foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

أصول العمل الصحافي المقروء

0

أصول العمل الصحافي المقروء

Fundamentals of read journalism

Dr Khader Haidar د. خضر حيدر([1])

الملخص

يشرح هذا البحث”أصول العمل الصحافي المقروء” كيفيّة نشوء قواعد العمل الصحافي (المقروء)، وأسس تطويره في العالم العربي الذي اقتصر على ترجمات الكتب في الموضوع الصّحفيّ عن الكتبة الأجانب، ولم يكونوا من صانعيه حديثًا، مع أنّ الشّعراء العرب أول من أخذ هذا الدّور (الصحافي) عبر التاريخ، وبعدها سطّرتُ النتائج التي توصلت اليها في هذا البحث. وتوصلت الى أنّ الأهداف العظيمة يلزمها جهود جسيمة، ولا بدّ من تطوير وسائل الإعلام لمواجهة الخصم في الميدان. فالأمة رازحة تحت كمّ كبير من الهزائم ولا بدّ من نهضة بكل الاتجاهات لتعيد أمجادها التي ضاعت بلحظة غفلة وضعف.

الكلمات المفاتيح:(…) كلمة محذوفة،(د.ت) دون ذكر تاريخ النشر،(د.دا) دون ذكر الدار، (د.ط) دون ذكر أيّ طبعة، والقوسين[المركّنين] هي إضافة مني على النّص الأصلي.

Summary

This research, “The Origins of the Readable Journalistic Work”, explains how the rules of the (read) journalistic work are, and the foundations of its development in the Arab world, which was limited to translations of books on the journalistic subject about foreign scribes, and they were not among its recent makers, even though Arab poets were the first to take this role (journalist). throughout history, and then I wrote down the results I reached in this research. And I came to the conclusion that great goals require massive efforts, and the media must be developed to confront the opponent in the field. The nation is suffering under a large number of defeats, and there must be a renaissance in all directions in order to restore its glories that were lost through a moment of negligence and weakness.

Keywords: (…) an omitted word, (D.T) without mentioning the date of publication, (D.D.A.) without mentioning the house, (D.T.) without mentioning any edition, and the [two corners] brackets are my additions to the original text.

المقدمة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من اتبعه ووالاه. إبان بحثي عن مراجع لرسالتي هذه  ذهلت عندما وجدت أن معظم المراجع العربيّة التي تحمل عناوين بحوث في المهنة هي أشبه بقصص أدبيّة، لا مراجع أكاديمية للمهنة . وعند تصفحي أكثرها وجدت أنّها محاضرات أو مقالات صحفيّة ألقيت أو كتبت في حِقبٍ زمنية متباعدة، ثم جُمِعت في كتب من دون أن تردم الهوة بينهما. وجدت في المقابل أنّ المراجع الأجنبيّة المعرّبة تتحدث عن أصول مهنيّة، ولكنّ التّعريب أفقدها حسن تذوق اللغة العربيّة، فتداخلت فِقراتها، واختلطت عناوين بأخرى. وكنت أشد ذهولًا عندما رأيت أن بعض الكلمات المعربة خطأ نُقِلت بخطئها إلى مراجع عربيّة من دون تصحيح ، أو حتى إعطاء تفسير جديد لتعريبها. أتمنى أن يجد كلامي هذا أذنًا صاغية لتشحذ الهمم وتنصب الأقلام المتخصصة باتجاه كتابة بحوث صحافيّة أكاديميّة عربيّة لا تقل بمستواها عن البحوث الأجنبيّة.

أمّا دوافع كتابة هذا البحث فكثيرة ، أهمها :

  1. عندما كنت أمارس هذه المهنة وجدت ممن يتعاطونها لا يعرفون أصولها بل هي عندهم ارتزاق فقط،على مبدأ “ادفع تأخذ”  وحتی أن بعضهم قال لي لا يوجد إعلام محايد بل كل إعلام يعمل لصالح من يدفع له.
  2. إنّ صراع الأمّة مع اليهود وسيطرة الأخيرة على أكبر المؤسسات الإعلاميّة العالميّة، دفعني لأحثّ المسؤولين وأصحاب المؤسسات معًا، كي تتضافر جهودهم لمنافسة المؤسسات الإعلاميّة الواقعة تحت السيطرة الصهيونيّة ، وخصوصًا أن في أمتنا طاقات كبيرة ( فكريّة وماليّة ) لا يلزمها سوى الرّعاية والتّوجيه والإرشاد .

القسم الأول : ويبدأ مـن الـفـصـل الأول وحتى الـفـصـل السّادس. تناولت في هذا القسم موضوعات بحوث أكاديميّة تتعلق بالمهنة الصحفيّة، هي معلومات عامة لمن يريد الاطلاع على أصول المهنة الصحفيّة .

المطلب الأول: الإعلام

  1. تعريف الإعلام : الإعلام هو عملية تفاهم تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس، وتجاوبهم وتعاطفهم في الآراء في ما بينهم. وهو في هذه الحالة ظاهرة طورتها الحضارة الحديثة وجعلتها خطيرة، ودعمتها بإمكانات عظيمة، حولتها إلى قوة لا يستغنى عنها لدى الشّعوب والحكومات على حد سواء([2]) .

وإذا كانت كلمة إعلام مشتقة من “أعلمه بالشيء” ، فهي تعني في أرض الواقع تزويد الجماهير بأكبر قدر من المعلومات الموضوعيّة الصحيحة والواضحة .

  1. وسائل الإعلام : تعددت وسائل الإعلام وتنوعت منذ عصور التاريخ إلى درجة كبيرة . وراوحت تلك الوسائل بين : بصريّة، سمعيّة، لفظيّة، وكتابيّة. منها بدائيّة، ومنها ذات تقنية متقدمة .

أ ـ الوسائل الشّفهيّة – اللفظيّة : وهي الوسائل الأكثر انتشارًا في المجتمعات البدائية، وفي الجماعات التي لم يتوفر لها الإلمام بالكتابة ، ومن تلك الوسائل :

  1. الخطية
  2. النّدوات

ب – وسائل الأعلام الكتابيّة : وهي المجتمعات الحديثة، وتتمثل في :

  1. الكتاب
  2. الرسائل
  3. الصحافة

ج – وسائل سمعيّة – بصريّة : وهي الوسائل التي أفسحت الصحافة لها مكانًا في المجتمعات النامية، وميزتها أنه يستطيع معها متابعة الأحداث المتعلم والأمي على السواء، وأهمها :

  1. الإذاعة
  2. التلفزيون
  3. المسرح([3]) . ومن ملحقات الإعلام المناشير، ولوحات الإعلانات، وما يندرج في هذا الإطار كالدّعوات والنعوات، وما شابه ذلك .

3  عوامل نجاح الإعلام : يهدف الإعلام في الأصل إلى إعلام شخص ما، أو جماعة ما، بشيء ما . ولكن هذا الأصل يحتاج إلى تحديد وتعديل وتوضيح. لأنه لا يمكن أن يوجد إعلام في الفراغ، أو إعلام في المطلق من دون ارتباط إعلامي بسياسة هادفة، ترتكز على قاعدتين :

أ ـ الرؤية الواضحة للواقع والمستقبل

ب ـ التخطيط السياسي الدقيق الذي ترافقه أدوات إعلاميّة دقيقة.

وتحتم السياسة الإعلاميّة الهادفة على المسؤولين عن الإعلام المعرفة التّامة بالموضوع الذي يعلمون عنه، والمعرفة بتقنيات الإعلام، والمعرفة بنوعية الرسالة التي يكون الجمهور على استعداد لتقبلها([4]).

والإعلام الهادف يفترض به القیام بالانفتاح المتبادل، انفتاح من جانبه على عقليّة من يخاطب ونفسيته، بمقدار ما يفترض انفتاحًا من جانبه في التعبير عما يريد أن يعلن أو يعلم به. أي عليه التسليم بالمعطيات التي ينطلق منها تفكير من يتوجه إليهم ، فليست هناك عملية فرض في الإعلام  أيّ يُفرض على الناس معطيات لا تتقبلها نفسيتهم، أو لا تتقبلها عقليتهم. وشرط الإعلام الناجح هو التسليم إلى حدّ ما بالمعطيات المنطقيّة التي ينطلق منها تفكير الذين يتوجه إليهم.  كما يفترض بالإعلام الهادف القيام بالحوار ، حوار فيه أخذ وعطاء، يقيم في قاعدته مشاركة في القضايا والهموم التي يخدمها. فالإعلام الذي يتجاهل أو يجهل وجود هموم مشتركة يحكم على نفسه بالفشلفي طرح القضايا والهموم، أضف إلى ذلك أن يكون لدى الإعلام شفافيّة واستعداد لأن يتعلم من الحوار، وبمقدار ما يتجاوب الإعلام مع من يتوجه إليهم، يجد عندهم وفي نفوسهم ، خميرة للتّجاوب أيّ أنّه يفتح عقولهم بمجرد أشعارهـم أنه معهم في همومهم وقضاياهم([5]). وتبقى القاعدة الأساسية للإعلام النّاجح، أنه لا أسرار، لا مـجـال لـلـكـذب، لا تـجـمـيـل على حساب الثقة لأنـّه يـشـوه المصداقيّة .

المطلب الثاني: الـصـحـافـة

  1. الأهميّة الإعلاميّة للصحافة : الصحافة هي قسم من أقسام الإعلام ، بل هي أكثرها أهمّية على الإطلاق وخصوصًا في تمعات المتطورة، وتكمن هذه الأهمية في بقائها في متناول اليد ليعود إليها من تحظى باهتمامه ساعة يشاء، حتى وأن المهتم قد يستنتج أمرًا أو يجد تفسيرًا لصورة مقرونة بخبر من واقع لاحق ولو بعد زمن طويل .

ولقد ثبت أنّ الكلمة المقروءة هي الأكثر أهمّيّة بالنسبة إلى الكلمة المسموعة أو المرئيّة ، ذلك لأنّ الكلمة المذاعة صوتيًّا أو تلفزيونيًّا تعطي أثرها الآني البهيج ، لكن هذا الأثر لا يستقرّ ولا يعطي نتائجه المطلوبة إلا إذا بدا مكتوبًا على الورق أو مطبوعًا الصحف، خصوصًا للمتتبع أو لصاحب الاختصاص([6]) ولقد ثبت كذلك أن الخبر المسموع أو المرئي لا يغني عن الخبر المصور أو الخبر المكتوب، لأنّ برامج الأخبار في الإذاعة والتّلفزيون تحشد كميّة كبيرة من الأخبار المتنوعة في مساحة زمنيّة قصيرة ، فقد يعي السامع خبرًا ويفوته أخبار، ثم يفلت من أذنه الثانية ما دخل في الأولى. أمّا الخبر المكتوب فإنّ المهتم يتابع من خلاله أدق التّفاصيل في ثان وهدوء ، محددًا بنفسه الزمان والمكان المناسبين، الملائمين. هذه الأسباب، وغيرها، أكسبت الصحافة أهمّيّة خاصة من بين وسائل الإعلام عامة.

  1. تعريف الصحافة([7]): تختلف التّعاريف باختلاف وجهة النّظر التي تصوغها. فالصحافة بالنسبة إلى السّاخر المتهكم هي مجرد تجارة، بينما تتألق في عين الإنسان المثالي مسؤوليّة وميزة .

فلقد عرف الصحافة لزلي ستيفنز، فقال :” إن الصحافة ه أن تكتب مقابل أجر في شؤون أنت تجهلها”. أمّا أريك هود جنز، من مجلة تايم، يقول فيها :” إنّ الصحافة هي نقل المعلومات من هنا إلى هناك بدقّة وتبصر وسرعة، وبطريقة تخدم الحقيقة، وتجعل الصواب في الأمور يبرز ببطء، حتى لو لم يبرز فورًا” .

خلاصة القول إن الصحافة اسم يطلق على الطرق جميعها التي تصل بواسطتها الأنباء والتعليقات عليها إلى الجمهور، ومادتها الأساسية كل ما يجري في العالم ما يهم الجمهور، وكل فكر وعمل ورأي تثيره تلك المجريات .

  1. معنى الصحافة : عندما نريد الإحاطة بالمعنى اللغوي للصحافة، لا بدّ لنا من أن نستوضح معنى لثلاث مفردات يرتبط إحداها بالآخر، الصحف، والصحافة، والصحفي .

الصحف : مفردها الصحيفة، وهي التي يُكتب فيها، والجمع صحائف وصُحف. وفي التنزيل : ﴿إن هذا لفي الصحف الأولى﴾ صحف إبراهيم وموسى ؛ يعني الكتب المنزلة عليهما صلوات الله وعلى نبينا السّلام .

      الصُحفي والصَحفي: الصحفي بضم الصاد، ينسب إلى الصحف. وأمّا الصَحفي بفتح الصاد، ينسب إلى الصحيفة. كـ ( كتبي ) نسبة إلى ( الكتب ) وهو جمع، ويعني الوراق أو بائع الكتب .

هذا ما ورد في لسان العرب لابن منظور عن الصحف والصحفي ، أمّا كلمة صحفي فقد وردت في المعاجم السّابقة لصناعة الصحافة بمعنى أنّ الصحفي هو الذي يأخذ العلم من الصّحيفة لا عن أستاذ، ووردت في منجد الطلاب في طبعته الثالثة والثلاثين أنّ الصحفي هو الصحافي نفسه أي الذي اتخذ الصحافة مهنة له. ولم ترد كلمة صحافة إلا عند المحدثين کاصطلاح، وقد وردت كذلك في منجد الأب معلوف على الشكل الآتي: الصحافة: عنـد الـمـحـدثـيـن: كتابة الـجـرائـد ؛ “عـالـم الصحافة” : كتبة الجرائد. فهي اسم المهنة على هذه الصناعة الحديثة .

ويقال إنّ أول من أطلق كلمة (الصحافة) بمعناها المتعارف به حديثًا، هو الشيخ نجيب حداد منشيء صحيفة ( لسان العرب) في الاسكندرية، وهو أول من استعملها بمعن (الصناعة) ، ومنها أخذت كلمة (صحافي) لتطلق على من يمارس هذه المهنة، وتبقى كلمة (صحفي) أو (صحفي) هي الأرق والألطف وقعاً على المسامع ) ([8]).

وفي دراسة نشرتها جريدة الأهرام العام 1954 للأستاذ عبد العزيز مطر، ورد تفريق لطيف وجميل بين كلمتي: ( الصَحافة، والصِحافة )، جاء فيه: أن (الصَحافة) بفتح الصاد تعني كلمة (Presse)، أيّ مجموعة ما ينشر في الصحف، بينما  تعني ( الصِحافة ) بكسر الصاد، ما يقابلها من كلمة (Journalisme)، أي المهنة الصحفيّة ([9]). ونستنتج بعد هذا السّرد اللغوي أن التفسير العملي لما ورد هو أن :

  • الصحيفة : هي نشرة دورية تشتمل على أخبار ومعارف، وتتضمن سير الحوادث والشواهد والانتقادات التي تعبر عن مشاعر الرأي العام، وتعرض على الجمهور عن طريق البيع الإفرادي أو الاشتراك السنوي .
  • الصِحافة : وهي اسم المهنة الصحفية ( الصناعة الحديثة ).
  • الصَحافة: وهي مجموع ما ينشر في الصح ، ومنها اشتق اسم الصَحفي .
  • الصَحفي أو الصِحفي : وهو اسم يطلق على من اتخذ الصحافة مهنة أساسيّة : صاحب الجريدة، ومحرر مقالاتها الافتتاحيّة، المعلقون السياسيون، ومحررو الأخبار الرياضيّة والاجـتـمـاعـيـّة والـسـيـاسـيّـة، وكذلك مـصـحـحـو الـتّـجـارب، والـمـصـورون ، وكتاب الخطوط، وملـتـقـطـو الـرسـائـل الـبـرقـيـّة والإذاعات والـمـخـبـرون والـمـراسـلـون، والـمـنـدوبون، رسامو ” الكاريكاتور”، ومحصلو الاشتراكات والمحاسبون، وموظفو الإعلانات والشؤون الإدارية والماليّة، وكذلك عمال الطباعة والتنضيد والطي والتّسويق والتوزيع([10]) .
  1. لمحة تاريخيّة عن الصحافة ([11]) : يقول بعض المؤرخين : إنّ النقوش الحجريّة والأثريّة القديمة الدّالة على الأخبار والإعلام، ليست سوى ضرب من ضروب الصحافة القديمة .
  • فإذا كان المقصود بالصحافة تسجيل الحوادث والوقائع، ونقل الأخبار لجمهور القراء والمستمعين، فهي صناعة قديمة جدًا بدليل أن البابليين، كان لهم قبل حوالى خمسة آلاف سنة مؤرخون مكلفون بتدوين الحوادث وتحرير الأخبار.
  • وأنّه كان لدى الصينيين في الزمن السحيق ومجلات، وأقدم جريدة صينية كانت في القرن الميلادي الثامن.
  • ويستنتج من تاريخ اليونان أنّ تلاقي اليونانيين في الميادين العامة، كان كافيًا لتداول الأنباء وللتعليق عليها شفهيًّا في الحال من دون الحاجة إلى الكتابة والتدوين .
  • وفي تاريخ الإمبراطوريّة الرومانية ما يؤكد أن يوليوس قیصر ( 101 ـ 44 ق . م ) قد ابتدع قبل ألفي سنة فكرة إصدار نشرة عامة يوميّة يدوّن عليها ما يجري كل يوم بين جدران مجلس الشيوخ، وما يقع للشعب من أحداث، ثم يجري تعليقها في الساحات العامة. وبهذا حلّت النشرة اليوميّة محل الحوليات الكبرى، بأخبار متنوعة شملت: الشؤون السياسيّة وأمور الدولة، وأنباء الأقاليم، وميادين القتال، وأخبار الدواويـن والـمـحـاكـم والأحزاب .
  • أمّا في بريطانيا فإنّ صناعة الخبر المخطوط قد ظهر في القرن الثالث عشر ميلادي، وبعد ذلك بقرنين شاع انتشار الخبر المخطوط على نطاق واسع في كل من ألمانيا وإيطاليا، وإن “كانت أول جريدة يومية رسمية في بريطانيا قد صدرت العام ( ١٦٢٢ م) باسم اويكلي نيوز” .
  • وأما في فرنسا فقد ظهرت العام ( 1409 م) جريدة” بورجوادي باريس”. وهكذا توالى صدور الصحف في مختلف البلاد الأوروبيّة .
  • ولقد صدرت أول جريدة أمريكية في مدينة بوسطن العام ( 1690 م). وبعدها تعاقب صدور الـصـحـف في نيويورك وواشنطن وسائر البلدان الأمريكية .

ومع انتهاء القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر توالى صدور الصحف والمجلات السياسية والأدبيّة، يوميّة وأسبوعيّة. واستمر ذلك إلى نهاية القرن الثامن عشر حين بدت الصحافة بمفهومها اليومي الحديث، مع أنها كانت هزيلة في المادة والإخراج، والطبع والتوزيع .

وأما في الـعـالـم العربي، فإن الاعتقاد السائد هو أن الشّعراء العرب على اختلاف العصور القديمة، كانوا هم الذين يقومون بمهمة الصحفيين، يدونون في أشعارهم أخبار الحكام والأمراء، إضافة إلى تدوين الحوادث العادية التي يتصل تسجيلها بالمناقب وبالمثالب وبالتفاخر وبالتهاجي، أضف إلى أخبار الفتوحات والحروب، ولا ننسى شعراء” المعلقات” في هذا المجال ، بل إن سوق “عكاظ” كانت أشبه ما تكون بمواسم هذا صحفيّة .

– ومنذ صدر الإسلام كان لسيدنا محمد ﷺ عدد من فحول الشّعراء، يقارعون أعداء الرّسالة الإسلاميّة، ويهجونهم عند الاقتضاء، كما كانوا يمدحون الرسول ويذكرون فضائل دعوته ، وأنباء انتشارها، وفي مقدمة هؤلاء حسان بن ثابت، وواضح أنّ الشّعر قد قام مقام الصّحافة.

– ولم تعرف بلادنا العربيّة الصحافة في شكلها الحديث إلا منذ أقل من مئتي سنة، أيّ حين قام نابليون بغزو البلاد المصرية العام ( ۱۷۹۹ م). فلقد قال المؤرخون العرب إن نابليون جلب معه إلى  مصر آلة طابعة ومعها رجلان فرنسيان، أحدهما مستشرق عالم، والثاني عامل عادي فني، وقد قامت بعثة نابليون العلميّة بنشر ثلاث جرائد، إحداها عربية وتدعى (الحوادث اليوميّة)، والاثنتان الأخريان فرنسيتان: ( لادیكادا جيبسيان ) والثانية ( لوكورييه ديجيبت ) .

وقد عَدَّ المؤرج اللبناني ( فيكونت دي طرزي ) جريدة ( الحوادث اليوميّة) المذكورة هي جدة الصحف العربية، ولم ينس أن يقول:…” وهكذا أتيح لأمّة غريبة، أن تدخل هذا الفن الشّريف إلى البلاد العربية مع سائر جراثيم التمدن الحديث”. وقد أصدر محمد علي باشا الكبير وفي العام ( ١٨٢8 م) جريدة ( الوقائع المصرية) ، وما زالت تصدر حتى الآن بوصفها جريدة رسميّة للحكومة المصرية.  وبعد ذلك توال صدور الصحف العربيّة في عاصمة الخلافة الإسلاميّة  في استانبول أولًا، ثم في سائر المدن العربية .

  1. واجبات الصحافة([12]): تسعى الصحافة التي تحترم نفسها إلى أداء واجباتها نحو المجتمع، ويتمثل أداؤها لواجبها في ما يلي :

أ –  يجب على الصحافة أن تكون مستقلة، غير تابعة لأحد، كي تخدم الجمهور الذي يساندها.

ب – يجب على الصحافة أن تكون منصفة، بتجنب الانحياز المتعمد المقصود .

ج – يجب على الصحافة أن تعتمد الدّقة، فهي مقياس التزامها، لأنّ إذاعة الحقيقة الموضوعية هي المثل الأعلى في الطموح الصحفي .

د –  يجب على الصحافة أن تكون أمينة، فالأمانة أساس مع الناس، وتجنبها الوقوع في الصراع اليومي .

هـ ـ يجب على الصحافة أن تكون مهذبة ، في لغتها وصورها وحتى في طريقة حصولها على الخبر، ويجب على الصحافة أن تكون مسؤولة لأنّها مؤسسة شبه عامة تدين بواجب نحو المجتمع، وأن تعنى ببلوغ الأهداف الكبرى لمنفعة الجمهور، غير متأثرة بمصلحة أو سيطرة أو منفعة ماديّة .

  1. أغراض الصحافة : هناك أربعة أسباب رئيسة لوجود الصحافة: إذاعة الأنباء – الـتـفـسـيـر- الإرشاد- التسلية، وتقوم بوظائف أخرى كنشر الإعلانات، والتعليقات . . .

أ – إذاعة الأنباء: وهي واجب الصحافة الأول، ولقد قالت جمعيّة الأميركية لرؤساء تحرير الصحف: إنذ وظيفة الصحافة هي أن تنقل إلى الجنس البشري ما يفعله ويشعرون به ويفكرون به ، وبما أنّ أول أهداف الصّحافة اليوم هو أن الناس سيعرفون، فيندرج ذلك ضمن مسؤولياتها التي تتطلب الموضوعية التّامة في الأنباء .

    ب – تفسير الأنباء: وهو إعطاء الشّروح والتفسيرات والبيانات عند الإعلان عن حقيقة أو حدث، وذلك بغية مساعدة القارىء ليدرك أهمية ما يسمع أو يقرأ، وضرورة التفسير نابعة من تعقد الحياة وتشابك المصالح المتعددة.

ج – الإرشاد: سعت الصحافة منذ القدم للتأثير في الجنس البشري ، فهي تحاول التسلط على عقول الناس عن طريق الكلمة المطبوعة، والرّسوم الكاريكاتورية، والصور، وعن طريق الكلمة المنطوقة عبر الأثير وعن طريق التلفزيون وطريقها في ذلك، هو في كيفية إعلان النبأ، بإبرازه، أو بخفت الضوء عنه، خلال: المقابلات، التّعليقات، الأفلام، المناقشات. . .

    د ـ التسلية: يكون الاجتذاب الصحفي للجمهور، بفضل ما تبرزه الوسائل الصحفيّة من طرائف الحياة اليومية؛ على شكل قصص ذات نزعة إنسانيّة، وما تنشره من النوادر والـقـصـص الفكاهية، ومواد التسلية ( أقوال الأطفال الظريفة، الكلمات المتقاطعة، برامج الأسئلة والأجوبة، البرامج الهزلية الهادفة ). ([13])

  1. دور الصحافة في المجتمع : أصبحت الصحافة من أخطر مهن العصر الحديث ومن أكثرها ضرورة، وذيوعًا وانتشارًا، ووصلت إلى حالة تيسر لها معها أن تدخل إلى كل بيت، وأن تلامس كل فكر، وأن تحظى باهتمام كل مواطن، مهما تفاوتت درجة معرفته وثقافته، ومهما تكن صفته في الهيئة الاجتماعيّة([14]).

لقد بلغت الصحافة شأوًا بليغًا وخطيرًا، لا يستطيع معه أيّ إنسان إلا أن يعطيه حقّه، ولو وقف أحدنا اليوم وقفة استطلاع وتأمل، ولو اتبع ذلك بإلقاء نظرة فاحصة على وضع الصحافة ككل، فإنّه سيقول بسرعة: إنّ الجريدة أو المجلة، قد أصبحت للإنسان الواعي في هذا العصر أشبه ما تكون بالغذاء اليومي الذي لا يمكن الاستغناء عنه أيًّا كان موقع هذا الإنسان ، حاكمًا أو محکومًا … عـامـلًا أم عـالـمًا … لجهة تـنـوع الأبواب والمواضيع التي تتناولها الوسائل الصحفيّة التي تلحظ فيها مختلف أنواع الثقافات، والمستويات، والمواقع الاجتماعيّة، إذ يجد كل إنسان مهما كان موقعه وهوايته وثقافته، مبتغاه فيها. وبهذا يمكن أن تكون أو أداة إصلاح أو إفساد، أو أداة حرب أو سلام، أو أداة ظـلـم أو عـدل . . . أوأداة تـوجـيـه وإرشاد، أو أداة اضطرابات وفتن([15]) .

من هنا احتل الصحافيون في أنحاء العالم جميعه مكانًا مميزًا من غيرهم  من أصحاب المناصب والأعمال. فترى الكبار والصغار، والحكام والمحكومين، يتقربون إليهم ويوادونهم اتقاء لشرهم يومًا، وطمعًا بخيرهم يومًا آخر. علمًا أنّ الخير والشّر في الواقع الصحفي يختلفان في مفهومهما عن جوهرهما الأساسي المعروف، إذ كثيرًا ما يكون خير الصحافة لفريق من الناس، شرًّا على فريق آخر. وهذا بطبيعة الحال زعزع ميزان العدالة والحقّ،إذ يمكن القول: إن ما يراه بعض الناس “عدلاً” في صحيفة، يمكن أن يكون ظلمًا صريحًا، وما يراه فريق آخر “ظلمًا” يمكن أن يكون حقًّا أصيلًا([16]) . هي مهنة ذات سلاح فتاك يمكن أن يكون سببًا في القتل والتّخريب وهدر الحقوق ، ويمكن أن يكون سببًا في حفظ الحياة واستتباب الأمن وصيانة العدالة، كما أنّ سلاح النّار لا يجوز أن يستعمله كل فرد على حسب هواه أو ميله ولا يجوز تأجيره لقاتل أو مبطل أو ظالم، وكذلك لا يجوز تأجير سلاح القلم لمن يريد أن يجعل الحق باطلًا، أو الباطل حقًّا ([17]) .

لم يغال النازيون والفاشيون والشيوعيون، وبعدهم بكثير الديمقراطيون والمحافظون . . . حين عدُّوا جهاز الإعلام طابور رئيسًا بين طوابير جيوشهم المحاربة. أما الموقع الأكثر أهمّيّة الذي اتخذته الصحافة في المجتمع الديمقراطي السليم، فهي كونها لسان الشعب الناطق بآرائه، المعبر عن أفكاره، الشارح لمعاناته وهمومه. والشّعب في عرف النظام الديمقراطي هو مصدر السلطات ، ( التشريعية، التنفيذية، القضائية) لذلك أطلق عليها اسم السلطة الرّابعة، وكان من الأولى أن تسمى بالسّلطة الأولى لأنها سلطة الشّعب([18]) الذي شرع السلطات وأعطاها الديمومة. أمّا الموقع الآخر للصحافة في أنها ستكون أوثق مصدر من مصادر التاريخ العام الشامل، في مختلف بلاد العالم. لأنّها تدوّن بشكل يومي الحوادث والوقائع كلها، ثم تتركها لمؤرخي المستقبل مجموعة في مجلدات متناسقة متسلسلة، وبشكل قريب المأخذ، سهل التناول، وتوثيق تاريخها هو في أن ما ينشر في الصحف يبقى عرضة للتّصحيح أو النفي أو الإثبات في الجريدة نفسها خلال أيام ليوم

النشر، ما يجعل المنشور فيها ، أقرب ما يكون للحقيقة والصدق([19]) . وتبقى الجريدة مدرسة سيارة ذات أهمية بالغة، في تربية وتوعية أفراد الشعب، وتعطي أفضل الثمار إذا كانت خيرة، واعية، منتجة، ومحاطة بالعناية والتّقدير.

إنّ هذه المهنة مهنة مقدسة، بها يتحقق خير كثير للأمة والوطن، إذا كان صاحبها حامل رسالة مقدسة. وبها يتحقق شر عميم إذا جعلها صاحبها وسيلة تجارة محرمة، لا يبغي من خلالها سوى كسب المال، من حلال أو حرام .

المطلب الثالث: الرأي الـعـام

الصحافة مرآة الأمّة ولسانها النّاطـق بـأفـكـارهـا وآرائها ورغباتها وحاجاتها، وآلامها وآمالها ومن هنا جاءت قوتها، لذلك أطلق عليها الناس اسم السلطة الرابعة([20]) . وطريق الصحافة إلى كل ذلك هو تحرير الخبر أو المقال، اللذين هما مادتها على اختلاف ألوانها ونزعاتها، فهي موجهة إلى الناس بأقلام بعض الناس، مكونة حولها رأيًا عامًا ، تستمد منه قوتها واستمراريتها وبقاءها.

  1. تعريف الرأي العام([21])  : الرأي العام هو ما يسود بال الجماهير أو مصالحها العامة والخاصة  والذي يأتي محصلة لصراع الأفكار، وتفاعل الآراء الناتجة عن مناقشات الأفراد ، وممارسات وسائل الاتصال الشّخصي والجماهيري. ويتصف على العموم بالحيوية والحركة، يتبدل أو يتقلب تبعًا لتغير الظروف وتطور الأحداث، أو قد ينقص ويزول كليًّا عند تسوية أو حل القضية التي كان بشأنها .

وهكذا يمكن القول إنّ وسائل الاتصال الجماهيري تستطيع أن تتحكم في بعض الموضوعات التي يجري بشأنها الاتصال المتبادل بين الأشخاص، فالقادة قد لا يستطيعون الانتقال بأشخاصهم إلى كثير من القرى أو الجماعات، إلّا أنهم قادرون على غرس الأفكار والاتجاهات على مدى أوسع عن طريق وسائل الاتصال الجماهيري .

  1. مكونات الرأي العام([22]): يمكن تحديد مكونات الرأي العام في ما يأتي :

أ – إنّه إتجاه جماعي، بمعنى أنّه حالة استعداد عقلي تؤثر تأثيرًا توجيهيًّا على استجابات الأفراد للأشياءجميعها  والمواقف المتعلقة بهذا الاستعداد .

ب – إنّه اتجاه الأغلبية وليس اتجاه الكل، ولذا يعبر عنه بكلمة (الرأي الغالب)، إلّا أنه يتخذ في الوقت نفس- كوحدة تمثل الجماعة برمتها .

ج – إنه قد يعبر عن اتجاهات الأفراد في جماعة صغيرة أو في مجتمع فعلي، وليس من الضروري أن يكون صادرًا عن اتجاهات الأفراد في المجتمع العام .

دـ عندما يعبر الرأي العام عن اتجاه سكان العالم نطلق عليه حينئذ (الرأي العام العالمي)، وقد أصبح هذا الرأي قوة مؤثرة يعمل الجميع على كسبها إلى جانب قضاياهم. وكذلك هو شأن الرأي العام المحلي الذي يتكون من إطار مجتمع معين إذ يمارس دورًا معنويًّا فاعلًا وكبيرًا في التأثير على اتجاه سير الأحداث واتجاه المجتمع ككل.

هـ ـ يدخل في تفاعل الآراء الفردية الناتجة عن المناقشات الواعية، عوامل عدة، هي: الثقافة والإعلام والدّعاية، وتأثير القادة، وقيام الحوادث وسريان الشائعات، بالإضافة إلى اللقاء اليومي بين الجماهير، وبين الجماهير وأجهزة الاتصال بمختلف وسائلها. كما يدخل في تكوين الرأي العام مقومات تكوين الرأي الفردي، ومن هذه العناصر التنشئة الاجتماعيّة في المدرسة والبيت والبيئة، ونوعية الطبقة الاجتماعيّة، وأهمية تأثير الدين والتقاليد والعادات المتوارثة، وأهميّة التّجارب الإنسانيّة الماضية، والظروف التي يعيش فيها الفرد والجماعة، وما يفكرون فيه من أجل المستقبل .

المطلب الرابع: الـحـريـة الصـحـفيّـة

  1. تعريف الحرية :الحرية بمفهومها المطلق، هي أن يفعل الشخص ما يريد فعله، وما يخامر ذهنه ، دون قيد أو شرط. ولكن علماء القانون والسياسة والاجتماع وضعوا حدودًا لمفهوم الحرية المطلقة، ودليلهم في ذلك هو التناقض الذي يقع في عالمنا كما هو قائم، بين ممارسة حرية شخص من الأشخاص في أن يفعل ما يخامر ذهنه، مع حرية شخص آخر في أن يفعل ما يريد فعله. كما أنّ التساوي بين الناس بطريقة معينة، قد يكون شأنه أن يقف بالتناقض مع التساوي في ما بينهم بطريقة أخرى([23]) من هذا المنطلق استنتج العلماء القاعدة المعروفة: “تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين” .

وبما أن الإنسان يدفع بشهواته وأهوائه لتحقيق منافعه الخاصة من دون الالتفات لما قد يصيب إنسان غيره من تحقيق هذه المنافع، ضمن إطار الحرية المطلقة. فقد عرّف أفلاطون الحرية الحقيقية، فقال: “هي التّحرر من الأهواء والمنافع والشهوات، والتقيد بالشرائع والقوانين. وجعل العمل بهذا التعريف شرطًا أساسيًّا لقيام مجتمع متوحد، حر، مثالي”([24]) .

وتعليل العلماء لتقيد الحرية المطلقة، جاء في قولهم : إنّ الإنسان البدائي هو الذي يتصف بالحرية المطلقة، وكلما سار الإنسان خطوة نحو الحضارة كلما أدرك مدى خطورة استعمال حريته المطلقة ومدى تأثيرها الاجتماعي. وقالوا : إن وحوش الغابات وحدهم هم الذين يتمتعون بالحرية المطلقة، قويهم يفترس ضعيفهم، وكبيرهم يسحق صغيرهم، إذ لا شيء هناك يضبط تصرف الوحش العادي .

وعن مساوىء الإفراط في الحرية، قالوا : كما أنّ الإكثار من شرب المسكر يولد أولًا الطرب والنشوة، ثم فقدان العقل والإرادة والإدراك، كذلك الإفراط في الـحـريـة يـولـد الـعـبـوديـّة الكاملة. فالحرية المطلقة مرفوضة شكلًا ومضمونًا. إذ يجب أن تكون الحرية جادة حازمة، لا ينتابها خور أو ضعف، ولا يتهلهل وجودها بين تعرجات الحدود المرسومة لها([25]) .

  1. مساحة الحرية الصحفية([26])

أ ـ توطئة : إن الحرية الصحفية هي الأساس الأول والأخير في هذه المهنة، فإذا لم تتوفر الحرية المطلوبة لأيّ صحفي أو لأية صحيفة فإنّه لا خير حينئذ في الصحافة والصحافيين ، بل إنّ الحرية هي مبرر وجود الصحافة، فإذا انعدمت الحرية، فمن الضروري أن تنعدم الصحافة .

ب ـ الحرية الصحفية : القاعدة المعروفة ” تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين” يمكن أن تتخاطاها الحرية الصحفيّة على أساس من التحري، إذ لا يعدُّ الخائن والمختلس والمسيىء للأمانة بعد الدليل ضمن هذه القاعدة، إلّا إذا كان هناك مصلحة عامة في التريث بنشر مثل هذه المعلومات .

      ويحقّ للصحفي أن ينشر أخباره المحققة، أو بـطـريـق التساؤل ؟ إن لم يتوصل إلى تحقيقها ، لكي تبقى الصحافة عينًا ساهرة على تصرفات الحكام والأفراد. ولكن هذا الحقّ قامت من حوله حقوق مضادة، وشروط مقابلة، منها أنّ للشّخص المتهم أن يرد التّهمة بتصحيح يرسله للجريدة، ويكون واجبًا على الصحفي أن ينشر الرد في نفس المكان، ونفس الحروف التي نشر بها الاتهام في جريدته، كما يبقى للمتهم الحقّ باللجوء إلى القضاء لإقامة دعوى على الصحفي، لفرض عقوبة ما عليه، فيما إذا كان الإتهام غير صحيح .

وله الحقّ في أن لا يؤدي الشطط في استعمال الحرية إلى إلحاق الظلم بالآخرين، كما لا يؤدي الحد من الحرية إلى ذيوع الفساد وتخريب طريق التقدم الإنساني في مختلف مجالات الحياة . ويجب أن تتلازم الحرية الصحفية مع العدالة، لأنّه ليس من العدل أن نطلق لحريتنا العنان، ونرمي الاتهامات، ونصطاد ذلك سبقًا صحفيًّا. إذ يقول هتلر في هذا السياق: “كلما كبرت الكذبة وتكررت ازداد مكان تـصـديـقـهـا” فكم من شائعة كُتِبت وقرئت على أنّها سبق صحفي، أسيىء فيها إلى إنسان بريء اتهم على صفحات الجرائد، وتدرج الاتهام إلى حكم مبرم من مجتمعه، فأوجد السّبق الصحفي الذي ذكرت، فجوة اجتماعيّة ، إن أريد ردمها على صفحات الجرائد فبشكل هزيل لا يلفت النظر. هذا إذا جرى تصحيح للشّائعة في الأصل .

  1. حدود([27]) الحرية الصحفية : كي لا تتحول الحرية إلى فوضى التّخريب والـتـّسـفـيه والتّهديم، يقتضى بادىء ذي بدء أن نفرق تفريقًا واضحًا بين سياستين: السياسة الخارجيّة، والسياسة الداخليّة . لمعرفة الحدود التي يجب أن تتوقف عندها المؤسسات الإعلاميّة عامة .

أ ـ فالسياسة الخارجيّة: هي شأن من شؤون الدولة، ترسمها وتحددها، سلطات الدولة التّشريعيّة والتنفيذيّة، وليس معقولًا أن توضع هذه السياسة تحت مطرقة الصحافة ، لتعمل فيها تهشيماً من الداخل، كما يعمل فيها تهديمًا أعداء الدّولة من الخارج . بل يجب أن تتلازم السياسة الإعلاميّة مع الهدف العام الذي حددته الدّولة، تدعمه، وتدعو إليه، وخصوصًا إذا كانت هذه الدولة أمام استحقاقات خارجيّة. وعليه، فإنّ على الصحفي الوقوف طويلًا أمام نشر أي خبر موضوعه ضخم، بضخامة حجم الأمة والوطن، أو إذا كان مضرًّا بمصلحة الدولة والشعب، كأن يكون الخبر عسكريًّا يستفيد منه العدو، أو موضوعًا ماليًّا يعرّض خزينة الشعب للاهتزاز، أو مقالًا سياسيًّا، يجعل الحقّ باطلًا أو الباطل حقًّا، بقصد إشعال نار الفتنة أو بغرض خدمة العدو ، أو من أجل الحصول على منفعة شخصية. فعلى الصحفي أن يعرف أبعاد ما ينشر وما يخبر عنه، وما يرمي إليه في نشر خبره، وهل يخدم الهدف العام المرسوم أم لا ؟!.

ب ـ أما السياسة الداخليّة: فمن الضروري أن تخضع للنقد البريء، والمعارضة البناءة، ليس من الصحفيين فحسب، بل من كل مواطن يرى رأيًّا خيّرًا، فيه مصلحة وطنية عامة. ويبقى مع هذه السياسة أنّه من حقّ كل مواطن أن يتمتع بحريته الشخصية إلى أبعد الحدود، بشرط احترامه للنظام العام الذي يحدده الشرع والقانون. فيمنع على الصحفي تتبع عورات الناس أو الكشف عن خفايا أعمالهم، أو أن يذكر أحداً بما يكره، أو أن يقتحم بيت أحد لكي يكتشف ما يصنعه في السر، فيفضحه أو يشهر به، أو ليؤذيه في الشخصية. ولم يعد مقبولًا في هذا العصر أن يتسلل الصحفي تسللًا إلى هنا وهناك، بقصد استراق السمع للحصول على خبر، أو استدراج مسؤول لانتزاع كلمة، فهذا الأسلوب يجب أن يدرس بعناية من المسؤولين وينتهي الأمر منه، خاصة بالنسبة إلى القضايا السياسيّة والوطنيّة والقومية الكبرى على أن الأسلوب المشار إليه، يبقى مقبولًا – بكل أسف- لاكتشاف أخطاء تضر بمصلحة الأمة والوطن، أو للكشف عن مرتكبي أعمال مسيئة لمصالح عامة أو خاصة .

     من هنا يجب على المسؤولين تهيئة الأسباب والوسائل اللازمة، بغية تمكين الصحفي من الحصول على أخباره من مصادرها الموثوقة بأهون السبل. ونطالبهم كذلك، بأن تكون صدورهم متسعة لتقبل النقد البريء، والرأي السديد، فلا تضيق صدورهم برأي، ولا يجدون حرجًا بمقال، خاصة في هذا العصر الذي اتسمت معالمه بمفاهيم واسعة لحرية الرأي والـقـول والكتابة. أما الحدود الثابتة في القانون فسوف يأتي تفصيلها في الفصل الثاني من القسم الثاني من البحث.

ويبقى السؤال الذي يراود الكثيرين. هل تصادر الحريّة الصحفيّة ؟ ومتى ؟ نعم إنّ الحريّة الصحفيّة تصادر كما تصادر حرية الفرد العادي، عندما نجبره على الانخراط في جيش الدّفاع الوطن، وتكون المصادرة في شخصه وجسمه وقوته وحريته، و يمكن أن تزهق روحه عندما نرسله إلى جبهات القتال أيام الحروب للدفاع عن الوطن. ومبرر مصادرة حرية الفرد هو من أجل صيانة مصلحة المجموع  وعلى أساس هذه القاعدة تصادر الحرية الصحفية، إذا دعا إليها داع وطني، ولا يكون ذلك متعارضًا مع مبادئ الحريات العامة ومع مبدأ حرية التعبير عن الرأي ، وذلك على قاعدة حرية المجموع مقدمة على حرية الفرد([28]).

  1. ـ ثوابت الحرية الصحفية([29]) : إنّ آخر ما توصل إليه إنسان العصر الحاضر حيال الحرية الصحفيّة أو الإعلاميّة بشكل عام، هو المشروع الذي تبنته اللجنة الاجتماعيّة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة في ( نيسان العام 1960 م )، وقد أقرته ووافقت عليه بالإجماع ، ثم بعثته إلى هيئة الأمم المتحدة فصادقت عليه بصورة نهائية، وقد تضمن المواد الخمس الآتية .

أولًا: إنّ معرفة الحقيقة، والبحث عنها بحرية، هما من الحقوق الجوهرية للإنسان، ولكل شخص الحق بصورة إفراديّة وجماعيّة في البحث عن المعلومات وتلقيها ونشرها .

ثانيًّا: ينبغي على جميع الحكومات أن تتبع سياسات تؤدي إلى حماية حرية تدفق المعلومات والأنباء، داخل البلدان وعبر الحدود، كما أن الحقّ في البحث عن المعلومات ونقلها، يجب أن يؤكدا، بغية تمكين الجمهور من الحصول على الحقائق وتقدير الأحداث .

ثالثًا: إنّ وسائل نشر المعلومات يجب أن توضع في  خدمة الشعوب، ويجب تشجيع إنماء الوسائل القومية المستقلة لنشر المعلومات، كما ينبغي أن لا تمارس أية حكومة أو مؤسسة خاصة أو عامة أيّ إشراف على مثل هذه الوسائل والسبل، إذا كان يؤدي بالنتيجة إلى منع قيام مصادر متنوعة من المعلومات، أو يحرم الفرد من التوصل إلى مثل هذه المصادر بحرية .

رابعًا: إن ممارسة الحقوق والحريات تتبعها مسؤوليات وواجبات، إذ ينبغي على أولئك الذين يوزعون الـمـعـلـومـات والأخبار، وينشرونها أن يعملوا بكل نيّة حسنة لضمان صحة المعلومات التي ينشرونها، واحترام حقوق البلدان والجماعات والأفراد وكرامتهم ، من دون تمييز بين الأجناس والألوان والعقائد .

خامسًا: يجب الاعتراف بالحقوق والحريات المذكورة، واحترامها على نطاق عالمي، ولا يمكن بحال من الأحوال ممارستها بشكل مناقض لمبادىء الأمم المتحدة وأهدافها، ويجب أن لا تخضع لأية قيود، باستثناء تلك التي يفرضها الـقـانـون، بغية احترام حريات وحقوق الآخرين، ومواجهة المتطلبات الحقة للأمن القومي، والنظام العام، والآداب والفضيلة في مجتمع ديمقراطي.

المطلب الخامس: الـخـبـر الـصـحـفي

الخبر هو الرواية الأمينة، وغير المنحازة، والكاملة للأحداث ذات الأهمية، أو النفع، بالنسبة إلى الجمهور([30]).

  • بنية الخبر الصحفي : لقد وضع كينتيليان([31]) منذ ۲۰ قرنًا سلسلة من الأسئلة تحدد بنية كل موضوع صحفي، أهمها: من ؟ ماذا ؟ أين ؟ متى ؟ كيف ؟ لماذا ؟

فالخبر الصحفي يجب أن يجد الأجوبة على الأسئلة الأربعة الأوائل، فمن للاسم، وماذا للحدث، وأيـن للمكان، ومتى للزمان. وبعد الأجوبة المناسبة نتبعه بالسؤالين الآتيين لنستوضح حالة الخبر وسببه، بكيف ؟ ولماذا ؟

الخبر الذي لا تنطبق أجوبته على الأسئلة التي تقدمت لا يعد خبرًا صحفيًّا. لأنّ الخبر الصحفي ليس بسرد حدث عادي، كأن يكون الـخـبـر (عض كلب رجلًا ). ولـكـن الـخـبـر الصحفي يكون بذكر حدث خرج عن المألوف، نحو: (عض رجل كلبًا) فهذا ما يثير الاستغراب ويلفت الانتباه ويطرح التساؤل ؟

  • مصادر الخبر الصحفي : يقصد بمصدر الخبر الصحفي الإشارة إلى الأداة التي تحصل من خلالها الصحيفة على الخبر الصحفي تكون مصادر الخبر الصحفي المهمّة ([32])، هي: المندوب الصحفي – المراسل الصحفي – الوكالات، الوزارات والهيئات الرسمية – الوثائق – المؤتمر الصحفي، الشخصيات البارزة، الحفلات والإعلانات – الصحافة المتخصصة، ورسائل القراء، وما يشاع بين الناس ([33]).

أمّا الخبر الموثق، فيجب على الوسائل الإعلاميّة عامة أن تستند فيه إلى موقع مسؤول فقط . كمصادر الحكومة، أو الشرطة، أو الأجهزة القضائية المخولة، أو وثائق رسميّة. ولا يجوز لها أن توثق خبرها استنادًا لما نشر في صحف، أو بثته إذاعات وتلفزيونات محليّة أو عالميّة خاصة غير مسؤولة، لأنّه يخشى أن تكون هذه الوسائل الإعلاميّة قد اصطادت، أو وقعت في مصيدة الإشاعات المغرضة الكاذبة .

وفي الوجه الآخر لموضوع الخبر([34]) الصحفي أمور تتناول الصحفي والصحافة، وهي على جانب كبير من الأهمية، وقد لخصها تقرير نشره مؤتمر الصحفيين العالميين الذي يعقد كل عام جامعة كولومبيا، فقال :

– إنه لا توجد حكومة في العالم إلا وتوجه الأخبار من قناة مصلحتها. أن وكالات الأخبار تلون الأخبار التي توزعها بوجهة نظرها.

– إنّ المراسل الذي ينقل الخبر من منطقته له عواطفه وميوله، وهو يصبغ الخبر بهذه العواطف والميول .

– إنّ المحرر الذي يسبك الخبر أخيرًا في مكتب صحيفته له عواطفه وميوله، إذ إنّ الخبر من بين يديه حاملًا آثار هذه العواطف والميول .

  • محاذير الخبر الصحفي([35]): على الرّغم من أن حرية الصحافة مضمونة في الدستور، فليست أيّ صحيفة حرة في نشر بيانات مضلله، أو مؤذية أو محطة بكرامة أيّ فرد أو جماعة أو مؤسسة، سواء عن عمد كان ذلك أم نتيجة إهمال أم صدفة.

ويكون في ذلك إساءة حسن السمعة عن طريق التّشهير. فما هو التّشهير ؟ فالتّشهير بالنسبة إلى الكاتب الصحفي هو أي قذف، سواء أمكتوبًا كان أم مطبوعًا من شأنه أن يوحي باطلًا، أن شخصًا ما قد ارتكب  جريمة، أو من شأنه أن يؤدي إلى إلحاق الضرر به في عمله أو مهنته، أو يعرضه للشماتة أو الهزء أو البغض أو الازدراء .

وتعدُّ النشرة الصحفية مشهرة بأيّ شخص إذا نتج عنها بشكل طبيعي واضح عند قرّائها فكرة عن ذلك الشخص هي أسوأ من فكرتهم عنه في السابق.

ويستثنى من التّشهير ما ينشر عن شخص ما أنه قام بعمل له  حقّ شرعي في أن يقوم به ، حتى  ولم لم يكن مجتمعه ينظر ألى ذلك العمل بعين الرضا. ويستثنى كذلك من التّشهير الملاحق قانونيًّا:

  • جميع الأقوال التي تصدر عن القضاة والـمـحـامـيـن والشّهود في أثناء سير المحاكمات فقط ، أي عندما تكون المحكمة منعقدة في جلسة فعلية، ولا يستثنى ما يصدر عن أثناء سیر هؤلاء خارج الجلسات المشار إليها .
  • المناقشات التي تدور في مجلس الأمة (البرلمان) ومجالس الولايات التشريعيّة .
  • كل مادة تنشر في وثائق عامة .

4 ـ الفرق بين الخبر والتحقيق([36]): التحقيق الصحفي يختلف عن الخبر في كون الخبر الصحفي يجيب على أكبر عدد من الأسئلة السّتة، وهي: من ؟ ماذا ؟ أين ؟ متى ؟ كيف ؟ لماذا ؟ في حين أن التّحقيق الصحفي غالبًا ما يركز الإجابة على سؤال واحد وهو: لماذا ؟ كذلك يختلف التّحقيق الصحفي عن الخبر أيضًا في كون الخبر لا يجب على محوره أن يظهر شخصيته، بينما التحقيق الصحفي غالبًا ما بكشف عن شخصية كاتبه .

   5-  درس مـن ووتـرجـيـت الحفيّة ( اخـتـلاق المقابلات )([37]) : إنّ فضيحة العام 1981 الصحفيّة التي أطلق عليها البعض تعبير “ووترجيت الصحفيّة”، كانت بطلتها “جانيت كوك” محررة “الواشنطن بوست” والتي كتبت قصّة مختلقة اعتمدت فيها على عدة مقابلات وهمّيّة لم تحدث على الإطلاق، ودعمتها بتسجيلات مع تجار مخدرات، وعماد القصة الطفل الأسود البريء “جيمي” الذي يبلغ الثامنة من عمره والذي بدأ يتعاطى المخدرات حتى أدمنها ثم سمح له عشيق والدته تاجر المخدرات أن يشمّ الهيروين تماماً مثل والدته وجدّته اللتين يعيش معهما في منزل واحد. وحتى عندما كان يجري حقنه به (الهيروين) فقد كان عشيق الأم يطلب منه أن يكبر بسرعة حتى يستطيع أن يحقن نفسه بنفسه، بينما أراد الطفل من المدرسة أن تعلمّه الحساب وجدول الضرب والقسمة والطرح . . . حتى يكون تاجر مخدرات يفوق عشيق أمّه الأسود أيضًا… مشيرة من وراء ذلك إلى بعض جوانب المأساة التي يعيشها السّود في المجتمع الأمريكي.

بعد نشر القصة تحركت أكثر من سلطة، وهيئة، ومنظمة في أكثر من اتجاه، للعثور على الطفل لعلاجه وإنهاء بؤرة الفساد، فلم يعثر أحد عليه وانقسم الرأي بعدها إلى اتجاهين: اتجاه يصدّق الخبر القصة، وآخر يشك وينفي. حتى كانت المفاجأة صباح يوم 15 إبريل ١٩٨١ … عندما نشرت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى خبرًا مفاده أن محررتها جانيت كوك قد فازت عن الموضوع نفسه بجائزة ” بوليتزر” لأحسن عمل صحفي خلال العام الماضي، وبينما كانت التحضيرات جارية على قدم وساق لتتويج هذا العمل بالجائزة. إذ بمجلس التّحرير في (الواشنطن بوست) وبعد اقتناعه بأنّ القصة وهميّة بعد التحريات التي أجراها يعلن اعتذاره عن قصة “جيمي” على صدر صحيفته إلى اللجنة والقراء والبلاد كلّها . . . وباستقالة المحررة صاحبة الكذبة الصحفية . . . وجاء في كتاب استقالتها قولها : “إنّني اعتذر إلى صحيفتي ومهنتي ومجلس الجائزة وكل من يسعون وراء الحقيقة”. إن أمثال هذه القصة كثيرة … ويحرز مختلقوها شهرة عريضة. ويشار إليهم بالْبَنان، وبعضهم يصعب اكتشافه !!

المطلب السادس: صانعو الصحافة

1 – أقسامهم : كل من يتخذ الصحافة مهنة أساسية يطلق عليه اسم صحفي، ومع اتساع هذا الجهاز لا بد من تقسيمه على أساس أداء العمل والدور ضمن هذه المهنة.

أ ـ الإداريون: وهم  أصحاب المؤسسة الصحفيّة، مجلس إداري موزع الأدوار مع رئيسه، رئيس التحرير المسؤول مع معاونيه، وغالبًا ما يكون هو صاحب المؤسسة، المدير المسؤول وهو الذي تقع عليه المسؤوليّة القانونيّة والأدبيّة.

ب ـ الفنيون: وهم عمال المطابع بمختلف اختصاصاتهم ، كتاب الخطوط رسامو “الكاريكاتور”، موظفو الإعلانات . . .

ج – الميدانيون : وهم الذين يتحركون عمليًّا على أرض الواقع ، يتعرضون للمخاطر والمتاعب ليصبغوا الجرائد بدمهم الذي يتحرك في شرايين السطور وصورها.  وينقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام :

  1. المخبر([38]) ، أو المراسل : وعليه أن يكون حاذقًا نشطًا، يتخلص المتاعب من التي يتعرض لها، والصعوبات التي تواجهه بفن ومهارة وذكاء، ولا يستطيع تخطيها إلا باستعداد، ذي موهبة، تدعمه خبرة طويلة، وحنكة مضمونة، وثقافة جيدة .
  2. الـمـحـرر المخبر، أو كـاتـب الـتـحـقـيـق: إن كـاتـب ( الريبورتاج ) أي كاتب (التحقيق أو التقرير الصحفي) ، هو في الوقت نفسه محررًا ومخبرًا معًا، أيّ أنّ عليه أن يجمع بين مهمة المخبر الناجح ، الذكي المقتحم ، وبين مهمة الكاتب المحرر الأديب، ذي الأسلوب الشائق، والخيال الواسع. وعليه تجنيح موضوعه بصور بيانية، وألفاظ مشرقه، تجعل القارىء مقبلًا على تلاوة البحث، مشدودًا إلى متابعته .
  3. الـمـصـور :” قد تقدّم صورة في لحظة خاطفة ما لا يستطيع كتاب أن يقدمه في أقل من مائة صفحة “([39]) لذلك أصبحت الصور الفوتوغرافيّة عنصرًا مهمًّا من عناصر الصحف والمجلات، السياسية وغير السياسية، لكن الصورة الفوتوغرافيّة لا تترك الأثر المطلوب في نفس القارىء إلّا إذا رافقها خبر يتحدث عما تخفيه مظاهر الصورة. إذ لا معنى للصورة العادية من دون خبر. إنّ المصور الصحفي يختلف اختلافًا كليًّا عن المصور العادي، إذ يجب عليه أن يكون سريع البديهة، دقيق الانتباه، أوتوماتيكي الحركة، فيصوّر الملامح المعبرة والانطباعات النفسيّة التي تظهر إشاراتها على الوجه، أو على اليدين، أو على حركة الجسم .

     كما يجب أن تأخذ الصور الصحفيّة أشكال الدّقة المتناهيّة خلال تصوير آثار الجرائم والحوادث والوقائع، أو خلال تصوير الأدوات والآلات ووسائل الحرب والسلم([40])، وكثيرًا ما تُغني الصورة المعبرة عن التعليق عليها بالخبر، فتكون بذلك صورة ناطقة لا تحتاج لأيّ تعليق. ذلك، أن الصور، مثلها مثل الكلمات، تستخدمها صحفنا لشرح أخبار العالم، وللتأثير في موقفنا تجاهه([41]).

٢ ـ مواصفات الصحفي([42]):  يجب على الصحفيين أن يفكروا بالمسؤوليّة التاريخيّة الملقاة على عواتقهم، فلا يظنن واحد منهم أنه ينشر ما ينشر في جريدته لتغدو الجريدة في اليوم التالي ورقة للصرّ، أو ملقاة في سلة المهملات !! ولـو عـلـم الـصـحـفي دقة ومدى مسؤوليته التاريخيّة والوطنية والإنسانيّة ، لفكر كثيرًا ، وكثيرًا جدًا، قبل أن يدفع بمقاله أو خبره إلى الطبع .

والكاتب الصحفي الذي يعاني في مهنته الألم الممض، يفوق ألمه أي لذة من لذائذ الدنيا، لأنّ اللذة التي تنبعث عن الألم ، لا تكون في مستواها المثالي الرائع إلّا حين يكون صاحبها في موقف صراع ضد الظلم والكبت، ضد كم الأفواه ومصادرة الأقلام، ضد خنق الحرية وهدر كرامة الأنسان !

مواصفات الصحفي : إنّ صناعة الكتابة الصحفية أصعب وأشق من صناعة الكتب الأدبيّة ، ذلك لأن الأديب يكتب لطبقة، وتصبح مهمته أسهل إذا كان متخرجًا من الجامعة وحاصلًا على شهادة اختصاص من كلية الأعلام على الأقل([43]).

وبعد توفر كل المواصفات العلميّة والفكريّة للصحفي يجب أن تتوفر لديه الجرأة الأدبيّة التي يصهر بها طاقاته العلميّة ويخرجها من بوتقة أدبية هي أشبه بالسّلاح الذي يناضل به في مختلف الميادين. فالعمليّة تكامليّة إذ لا ينفع السلاح من دون ذخيرة، ولا تنطلق الذخيرة من دون سلاح يسدد ويصوب به رجل متمرس واعٍ. يضاف إلى ما تقدم، ثوابت خلقية يجب أن تتوفر لدى الصحفي([44])، منها :

  • الصدق أو الصحة
  • الموضوعيّة .
  • سياسة الوسيلة الإعلاميّة .
  • الدّقة .

3 ـ مهمة الصحفي: إنّ مهمة الصحفي تنطلق قبل كل شيء  من الحصول على الخبر، ومن ثم ينطلق الصحفي إلى التعليق عليه بسطر أو بسطور، أو بمقال كامل، إذا كان جديرًا بالتعليق. وبعد ذلك ينقله إلى القارئ. وبالطبع يجب على الصحفي إذا كان يحترم نفسه وجريدته وقراءه، أن يحرص على نقل الخبر الصادق، وأن يسعى لتحري صحة الخبر بكل ما يملكه من وسائل ومن ثم يجب عليه أن يكون صاحب ضمير نقي، وفكر راجح، وأفق واسع، في ما إذا أراد أن يعلق، أو أن يكتب المقال ، ذلك لأن من حق المواطن أن يحصل على كل المعلومات والأنباء التي تتعلق بوطنه أولًا والتي تتعلق بسائر الأوطان الأخرى ثانيًا، ومن هنا وجب التحري الدّقيق عن صحة الخبر لكي لا يقع القارىء ضحية الكذب أو الافتراء.

وأمّا التعليق فيجب أن يكون تعليقًا منصفًا لا أثر فيه للدوافع الشخصية، أو الأغراض النفعيّة ، وهذا يوجب أن تكون الثقة متبادلة بين الصحفي والقارىء من جهة، وبين الصحفي والسلطة الحاكمة من جهة ثانية، إذ تقوم الحكومة بتزويد الصحفي بالمعلومات الصحيحة التي تساعده على خدمة الحقيقة، كما يقوم الصحفي بتوجيه الشعب والحكومة إلى مواطن الخير، وتحذيرها من مغبات الشرّ، وبهذا يتعاون بين الشّعب والدولة والصحافة، فيصبح كل طرف عونًا للطرفين الآخرين في ما يخدم المصلحة العامة، بل بهذا يصبح الشعب راضيًا عن الصحفي لأنّه يرى فيه دعامة من دعائم الخدمة العامة، ويصبح الصحفي راضيًا عن الشّعب لأنّه أصبح موضع ثقته وحبه واحترامه، كما تصبح الدّولة التي قد تكون هي موضع النقد والتّجريح، واثقة من الصحفي لأنّه يتحرى الحقيقة، ويتجاوب  مع الضمير، فلا يزيد متاعبها متاعب، ولا يرفع لها شعارات وأقوالًا فارغة، كما لا يجعل من نفسه خشبة ركوب يمتطيها غوغائيون أو نفعيون أو متصيدون بالماء العكر، يحاولون إعاقة المسيرة الوطنية عن متابعة التقدم .

وبالطبع لا نعني بهذا، أن ينصرف الصحفي إلى ممالاءة الـحـكـام، أو إلى غـضّ الـطـرف عـن أخـطـائـهـم … أو عن ارتكابـاتـهـم … لا، وإنما نعني بـالـضـرورة تبادل الـحـقـوق والواجبات بين الصحفيين والحكام لخدمة مصلحة الأمة والعقيدة والوطن([45]) . وأمّا النقد، فيجب أن يكون نقدًا بناء، بمعنى أن يبتعد من التّجريح والمزايدة، وكشف عورات الناس لفضحها فقط. بل يتعدى ذلك إلى حالة البناء السليم الذي يرض لبناته على قواعد القديم. (إذ لا جديد دون قـديـم ). ولا ضرر في ذلك إذا كان الموضوع المنقود شائكًا وصعبًا ويلزمه أهل اختصاص من أن يستعين الصحفي بهم لتتم عملية البناء بعد النّقد. إن سبب تأخر الأمّة هو بجعلها النقد من أجل النقد، والتّجريح من أجل الاستهتار بالكرامة . كفانا مهاترة على صفحات الجرائد. ولنحمل معول الحفر للبناء لا للهدم. ولنبني على أرض صلبة بأساس متين من العلم والدّراية.

خاتمة: كنت استمع مرة إلى راديو “مونت كارلو”على برنامج إخباري “الحدث قبل الحدث”، وكان الحوار مع الفريق سعد الدين الشاذلي (رئيس أركان الجيش المصري سابقًا)، فسُئِل عن شراء : أسلحة أمريكيّة متطورة لصالح بعض الدول العربية، وعن رأيه في مدى فعاليّة هذه الأسلحة وأهميتها العسكرية. فقال الشاذلي: “قبل شراء الأسلحة علينا تحديد الهدف، ليكون الإعداد بحجم الهدف. فالشراء الاعتباطي لا يعطي نصراً أو يقدم فخرًا” .

وبناء على هذه القاعدة “الإعداد بحجم الهدف” لا بد لمؤسساتنا الإعلاميّة من أن تحدد حقول الصراع لبلوغ الأهداف وتعد على أساسها، بعد أن تتخذ كل أسباب النجاح. وأنّه على الصعيد الخارجي هناك صراع عمره الزمني يزيد عن نصف قرن واليهود عبر هذا الصراع متفوقون على أمتنا إعلاميًّا. ولكي نسد هذه الثغرة، ونصد العدوان، لا بدّ لنا من أن نحدد الوسائل التقنيّة اللازمة لصد هجماتهم، ثم نحدد مواصفات الإعلاميين الذين يعملون وراء هذه الوسائل، وعلينا أن نعرف تمامًا حقول صراعنا مع اليهود ولا تعدو عن كونها في ثلاثة ميادين :

  1. الميدان المحلي .
  2. الميدان الإقليمي .
  3. الميدان العالمي: ولبلوغ الأهداف في الميادين الثلاثة لا بد أن يرتكز صراعنا الإعلامي على دراسة عميقة للمؤثرات العقليّة والنّفسيّة والدّينيّة لإنسان هذه الميادين، ونتوجه إليه بلغة الخطاب الذي يفهم ويؤثر فيه، حتى تتهيأ لنا أسباب الانتصار. فأمتنا لا ينقصها طاقات فكرية وماليّة سوى تضافر الجهود الرسميّة والشعبيّة لإنتاج عمل إعلامي ضخم بحجم المواجهة، وأن يعمل فيه الجميع على أساس أن صراع البقاء لمن اتخذ مقومات البقاء. وعلى الصعيد الداخلي يبقى الدور الأكثر أهمّيّة للصحفي هو الرصد، والنقد، والإرشاد، ولبلوغ الهدف الداخلي لا بد أن يكون الصحفي عقائديًّا، يعيش في بحبوحة ، كي لا يرتهن لسلطة المال أو الحكم، لتكون الموضوعيّة همّه، والحقيقة هدفه . وعلى الرّغم من الظروف كلها التي يعاني منها الصحافي اللبناني عليه أن يكون الثائر في وجه الظلم بكل أشكاله، المقاوم الذي يعمل في حقل توعية الجماهير لتكون كلها مقاومة للعدو، في بيعه وشرائه، في ثقافته وأفكاره، في حيله ودسائسه. مقاوم بكل أشكال المقاومة المدنية. لأن الجهاد في هذه الأمة ماض إلى يوم القيامة .

المصادر والمراجع

  • الأب معلوف ، لويس : المنجد ، المطبعة الكاثولوكية ، الطبعة ٢١ ، بیروت ، ۱۹۷۳ م.
  • ابن منظور: لسان العرب، دار صادر ودار بيروت للنشر، بيروت، 1968 م
  • أبو زيد، فاروق: فن الخبر الصحفي، الطبعة الثانية، الناشر عالم الكتب، القاهرة .
  • العوف ، بشير : الصحافة ، المكتب الإسلامي ، الطبعة الأولى ، بیروت ، ۱۹۸۷ م.
  • برادلي، دوان : الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي ، ترجمة : محمود محمد سليمة ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، طبعة أولى، 1977م.
  • تسجيلات صوتيّة ووثائق خطيّة .
  • تويني ، غسان: سر المهنة وأصولها، الجزء الأول، دار النهار للنشر، ۱۹۹۰ م.
  • حمد خضر، محمد : مطالعات في الإعلام، شركة الكتاب حدیث، توزيع دار المريخ الرياض ، الطبعة الثانية ، ١٩٨٧ م .
  • ر. م. هير: أخلاق السياسة ، ترجمة: إبـراهـيـم الـعـريـس، دار الساقي، الطبعة الأولى، بيروت، ۱۹۹۳ م .

10-سجلات المحكمة العسكرية في بيروت .

11-صـحـيـفـة الـديـار : من تاريخ ١٩٩٢/۱۱/۲۰ إلى تاريخ ٢ / ١٦ / ۱۲۸ .۱۹۹۳ .

12-غيث، جيروم : أفلاطون، منشورات الجامعة اللبنانية، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية، بيروت، ۱۹۷۰ م .

13- ف. فریزر بوند: مدخل إلى الصحافة ، ترجمة: راجي صهيون، مراجعة إبراهيم داغر، مؤسسة أ. بدران للطباعة والنشر، بيروت، ١٩٦٤ م .

14- همام، طلعت: مائة سؤال عن الإعلام، دار الفرقان: عمان، الأردن، مؤسسة الرسالة: بيروت، الطبعة الثانية، ١٩٨٧ م .

15- ……… : مائة سؤال عن الإعلام ، دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الثانية، ١٩٨٨ م .

 

 

-أستاذ مساعد في جامعتَي الجنان- وجامعة وطرابلس بكلية الآداب والدراسات الاسلامية[1]

Assistant Professor at the Universities of Al-Jinan and Tripoli, Faculty of Arts and Islamic Studies. Email:khodr.haydar.61@gmail.com

 

 

[2] همام ، طلعت : مائة سؤال عن الأعلام ( ص : 7 ) .

[3]                انظر :المصدر السابق (ص: 9 إلى 12) .

[4]  – تويني ، غسان : سر المهنة وأصولها ج ۱ ( ص : 60 ) .

[5] -المصدر السابق ( ص : 61 )

[6]()         العوف ، بشير : الصحافة ( ص : 7 ) .

      [7]-  ف- فريزر بوند :مدخل إلى الصحافة(ص:13).

[8] – العوف ، بشير : الصحافة ( ص : ۳۲ )

[9] – المصدر السابق ( ص : ۳۲ ) .

[10] – انظر : المصدر السابق ( ص : 33 – 34 ) .

[11] راجع العوف ، بشير : الصحافة ( ص : 11 إلى 18 ) . راجع حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام ( ص : 177 إلى 183 ) .

[12] انظر : المصدر السابق نفسه ( ص : 168 – 169 ). راجع ف ـ فريزر بوند : مدخل إلى الصحافة ( ص : 16 إلى 18 )

[13] انظر : حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام ( ص : 169 – ١٧٠ ) . راجع : برادلي ، دوان : الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي ( ص . ( ۲۷ – ٢٥ انظر : ف – فریزر بوند : مدخل إلى الصحافة ( ص : ۱۹ – ۲۱ ) .

[14] – العوف ، بشير : الصحافة : ( ص : ۱۱ )

[15] – المصدر السابق (ص:19).

[16] المصدر السابق( ص: 20).

[17] المصدر السابق (ص: 41).

 [18]- المصدر السابق (ص: 20).

[19] راجع: برادلي، دوان: الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي(ص :14-15)؛ انظر:العوف ،بشير:الصحافة (ص:65 إلى 70)

[20] – حمد خضر،محمد:مطالعات في الاعلام(ص:435).

[21]– همام ،طلعت :مائة سؤال عن الإعلام (ص:29)

[22]– انظر : المصدر السابق ( ص : ۳۲ – ۳۳ ) .

[23]  – ر. م . هير :أخلاق السياسية(ص : 64)

[24] – غيث ،جيروم :أفلاطون (ص :35)

[25] – انظر :العوف ، بشير :الصحافة (ص 72-73)

 [26] العوف :بشير:الصحافة(ص:22)

[27] راجع :تويني ، غسان:راجع- سر المهنة وأصولها ج1(ص60-61)

[28] العوف ، بشير : : الصحافة ( ص : ۹۸ )

[29] – العوف ، بشير : الصحافة ( ص : ٤٨ – ٤٩ )

[30]– برادلي ، دوان : الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي ( ص : ۲۸ ) .

[31] حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام ( ص : ۲۱۹ )

[32] أبو زيد ،قاروق: فن الخبر الصحفي (ص:209)

[33]– حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام ( ص : ٣٢٥ ) . راجع : أبو زيد ، فاروق : من الخبر الصحفي ( ص : ٢٠٩ وما بعدها ) .

[34] – العوف ، بشير : الصحافة ( ص : 95 ) .

[35] انظر : ف – فریزر بوند : مدخل إلى الصحافة ( ص : 405 إلى 411 ) .

[36]حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام ( ص : ۷۲۲ ) .

[37]–  راجع : المصدر السابق ( ص : ٥٢١ إلى ٥٢٣ ) .

 

[38] راجع : همام ، طلعت : مائة سؤال عن الصحافة ( ص : ٤٤ إلى ٤٨ ) .

[39] برادلي ، دوان : الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي ( ص : ۱۰۱ ) من ( كتاب : إيفان تورجنيف ، في آباء وأبناء )

[40] – العوف ، بشير : الصحافة ( ص : 60 )

[41] برادلي ، دوان : الجريدة ومكانتها في المجتمع الديمقراطي ( ص : 111)

[42] – انظر :العوف بشير :انظر الصحافة (ص : 57 إلى 65)

[43] انظر : المصدر السابق ( ص : 38 – 40 )

[44]  حمد خضر ، محمد : مطالعات في الإعلام : ( ص : ۲۰۸ ) .

[45] العوف، بشير: الصحافة (ص :36)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website