في نطاق النفوذ الجنبلاطي، وفي أحضان الطائفة السنيّة التي يُعاد انتاجها مع التطورات النوعيّة التي تصيبها كمكوّن رئيس في المدى الإقليمي وفي الوزن والدور المحليين، كما تقع الوردانيّة على تخوم نهر الأولي كخط  دفاع أول ومباشر عن بيروت والضاحيّة ما يجعلها حاضرة في سيناريوهات الحرب الدائرة والمفترضة على جدول الصراع بين إسرائيل والمقاومة.

وفي العودة إلى نشأة الأحزاب السياسيّة، فإن ظهور الحزب التقدمي الاشتراكي في الوردانيّة يأتي كنتيجة طبيعية لعاملين رئيسين:

-العامل الأول: يتصل بمصالح الدّروز والأسرة الجنبلاطية تحديدًا، ويظهر من خلال تمدّد الزعامة الجنبلاطيّة في قضاء الشّوف في إطار الصراع على النّفوذ والسّلطة داخله ونتيجة حاجتها إلى توسيع البيئة السياسيّة الحاضنة من أوساط مذهبية وطائفيّة أخرى تعويضًا عن الاختلال الديموغرافي الطوائفي بترميم النّقص العددي الذي يعانيه الدّروز عبر العبور الشكلاني إلى العلمانية من دون التخلّي عن العصبيّة الدّرزية باستقطاب مجموعات من مذاهب أو طوائف أخرى، ونتيجة أهمّية موقع الوردانيّة ودورها لناحية بسط السيطرة الجغرافية في المعارك الأمنية والعسكرية إبّان الحرب الأهليّة وبوصفها ناخبًا في الاستحقاقات الانتخابيّة النيابية باكتساب أصواتها وتجييرها لمصلحة العائلة الجنبلاطيّة وحلفائها.

-العامل الثاني: يتصل بمصالح آل بيرم والعائلات والأشخاص الذين يدورون مدار وجهائهم سياسيًا واجتماعيًا، ومسعاهم باستتاب زعامتهم في إطار صراعهم العائلي والسياسي داخل الوردانيّة عبر التزامهم خيار التحالف مع مركز السلطة والخدمات في قضاء الشوف، ولا سيما بعد تلاشي العلاقة مع كميل شمعون.

أمّا نشأة الحزب الشيوعي في الوردانيّة فتناغمت مع “ديناميات الموضويّة والماضوية”([69])، وقد ترافقت العدوى مع صعود ظاهرة المدّ الشيوعي ونموذجها الإيديولوجي الذي اجتاح البلاد العربيّة من جهة. ومع انفتاح شباب الوردانيّة على التنمية المعرفيّة والعلاقاتيّة من جهة أخرى،إذ حفّزت على الانخراط بقوى التغيير وإن لم تقطع قطعًا حاسمًا مع الروابط المجتمعيّة التقليديّة، إنما تمايزت بأفكارها وتنظيمها وبعض ممارساتها.

حركة أمل كنتيجة لتطوّر الصّراع العائلي بين آل الحاج وآل بيرم على النّفوذ والسلطة في الوردانيّة. خاصة أنّ الأرضيّة التي قامت عليها هي آل الحاج الذين كانوا قد مدوا جسور العلاقة في كميل شمعون كجزء من التّمايز عن آل بيرم في إطار الصراع والتنافس العائليين،

أمّا نشأة حزب الله، فهي تعود إلى أسباب وظروف متصلة بأثر انتصار الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وإطلاقها ديناميّة إيمانيّة سياسية ثورية، تلاقت مع بحث المتدينين عن ما ينشدونه على مستوى الثقافة الدّينيّة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.  

هذه النشأة لكلّ حزب من الأحزاب تشير إلى  أن” التعبئة القائمة على أساس قرابة الدّم او الدين، تكون فاعليتها أشدّ منها حين تقوم على أساس الايديولوجيا داخل الإطارات الحزبيّة” ([70]) التي تستغرق وقتًا لتصنع كيانها ولتحفظ استمراريتها. وتتضح أهميّة ثقل المرتكز العائلي في فاعليّة العمل الحزبي وهذا الأمر يرتبط بأهمية العائلة وسياقات بنائها لتماسكها وتحالفاتها بين العائلات ومع أصحاب النفوذ خارجها، وطبيعة انفتاحها أو انغلاقها في بناء العلاقات، وأساليب رعايتها لمصالحها ومصالح أبنائها وعموم أهالي البلدة،  وما تتخذه من خيارات ومواقف تجاه الأحداث السياسيّة. ثم يتضح تفاعلها مع أي ظاهرة حزبية وموقع كل عائلة وثقلها في ميزان تلك العلاقة أو غيرها. ومن جهة أخرى، تبدو أهمية خصوصية كل حزب بمبادئه وأهدافه في تعامله مع الواقع العائلي والوقائع اليومية.

أمّا أطر التنافس الأساسية المجتمعيّة والحزبيّة في الوردانيّة، يمكن إيجازها بثلاثة:

‌أ.       الانتخابات الاختياريّة والبلديّة والنيابيّة.

‌ب.    الحوادث الداخلية لا سيما الحوادث الدموية بين عائلتي “الحاج” و”بيرم” في الستينيات.

‌ج.     المواقف المتّخذة تجاه التطوّرات السياسية لا سيما المعارك و الحروب([71]).

أمّا من ناحية المراحل التي اجتازتها العلاقة بين شيعة الوردانيّة والأحزاب السياسية اللبنانية البارزة لناحية حضورها ونشاطها فيها، يمكن تصنيفها وفق الآتي:  

1.    التطوّع الفردي والانتساب الشكلي للأحزاب قبل السبعينيات: تفيد الملاحظة أن الانقسام كان مبكّرًا في الوردانيّة ( طلائع _ نجّادة)، ثم انسحب الصراع المبكّر ولو غير المعلن على الولاءات المرتبطة بالتّنافس حول السلطة المحلية في الوردانيّة، فالشّخصيات الأساسية فيها كانت في “الطلائع” ثم “شمعون ” ثم “أمل” في مقابل منافسين آخرين كانوا عينهم “نجادة” ثم “اشتراكي” ثم “اشتراكي_ مستقبل”.

2.    التأطير الفعلي مع عسكرة عمل الأحزاب وحضور الأحزاب العلمانيّة: إن النشأة التنظيميّة في الوردانيّة استهلت مع الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي.

3.    تلاشي الأحزاب العلمانيّة وظهور أحزاب الطائفة: يعود تراجع الأحزاب العلمانيّة بشكل بطيء في الوردانيّة قياسًا إلى مراكز الثقل الشّيعي إلى عوامل عدّة، منها: ارتباط الخدمات والمصالح والنفوذ  بالزّعامة  السياسيّة  التقليديّة في الجبل، كذلك يساهم غياب زعماء الطائفة وأحزابها وممثليها في الحكومة والبرلمان عن هذا الدور، كما أدّى فقدان التّواصل  الجغرافي والسياسي بين البلدات الشيعيّة دورًا في تشتّتها ما أضعفها، وأيضًا أدّى وجودهم كأقليّة مهمّشة الى إضعاف انتمائهم  للتشيّع كفكر ومنظومة أحكام وقيم.

ظهرت أحزاب الطائفة الشيعية بشكل بارز مع “السيد موسى الصدر” وتطوّر دورها مع ثورة “الإمام الخميني” العام 1979، وترسّخت بعد تغيّر موقعها نسبيًّا في السلطة (ما بعد الطائف، وتحرير الجنوب)، لكنّها أصبحت أكثر فاعليّة وانتشارًا بعد تمذهب الصراع السياسي في لبنان نهاية العام 2004، واتسعت دائرة نفوذها وقوّتها وتمدّدها الحزبي بعدما اضطرها الصّراع الدائر الى توفير الحماية الأمنيّة والعسكريّة لا سيما في العامين 2006 و2008.

سجّل الإعلان عن حركة أمل في العام 1977؛ أمّا الإعلان عن حزب الله كان في العام 1989، ويعود الأمر للأشخاص الذين نشطوا لحظة تشكّل “أمل”، وكذلك لحظة تشكّل حزب الله  في بعض الأماكن، وحكمت الذهنية نفسها في تقدير الموقف وصناعة القرار، وكذلك  طبيعة الاجتماع لناحية نفوذ العائلات أو طبيعة وقوة حضور القوى المنافسة.

يلاحظ تعدّدية مفرطة لعدد الذين تعاقبوا على إدارة الشّعبة في منظمتي “أمل” و”حزب الله” ما يدلّ على التّجديد في الكادر بينما قد يجعل أحيانًا من مراكمة الخبرة موضع تبديد؛ بينما في الأحزاب الأخرى لوحظ ندرة التغيير في المسؤولين ما يؤشّر إلى أحد عناصر التراجع التنظيمي كسبب ونتيجة.

4.    تراجع التماسك العائلي واختراق العمل الحزبي الطائفي له: يعود تراجع التماسك العائلي الى الانقسامات الانتخابيّة، وتوسّع مصالح وعلاقات أبنائها بعد ارتفاع مستوى تعليمهم وطموحات الإرتقاء الاجتماعي لديهم، وساهم  ضعف سلطة الدولة العام 1975 الى تراجع سلطة العائلة التي كانت على صلة وظيفيّة بالدولة، كما ساهم  العمل الحزبي بالاختراق الطائفي للولاء العائلي وقد نافسه وتفوّق عليه، فقد  أدّى الأداء العام للحزب الطائفي  بإنجازاته وخدماته، وإدارته المحليّة (علاقاته، أطره وأنماط عمله، استقطابه، أنشطته، كفاءة كادره…) إلى رفع الفعالية الحزبيّة والوعي المجتمعي ومستوى المشاركة والحضور لدى أبناء الطائفة، فاستطاع “حزبا الطائفة” أن يحسّنا من شروط تمثيلهما في الانتخابات البلديّة والاختياريّة.

 لقد حصل التحوّل في “الوردانيّة “على قاعدة الانقسام والتنافس العائلي والفاعليّة الحزبيّة لنرى تحوّلًا من العائلة الى الطائفة الى الحزب لدى آل الحاج، وآخر من العائلة الى الحزب فالطائفة لدى آل بيرم.

والجدير ذكره، أن جدليات عدّة تساعد على استجلاء فهم عميق يلازم مسار تطوّر تلك الأحزاب لدى الشيعة في بلدة الوردانيّة، وفق الآتي:

‌أ.       جدلية الوحدة والانقسام: يلاحظ أنّ الشّيعة  في الوردانيّة على اختلاف توجّهاتهم يتصفون بالانفتاح على محيطهم ويساعدهم على ذلك تنوّع التركيبة الاجتماعيّة، إلّا أنهّم في الأزمات أو الحروب عندما يتهدّد أمنهم يستنفروا بعقلانيّة وواقعيّة لاستيلاد كل عناصر القوة والوحّدة، ويعود الدّور الحاسم في ذلك إلى وعي الكادر المتصدي من العائلات والقوى. بينما في ظل المنافسة على السّلطة المحليّة يبرز الانقسام والتعبير عن القدرات التّجييريّة المتنافسة؛ ومن جهة أخرى تتفرّع فعاليّة المنظّم وكذلك الفوضوي في أداء المحازب إذ تؤثّر على بنية المنظّمة الحزبيّة وعلاقاتها وتوسعها أو ضمورها.

‌ب.   جدليّة الارتباطات الأوليّة (العائليّة أو الدّينيّة) والثانوية (المستحدثة): يلاحظ أنّ الارتباطات الأوليّة آخذة بالتراجع من دون إعدامها لصالح العمل الحزبي إذ استطاع إحداث اختراقات في عائلات، وقيادة أسر وأفراد منها. وفي هذا الإطار تبرز ديناميّة الأطروحات الفكرية وما يترتّب عليها من ممارسات عمليّة، تجلّت مع تنظيمين: الحزب الشّيوعي ذو الطرح الفكري المعاند لكثير من الموروثات، وحزب الله ذا الطرح الإيماني في مواجهة “الجهل الدّيني” من حياة الفرد والمجتمع، ودعوته إلى الانتظام الولائي في المقاومة.

‌ج.    جدليّة صراع “الأجيال” (الجيل المؤسّس والجيل الصاعد): تشكّل تحدّيًا قائمًا تجاه تماسك العائلات من جهة، وتجاه تفاعل الشّباب مع نتائج العولمة في خياراتهم الفكريّة والسياسيّة، وتجاه العلاقات البينيّة داخل كل حزب.

ختامًا، إن البحث لا ينتهي بما توصّل إليه، بل يملك فاعليته بما يحفَزعلى البدء مما أثاره أو انتهى إليه.

الهوامش

 

المصادر والمراجع

1-  إبراهيم، د. عبدالله، البحث العلمي في العلوم الاجتماعية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء -المغرب، وبيروت،2011، ط2.

2-  أشتي ،شوكت، الأحزاب اللبنانية ، قراءة في التجربة، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ط4، 2004م.

3-  حرب، أسامة الغزالي، الأحزاب السياسية في العالم الثالث، عالم المعرفة، الكويت، أيلول 1987، العدد 117.

4-  حمدان، خليل علي، وآخرون، السيرة والمسيرة، جزء(1) و(2)، الناشر دار بلال للطباعة والنشر، 2006.

5-  دوفرجيه، موريس، مدخل الى علم السياسة، ترجمة د. جمال الأتاسي ود.سامي الدروبي، المركز الثقافي العربي، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بيروت والدار البيضاء، ط1، تشرين الأول ،2009.

6-  هانتغتون، صموئيل، النظام السياسي لمجتمعات متغيّرة، ترجمة سمية فلوّ عبود، دارالساقي، 1993، ط1.

7-  الصليبي، كمال، بيت بمنازل كثيرة (الكيان اللبناني بين التصوّر والواقع)، ترجمة عفيف الرزاز، مؤسسة نوفل، 2012.

8-  ضاهر، مسعود، جبل عامل في اطار التجزئة الاستعمارية للمشرق العربي، صفحات من تاريخ جبل عامل، دار الفارابي، بيروت، 1979، ط1.

9-  طرابلسي، فواز، تاريخ لبنان الحديث من الإمارة الى اتفاق الطائف، دار رياض الريّس، بيروت، كانون الثاني 2011، ط3.

10-          طه، غسان فوزي، شيعة لبنان: العشيرة، الحزب، الدولة(بعلبك-الهرمل نموذجاً)، معهد المعارف الحكمية، بيروت، 2006، ط 1.

11-          عبدالله، ثناء فؤاد، آليات التغيير الديمقراطي في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، كانون الأول 2004.

12-          عمل جماعي، الأحزاب السياسية في العالم العربي، المركز اللبناني للدراسات، بيروت، 2006، ط1.

13-          غريب، حسن، نحو تاريخ فكري – سياسي لشيعة لبنان، دار الكنوز الأدبية، بيروت، ج 1، ط1.

14-          غِدِنْز ، أنتوني ، علم الاجتماع ، ترجمة وتقديم  د. فايز الصُيّاغ ، المنظمة العربية للترجمة ، مؤسسة ترجمان ، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت.

15-          غيز، هنري (قنصل فرنسا في ذلك الزمان)، مباحث أجنبية في تاريخ لبنان: بيروت و لبنان منذ قرن ونصف قرن، تعريب مارون عبود، ج1، منشورات وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة، ط1، بيروت، ايلول 1949.

16-          فياض، د. علي، نظريات السلطة في الفكر السياسي المعاصر، مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي، بيروت، ط 1، 2008.

17-          قاسم، د. طارق، تاريخ إقليم الخروب السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العهد العثماني.

18-          قاسم، طارق احمد، تاريخ إقليم الخروب المعاصر (الانتداب_الاستقلال_الحاضر).

19-          قاسم، ش. نعيم، حزب الله (المنهج، التجربة، المستقبل)، دار الهادي، بيروت، ط 3 ،2004

20-          القيّم، د. كامل حسون، مناهج وأساليب كتابة البحث العلمي في الدراسات الإنسانية، الناشر مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية  2012 ، التوزيع بيسان للنشر والتوزيع والاعلام ، بيروت.

21-          كوراني، محمد، الجذور التاريخية للمقاومة الإسلاميّة في جبل عامل، دار الوسيلة، بيروت، 1993.

22-          الكيالي، عبد الوهاب، موسوعة السياسة، ج 2، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1981، ط 1.

23-          مجموعة من الباحثين، الشيعة في لبنان من التهميش الى المشاركة الفاعلة، دار المعارف الحكمية، 2012.

24-          الإدارة المدنية في الجبل، عام من عمر الإدارة المدنية (1989-1990).

عنوان الكتاب بالفرنسيّة:

25-        RELATION d,un sejour de plusieurs annees a BEYROUTH et dans le LIBAN par HENRI GUYS, PARIS, 1847

26-       Introduction a la politique Duverger Maurice ,Editions Gallimard,1964

المقابلات :

1.    إبراهيم، عدنان مصباح، الوردانيّة، مواليد 1971، (محامي) شغل مسؤوليات في حركة أمل، منها: م. شعبة الوردانيّة، وم. الرقابة في إقليم جبل لبنان. مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ الخميس 29 أيّار 2014.

2.     الحاج، حسن رضا، الوردانيّة، مواليد 1934، (قاضي متقاعد) عضو المجلس الدستوري سابقاً، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ السبت 26 نيسان 2014.

3.    الحاج، محمد رضا، الوردانيّة، مواليد 1924، وجيه آل الحاج في الوردانيّة، رئيس دائرة العلاقات العامة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مقرّب من السيد موسى الصدر، مؤسّس حركة أمل في الوردانيّة، مقابلة أجراها معه الباحث، بتواريخ: الخميس 24 والسبت 26 نيسان والخميس 21 آب 2014م.

4.    جابر، علي قاسم(أبو ربيع)، الوردانيّة، مواليد 1937، من مؤسسي نقابة عمال وموظفي الصحف ووكالات الأنباء في العام 1961، عام 1963 بدأ الاندماج السياسي_النقابي، التزم العمل النقابي (1967 _ 1968)؛ شارك في مكتب الإرشاد السياسي خلال حرب السنتين بطلب من كمال جنبلاط، كُلّف بوكالة داخلية إقليم الخروب (1977_ 1978)، ثم مفوضاً للعمل (1979)، وعضو مجلس القيادة، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ 23 آب 2014.

5.    رواش، قاسم محمد، مواليد 1961، (مهندس) منتسب سابقًا للحزب الشيوعي اللبناني، ومن المناضلين سياسيًا واجتماعيًا، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ تمّوز 2014.

6.    عيسى، علي سعيد الوردانيّة، مواليد 1958، (مهندس كهرباء)، خريج الإتحاد السوفياتي بمنحة من الحزب التقدمي الاشتراكي، شغل مسؤوليات عدة، منها: عضو مرشد، م. فرع الوردانيّة منذ العام 2001، تابع فرع “مرستي” لعامين، موظّف في وزارة المهجّرين، مفوّض في الكشاف التقدمي، رئيس رابطة الانماء الثقافي والاجتماعي في الوردانيّة 2014، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ آب 2014.

7.    عيسى، محمد سعيد، الوردانيّة، مواليد 1947، انتسب الى حركة أمل، من المساهمين في انتشار حزب الله في إقليم الخروب، تسلّم مسؤولية شعبة الوردانيّة، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ تموز 2014.

8.    مصطفى، حسين مصطفى، الوردانيّة، مواليد 1940، استلم مسؤوليات عدة في الحزب الشيوعي اللبناني، منتخب في عضوية المحافظة وعضوًا في المجلس الوطني، لديه تجربة حزبية واسعة، مقابلة أجراها معه الباحث، بتاريخ 23 آب 2014م.



([1])دكتوراه في العلوم الاجتماعية، معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، باحث في علم الاجتماع السياسي.

 Docteur en Sciences Sociales, Institut des Sciences Sociales de l’Université Libanaise

  Chercheur en sociologie politiqueEmail: abdallah2021issa@gmail.com

 

([2])  تنافسيّة، تعاونيّة، صراعيّة، تشاوريّة، تشاركيّة، تكامليّة، تحالفيّة….

([3]) لقد عرّفت الموسوعة السياسية (1981) الحزب بـ” مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية وايديولوجية مشتركة وينظّمون أنفسهم بهدف الوصول الى السلطة وتحقيق برنامجهم“. بينما ذهب “موريس دوفرجيه”  إلى اعتبار الأحزاب “منظّمات لجماعات محكمة البنيان، دقيقة المفاصل، يترتّب أعضاؤها على درجات، مهيأة للنضال في سبيل الفوز بالسلطة، وتعبّر عن مصالح وأهداف قوى اجتماعيّة متنوعة (طبقات، مجتمعات محلية، تجمعات عنصرية، طوائف ذات مصالح خاصة،…) وهي أدواتها في العمل السياسي. أمّا “أنتوني غدنز”، عرّف الحزب السياسي  بـ” منظمة تسعى الى تحقيق السيطرة والوصول الى الحُكم بطريقة قانونية شرعيّة عن طريق العملية الانتخابية” ؛ مشيرًا الى وجود “عدّة أنواع من الأنظمة الحزبية تختلف باختلاف الأسس التي تقوم عليها، ويعدُّ أن نمو الأنساق الحزبيّة يتأثر بطبيعة الإجراءات الانتخابيّة في بلد ما، سواء أكانت حزبًا واحدًا أم ائتلافًا  أو تحالفًا بين مجموعات حزبية متعددة”.

([4])  لم يأخذ مصطلح الحزب في الأدبيات السياسية العربية معناه السياسي، حتى مطلع القرن العشرين على الرّغم من وروده في القرآن الكريم، إلا أنه لم يستعمل للدلالة على المنظمة التي عملت في الشأن العام وتعاطت السياسة، قبل أن يصبح تعبير الحزب السياسي سائدًا بعد صدور قانون الجمعيات العثماني في العام 1908″ أنظر: اشتي، فارس، الأحزاب السياسية: التعريف والنشأة، الإجتهاد: مجلّة متخصّصة تعنى بقضايا الدين والمجتمع والتجدد العربي الإسلامي، دار الاجتهاد للأبحاث والترجمة والنشر، العدد 21، السنة الخامسة، خريف العام 1993، ص 161_164 ( بتصرّف).

([5])  ابراهيم، عبدالله، البحث العلمي في العلوم الاجتماعية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء وبيروت، ط2، 2011، ص135.

([6])  سبق أن عالج الباحث موضوعًا آخر بعنوان: تطور النخبة السياسية في قضاء الشوف – محافظة جبل لبنان – دراسة في التمثيل النيابي بين عامي 1992-2009.

([7])  فياض، علي، نظريات السلطة في الفكر السياسي المعاصر، مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي، بيروت، ط 1، 2008، ص 53، مستشهداً برأي “د. المختار بنعبد لاوي” في كتابه ” الإسلام  المعاصر: قراءة في خطابات التأصيل / مقاربات منهجية” (دار معد- دار النمير، دمشق، 1998م، ط1، ص 139).

([8])  أول من تولى إدارة فرع الوردانية في الحزب التقدمي من آل الحاج، وهو المرحوم حسن الحاج (أبو شادي).

([9])  تأسّس بشكل غير رسمي من قبل رئيس الحزب التقدّمي كمال جنبلاط في ذروة الحرب الأهلية العام 1958 وقوامه ما بين 1000 و2000 فردًا قاتلوا جنبًا إلى جنب مع القوات المناهضة للحكومة الوحدوية العربية. حُلّ بعد انتهاء الحرب وترك جيش التحرير الشعبي دون فرع رسمي شبه عسكري حتى أوائل العام 1975. شكّل جيش التحرير الشعبي (1975-1994)عنصرًا رئيسيًا في تحالف الحركة الوطنية اللبنانية الذي أيد الاعتراف بالهوية العربية اللبنانية وتعاطف مع الفلسطينيين. ونشأ بمساعدة منظمة التحرير الفلسطينية (بشكل أساسي من حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، على الرّغم من أن عضويته وهيكل قيادته كانا في الغالب من الدروز فإن جيش التحرير الشعبي شمل عددا من السنة والشيعة في صفوفهم. اتخذ من مدينة بعقلين مقرا لها في الشوف متماشية مع 16000-17000 جندي تتألف من 5000 إلى 6000 رجل نظامي مدعوم من 12000 من جنود الاحتياط الذكور والإناث مدربين من ضباط ليبيين وسوفييت بينما باقي الضباط الدروز تدربوا في مدرسة عسكرية في دبي. توسع في أعقاب حرب الجبل مع إدراج عدد من الضباط الدروز وضباط الصف والجنود من اللواء الرابع للجيش اللبناني بعد تفككه في سبتمبر 1983.

([10])  تولّى حسين مصطفى بيرم رئاسة بلديّة الوردانية لمدة 35 عامًا.

([11])   من الذين حصلوا على تلك المنح من خلال الحزبين الاشتراكي والشيوعي بشكل رئيس: نزار علي أبودرويش (هندسة كهرباء)، حسين علي أبو درويش (هندسة)، جميلة بيرم (صيدلة)، عماد حسن عبدو (طب)، مصطفى قاسم جابر (هندسة مدنية)، محمد أحمد شمس (هندسة مدنيّة)، جهاد محمد محمد، محمد زين العابدين بيرم (اقتصاد)، محمود علي  بيرم (هندسة ميكانيك)، محمد حيدر بيرم ( هندسة كهرباء)، بلال علي أسعد ( معالج فيزيائي)، خليل علي السيد (معالج فيزيائي)، منير محمد ابراهيم ( هندسة اتصالات)، علي سعيد عيسى (هندسة كهرباء)…

([12])  حوالي 450 الى 500 مستفيد، مستند من الوزارة.

([13])   من مؤسسيها حسن علي الحاج والمرحوم علي بوسلمان ومنير داغر وداود بيرم؛ توقفت اثناء الحرب وجرى تفعيلها وتجديد نشاطها في العام 1998.

([14])  تعاقب بالترتيب على قيادة الفوج كل من: “فاطمة عيسى (شيعية)، حسين رمضان (سُنّي)، يوسف بيرم (شيعي)، علي عيسى (شيعي) قبل 1982، عبد الجرّاح (سُنّي)، ثم بعد 1984:حسن رمضان (سُنّي)، حسين علي بيرم (شيعي).

([15]) ومن الكتب المعتمدة، وهي لكمال جنبلاط: “هذه وصيتي، أدب الحياة، ربع قرن من النضال”.

([16]) المعتمدية عبارة عن 4 أو 5 فروع، وتتألّف من مُعتمد وثلاثة أعضاء (أمين سر وعضوين آخرين)،عمليًّا يكون المعتمد مدير فرع أو نائب مدير فرع، وتجرى الاجتماعات كل 15 يوم.

([17]) يعنى بمتابعة الدورات والأنشطة للمدارس، وإقامة الندوات.

([18]) تضم الوكالة عدة معتمديات، وتشهد اجتماعات عامة للوكالة واجتماعات خاصة بجهاز الوكالة وهي ملزمة بالحضور لأعضائها، تشهد تنشيطًا عند الانتخابات والمناسبات المركزية والأساسية وعند الاستحقاقات.

([19]) هناك بطاقتان من شيعة الوردانية كعضو مرشد: المهندس علي سعيد عيسى (هندسة كهرباء) والدكتور محمد مصطفى بيرم (طبيب أسنان).

([20]) بقيمة 5000 ل.ل، لكن لا أحد يعاقب على عدم التسديد، علماً أن  نسبة الملتزمين بالاشتراك ضئيلة؛ ولا يحق للعضو المشاركة في الانتخابات الداخلية إلا بعد أن يسدّد ما يتوجب عليه

([21]) موحّدة ومقتصرة على الكشاف التقدمي، ويمنع إصدارها بعناوين أخرى.

([22])  وسيم حسين بيرم، عبد هاني ابودرويش، محمد حسين جابر، محمد علي السيد.

([23]) من هذه الشخصيّات جميل جميل بيرم، وهو رجل أعمال ذو إرث وجداني عائلي ومجتمعي كبير، حظي بعلاقة وطيدة مع آل الحريري ومع رؤساء حكومات ووزراء ونواب وقيادات حزبية وسياسية ورجال أعمال، ثم جمعته برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي “وليد جنبلاط “علاقة قويّة، وتعاقب على مواقع إدارية في مؤسسات خاصة مؤسساته ومارس أعمالًا خدماتية غير مسبوقة في حجمها ونوعها في الوردانية، وهذا كلّه كان يجيّر في الانتخابات البلدية والنيابية بما يتوافق ويتطابق مع توجّهات وسياسات الحزب التقدّمي الاشتراكي. 

([24])  أتاح قيام الجامعة اللبنانية الوطنية للقوى الكادحة ديمقراطية التعليم بعد أن كان العلم المتقّدم محصورًا بالأغنياء والموسرين.

([25])  المتمسكة بالميثاق الوطني القائم على فيدرالية الطوائف وخنق الحريات العامة والخاصة وكان الجيش وقوى الأمن والأمن العام والدرك في خدمة مصالح الطبقة المالية

([26])  المهندس قاسم روّاش، من بلدة قب الياس التحتا، ومن مواليد 1961، تأثر بالأهل وانتمائهم لحزب النجّادة، والتبرع بخاتم ذهب أثناء حرب 1967، وقد اتجهت به التربية البيتية الى الحزب الشيوعي، شارك بمظاهرات واضرابات وهو في المرحلة الثانية التكميلية قبل أحداث 1975، كان هناك جدالًا بين الناصرية والشيوعية وكان التيار العاطفي ينشدّ الى الشعار والتوجه الذي عبّر عنه لاحقًا بـ”العدالة الاجتماعيّة”؛ بعد عملية وادي الزينة التي شارك فيها ضد دورية للعدو الصهيوني، وقع في الأسر، وعلى ضوء ذلك كان القرار الحزبي يقضي بمنع الدخول الى الحزب للذي يقع بالأسر.

([27])  مصطفى مصطفى، مقابلة أجراها معه الباحث.

([28])  كان يوزّع منها على الأقل 25 عددًا يوميًّا، وكانت تخصّص حملات معيّنة بمناسبات خاصة فيوزّع منها ما يقارب 100 عدد وقد يشمل البيوت كافة.

([29])  م. اللجنة على مستوى الوردانية كانت “فاطمة مصطفى ” من العام 1977 _ 1982، أمّا على مستوى المنطقية، فكانت: ابتهاج صالح، وهي أستاذة فيزياء و من جون.

([30])  قاسم روّاش، مقابلة أجراها معه الباحث.

([31])  صاحب كتاب “ماذا في التاريخ”.

([32])  لأن للمسؤول المباشر دور محوري وحيوي في مستوى ووجهة الفعالية للعمل التنظيمي.

([33])  المسؤول التنظيمي “صلاح عبدو”، والمسؤول العسكري:”جميل ابراهيم”.

([34])  المسؤول التنظيمي “أحمد عيد”، والمسؤول العسكري “محمد مصباح ابراهيم.

([35])  عدنان ابراهيم، مقابلة أجراها الباحث.

([36])  انتقلت المسؤولية العسكرية الى عبد المطلب عيد.

([37])  في تلك المرحلة كان المسؤول العسكري المركزي في حركة أمل”عقل حميّة” وم. العمليات المركزي”أبو علي مصطفى الدّيراني”.

([38])  كانت المهمة تخطي نهر الأولي باتجاه نيحا وبسري، وكانت الوردانية وتلة راش الشومر تحديدًا _وهي موقع بمواجهة القوات اللبنانيّة_ محطة لانتقال المقاومين الى مركز آخر في حارة صيدا مرورًا بعلمان، وكان “نعمة هاشم”_ وهو أحد القادة المميزين من الزرارية، استشهد لاحقًا_، له حضوره وبصماته في ذلك، كما سُجّل وجود للشهيد زهير شحادة، لكن المقاومة تعرضت لمضايقات آنذاك على الطريق وكان يبلغ عنهم من الحزب التقدمي الاشتراكي. لكن في الوقت نفسه كان يُجرى التنسيق بين الحركة والاشتراكي، لأنّ الحركة لا تريد أن تخسر موقعًا استراتيجيًّا (تلة راس الشّومر وتلة الشرفة) ومن مصلحتها حماية شريان رئيس.

كان الإسرائيلي يزور المواقع دائمًا في جولة استطلاعيّة بحثًا عن مقاتلي “أمل”، التي كانت تقيم كمائن احتياطيّة، لكن سُجّل لمسؤول التقدمي آنذاك “خليل رمضان” في الوردانيّة دوره الإيجابي عندما سئل من الاسرائيلي عن “أمل” أفاد أنّهم ليسوا هنا. المحور كان محميًّا بالكمائن، وكانت واحدة من مهامه منع الفلسطيني من تنفيذ عمليات بشكل عشوائي. وكانت تحصل بعض الحوادث ومنها خروج إحدى المجموعات من نقطة تموضعها من دون علم القيادة كاد الأمر أن يصل الى اشتباك، ولكن الحادثة المثيرة  للتساؤل  هي تعرّض مجموعة لانفجار أرضي ما بين الضهور و علمان، وكانت المجموعة تريد تخطي منطقة شرحبيل، وقد ارتفع شهيدان و4 جرحى، أحدهم عنصر مهم، وهو  أول من أسقط طائرة استطلاع اسرائيليّة. وبعد الانسحاب الإسرائيلي 1985 نفّذ هجوم مضاد شارك فيه 40 شاب وبهذا الاقتحام استخدمت اسرائيل ميركافا جديدة.

([39]) شارك في فعالياتها القارئ فرج حسين وهو من بلدة كفرملكي.

([40]) المسؤول التنظيمي “أحمد حسن الحاج” ما لبث ان ترك مهامه نتيجة الفوضى والضعف الثقافي العام للمنتسبين، لكنه بقي شكليًّا المسؤول التنظيمي، وباءت محاولات تسمية آخر بالفشل، والمسؤول العسكري” محمد أبو درويش المعروف بـ:ابو حربا”.

([41])  لم يحصل أي إشكال بين الفلسطينيين و”أمل”، إنما كان يحصل بعض الإشكالات مع الاشتراكي، وقد حصلت حادثة، وجرحت فيها فتاة أثناء إطلاق النار، لكنّ الأمور بقيت تحت السيطرة، بناء للتحالف الاستراتيجي بين أمل و الاشتراكي.

([42]) ( م. تنظيمي: أحمد حسن الحاج، م. عسكري: محمد أبو درويش”أبو حربا”، م.ثقافي: خليل طنانا، م. خدمات: أحمد علي الحاج”أبو هادي”، م. اعلامي: ابراهيم علي ابراهيم، الكشاف : علي أبو درويش، لكن لم يبدأ تشكيل التنظيم النسائي في تلك الفترة).

([43])  ازدياد نسبة الحجاب بشكل واضح، ارتفاع نسبة الاهتمام بالثقافة والالتزام الديني.

([44])  قام عدد من شباب الحركة برمي صاعق دون القنبلة  والغرض هو”ممنوع أن ينام السيد في الوردانية لانحيازه لحزب الله”، و كان أحدهم يهم بإطلاق النار، على الرّغم من أن السيد كان ينام في منزل أحد عناصر حركة أمل وكان من مرافقيه م. حركة أمل في حي اللجى.

([45]) إبراهيم، عدنان مصباح، المسؤول التنظيمي  لشعبة الوردانية (1994_1999)، في العام 2004 تسلّم مسؤوليّة  ملف الخدمات في المنطقة، ثم م.رقابة اقليم جبل لبنان، ثم قدم استقالته من المسؤولية، لديه بطاقة عضوية  فئة ثانية  في حركة أمل، علمًا أن بطاقات العضوية على أربع مستويات (الرابعة: شعبة، الثالثة: منطقة، الثانية: إقليم، والأولى: مركزية) أجريت المقابلة يوم الخميس 29/5/2014.

([46])  أُعيد تشكيل لجنة الشعبة برئاسة سلمان بو سلمان، ثم ما لبثت أن انتقلت المسؤولية إلى غسان أحمد الحاج بعد تقاعده من قوى الأمن الداخلي.

([47]) المسؤول التنظيمي هو ابراهيم حسين عيد توفي في أيار 2014.

([48])  يسجّل أن نسبة كبيرة من الذين كانوا في الحركة وتركوها لم يلتحقوا بأحزاب أخرى، وما زالوا يشاركون ببعض فعالياتها.

([49]) عندما استلم “يعقوب ضاهر” رئاسة الهيئة التنفيذية في حركة أمل، كانت تجرى سلسة دورات ادارية  تتناول شرح الهيكلية التنظيمية وكيفية المراسلة للمستويات كافة… وكان الخضوع لهذه الدورات بمثابة البرنامج المخصص لإعداد كادر حركة أمل. أمّا أعلى مستوى المواقع التنظيمية التي وصل إليها الكادر العامل من الوردانية، فهناك ثلاثة كوادر: الحاجة رحمة محمد رضا الحاج، عضو مكتب سياسي، ذات تجربة تنظيمية كبيرة، عملت الى جانب السيدة رباب الصدر، مسؤولية مكتب شؤون المرأة  المركزي سابقًا. والمحامي عدنان مصباح إبراهيم، م. الرقابة في إقليم جبل لبنان، فئة ثانية. وعلي محمد رضا الحاج، م. البلديات في اقليم جبل لبنان، حصل على بطاقة الفئة الثانية.

([50])  بيروت أولاً، ثم الجنوب، ثم البقاع، وأخيراً الجبل.              

([51]) ماليًّا يتم تُوزَّع موازنة تشغيليّة للعاملين وفق الآتي: الإقليم بقيمة 300000 ل.ل، المنطقة بقيمة 200000 ل.ل، م. الشعبة بقيمة 150000 ل.ل؛ لكن عمليًّا لا يلتزم دائمًا بذلك، إذ إنّ حصول أيّ نشاط في الإقليم التنظيمي، وبعد موافقة الهيئة التنفيذيّة يعاد الصرف من مخصّصات مصاريف الشُعب لهذا النشاط.

([52])  حصل ذلك في العام 1983، خلال دورة عسكرية لحركة أمل في البقاع.

([53])  الحاج محمد سعيد عيسى، مقابلة أجراها الباحث. يقول: “ذهبت الى بيروت وتعرفت على مركز الحزب والتقيت السيد إبراهيم أمين السيّد والشيخ محمد المقداد والحاج حسين الخليل وخلال اللقاء طلب مني الحاج حسين الخليل أسماء للتعاون في كل من بلدات الجية وجون فأعطيته”

([54])  عبر الحاج محمد عفيف النابلسي، ولاحقاً مع آخرين.

([55])  عبر تكليف “حسن محمد فارس” بمسؤولية الشعبة.

([56])  استمر حضور العلماء الإيرانيين الشيخ مصطفى الشيرازي 1993 والشيخ جواد شريعتي 1994 والسيد راضي الحسيني والشيخ محمد الأميني خلال شهر رمضان وبعض الأحيان عاشوراء في السنوات الآتية.

([57])  في البدايات وعند بعض المواقف، لم يمنع ذلك من محاولات التضييق على حزب الله وعناصره الصادرة من بعض وجهاء آل بيرم،  لكن العلاقة لجهة المجموع كانت جيدة.

([58])  الحاج محمد سعيد عيسى، مقابلة أجراها الباحث.    

([59])  الفائزون بالانتخابات البلدية، هم: د. محمد علي بيرم (مرشح حزب الله)، محمد أحمد شمس (حليف انتخابي، ومؤيد للمقاومة)، بشير قوبر (سني، اسم مشترك على اللائحتين).

([60])  حسن محمد محمد ( عن حزب الله).

([61])  أبو رضا، حسين، التربية الحزبيّة الإسلاميّة، حزب الله نموذجًا، دار الأمير، بيروت، 2012، ط 1، ص 594 _609 .

([62]) لديه فريق كرة قدم يعرف بنادي الولاء الرياضي.

([63])  كالحزبَيْن التقدمي الاشتراكي، والحزب الشّيوعي ( بانتشار مراكزهما، وتوزع كوادرهما في قرى الإقليم، وما يستتبع ذلك من صلات.

([64])  عبر حركة القوميين العرب في الستينات، أو مع معروف و مصطفى سعد بحكم العلاقة التنظيمية للمنتسبين الى التنظيم الناصري، ولاحقًا عبر العلاقة مع آل الحريري.

([65])  انتشار المستشفيات والمراكز الصحية والتعليمية فيها…

([66])  آل عسيران وعلاقة بعض المتدينين معهم، الشيخ عفيف النابلسي سكنه وتشييده مجمع السيدة الزهراء، المحكمة الجعفرية،…

([67])  مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، مرجعية السيد محمد حسين فضل الله، الحوزات والمراكز الدينية المختلفة، مكاتب وكلاء المراجع الشيعية في إيران و العراق…

([68])  لا سيما لدى حركة أمل و حزب الله، أيضاً في مقاطع زمنية محددة.

([69])  أبي صعب، فارس، الأحزاب السياسية في العالم العربي: ظروف النشأة و تحدّيات التجدّد، كتاب: الأحزاب السياسية في العالم العربي، عمل جماعي، المركز اللبناني للدراسات، بيروت، ط 1، 2006، ص 18 _19.

([70])  طه، غسان فوزي، شيعة لبنان: العشيرة،الحزب،الدولة (بعلبك _الهرمل نموذجاً )، معهد المعارف الحكمية، بيروت، 2006،ط1، ص 14.

([71])  أبرزها: ثورة 1958، تغييب السيد موسى الصدر، منظمة التحرير تواجدا وصراعاً وخروجاً، حرب الجبل، انتصار الجمهورية الاسلامية الايرانية، معارك وحروب المقاومة:”1982، 1993، 1996، 2000، 2006، 2008 “، صدور القرار الدولي 1559 ثم اغتيال الرئيس الحريري،…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website