foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمات العربيّة في لبنان وتونس

0

المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمات العربيّة في لبنان وتونس

دراسة وصفية تحليليّة على عينة من المجتمعات العربيّة (لبنان – تونس)

Problèmes psychosociaux dans la philosophie d’Axel Honneth dans les sociétés arabes (Liban et Tunisie comme exemples)

Etude analytique descriptive comparative sur échantillon au Liban et en Tunisie

Dr. Wissal Halabi د. وصال حلبي([1])

تاريخ الإرسال:14-12-2023                                         تاريخ القبول :26-12-202

الملخص

تهدف هذه الدّراسة الى تقديم رؤية نقديّة مقارنة، والوقوف على أبرز المشكلات والقضايا النّفسية الاجتماعيّة ( من ازدراء، احباط، انتشار الجريمة ) في الفلسفة الاجتماعيّة لدى أكسل هونيت في المجتمعات العربيّة. سوف تستخدم الدراسة لهذا الغرض المنهج الوصفي التّحليلي  المقارن على عيّنة من هذه المجتمعات العربيّة : لبنان، تونس أنموذجًا، من خلال مقاربتها في المجتمع العربي، وذلك عبر الإجابة على استبيان معدُّ لهذا الغرض، تُوزّع الكترونيًّا عبر غوغل فورم. وتتمحور إشكاليّة الدراسة حول السؤال الآتي:

ما هي المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة ؟

ويتفرع منها الأسئلة الفرعية الآتية:

1-الى أيّ مدى يعدّ الازدراء من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في المجتمعات العربيّة ؟

2-الى أيّ مدى يعدّ االإحباط من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في المجتمعات العربيّة ؟

3-الى أيّ مدى يعدّ انتشار الجريمة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في المجتمعات العربيّة ؟

4-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة بين البلدان العربيّة( لبنان وتونس) على مستوى الجنس في متوسط درجات المشكلات النّفسية في فلسفة هونيت ؟

وسنحاول الإجابة والتّوصل الى نتائج الفرضيّة العامة والفرضيات الإجرائيّة الآتية:

إن الازدراء،الإحباط، وانتشار الجريمة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة المهمة في فلسفة أكسل هونيت لدى المجتمعات العربيّة.

  • يعدّ الازدراء من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة.

2-يعدّ الإحباط من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة.

3-يعدّ انتشار الجريمة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة.

4- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين البلدان العربيّة (لبنان و تونس) على مستوى الجنس في متوسط درجات المشكلات النّفسية في فلسفة هونيت تعزى للذكور .

الكلمات المفتاح: المشكلات النّفسية، الازدراء،الإحباط، انتشار الجريمة، فلسفة هونيت، المجتمع العربي (لبنان و تونس).

Résume

Cette étude vise à fournir une comparaison et une vision critique sur les problèmes et enjeux les plus importants selon la philosophie sociale d’Axel Honneth et ses projections dans les sociétés arabes.

L’étude utilisera comme modèle l’approche comparative analytique descriptive en prenant un échantillon au Liban et en Tunisie soumis à un questionnaire distribué via Google Forme. La problématique d’étude s’articule autour de la question suivante : Quels sont les problèmes psychologiques et sociaux selon l’analyse de Honneth rencontrés dans les sociétés arabes ?

Les questions posées sont :

  1. Dans quelle mesure le mépris est-il un problème psychologique et social dans les sociétés arabes ?
  2. Dans quelle mesure la frustration fait- elle partie des problèmes psychologiques et sociaux des sociétés arabes ?
  3. Dans quelle mesure la propagation de la criminalité est-elle un problème psychologique et social dans les sociétés arabes ?
  4. Existe-t-il des différences statistiquement significatives entre les pays arabes (Liban et Tunisie) au niveau du genre dans les scores moyens des problèmes psychologiques selon la philosophie de Honneth ?

Les réponses seront collectées et analysées selon les hypothèses générales et procédurales en évaluant notamment le mépris, la frustration et la propagation du crime qui sont selon la philosophie d’Axel Honneth au cœur des problèmes psychologiques et sociaux.

Notre enquête indique que le mépris, la frustration et la propagation de la criminalité font partie intégrante de problèmes psychologiques et sociaux dans les sociétés arabes. De même, il existe des différences statistiquement significatives au niveau du sexe dans les scores moyens de la propagation de la criminalité (attribués aux hommes) dans les sociétés arabes.

Mots clés : problèmes psychologiques, mépris, frustration, propagation du crime, philosophie Honite, société arabe, Liban, Tunisie.

 

المقدمة

 تعاني البشرية اليوم من مشكلات متعددة ومتنوعة على مختلف الأصعدة والمجالات الحياتيّة في البلدان العربيّة. ذلك لأسباب متنوعة ومتعددة إن على مستوى الأزمات الصّحيّة كانتشار جائحة كورونا، أو على مستوى الأزمات الاقتصاديّة كانتشار البطالة والفقر والتّشرد، أو على مستوى البنى التّحتيّة التّعليميّة الضعيفة في البلدان العربيّة، أو على مستوى التّطور الرّقمي التّكنولوجي الذي فرض مستجدات حياتيّة ومهنيّة جديدة. كلّ ذلك ساهم في خلق وانتشار مشكلات نفسيّة واجتماعيّة متعددة ومتنوعة في المجتمعات على مستوى الأفراد والأُسَر.

إذًا، تحدّيات ومشكلات جديدة تواجهها المجتمعات العربيّة في السنوات القليلة الماضيّة، الأمر الذي دفع الأفراد الى تغيير أنماط سلوكياتهم وأساليب عيشهم بهدف التكيف والتأقلم مع التّغيرات الحاصلة. وما لا شكّ فيه أنّ ذلك سيؤثّر بدرجات متفاوتة على الصحة النّفسيّة والجسميّة للأفراد وقد يؤدي إلى القيام بسلوكيات غير سوية لدى البعض المتميزين بمستويات منخفضة من الصلابة النّفسيّة والقدرة على التكيف التّوافق التأقلم النّفسي والاجتماعي.

إنّ التطور التكنولوجي الهائل الذي فرض مستويات تواصل جديدة باستخدام رموز وطرق وأدوات حديثة أوصلت بالبشرية الى مستوى التواصل الافتراضي تخطّى حدود الزمان والمكان والأفراد، وباتوا يمضون أوقاتًا طويلة وراء شاشات افتراضية بعيدًا من الحياة الاجتماعيّة الطبيعيّة، وتراجع القدرات والقيم الاجتماعيّة والاخلاقيّة والدّينيّة. بطريقة أخرى نقول، يوجد نقص اجتماعي مباشر بدرجة كبيرة ساهم في خلق نسق اجتماعي هش قابل للانهيار وللوقوع في براثن الصّراع الاجتماعي والازدراء والإحباط وتنفيذ الجريمة.

ونشير إلى وجود نوع من الجفاف المعنوي والخواء الروحي الذي يلفّ حياة الأفراد بسبب طغيان الجانب المادي على الحياة الاجتماعيّة بسبب التخبط الاقتصادي الغير سوي والمتمثل بوجود رؤوس أموال ضخمة مقابل طبقة فقرة معدومة لا تحصل على أقل متطلبات الحياة اليومية.

كل ما سبق ذكره، يسبب مشكلات نفسيّة اجتماعيّة لدى الأفراد، ويخلق تربة خصبة في نفوسهم قابلة للتقلّب النّفسي والانفعالي. وتحوّل المجتمعات الى بؤر مليئة بالتوتر والقلق والإحباط، والجريمة  وإلى ظهور أزمات نسقيّة وبنيويّة عميقة تسبب مظاهر صراع متنوعة وتفجّر محن على مستوى الهوية الفردية والاجتماعيّة (المحمداوي،علي عبود، 2011).

ولا شكّ أن ما ذُكِر يسبب خلخلة في نظام التّعايش الاجتماعي والمجتمعي المشترك. ويؤدي الى تخفيف مستويات النّسق الاجتماعي السليم ويعيق نظمه ووظائفه ويربك مظاهر التعايش السليم ويفكك التآلف والترابط الاجتماعي وتظهر براثن القلق والعنف واللاتضامن واللاأمن. هذه السمات باتت للأسف سمات العصر الحديث حيث أصبح من الضرورة تنفيذ تدخّل اجتماعي من مفكرين اجتماعيين بقدمون براديغمات فكرية من وحي التجارب الاجتماعيّة من أجل تحقيق فهم شامل وواضح للأزمات الحالية المعاشة وتقديم تفسيرات وافية علمية تساهم في وضع حلول لتجااوز تلك الأزمات الواقعة. كل ذلك بهدف تحقيق مستوى عيش سليم وسوي ضمن دائرة العيش المشترك. وبالفعل، قدّم العلامة الالماني أكسل هونيت، صاحب العديد من المؤلفات الشّهيرة على مستوى المجالات النّفسية والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، العديد من الحلول التراندستاليّة بهدف تجاوز الأزمات الاجتماعيّة التي تجتاح المجتمعات وتحقيق العيش المشترك. وبالفعل حصدت مقترحاته النجاح في شتى المجالات الحياتيّة للأفراد. لذلك نسلّط الضوء في دراستنا هذه على فلسفته في المجتمعات العربيّة وبشكل خاص لبنان وتونس، وتحديد المشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة السائدة فيها والتي أشار إليها هونيت في نظريته التي يطلق عليها اسم “نظرية  فرانكفورت”.  (بومنير،كمال، 2010، صفحة 22)

الدراسات السّابقة : هدفت دراسة (العنزي، ي سطام، ي، 2015) إلى معرفة الفروق في تحمل الإحباط بين الأحداث المقيمين في دور الملاحظة ومعرفة الفروق في تحمل الإحباط في ضوء بعض المتغيرات الدّيموغرافيّة (نوع الجريمة – سنوات الإقامة – مستوى التّعليم) لدى الأحداث المقيمين بدور الملاحظة، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، ولقد توصل رواد هذه النّظرية إلى بعض الاستنتاجات من دراستهم عن العلاقة بين الإحباط والعدوان والتي يمكن بوصفها الأسس النّفسية المحددة لهذه العلاقة:

أ- تختلف شدّة الرّغبة في السّلوك العدواني باختلاف كمية الإحباط الذي يواجهه الفرد.

ب- عندما يتعرض الفرد للإحباط ويستجيب عدوانيًّا ضد مصدر إحباطه يحدث تفريغاً للطاقة النّفسية التي يمتلكها، ويذهب عنه التوتر الذي يسببه الإحباط، فيعود التوازن الداخلي للفرد.

جـ- إن كفّ السّلوك العدواني في المواقف التي يتعرض فيها الفرد للإحباط، يشعره بإحباط جديد؛ لأنّ منع العدوان يعدُّ إحباطًا جديدًا يزيد من التّوتر وينمي الرّغبة في العدوان، ما يجعل الشخص مهيئًا للعدوان لأيّ إثارة بسيطة من البيئة.

د- قد يقع الشّخص في صراع بسبب الإحباط إذا تساوت رغبته في العدوان على مصدر الإحباط مع رغبته في كبت العدوان، ويحل هذا الصراع بتغليب إحدى الرغبتين على الأخرى، فإذا لم يستطع شعر بإحباط جديد

 

دراسة نعيم برجاوي، (2021)، ارتفاع معدلات القتل والسرقة في لبنان بسبب الأزمة: دراسة أعدتها شركة “الدولية للمعلومات” اللبنانية وتقارن مدّة الشّهور العشرة الأولى من 2021 بذات المدّة من العام 2019، لبنان.

خلصت دراسة أعدتها شركة “الدّولية للمعلومات” اللبنانيّة، أن آخر الأرقام تشير إلى ارتفاع جرائم السرقة بنسبة 265 بالمئة، والقتل 101 بالمئة في البلاد على إثر الأزمة التي تشهدها. وبحسب تفاصيل الدراسة الصادرة، الأربعاء، فإنّها تقارن مدّة الشهور العشرة الأولى من 2021 بذات المدّة من العام 2019.، وذكرت الشّركة (خاصة) في دراستها، أنّها استندت في أرقامها إلى البيانات الرّسميّة للجرائم وتعدها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.‎

يعاني اللبنانيون منذ نحو عامين أزمة اقتصادية طاحنة، صنفها البنك الدولي واحدة من بين 3 أسوأ أزمات بالعالم، أدت إلى انهيار مالي، وتراجع كبير في القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وقالت الدراسة: “في الأشهر العشرة الأولى من العام 2019، سُجل 89 جريمة قتل، بينما في الحقبة نفسها من 2021 سُجل 179”.

“أمّا عمليات السرقة، فقد ارتفعت من 1314 في الأشهر العشرة الأولى من 2019 إلى 4804 في الحقبة نفسها من 2021″، كما ارتفع معدل سرقة السيارات 213 بالمئة، من 351 عملية سرقة لمركبات في الحقبة المستهدفة من 2019، إلى 1097 في 2021.

ووفق دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغربي آسيا “الإسكوا”، التّابعة للأمم المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن 74 بالمئة من سكان لبنان يعانون الفقر. وأن تفشي الفقر هو سبب ارتفاع هذه النسبة، محذرًا من مزيد من التّدهور الأمني في الأشهر المقبلة في حال استمرت الأزمة الاقتصاديّة.

وخلصت الدّراسة إلى :” كان لبنان يتصف سابقًا بالتّضامن والأمن الاجتماعي، إلّا أنّه في العامين الأخيرين لم يعد كذلك، بعدما ارتفعت معدلات الجرائم والسرقة بشكل غير مسبوق”. (برجاوي،ن، 2021).

دراسة جاكلين أيوب 2021)، الجريمة الاجتماعيّة والسياسيّة وتداعياتها على الشباب اللبناني، دراسة منشورة، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، العدد الرابع عشر،  أوراق ثقافية، موقع المجلة الإلكتروني. لبنان، بيروت.

الهدف الرئيس: ويتمثَّل في الوقوف على اتجاهات الفئة الشّبابيّة ، وميولها ومشاعرها في المجتمع اللبناني حيال الجَّريمة السِّياسية والاجتماعيّة المتفشيّة في المجتمع اللبناني.

الأهداف الفَّرعية إذ تسعى الدّراسة إلى تحقيق ما يلي:

معرفة نسبة مشاعر الكراهية والقلق والإحباط والاكتئاب عند الفئة الشّبابيّة في المجتمع اللبناني.

معرفة نسبة انعدام الثِّقة بالقضاء والمؤسسات الأمنيّة في لبنان.

تسليط الضَّوء على هذه الفئة الأساسيّة في المجتمع اللبناني والسّعي لتبيان الآثار السلبيّة الناجمة عن تفشي الجرائم السياسيّة والاجتماعيّة عليهم.

تألّفت العيّنة من 85.60% من الإناث و 14.40% من الذكور، وتوزعت نِسب المستوى التعليمي كما يلي: 96% من المشاركين هم من المستوى الجامعي و 35% من المستوى الثانوي، 6% من المستوى المتوسّط.

أوضحت الدّراسة أن للجريمة السِّياسيّة والاجتماعيّة أثر سلبيّ على الفئة الشّبابيّة في المجتمع اللبناني الذي ترتفع لديه نسبة التشاؤم أيضًا نتيجة البَّطالة وسوء توفّر مجالات العمل (أيوب، 2019). وأظهرت النتائج تأثير هذه الجَّرائم على الشّعور بالأمان لدى المجتمع اللبناني، وعدم الثِّقة بالقضاء المحلّي الذي لم يستطع كشف أية جريمة من هذه الجَّرائم، وقد عبّرت العيّنة عن ضرورة انجاز محاكمات عادلة (السؤال رقم 11) لأنّ مثل هذه الجَّرائم تتسبَّب بتأجيج الصِّراعات الاجتماعيّة والاقتصاديّة ما قد ينتج عنها من بطالة وهجرة (السؤال رقم 6)، بالإضافة إلى أنَّ ذلك قد يفاقم التطرّف والعصبيّات والنزاعات ويعيد إحياء العداء التاريخي بين المجموعات الكامنة في الذاكرة المجتمعيّة، وكذلك تسببها بالعَّديد من الأزمات النّفسيّة لأسر الضَّحايا الذين ينعزلون ويفقدون الرَّغبة في التّواصل، وزيادة منسوب التوتر لديهم وشعورهم بغياب الأمان الاجتماعيّ والنّفسي (السؤال رقم 10). وأظهرت النَّتائج ارتفاع نسبة التَّوتر والصِّراعات في العَّلاقات بين أفراد المجتمع نتيجة لعدم الاستقرار الاجتماعيّ، ولتفشي الجَّريمة (سؤال رقم 2)، وقد قيّم 70% من أفراد العيّنة أن أثر الجريمة السِّياسية والاجتماعيّة هو سلبي جدًا، واحتمال حدوث صدامات، وإشكالات أمر جد محتمل في ما عبَّر 29% على أنَّه في بعض الأحيان يكون هادئًا في الظاهر لكن الحقد الكامن هو المسيطر. (أيوب،ج، 2021)

وفي تونس، ظهرت مبادرة لتجريم كل أشكال القذف والشتام عبر شبكات التّواصل الاجتماعي، ويرمي هذا المقترح إلى تنقيح وإتمام القسم الخامس من الباب الأول من الجزء الثاني من المجلة الجزائيّة، فقد تضمن الفصل الأول منه” يعدُّ قذفًا الكترونيًّا كل إنتاج أو إعداد أو دعوى أو نسبة أمر من شأنه المساس من النظام العام أو الأخلاق الحميدة أو بحرمة الحياة الخاصة أو بهتك شرف واعتبار شخصي لهيئة رسمية عبر الشبكة المعلوماتية عن طريق أجهزة الحاسوب أو التطبيقات”. اما المادة 4 من هذا المشروع ينص على انه “يعاقب بالسجن مدة عامين وبخطيّة ماليّة قدرها 4 الآف دينار كل من ادعى أو نسب أمر من شأنه المساس بالنظام العام أو الاخلاق الحميدة أو حرمة الحياة الخاصة أو بهتك شرف أو اعتبار شخصي أو هيئة رسمية عبر وسائل الاتصال الاجتماعي”. (محكمة التعقيب، بيروت 17-19 ديسمبر 2018).

تعقيب: استنادًا الى ما ورد في نتائج الدراسات السابقة، يتبيّن وجود أشكال من المشكلات االنّفسية والاجتماعيّة التي بدأت تظهر في المجتمعات العربيّة، وبشكل خاص لبنان وتونس. من هنا نطرح إشكاليّة الدراسة الحاليّة والتي تترجم من خلال التساؤلات الآتية:

ما هي المشكلات النّفسيّه الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة؟

الأسئلة الفرعيّة:

١-هل تعاني المجتمعات العربيّة في لبنان وتونس من الصراع الاجتماعي؟

٢-الى أيّ مدى يعدّ الازدراء من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة ؟

٣-الى أيّ مدى يعدّ الإحباط من المشكلات النّفسيّة الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة ؟

٤- الى أيّ مدى يعدّ انتشار الجريمة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة لدى المجتمعات العربيّة ؟

٥-هل توجد فروق ذات دلالة احصائيّة بين البلدين لبنان وتونس  على مستوى الجنس في متوسط درجة المشكلات النّفسيّة الاجتماعيّة في فلسفة هونيت ؟

فرضيّة الدّراسة الفرعيّة: توجد فروق ذات دلالة احصائيّة بين متوسط درجات عيّنة اللبنانيين وعيّنة التّونسيين على مستوى الدّرجة الكليّة للمشكلات النّفسيّة الاجتماعيّة .

أهداف الدّراسة: هدفت الدّراسة الكشف عن المشكلات النّفسيّة  من إزدراء وإحباط حباط وانتشار للجريمة التي يتعرض لها المجتمعين اللبناني والتّونسي، والمقارنة بينهما. والخروج بالمقترحات والحلول بعد الخروج  ب بالنتائج بمعطيات تفيد وصف المجتمعين من خلال النتائج والمعطيات تفيد وصف المجتمعين من خلال النتائج الإحصائية.

أهميّة الدراسة ومبررات اختيار الموضوع: زيادة المعرفة من خلال الأفكار والأحكام والتّصورات التي تضاف حكام والتّصورات التي تضاف إلى الرصيد المعرفي في هذا المجال، أيضًا معرفة كل ما يتعلق بالمشكلات  النّفسيّة المتعلقة بالنّفسيّة المتعلقة بالإحباط والازدراء وانتشار الجريمة ، ومن خلال البحث الميداني يتيح للمعنيين الإستفادة بشكل عملي من خلال وضع الحلول والمقترحات.

تحديد المصطلحات:

أ- فلسفة هونيت: هي فلسفة اجتماعيّة للفيلسوف الاجتماعي أكسيل هونيت، تتمحور حول نظرية الاعتراف التي تعني التقبّل وإقرار قيمة الآخر وتقديرها على المستوى الذّاتي وعلى المستوى الاجتماعي. الهدف الأساسي لهذه الفلسفة هو إعادة بناء الأخلاق في العلاقات التبادليّة بين الأفراد. فهو يسعى إلى تحديث النّظريّة النقديّة المجتمعيّة التي وضعتها مدرسة فرانكفورت وتحديثها وفق القيم الأخلاقيّة وميثاق الحرية والديمقراطية (هونيت،اكسل، 2010).

ب-المشكلات النّفسيّة الاجتماعيّة: تعد المشكلات الاجتماعيّة المعاصرة من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور العديد من الأطفال والبالغين غير الأسوياء، كما أن هذه المشاكل تؤدي إلى انتشار ظاهرة التوتر والخوف في المجتمع، وأصبحت هذه المشكلات تسبب العديد من مصادر الإزعاج وعدم الشّعور بالراحة والخوف المستمر على المجتمع، وتصبح هذه المشكلات من المتلازمات داخل المجتمع ، ولكن تظهر العديد من المشكلات الأخرى والجديدة لذلك تسمَّى المتلازمة الاجتماعيّة على حسب طبيعة المجتمع نفسه، ولكل مجتمع من المجتمعات مشكلات اجتماعيّة أسبابها وحلولها تتعلق به بطبيعته ، وأيضًا تتعلق ب درجة تطوره، ما يعمل علي حدوث عدم استقرار داخل المجتمع.

ج-الصراع الاجتماعي: تعريف مفهوم الصراع الاجتماعي قدّم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع السياسي، عددًا من التّعريفات التي أسهمت في التعريف عن معنى الصراع في أدبيّات العلوم الاجتماعيّة، ومنها:

  • عرّف عالم الاجتماع الألماني (رالف داهرندوف) هذا الصراع على أنّه حصيلة تلك العلاقات بين الأفراد الذين يشتكون من اختلافٍ في الأحداث.
  • ركّز عالم الاجتماع الأميركي المعاصر (لويس كوزر) اهتمامه بالنظريّةِ الوظيفيّة، وقدّم على إثرها مساهمةً في نظريّة هذا الصراع، وقد عرفت مساهمته تلك بـ (الصراع)، وتنصّ على أنّ الصراع هو مجابهةٍ حول الرغبة أو القيم في امتلاك القوّة والجاه أو حتّى الموارد النّادرة.
  • كوزر يظهر أنّه لا ينحصر اهتمام الأطراف المتصارعة بكسب الأشياء المرغوب فيها، بل هي تهدف إلى وضع المناوئين أمام ثلاث حالات، حالة حياد، أو حلة إيقاع الضرر بهم، أو حالة القضاء التام عليهم.(الحلايقة،غ، 2016).
  • د-الازدراء: تعريف الإزدراء لغويًّا : اِزدَرَى معناه فعل،ازدرى،ازدرى بـ يزدري، ازْدَرِ، ازدراءً، فهو مُزْدرٍ، والمفعول مُزْدرًى، اِزْدَرَاهُ : اِحْتَقَرَهُ، اِسْتَخَفَّ بِهِ، اِزْدَرَاهُ أَمامَ الناَّسِ : أَهَانَهُ (معجم المعاني الجامع، ب.ت).

إن مصطلح ازدراء هو من أصل لاتيني “dedignare” ، يتكون من البادئة “de ” التي تستخدم للإشارة إلى “إزالة” وكلمة “كريم” التي تعبر عن “جديرة” أو”تستحق”، وإزالة الكرامة والتقدير.
يظهر فعل الازدراء موقف ازدراء تجاه شخص، أيّ سلوك يعبّر عن اللامبالاة أو الازدراء أو الابتعاد من الفرد. يمكن تقديم هذا النّوع من السّلوك من خلال المواقف أو الشخصيات أو الاهتمامات المختلفة التي يقدمها شخصان ، على سبيل المثال: “إنّه يقدم موقف ازدراء لافتقاري للموقف في الرياضة”.

من ناحية أخرى، فإن مصطلح ازدراء هو عدم مراعاة واحترام شخص أو شيء. كما يشير الازدراء إلى عدم الاهتمام الذي يقدمه الفرد لنفسه، مثل: “لقد رتب لرحيل هذه الليلة بازدراء”. (موقع بيت، 2022).

هـ -الإحباط لغويًّا: ” هو حرمان وريث حصته أو من حصته (المنجد فرنسي- عربي، بدون سنة، ص400(.

اصطلاحا: ” هو طرف أو حالة أو عمل يحول بين المرء وتحقيق احدى حاجاته الاجتماعيّة أو النّفسية (هبة محمد عبد الحميد،2008 ،ص 29 .(

فالإحباط مصطلح كثير الاستخدام في الحديث اليومي والكتابات الأدبية إلّا أن الناس يستخدمون كلمة الإحباط للتدليل على أشياء مختلفة أمّا بالنسبة إلى علماء النّفس فإن مصطلح الإحباط يعني شيئين هما : المعنى الأول: يشير إلى إعاقة أو تأجيل إشباع دافع معين أو حاجة معينة لدى الفرد عندئذ يقال أن الفرد يعاني من إحباط . أمّا المعنى الثاني فيشير إلى الحالة الانفعاليّة غير السارة الناجمة عن إعاقة لسلوك الموجه نحو هدف معين. ( محمد جاسم.2004.ص159

د- انتشار الجريمة: الجريمة هي قيام الفرد بعمل غير مشروع، أو تجاوز الأحكام القانونيّة المتفق عليها، وإنَّ سببَ ارتكاب بعضهم للجرائم هو ما البيئة المحيطة بهم بتحفيزهم على ذلك؛ إذ يتأثرون بالجرائم العديدة، أو الممارسات المحيطة بهم التي قد تؤدي إلى الجرائم.

عوامل انتشار الجريمة في المجتمع ضعف الوازع الدّيني للفرد، والتفكير فقط بإشباع الأنا التي تطالب الكثير من أجلها. الاستخفاف بالحدود والعقوبات والقوانين الموضوعة للحدّ من انتشار الجريمة في المجتمع. التنشئة الأسريّة غير السليمة، وتنشئة الطفل ضمن نطاق عنف وتفكك أسري. القدوات السيئة للناشئة والذين يعيشون في محيطه، والافتخار بارتكاب الجرائم كأنّه إنجاز كبير.

الجانب النّظري لدراسة للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت: أكسل هونيت هو فيلسوف إلماني الجنسية، درس علم الاجتماع والفلسفة في بون. وكان محاضر بالفلسفة الاجتماعيّة في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت. اجتهد في تأسيس فلسفة اجتماعيّة جديدة استنادًا الى نموذج التواصل عند هابرماس وقد أشار إلى أنّ أفكار هذا النموذج هي غير كافية لتفسير ما يحصل على مستوى النزاعات الاجتماعيّة. لذلك اجتهد في وضع براديغم حديث يساهم في تفسير التّطورات الحاصلىة على مستوى النّسق الاجتماعي من صراعات وأزمات وتطورات مستجدة من أجل تحقيق الاعتراف بالآخر. وشدّد على فكرة الاعتراف بالآخر كأساس للعيش وأنّه يستحوذ على الأولوية بدل التّفاهم والتّواصل اللغوي. كما يدعو الى الاستعانة بالعلوم الاجتماعيّة بمجالاته واختصاصاته كافة من أجل التمكن من الفهم العميق لميكانزمات العمل الاجتماعي.

حصد هونيت شهرة عالمية من خلال إطلاق مفهوم الاعتراف خاصة في البلدان الأوروبيّة بكندا والولايات المتحدة الأميركية. وتعدُّ أفكاره في النّظريّة النقدية الحديثة القائمة على الاعتراف أكثر انفتاحًا على الفكر الفرنسي، الأمر الذي ترك أثرًا بالغًا بعض الفلاسفة الفرنسيين الجدد من أمثال إيمانويل رينو (Renault Emmanual ،(أوليفييه فـوارول (Voirol Olivier ، جون بيار ديرانتي (Déranthy. P. J ، ستيفان لـزاري  (Lazzari، إيف كوسيه (Cusset Yves). (بومنير،كمال، 2010، صفحة 28).

كما أشرنا سابقًا، أن مفهوم الاعتراف هو من أساس انطلاقة أفكار هونيت الفلسفية. وشكل هذا المفهوم براديغم جديد انبثق كحصاد دراساته من اختصاص علم الاجتماع، علم النّفس، التّحليل النّفسي، ومن فلسفة هيغل كونه أول فيلسوف فسّر العلاقات الاجتماعيّة على أساس أنها ذوات تسعى الى تحقيق الاعتراف المتبادل والذي يطلق عليه الذاوت البنذاتيّة. وهذا ما يشكل نقطة انطلاق هونيت الذي أشار إلى أن تكوين ذات الفرد يتحقق من خلال تفاعله وتواصله مع غيره من الأفراد مع الأخذ بالحسبان نوعية التفاعل السائد وأساليبه الممارسة. بمعنى أن ذاتية الفرد تؤثر وتتأثر بأنساق التّفاعل الاجتماعي السائد وبدرجة الاعتراف بوجود الآخر. هذا الاعتراف بالآخر هو أساس تفسير الظواهر الاجتماعيّة والنّفسية التي تسود بالمجتمعات. ويتجاوز الاعتراف حدود المعرفة البسيطة ليصبح من الشّروط الإنسانيّة الأساسيّة لمعرفة اللآخر. ويشار الى أن الاعتراف بالاخر هو ليس دائم، إنما هو متبدل ومتغير وقد يصل إلى حدود إلغاء الآخر وبتر العلاقة معه.حدد هونيت الاعتراف من ثلاثة مجالات هي: الحب والتضامن والقانون حيث تتناسق جميعها من أجل تحقيق ذاتية الفرد والحصول على التقدير الايجابي للذات والتقدير الاجتماعي بصورة عامة في مجتمعه المعاش.. (بغورة،زواوي، 2012). ونورد المعنى الرمزي لكل هذه المجالات المكوّنة للاعتراف:

أ-الحب: الذي يتجلى من خلال النّسق الأسريّ بصورته الأولية، ومن ثمّ علاقات الصداقة بين الأفراد. فالحب هو علاقة تفاعليّة تبادليّة وهو حاجة أساسيّة لدى الفرد حتى يتمكن من اكتساب صورة إيجابيّة لذاته تمكّنه من اكتساب التقدير الاجتماعي أيضًا. فالحبّ هو علاقة تفاعليّة تُبنى على نموذج الاعتراف المتبادل. استنادًا الى ذلك، تعدُّ الأسرة الركيزة المهمة في بناء شخصية الفرد السوية السليمة عبر توفير الجو العاطفي الآمن لأفرادها. والجوّ الأسري غير السليم الذي لا يسوده الحنان والعطف والتّكاتف والأمن العاطفي، يعيق مسيرة الفرد في تحقيق ذاته بطريقة سوية ويصبح عرضة للاضطرابات النّفسية والاجتماعيّة. (علوش،نور الدين، 2013).

ب-التضامن: أعطى هونيت أهمية كبيرة للتضامن والتآخي ضمن الأفراد في المجتمع الواحد. فهو علاقة تفاعليّة عملية بين ذوات الأفراد الذين يتمتعون بصحة نفسيّة واجتماعيّة سوية تمكّنهم من ممارسة أدوارهم الاجتماعيّة والمجتمعيّة وتسمح لهم بالانسدام مع الوضع الاجتماعي المعاش وفق القانون وتشريعاته. فالتضامن هو علاقات اعتراف متبادلة مبنيّة على الحبّ والتّعاون والتّعاضد والاحترام. (الأشهب،محمد عبدالسلام، 2013).

تقوم المُجتمعات الإنسانيّة على دعامات التضامن والسِلم الاجتماعي. وفي حال عدم توفر هذه الدّعامات لا يصلح المجتمع للعيش الكريم ويصبح غير قابل للاستمرارية. فالأفراد هم بحاجة الى التّعاون والتكافل في ما بينهم والى الشّعور بالاستقرار والأمن الاجتماعي الذي بدوره ينعكس على المنظومة الاجتماعيّة الواحدة.

ويجتاح في عالمنا العربي اليوم، أزمات اجتماعيّة معقّدة ومستمرة تحاصر الأفراد الذين يرزحون تحت وطأتها. من هنا نحن بأمس الحاجة في عصرنا الحالي إلى تقوية روابط التّضامن والسلم الاجتماعي من أجل تحقيق التنمية الاجتماعيّة ودعم الأنساق الأسرية والمجتمعية للمحافظة على حالة الوئام والتّعاون والسلم والتضامن المشترك في سبيل الحفاظ على الاستقرار النّفسي والاجتماعي للافراد وللمجتمعات (ريكور،بول، 2010). وذلك لا يتمّ إلاّ تحت سقف القانون الذي يضمن حرية الأفراد وحقوقهم وواجباتهم. من هنا أكّد هونيت على أهمية ودور القانون والحقّ في حماية الأفراد والمساهمة في بناء ذواتهم الفردية والاجتماعيّة.

ج- القانون والحقّ: الفرد هو المسؤول الول عن أفعاله وسلوكياته. والاعتراف القانوني يضمن حرية الأفراد ويحدد واجباتهم، ويوضّح حقوقهم. فالقانون يسمح للافراد بأن يتمتعوا بالحرية الفرديّة والاجتماعيّة المضمونة ضمن إطار الاعتراف المتبادل وضمن حدود المسؤوليّة الأخلاقيّة والاجتماعيّة والوطنيّة. القانون أساسي في المجتمع ويضمن بقاءه واستمراريته من خلال اتباع وفرض القوانين بطريقة صحيحة وسليمة، إذ يمكن للأفراد العمل على تحقيق مشاريع وعلى التّخطيط للمستقبل في جو من الأمن والأمان. لذلك تسعى الدول إلى فرض النظام القانوني من أجل تأمين حماية مواطنيه وتأمين حقوقه.

عبر القانون تُوضع معايير وقواعد السّلوك ويكون دليل إرشادي للسلوك المقبول والسوي في المجتمع، ويتمّ من خلاله الحدّ من الجرائم ومن الممارسات اللاأخلاقيّة واللاسويّة التي قد تسود بين الأفراد داخل المجتمع الواحد، ويُذكر منها السّلوكيات التي تؤذي وتضرّ بالناس وبممتلكاتهم أو الاعتداء عليهم. والهدف الأساسي من القانون هو تزويد أعضاء المجتمع بالمبادىء الإرشاديّة والتّوجيهيّة لاتخاذ تصرفات وخيارات أكثر أخلاقيّة.

كما يشار الى دور القانون في السيطرة على  النزاعات والمشاكل الحاصلة بين الأفراد بسبب عدة أسباب منها: سوء الفهم، وسوء التواصل، وعدم التخطيط، والإحباط والتوتر، ولا يمكن تجنب النزاعات في أي مجتمع، إذ يكون لدى جميع الناس احتياجات وقيم ووجهات نظر مختلفة، ويمكن أيضًا أن تتكوّن النزاعات والمشاكل حول قضايا معينة.

هذه المجالات السابقة (الحب، التضامن والقانون) التي أشار اليها هونيت هي أساسيّة في خلق وتحقيق مستوى تفاعلات إيجابيّة وفعالة التي يحققها الفرد مع ذاته ومع الآخرين في مجتمعه. وعبر هذه المجالات تحقّق مستويات متباينة من الثّقة بالنفس، ومن احترام وتقدير للذات وللاخرين.  (علوش،نور الدين، 2013)

ويؤكد هونيت أن حرمان الأفراد من الحب والحقوق والحماية الاجتماعيّة وإقصائهم من المجتمع، تؤدي الى انخراطهم بالصراع من أجل الحصول على الاعتراف بالذّات وبالآخر. ويؤدي الى ظهور أشكال الاحتقار والإذلال والإهانة والصراع والخلافات. ويترجم ذلك من خلال انتهاك للاحترام الأخلاقي. وأشار هونيت الى أن ذلك يحصل في حال عدم توزيع الحقوق الى حقوق مدنيّة والى حقوق سياسيّة وحقوق اجتماعيّة.

عند حرمان الفرد من حريته وحقوقه وعدم توفير الأمن والأمان ، تبدأ الصّراعات في الظهور إذ تخلق حالة الموت أو الإماتة وهي تشمل: الإماتة النّفسيّة والعاطفيّة، الإماتة الاجتماعيّة، الإماتة القيميّة والأخلاقيّة. هذا الأمر يجعل الأفراد منعدمو الكفاءة والمؤهلات والقدرات، ويقلل من الحظ في تحقيق ذواتهم وقدراتهم الذّاتيّة والوصول الى الاندماج الاجتماعي السليم. كما يسبب الهدر الاجتماعي لرأس المال العلمي والثقافي والتقني لأفراد المجتمع (الزين،محمد شوقي، 2008).

الجانب التطبيقي للدراسة:

مجتمع البحث: يتحدد مجتمع البحث في لبنان وتونس إذ تسعى الدراسة الى معرفة نوعيّة ودرجة المشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة التي يعاني منه المواطنين اللبنانيين والتونسيين في العصر الحديث المثقل بالأزمات والصعوبات في مختلف كجالات وقطاعات الحياة.

تحديد العينة: اعتُمِدت عينة عشوائية من لبنان وتونس عبر توزيع استمارة الكترونيّة بواسطة الغوغل فورم. توزعت العينة وفق ثلاث متغيرات هي البلد، الجنس، العمر الزّمني. ويبين الجدول أدناه توزيع أفراد العينة وفق المتغيرات الدّيموغرافيّة.

البلد الجنس العمر
لبنان تونس ذكور إناث من 20 – 30 سنة 48
120

 

 

 

120 120 120 من 30-40 سنة 48
من 40-50سنة 48
من 50-60 سنة 48
من 60-70 سنة 48
240 240 240

أداة الدراسة: أُعدَّ ونظِّم استبيان خاص بالمشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة مكوّن من 48 عبارة موزّعين على أربع محاور هي: الصراع الاجتماعي، الازدراء، الإحباط، انتشار الجريمة.

احتساب مستوى صدق وثبات الاستبيان: بهدف التأكد من صوابيّة استخدام الاستبيان وتحقيق أهداف الدراسة، طبِّق الاستبيان على عينة بلغت 150 مواطن لبناني وتونسي بمعدل 75 من لبنان و75 من تونس، وتمّ احتساب مستوى صدقه وثباته باستخدام الطرق الآتية:

  • الثّبات بطريقة التجزئة النّصفيّة:
Reliability Statistics
Cronbach’s Alpha Part 1 Value .924
N of Items 24a
Part 2 Value .931
N of Items 24b
Total N of Items 48
Correlation Between Forms .674
Spearman-Brown Coefficient Equal Length .806
Unequal Length .806
Guttman Split-Half Coefficient .805

تبيّن نتائج الجدول أعلاه وجود مستوى ثبات جيد  عند مستوى 0.01 وقد بلغت قيمة جتمان 0.8 وهي تعكس مستوى ثبات جيد. وللتأكد أكثر من صوابيّة عبارات الاستبيان في قياس مستوى ثباته، احتُسِب مستوى صدق الاتساق الدّاخلي للعبارات المكوّنة للاستبيان.

  • صدق الإتساق الداخلي: احتُسِب مستوى الصدق الدّاخلي للعبارات من خلال معرفة نوع ودرجة العلاقة الارتباطيّة بين متوسط كل عبارة والدّرجة الكلية للاستبيان.
رقم العبارة العبارة الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية والاجتماعيّة Sig. (2-tailed)
1 غياب التوازن والإنسجام في المحيط الاجتماعي .447** .000
2 غياب النظام في المجتمع .478** .000
3 عدم الرضا بخصوص الموارد المادية (الدخل- السلطة-الملكية) .291** .002
4 إختلاف الأحداث .387** .000
5 قلق الحاضر وقلق المستقبل .327** .000
6 الضغوط النّفسية والمشكلات الاجتماعيّة .377** .000
7 التفكك الاجتماعي .560** .000
8 الفساد والبطالة وإنتشار المخدرات .447** .000
9 السّلوكيات الشاذة .651** .000
10 إنتشار الجريمة .623** .000
11 غزوة ثقافة دخيلة .542** .000
12 إنحراف البعض عن معايير المجتمع .589** .000
13 غياب الحقوق العامة بين الناس وعدم التضامن مع بعضهم البعض .488** .000
14 عدم التقدير والإعتراف بالآخر .545** .000
15 النزاعات الاجتماعيّة .582** .000
16 السلبية والإشمئزاز وقلة الإحترام .638** .000
17 الذل والإستهانة لأمورهم .654** .000
18 الكره والغضب والتعالي .750** .000
19 تراجع القيم والمبدادئ .588** .000
20 عدم المساواة بين المواطنين .596** .000
21 الظلم الإجتماعي الممارس من قبل الأفراد .626** .000
22 عدم شعور المواطنين بالتقدير .554** .000
23 الإحتقار والسخرية الممارسين من قبل المجتمع .614** .000
24 التجاهل والرفض بين أفراد المجتمع .616** .000
25 خيبة الأمل وعدم الطمأنينة النّفسي بسبب المشكلات في بلادهم .432** .000
26 الإنزعاج والفشل .550** .000
27 الشعور بالإرهاق والكسل .590** .000
28 العجز عن السيطرة على ما يجري .599** .000
29 نفاذ الصبرواليأس .595** .000
30 الميل للعزلة والإنطواء .614** .000
31 الشعور بالقلق والنقص .558** .000
32 الملل والضيق الاقتصادي .500** .000
33 الندم والخوف من المستقبل .573** .000
34 الميل للهروب .577** .000
35 الشعور بالدونية .619** .000
36 اليأس والحزن .616** .000
37 عدم الإحساس بالمسؤولية الاجتماعيّة والرغبة في خرق المعايير .730** .000
38 عدم الشعور بالحرج في أي تصرف مخالف للعادات والتقاليد وقول الكذب .636** .000
39 عدم الإلتزام بالسّلوك المضاد بالمجتمع وضعف الشعور بالعار والخزي .672** .000
40 إستجابة ضعيفة للعطف والإحترام والإعتبار .668** .000
41 القسوة وعدم الإخلاص، العجز عن الحب وإقامة علاقات اجتماعيّة سليمة .662** .000
42 الفشل في وضع خطة لحياته، نمط إنهزامي لذاته طول حياته .624** .000
43 العجز عن التعلم من الخبرات التي يمر بها مثل العقاب وكذلك السيطرة على انفعالاته .661** .000
44 الإنضمام إلى عصابات ذات ميول إجرامية .653** .000
45 غياب القانون .597** .000
46 الإنحراف السّلوكي الإجرامي ( إغتصاب، إباحية، بغاء…) .645** .000
47 عدم ثقة الجمهور بالجهاز الأمني والقضائي .614** .000
48 غياب الأجهزة الأمنية .660** .000

 

تبين النتائج أعلاه وجود مستوى ارتباط مرتفع لدى عبارات الاستبيان جميعها في علاقتها مع الدّرجة الكلية. الأمر الذي يؤكد من جديد صلاحيّة استخدام الاستبيان بعباراته المكوّنة. وبهدف التأكد من قدرة الاستبيان بعباراته على التمييز بين أحوال اللبنانيين والتونسيين، احتُسِب مستوى الصدق التمييزي للعبارات.

ج- الصدق التمييزي:

Group Statistics
الدرجات العليا والدنيا N Mean Std. Deviation Std. Error Mean
الدرجات التميزية للإستبيان الدرجات الدنيا 29 131.79 12.063 2.240
الدرجات العليا 29 188.62 3.245 .603

 

Independent Samples Test
Levene’s Test for Equality of Variances t-test for Equality of Means
F Sig. t df Sig. (2-tailed) Mean Difference Std. Error Difference 95% Confidence Interval of the Difference
Lower Upper
الدرجات التميزية للإستبيان Equal variances assumed 23.947 .000 -24.497 56 .000 -56.828 2.320 -61.475 -52.181
Equal variances not assumed -24.497 32.031 .000 -56.828 2.320 -61.553 -52.103

 

تبين النتائج الإحصائيّة وجود قدرة تمييزية للاستبيان وهي دالة عند مستوى 0.000.

النتائج:

١-هل تعاني المجتمعات العربيّة في لبنان وتونس من مشكلات نفسيّة اجتماعيّة؟ وإلى أي مدى يعدّ الصراع الاجتماعي والازدراء والإحباط وانتشار الجريمة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في فلسفة هونيت لدى المجتمعات العربيّة ؟

للإجابة على هذا التساؤل، احتُسِبت الأساليب الاحصائيّة الوصفيّة: المتوسطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لكل من مجموعة اللبنانيين والتونسيين.

متوسط ، انحراف معياري لكل محور من المحاور على مستوى الدرجة الكلية للاستبيان

  Descriptive Statistics
Mean Std. Deviation مستوى وجود المشكلة  
الدرجة الكلية للصراع الإجتماعي 40.61 7.283 بدرجة كبيرة  
الدرجة الكلية للشعوربالإزدراء 41.59 6.721 بدرجة كبيرة  
الدرجة الكلية للشعور بالإحباط 41.93 6.351 بدرجة كبيرة  
الدرجة الكلية لإنتشار الجريمة 38.47 7.833 بدرجة كبيرة  
الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة 162.61 22.336 بدرجة كبيرة  

 

يبدو من خلال النتائج الاحصائية الواردة في الجدول أعلاه وجود مستويات مرتفعة من المشكلات النّفسية الاجتماعيّة في المجتمع اللبناني والتونسي عند الاطلاع على المتوسط الحسابي للدرجة الكليّة لاستبيان المشكلات النّفسية الاجتماعيّة المعتمد في الدراسة الحالية، وعلى مستوى المتوسكات الحسابيّة للمحاور الأربعة الآتية : الصراع الاجتماعي، الازدراء، الإحباط، انتشار الجريمة، وقد أتت المتوسطات الحسابيّة ل للدرجات  جميعها ضمن مستويات الفئة الكبيرة من التصنيفات الفئوية المحددة في هذه الدراسة. هذه النتيجة تعكس وجود مستوى معاناة من مشكلات نفسيّة اجتماعيّة لدى المواطنين في البلدين بشكل عام. وهي نتيجة تعكس الازدراء والخوف والتوتر الذي يعاني منه أفراد البلدين. ولعل ذلك يعود الى ما يحصل على المستوى العالمي من غلاء المعيشة وانهيار الاقتصاد الوطني بعد انتشار جائحة كورونا وتسكير البلاد وما تركته من تداعيات سلبية على مستوى القطاعات والمجالات الحياتيّة والمعيشيّة والاجتماعيّة والصحيّة والاقتصاديّة والتربويّة كافة. كل ذلك شكل مصدر ضغوطات نفسيّة اجتماعيّة في نفوس الأفراد، وخلق الخوف في نفوسهم، ويؤثر في سلوكياتهم وتصرفاتهم على المستوى الشخصي والاجتماعي.

لا يمكن اغفال ما تركته جائحة كورونا وانتشار الفيروسات في نفوس الأفراد من مشاعر الخوف والتوتر والازدراء والإحباط والصراع مع الموت. كما تركت آثارًا في النّظم الاجتماعيّة والسياسية داخل المجتمع الواحد. بل وتفاقمت  من الصّحة الى الاقتصاد ، من الأمن الى الحماية الاجتماعيّة. وبات الأفراد يعانون من آثار سلبية على الصعيد الاقتصادي بسبب قلة الادخارات وزيادة مستويات الصرف، بمعنى أنهم باتوا يعيشون في مستويات قريبة من الفقر. ولا شكّ أن هذا الشعور بالفقر وقلة الموارد، يساهم في خلق الصراعات بين الأفراد عند محاولتهم الحصول على حقوقهم كمواطنين في دولة من المفترض أن تؤمن لهم مستويات جيدة من العيش الكريم. هذه الدّولة التي باتت تعيش في عجز وإنهاك أمام تقديم الخدمات المختلفة خاصة في ظلّ اجتياح أزمات عالميّة صحيّة واقتصاديّة متعددة.

تلك الظروف السّابق ذكرها لا بد  أن تساهم في تضخم الآثار النّفسيّة والاجتماعيّة في نفوس المواطنين أكثر فأكثر، ضمن سياقات النزاعات والطوارئ وقد قلّ التماسك الاجتماعي بجوانبه القائمة على التعاضد والتعاون والتسامح والقيم. ويعدُّ ذلك طبيعيًّا في ظل تراجع وتناقص معدلات نمو الاقتصاد العالمي.

كما يشار الى أن انتشار النزاع والعنف في وقتنا الراهن له دور في معاناة الأفراد من الازدراء والتوتر والإحباط. تلك النّزاعات بين العناصر والجماعات المحليّة والإقليميّة تسبب في انهيار سيادة القانون في المجتمعات، وتزعزع مستوى العيش الآمن والكريم وتدفع بالمواطنين الى تخطي القانون وعدم احترام نصوصه.

وأُشير الى في فلسفة اكسيل هونيت، إن عدم حصول الفرد على متطلباته واحتياجاته الاجتماعيّة والاقتصاديّة وعدم الشّعور بالأمن والأمان الاقتصادي، يؤدي به الى ممارسة تصرفات وسلوكيات غير سليمة ومناهضة للقيم الاجتماعيّة والقانونيّة من أجل الحصول على احتياجاته ومتطلباته في مجتمع وبلد لا يؤمنها له. وهذا ما يحصل في العديد من البلدان في عصرنا الحالي. ويبدو أنّ لبنان وتونس يعاني منها، في حدود النتائج الإحصائيّة الحاصلة على مستوى الدراسة الحاليّة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل الأفراد في لبنان وتونس لديهم نفس المستوى من الشعور بالصراع الاجتماعي، والازدراء، والإحباط، وانتشار الجريمة؟

للاجابة عن هذا التساؤل احتُسِب المتوسطات الحسابيّة لعينة الأفراد اللبنانيين على حدّة، وعيه الأفراد التونسيين على حدة بهدف التمكن من معرفة الفروقات على مستوى الصراع والإحباط والازدراء وانتشار الجريمة. يبين الجدول التالي الفروقات بين العينتين.

الفرق في متوسطات المحاور بين عينة تونس وعينة لبنان

Group Statistics
البلد Mean Std. Deviation Std. Error Mean  
الدرجة الكلية للصراع الإجتماعي لبنان 40.93 6.865 .934  
تونس 37.20 11.345 5.073  
الدرجة الكلية للشعوربالإزدراء لبنان 41.91 6.654 .905  
تونس 38.20 7.259 3.247  
الدرجة الكلية للشعور بالإحباط لبنان 42.11 6.392 .870  
تونس 40.00 6.205 2.775  
الدرجة الكلية لإنتشار الجريمة لبنان 38.83 7.669 1.044  
تونس 34.60 9.476 4.238  
الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة لبنان 163.78 22.078 3.004  
تونس 150.00 23.633 10.569  

 

عند الاطلاع على النتائج الإحصائيّة الواردة في الجدول أعلاه على مستوى المتوسطات الحسابيّة لكل من عينة اللبنانيين وعينة التونسيين، يتبين جليًّا الفرق في درجة المتوسطات الحسابيّة للعينتان لصالح عينة اللبنانيين حيث ارتفعت درجة المتوسطات الحسابيّة أكثر على مستوى المحاور الأربعة وعلى ميتوى الدرجة الكليّة. هذه النتيجة تدل على أنّ اللبنانيين يعيشون مستوى من الصراع والإحباط والازدراء والإحباط وانتشار الجريمة أكثر من التونسيين في حدود الدّراسة الحاليّة. ومن الطبيعي أن نحصل على هذه النتيجة في ظل ما يعيشه لبنان من توترات وأزمات سياسية اجتماعيّة اقتصاديّة صحيّة لا يمكن أن نتجاهلها والتي سببت نشوء صراعات داخلية بين الجماعات، ورفع مستوى هجرة المواطنين وعوائلهم الى بلدان أخرى راجين الحصول على جنسيات جديدة في بلدان تقدم لهم متطلبات العيش الكريم. هذا ما أوضحه اكسيل هونيت في فلسفته عند التطرق الى دور الدولة في تقديم مستوى عيش كريم للمزاطنين تتجلى وتتحقق فيه مستوى الأمن والأمان والحاجات.

على مستوى محور الصراع الاجتماعي، تبين وجود فرق بين عينة اللبناننين وعينة التونسيين لصالح عينة اللبنانيين بفارق ثلاثة درجات. بمعنى أن اللبنانيين يعيشون اليوم مستوى من الصراع الاجتماعي لا يمكن إغفاله. هذا الصراع المتجلي من خلفيات الحرب الاقتصاديّة والاجتماعيّة الناتجة عن الصراع السياسي الطائفي التي تركت آثارها على المجتمع المدني، وعلى الناحية الاقتصاديّة الماليّة وما نتج عنها من صراعات دائمة بين المواطنين والصيرفة وارتفاع سعر صرف الدّولار وغلاء المعيشة. كل ذلك خلق وقائع ومستجدات اجتماعيّة اقتصادية جديدة ومخيفة سببت في خلق صراعات بين الطبقة الحاكمة والشعب وسببت فوضى عارمة في الشارع. كما سبب نشوب صراعات في الشارع بين المواطنين، وبدأت تظهر مشاهد السلب والاعتداء.

أمّا على مستوى الشّعور بالازدراء والشعور بالإحباط، أتت النتائج متباينة أيضًا بين عينة اللبنانيين والتونسيين لصالح اللبنانيين بفارق ثلاثة درجات. تعزى هذه النتيجة الى أنّ الدّولة اللبنانيّة تترجم اليوم بأنها أجهزة إدارية تقدم غطاء من الشّرعيّة للاجراءات الخاصة والعامة، وحد أدنى من الخدمات العامة التي تدهورت وتراجعت مستواها كثيرًا. فالمواطنون متروكون ليتدبروا أمرهم  بأنفسهم. وأصبحت الدّولة شبه موجودة، وأصبح اليأس والإحباط والازدراء سيد الموقف في نفوس اللبنانيين. فلبنان اليوم لم يعد إلا بالاسم، وباتت الهوية الوطنية منهارة بسبب عدم تأمين الحقوق والمتطلبات للمواطنين. فغاب الحماس نحو الهوية اللبنانيّة وبات الازدراء والإحباط سيدا الموقف.

على مستوى انتشار الجريمة، فقد بلغ المتوسط الحسابي لعينة اللبنانيين 38 درجة مقابل 34 درجة لدى عينة التونسيين. ويلاحظ أن المتوسط الحسابي لهذا المحور هو أقل من المحاور السابقة. بمعنى أنّ درجة انتشار الحريمة أقل من درجة الشعور بالازدراء والإحباط على الرّغم من أنّ درجة انتشار الجريمة أتت ضمن الفئة التّصنيفيّة الكبيرة. ومن الطبيعي في ظل سيطرة مشاعر الاستياء والإحباط في صفوف المواطنين اللبنانيين، أن ترتفع درجة انتشار الجرائم.

فرضيّة الدراسة الفرعيّة: توجد فروق ذات دلالة احصائيّة بين متوسط درجات عينة اللبنانيين وعينة التونسيين على مستوى الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة .

الفرق في المحاور بين الذكور والإناث  على مستوى الدرجة الكلية وعلى مستوى كل محور من المحاور، اختبار ت

Independent Samples Test
Levene’s Test for Equality of Variances t-test for Equality of Means
F Sig. t Df Sig. (2-tailed) Mean Difference 95% Confidence Interval of the Difference
Lower Upper
الدرجة الكلية للصراع الإجتماعي Equal variances assumed .005 .946 -1.852 57 .069 -4.784 -9.958 .389
Equal variances not assumed -1.913 11.395 .081 -4.784 -10.266 .697
الدرجة الكلية للشعوربالإزدراء Equal variances assumed 3.208 .079 -1.432 57 .158 -3.453 -8.283 1.377
Equal variances not assumed -1.106 9.418 .296 -3.453 -10.466 3.559
الدرجة الكلية للشعور بالإحباط Equal variances assumed .107 .745 -1.225 57 .226 -2.804 -7.390 1.781
Equal variances not assumed -1.224 11.078 .246 -2.804 -7.842 2.233
الدرجة الكلية لإنتشار الجريمة Equal variances assumed .241 .626 -1.172 57 .246 -3.313 -8.975 2.348
Equal variances not assumed -1.207 11.364 .252 -3.313 -9.333 2.706
الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة Equal variances assumed .141 .709 -1.809 57 .076 -14.356 -30.242 1.531
Equal variances not assumed -1.883 11.474 .085 -14.356 -31.050 2.339

تبين النتائج الإحصائيّة عدم وجود فروق دالة إحصائيًّا بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث على مستوى محاور الاستبيان وعلى مستوى الدرجة الكلية، إذ أتت قيمة ت غير دالة. ويجب تعديل نص الفرضية ليصبح كالآتي: لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط درجات عينة الذكور وعينة اللبنانيين على مستوى الدرجة الكلية للمشكلات النّفسية الاجتماعيّة . 

المقترحات والحلول: من خلال  ما تبيّن من نتائج على مستوى الدراسة الحالية، نورد ما يلي من مقترحات:

  • تنفيذ جهود جدية من قبل الحكومات من أجل دعم مستوى العيش السليم والسوي في مجتمعاتها، انطلاقًا من أهمية تأمين احتياجات ومتطلبات المواطنين وفق القوانين المرعية الإجراء.
  • تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
  • تنفيذ الأحكام القضائيّة بالمواطنين المخلين بالقانون العام وبالمصالح العامة.
  • العمل على استثمار مشاريع تنموية تخفف من نسب البطالة التي تسبب العديد من الآفات والمشكلات النّفسية والاجتماعيّة لدى المواطنين.
  • إنشاء لجان طوارئ هدفها صياغة برامج التدخل الاجتماعي والمجتمعي لتخفيف من حدة الازمات على مستوى المجالات كافة.

المراجع

1-الأشهب،محمد عبدالسلام. (2013). أخلاقيات المناقشة في فلسفة التواصل لهابرماس . عمان: دار ورد للنشروالتوزيع .

2-الحلايقة،غ. (4 9, 2016). مفهوم الصراع الاجتماعي. الاسترداد من موضوع:

https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A#.D8.AA.D8.B9.D8.B1.D9.8A.D9.81_.D9.85.D9.81.D9.87.D9.88.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B5.D8.B1.D8.A7.D8.B9_.D8.A7.D9.84

3- الزين،محمد شوقي. (2008). الإزاحة والاحتمال. الجزائر: منشورات الاختلاف.

4-العنزي،ي سطام،ي. (2015). الفروق في تحمل الإحباط في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية لدى الأحداث المقيمين في دور الملاحظة (دراسة مقارنة). مجلة كلية التربية،، الجزء الثاني(163)، 141-174.

5- المحمداوي،علي عبود. (2011). الإشكالية السياسية للحداثة. الجزائر: منشورات الإختلاف.

6- أيوب،ج. (1 8, 2021). الجريمة الاجتماعيّة والسياسيّة وتداعياتها على الشباب اللبناني. الاسترداد من موقع مجلة أوراق ثقافية:

http://www.awraqthaqafya.com/1364/

7- برجاوي،ن. (17 11, 2021). ارتفاع معدلات القتل والسرقة في لبنان بسبب الأزمة: دراسة أعدتها شركة “الدولية للمعلومات” اللبنانية وتقارن مدّة الشهور العشرة الأولى من 2021 بذات المدة من العام 2019. الاسترداد من

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D

8- بغورة، زواوي. (2012). بغورة، زواوي (٢٠١٢ .(الاعتراف من أجل مفهوم جديد للعدل :. بيروت: دار الطليعة.

9- بو عبد الله،محمد. (بلا تاريخ). سويولوجيا الاعتراف لمواجهة مشاكل العنف والجور الاجتماعي.

10- بومنير،كمال. (2010). النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت. الجزائر: منشورات الإختلاف.

11- ريكور،بول. (2010). سيرة الاعتراف. ( فتحي أنقزو، المترجمون) تونس: دار سيناترا.

12-علوش،نور الدين. (2013). أعـلام الفلسفة السياسية المعاصرة. الـجـزائـر: ابـن الـنـديـم للنشر.

13-محكمة التّعقيب. ( بيروت 17-19 ديسمبر 2018). الجرائم الالكترونيّة الواقعة على األشخاص في القانون التونسي. المؤتمر التاسع لرؤساء المحاكم العليا، (الصفحات 1-31). الجمهورية التونسيّة: الحكومة التونسية.

14- معجم المعاني الجامع. (ب.ت). تعريف و معنى ازدراء. الاسترداد من المعاني:

https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/

15- موقع بيت. (2022). معنى الإزدراء، ما هو المفهوم والتعريف. الاسترداد من موقع بيت:

https://ar.ninanelsonbooks.com/significado-de-desde-ar

16- هونيت،اكسل. (2010). ثلاثة أشكال معيارية من الاعتراف. تأليف النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت (كمال بومنير، المترجمون). الجزائر: منشورات الاختلاف.

              

Assistant Professor – Lebanese University – Psychology أستاذ مساعد- الجامعة اللبنانية- اختصاص علم نفس – -[1]

halabiwissal2@gmail.com: Email

Wissal.halabi@ul.edu.lb: Email

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website