تحديات معلمي التّربية البدنيّة في تحقيق أهداف الخطة السّنويّة لمادة التّربية البدنيّة

تحديات معلمي التّربية البدنيّة في تحقيق أهداف الخطة السّنويّة لمادة التّربية البدنيّة

(دراسة ميدانيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان)

Challenges of physical education teachers in achieving the objectives of the annual plan for physical education

)A field study in private schools in the suburbs of Mount Lebanon(

محمود علي عبد الله* Mahmoud Ali Abdallah

تاريخ الإرسال: 14-10 2025                          تاريخ القبول:21-10-2025

ملخص البحث                                                             turnitin:19%

هدفت الدِّراسة الحاليّة إلى تبيان التّحديات التي يواجهها معلمو التّربية البدنيّة في تحقيق أهداف الخطة السّنويّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التّحليلي الذي يتناسب مع طبيعة الدِّراسة، وقد تكونت الدِّراسة من 3 أدوات وهي الإستبانة التي تمثلت من 30 معلم في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان، ومقابلة مع 6 مشرفين في هذه المدارس، وتوثيق المستندات والدّراسات السّابقة و المراجع العلميّة.

و قد بيّنت النّتائج أن هناك تحديات عديدة يواجهها معلمو التّربية البدنيّة؛ وهي النّقص في الأدوات الرّياضيّة ونقص التمويل، وعدم وجود خطط سنويّة واضحة و قلّة وجود البنى التحتيّة ، كما الفروقات الكبيرة بين التلاميذ و النّقص في وقت الحصة.

و في النّهاية اقترح الباحث مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تسهم في مواجهة التّحديات التي تواجه معلمو التّربية البدنيّة، في تحقيق أهداف الخطة السّنويّة خلال الحصة.

الكلمات المفتاحيّة: التّربية البدنيّة ، التّحصيل الرّياضي ، الأهداف المهاريّة.

________________________________________________________________

*إجازة تعليمية في التّربية البدنيّة، الجامعة اللبنانيّة- كلية التّربية- الفرع الأول، ماستر-سنة ثانية-بحثي في الإدارة الرّياضيّة، الجامعة اللبنانيّة- كلية التّربية-العمادة.

Bachelor’s degree in Physical Education, Lebanese University, Faculty of Education, First Branch, Master’s degree, Second Year, Research in Sports Management, Lebanese University, Faculty of Education, Deanship. Email:Mahmoudaliiabdallah@gmail.com

 

Abstract

The current study aimed to identify the challenges faced by physical education teachers in achieving the goals of the annual plan in private schools in the suburbs of Mount Lebanon. The researcher used the descriptive-analytical method suitable for the nature of the study. The study consisted of three tools: a questionnaire completed by 30 teachers in private schools in the suburbs of Mount Lebanon, interviews with six supervisors in these schools, and the documentation of previous studies and scientific references. The results showed that there are numerous challenges faced by physical education teachers, including the lack of sports equipment, insufficient funding, the absence of clear annual plans, limited infrastructure, significant differences among students, and a shortage of class time. Finally, the researcher proposed a set of measures that could help address the challenges faced by physical education teachers in achieving the objectives of the annual plan during class.

 Keywords: Physical Education, Athletic Achievement, Skill Goals.

القسم الأول: إطار البحث

المقدمة:

تعدُّ التّربية البدنيّة من المجالات التّعليميّة الأساسيّة التي تهدف إلى تطوير المهارات الحركيّة، وتعزيز اللياقة البدنيّة للطلاب، أضف إلى دورها الكبير في الحفاظ على صحّة الفرد وتنمية سلوكياته الاجتماعيّة والنّفسيّة. تتجاوز التّربية البدنيّة كونها مجرد نشاط بدني، بل تعد جزءًا أساسيًا في بناء شخصية الطالب، إذ تساهم في تحسين قدراته العقليّة والجسديّة، كما تساعد على تعزيز قيم الانضباط، التّعاون، والعمل الجماعي( الزعبي , ف, 2017).

في سياق التّعليم المدرسي، تمثل التّربية البدنيّة أداة مهمة لتنمية مهارات الحياة، إذ تتيح للطلاب فرصة تعلم كيفيّة التّعامل مع التّحديات، والتّحكم في الانفعالات، وتعزيز الثّقة بالنّفس من خلال الرياضات الجماعيّة والفرديّة. وتُعزز هذه المادة من صحة الأطفال والشّباب من خلال تحفيزهم على ممارسة الرّياضة بانتظام، ما يسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السّمنة وأمراض القلب (شفيق ,أ ,2019).

إنّ التّربية البدنيّة جزء لا يتجزأ من العمليّة التّعليميّة، لأنّها لا تقتصر على تطوير الجوانب البدنيّة فحسب، بل تشمل أيضًا تحسين جوانب السّلوك الاجتماعي والنّفسي للطلاب. ومن هذا المنطلق، أصبح من الضروري تكثيف الاهتمام بهذا المجال في المدارس وتوفير بيئة تعليميّة تشجع على ممارسة الأنشطة البدنيّة بشكل منتظم (الطيار، ج, 2021).

تُعدُّ التّربية البدنيّة من المواد الأساسيّة في المنهج التّعليمي، إلّا أنّ المعلمين في هذا المجال يواجهون العديد من التّحديات التي تؤثر على جودة التّعليم. تتنوع هذه التّحديات بين القضايا المتعلقة بالبنية التّحتيّة، والموارد المحدودة، والمفاهيم المجتمعيّة حول الرياضة، وصولًا إلى الأساليب التربويّة المتبعة. وضمن اختصاص الإدارة الرياضيّة، تُضاف إلى هذه التّحديات مشاكل تتعلق بإدارة الأنشطة الرّياضيّة، والتّخطيط الاستراتيجي، وتنظيم الفعاليّات الرياضيّة، ما يضع عبئًا إضافيًا على المعلمين) عبدالله, م, 2020).

يواجه أغلب معلمي التّربية البدنيّة في لبنان تحديات كثيرة، وعقبات تؤثر على أهداف التّربية البدنيّة إذ في أغلب المدارس نرى نقص في الأدوات و المرافق الرّياضيّة.

إنّ إختصاص الإدارة الرّياضيّة ومن خلال عناصره؛ يساهم في حلحلة بعض التّحديات التي قد يواجهها المعلم، وذلك من خلال تخطيط استراتيجي صحيح على مدى قصير أو طويل، أو تنظيم فعال للعمل الرّياضي في المدرسة.

إشكاليّة البحث: تعمل النوادي الكبرى في العالم جميعها، على إرسال كشافين إلى المدارس والبطولات المدرسيّة لاستقطاب المواهب الرياضيّة ومتابعتها، وتبنيها بهدف تأمين جيل يتكل عليه الفريق في المستقبل.

فيعدُّ السّبب الرئيس لتراجع مستوى المنتخبات الرّياضيّة في لبنان، وضعف الأندية في المسابقات الخارجيّة هو عدم متابعة المواهب في المدارس.

ففي مدارسنا ومع محاولة بعض معلمي التّربية البدنيّة واختصاصيي الإدارة الرياضيّة في تحسين الرياضة، والعمل على مناهج جديدة وتخطيط بعيد المدى إلّا أنّه يواجه المعلم دائمًا تحديات كثيرة؛ قد تؤثر على عمله في المدرسة وأحيانًا قد تصعِّب عليه النّجاح في مهام عديدة.

مشكلة البحث: بناءً على ما سبق، تتمحور مشكلة البحث التي نسعى إلى الإجابة عليها:

ما هي التّحديات التي تواجه معلمي التّربية الرياضيّة في بعض المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان؟

أسئلة البحث: للإجابة على مشكلة البحث، لا بدّ من الإجابة على الأسئلة الآتية:

• ما هي التّحديات التي ثؤثر على التحصيل الرياضي لتلاميذ المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان؟
• ما هي التّحديات التي تؤثر على الأهداف المهاريّة لمعلمي التّربية الرياضيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان؟

أهداف البحث:

• التّعرف إلى التّحديات التي تواجه معلمي التّربية البدنيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان.
• فهم التّحديات التي تواجه حصة التّربية البدنيّة، والعمل على إيجاد حلول لها وتذليل العقبات التي تواجهها لتحقيق أهدافها.
• أهميّة البحث: تكمن أهمّيّة البحث في دراستنا في معرفة التّحديات التي تواجه معلمي التّربية البدنيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان، كما التعرف إلى التّحديات التي تؤثر على التحصيل الرياضي للتلاميذ و إيجاد بعض الحلول لهذه التّحديات تساعد المعلمين على تطبيق خططهم التربوية – التّعليميّة.

القسم الثاني: الأدبيّات المراجعة

الإطار النّظري: تحديد المفاهيم والمصطلحات:

التّحديات: هو محاولة مواجهة أمر صعب أو مقاومته، سواء أكان ذلك في إطار شخصي أو اجتماعي أو ثقافي. وهو يعبِّر عن الجهد المبذول للتغلب على مشكلة أو عقبة ما (ابن منظور، “لسان العرب”، المجلد 10، دار صادر).

التّربية البدنيّة: مجموعة الأنشطة الحركيّة التي تهدف إلى تنمية الجسد، وتحسين اللياقة البدنيّة والصّحة العامة.

التّحصيل: جمع المعلومات والمعارف واكتسابها من خلال الدِّراسة والتعلم.

الرّياضي: متعلق بالرياضيات أو الأنشطة البدنيّة (المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية)

التّحصيل الرياضي: يشير إلى مستوى اكتساب الفرد للمعرفة، والمهارات في مجال الرياضيات أو التّربية البدنيّة (محمود عزت وآخرون (2015). أسس التّربية البدنيّة والرياضيّة. دار الوفاء).

الإداري: المتعلق بالإدارة أو تنظيم الأعمال داخل مؤسسة أو هيئة، إذ يتضمن التّنسيق والتّوجيه لتحقيق الأهداف المرجوة (مجمع اللغة العربية، “المعجم الوسيط”، 2004).

الهدف: الغاية التي يسعى إليها الفرد أو الجماعة.

المهارة: القدرة على أداء عمل معين بإتقان وسرعة ودقة.

الأهداف المهاريّة: الأهداف التي تتعلق بتنمية قدرة الفرد على أداء مهارات معينة بكفاءة ودقّة، سواء أكانت حركيّة أو عقليّة (المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية).

مراجعة الأدبيّات: دراسة عبد المطلب(2016)

 هدفت الدِّراسة للتعرف إلی معوقات تدریس التربیة البدنیة فی مدارس المرحلة الثانویة، بمحلیّة الحصا حیصا-ولایة الجزیرة. وقد تکونت عیّنة الدِّراسة من (30) مدرس تربیة بدنیّة في المرحلة الثانویة، وطبقت الباحثة استبانة من إعدادها، وقد أسفرت الدِّراسة عن وجود تقصیر في تدریس المعلمین وتأهیلهم، وکذلك في استخدام الأدوات الرّیاضیّة في التّدریس إضافة إلی عدم وجود بعض الإمکانات، والأجهزة المطلوبة لتدریس التربیة البدینة في مدارس المرحلة الثانویة.

 دراسة لملوم(2017): هدفت الدِّراسة إلی تحدید معوقات استخدام التّقنیات التربویّة بدرس التّربیة البدنیّة في مرحلة التّعلیم الأساسي، وقد تکونت عیّنة البحث من (80) من معلمی التربیة البدنیة بمدینة بنغازی، وأظهرت النتائج أنّ معلمي التربیة البدنیّة لا یستخدمون التّقنیات التّربویّة بدرس التّربیة البدنیّة، وذلك نظرًا لعدم توافر الوسائل التکنولوجیّة الحدیثة، عدم مناسبة البیئة، وکذلك عدم وجود مادة التّقنیات التّربویّة ضمن المقررات الخاصة بالإعداد المهني لمعلمي التربیة البدنیة.

 دراسة أبو لطيفة,عيسى(2011): هدفت هذه الدِّراسة إلى کشف المشکلات التی تواجه طلبة التربیة العملیّة، في الجامعة الأردنیّة من طلبة تخصص معلم الصف أثناء تدریبهم المیداني، وبیان آراء مدیري المدارس المتعاونة والمعلمین المتعاونین بهذه المشکلات. ولتحقیق أهداف الدِّراسة اختِیرت عیّنة تألفت من (42) طالبًا وطالبة من طلبة التربیة العملیة، و(12) مدیرًا ومدیرة من مدیري المدارس المتعاونة، و(36) معلمًا ومعلمة من المعلمین المتعاونین. وباستخدام طریقة التّحلیل الاستقرائي لاستجابات أفراد عیّنة الدِّراسة على أسئلة المقابلات التي تمّت معهم؛ أظهرت نتائج الدِّراسة وجود عدة مشکلات واجهت الطلبة أثناء التدریب المیداني کان أبرزها: توزیع إدارة المدرسة المتعاونة طلبة التربیة العملیّة، على المعلمین المتعاونین من دون أخذ رأي الطلبة بذلك، وتکلیف المعلمین المتعاونین لطلبة التربیة العملیّة بمهام إداریة وتدریسیّة فوق طاقتهم، وکذلك فإنّه لا یوجد فی مرافق المدرسة، وتجهیزاتها أماکن مخصصة یجلس فیها طلبة التربیة العملیّة في أوقات الفراغ. وبناء على ما توصلت إلیه الدِّراسة من نتائج قدم الباحثان التّوصیات المناسبة.

دراسة أبو عاشور وعبيدات (2016): هدفت الدِّراسة للتعرف إلى معوقات الأنشطة الرّياضيّة في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، من وجهة نظر عدد من مدرسي الأنشطة الرّياضيّة شملت العينة 237 مدّرسًا من المدارس، والمراكز المعنيّة بالشأن الّرياضي، سواء الحكوميّة أو الخاصة، في عدة محافظات سوريّة. اعتمدت الدِّراسة على المنهج الوصفي التّحليلي، مستخدمة مقياسين واقع الأنشطة الرّياضيّة ومعيقات تفعيلها. وقد توصلت النّتائج إلى أنّ الأنشطة الرّياضيّة كانت غير مفعلة في المراكز التي أجريت فيها الدِّراسة، بالإضافة إلى وجود مجموعة من المعيقات التي تحد من تفعيل هذه الأنشطة، وتأثر واقع الأنشطة الرياضيّة بالمعيقات الإداريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والشّخصيّة.

دراسة يحيى(2020): هدفت الدِّراسة إلى التّعرف إلى المعوقات التي تحول دون إقامة الأنشطة الرّياضيّة (اللاصفيّة) من منظور مربي التّربية الرياضية بالمدارس الثانوية، التعرف إلى نسبة ممارسة الأنشطة الرّياضيّة اللاصفيّة في المدارس الثانوية، لذا استخدم المنهج الوصفي، شملت عيّنة البحث (40) مربي في التّربية الرّياضيّة بولاية سوق أهراس أدوات البحث استخدم الباحث استمارة استبيان للوصول إلى أهداف البحث- النتائج المهمّة التي توصل إليها الباحث – هناك معوقات تحول دون إقامة الأنشطة الرّياضيّة المدرسيّة (اللاصفيّة) من منظر مربي التّربية الرّياضيّة في المدارس الثانوية بولاية سوق أهراس بالجزائر. توجد نسبة ضعيفة لإقامة الأنشطة الرّياضيّة المدرسيّة (اللاصفيّة) في بعض مدارس الثانوية بولاية سوق أهراس في الجزائر.

 دراسة نواز ،عبد الهادي(2020): هدفت الدِّراسة إلى التعرف إلى التّحديات التي تعيق تفعيل الأنشطة البدنيّة في المدارس الثانوية للبنات بالمدينة المنورة. استخدمت الباحثة المنهج النّوعي المعتمد على المقابلات شبه المقننة مع الأفراد الذين لديهم احتكاك مباشر بتنفيذ الأنشطة البدنيّة. وقد أجرت المقابلات مع عيّنة متنوعة تضم مديرتين، وثلاث مشرفات على الأنشطة البدنيّة، وست معلمات، وخمس عشرة طالبة توصلت الباحثة إلى وجود صعوبات تتعلق بالإدارة العليا، مثل عدم توفير متطلبات الإدارة الذاتيّة وغياب الميزانية الماليّة المخصصة للأنشطة المختلفة التي تتبناها المدرسة. كما رصدت صعوبات تتعلق بالإدارة المدرسيّة، منها عدم تهيئة بيئة مناسبة داخل المدرسة لممارسة الأنشطة البدنيّة، وافتقار المدرسة الآليات محددة لتقييم هذه الأنشطة. توصي الدِّراسة بزيادة اهتمام وزارة التّربية والتّعليم بالأنشطة البدنيّة التّنظيميّة، والتّعليمات المتعلقة بممارسة الطالبات للأنشطة البدنيّة. وضرورة مشاركة الخبراء والمعلمات في وضع منهج خاص لهذه الأنشطة، بالإضافة إلى تحديث القواعد.

 دراسة Osborne,Belmont&Peixoto,(2016): دراسة هدفت التعرف إلى الصّعوبات التي يواجهها معلمو التّربية البدنيّة في المدارس العامة في البرازيل، المستوحاة من هدف اليونسكو في مجال التّربية البدنيّة الجيدة. استخدمت الدِّراسة المنهج الوصفي، وأُجريت مقابلات مع سبعة معلمين، وأكمل (35) من معلمي التّربية البدنيّة استبيانًا، وأشارت النتائج إلى أنّ الصّعوبات الرئيسة التي يواجهها معلمو التّربية البدنيّة هي: الأجور المنخفضة، والبنية التحتية غير المستقرة، ونقص المواد والمساحة المخصصة غير كافية.

التّعليق على الدّراسات السّابقة: من خلال العرض السّابق للدراسات التي تناولت الصعوبات التي يواجهها معلمو التّربية البدنيّة؛ يمكننا نقول إنّ الدّراسات السّابقة جميعها، تتفق على وجود مشكلات أو تحديات يواجهونها، ويمكننا أن نستنتج تحديات تواجه هؤلاء المعلمين، على الرّغم من اختلاف درجة هذه الصّعوبات تتفق معظم الدّراسات في طبيعة العيّنة المستهدفة، وهي أساتذة التّربية البدنيّة، إلّا أنّ هناك تباينًا في المراحل التّعليميّة التي اختيرت، وقد اختار بعض الباحثين أساتذة المرحلة الثانوية، بينما اختار آخرون أساتذة المرحلة الأساسيّة أو أساتذة التّعليم العام بمراحله المختلفة.

القسم الثالث: منهج الدِّراسة

منهج البحث: سيعتمد البحث المنهج الوصفي التّحليلي لأنّنا سنركز على وصف الظاهرة المجتمعيّة بدقة وشموليّة، ثم تحليل هذا الوصف لاستخلاص استنتاجات، وتفسير العلاقات والتأثيرات بين المتغيرات من خلال جمع البيانات بشكل تفصيلي، ومفصل ومن ثمَّ التّحليل العميق لهذه البيانات لكشف الأنماط والعلاقات في الظاهرة المدروسة. M. B) ، 1994)

ويتضمّن هذا المنهج دراسة عميقة، وتحليل مفصّل للحالات أو الظّواهر لفهم العوامل والسّياقات التي تؤثّر فيها. (Yin، 2014)

مجتمع البحث وعينته: سيتكون مجتمع البحث من معلمي، ومنسقي التّربية البدنيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان. وعليه ستكون العيّنة ٣٠ معلم تربية بدنية و ٦ منسقين للمادة.

أداة البحث:

• الاستمارة: وزعت على معلمي مادة التّربية الرّياضيّة في 6 مدارس، تتألف من ٥ أبواب، يتضمن الباب الأول أسئلة شخصيّة للمعلم، ويتضمن الباب الثاني معلومات عن المرافق الرّياضيّة في المدرسة، أمّا الباب الثالث فيتضمن معلومات عن الوضع المالي لصندوق القسم الرياضي في المدرسة، والباب الرابع يتألف من أسئلة حول المشاركات التي تقوم بها المدرسة في البطولات المدرسيّة، أما الباب الخامس فهي التّحديات التي يواجهها المعلم من خلال الأدوات.
• المقابلة: جرت مع منسقي مادة التّربية الرّياضيّة في ٦ مدارس.

في كل مقابلة وُجِّه ١٥ سؤالًا، وذلك بهدف معرفة التّحديات التي يعاني منها منسقي المادة خلال العام الدراسي ، وجُمِعت معلومات عن أبرز المشاكل التي تواجهها المادة.

الصّدق والثّبات: الصدق هو أحد العوامل الرّئيسة في أي بحث علمي، فهو عامل أساسي لضمان  جودة وموثوقيّة الدِّراسة، يمثل الصدق الالتزام بالشّفافيّة والأمانة في جوانب البحث جميعها، وهو جزء أساسي من أخلاقيّات البحث العلمي.

وقد عُرِض الأدوات على 3 أساتذة محكمين ذوي الاختصاص، وذوي الخبرة في كلية التّربية-الجامعة اللبنانيّة في الإدارة الرّياضيّة.

أمّا الثبات فهو مفهوم أساسي في البحث العلمي، وهو يشير إلى قدرة الأداة أو الأسلوب المستخدم في البحث على إعطاء النتائج نفسها، أو قياسات متشابهة عند إعادة تطبيقها عدة مرات في الظروف نفسها أو مع العيّنة نفسها.

وقد طبِّقت بصورتها النّهائيّة على عيّنة عشوائيّة مكونة من 8 معلمين و 4 منسقين خارج العيّنة الأساسيّة.

أخلاقيّات البحث: إنّ أخلاقيات الدِّراسة تشمل مجموعة من المبادئ، والقواعد التي يجب على الباحث الالتزام بها أثناء تنفيذ البحث العلمي. تهدف هذه الأخلاقيّات إلى ضمان النّزاهة والصّدق، واحترام حقوق الأفراد المشاركين في البحث. وبناءً على ذلك علينا احترام بعض مبادىء أخلاقيّات الدِّراسة التي يجب أخذها في الحسبان مثل موافقة المشاركين، السّريّة الخصوصيّة، الصّدق، الدّقّة، الشّفافيّة واحترام الحقوق الملكيّة.

حدود البحث وأطره:

-الإطار الزّماني: العام الدراسي ٢٠٢٤/٢٠٢٥.

-الإطار المكاني: المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان.

-الإطار البشري: معملي و مشرفي نادة التّربية البدنيّة.

-الإطار الموضوعي: التّحديات التي تواجه معلمي التّربية البدنيّة في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان

القسم الرابع: النتائج والمراجع

النتائج: أُدخِلت بيانات الدِّراسة وإجابات أفراد العيّنة، باستخدام برنامج الحزمة الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة (SPSS).

هذا الجزء يعرض النتائج التي توصلت إليها الدِّراسة بعد التّحليل الإحصائي للبيانات.

نتائج السؤال الأول : ما هي التّحديات التي ثؤثر على التّحصيل الرياضي لتلاميذ المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان؟

 

وفي ما يلي استعراض لهذه النتائج:

رقم البعد	البعد	المتوسط الحسابي العام	الانحراف المعياري	النّسبة المئويّة	درجة الممارسة	التّرتيب
1	نقص ادوات رياضية	3,20	1,19	64%	متوسطة	3
2	نقص التمويل	4,12	1,10	82,4%	مرتفعة	1
3	وجود بنى تحتية	3,48	1,67	69,6%	متوسطة	2
				72%
درجة الممارسة الكلية		3,60	1,34		مرتفعة

 

يتضح من الجدول أن المجالات الثلاثة المتعلقة بالتّحديات الماليّة للمعلمين، قد قيمت بناء على المتوسط الحسابي العام، الإنحراف المعياري والنّسبة المئوية لدرجة الممارسة.

أولًا، يظهر أنّ النّقص في الأدوات الرياضيّة حصل على أقل تقييم بين المجالات الثلاثة، إذ بلغ المتوسط الحسابي 3,20 مع نسبة مئوية تبلغ 64% ما يشير إلى أنّ هناك قصورًا نسبيًّا في نقص الأدوات الرّياضيّة.

الإنحراف المعياري بلغ 1,19 يعكس تفاوت متوسط الى عالي في تقييم المعلمين لحجم نقص الأدوات الرّياضيّة، ما يعني أنّ بعض المعلمين يرون النّقص بدرجة كبيرة بينما يرى الآخرين أقلّ حدة.

ثانيًّا، يظهر أنّ نقص التمويل حصل على أعلى تقييم بين المجالات الثلاثة، إذ بلغ المتوسط الحسابي  4,12، انحراف معياري بلغ 1,10 ونسبة مئوية بلغت 82,4% ما يشير إلى أن هناك توافق نسبي بين المعلمين حول وجود نقص ملحوظ في التّمويل المخصص للأنشطة الرّياضيّة.

ثالثًا، يظهر أنّ وجود البُنى التّحتيّة حصل على المرتبة الثانية بين المجالات الثلاثة، إذ بلغ المتوسط الحسابي 3,48 مع معيار إنحرافي بلغ 1,67 ونسبة مئوية 69,6%، ما يدل على تباين كبير بين آراء المعلمين حول جودة وكفاية البنى التّحتية الرياضيّة، يعتقد البعض أن النى التحتية غير كافية تماما بينما يرى آخرون تحسنًا نسبيًّا.

نتائج السّؤال الثّاني: ما هي التّحديات التي تؤثر على الأهداف المهاريّة لمعلمي التّربية الرياضية في المدارس الخاصة في ضواحي جبل لبنان؟

 

 

 

 

رقم البعد	البعد	المتوسط الحسابي العام	الإنحراف المعياري	النسبة المئويّة	درجة الممارسة	الترتيب
1	عدم وجود خطة سنوية	3,90	1,05	78%	مرتفعة	2
2	الفروقات الفردية	4,10	1,43	82%	مرتفعة جدا	1
3	النقص في الوقت	3,76	1,18	75,2%	مرتفعة	3
درجة الممارسة الكلية		3,92	1,22	78,4%	مرتفعة

 

يتضح من الجدول أنّ المجالات الثلاثة المتعلقة بالتّحديات الماليّة للمعلمين؛ قد قيمت بناء على المتوسط الحسابي العام، الانحراف المعياري والنسبة المئويّة لدرجة الممارسة.

أولًا، يظهر من خلال النتائج أنّ عدم وجود خطة سنوية حصلت على المرتبة الثانية بين المجالات الثلاثة بمتوسط حسابي عام 3,90% و انحراف معياري بلغ 1,05 و نسبة مئوية 78% تُعدُّ مرتفعة.

و تشير النتائج إلى أنّ المعلمين يرون أنّ عدم وجود خطة سنويّة ثابتة تؤثر مباشرة على الأهداف المهاريّة للتلاميذ.

ثانيًّا، يظهر من خلال النّتائج أن وجود فروقات فرديّة خلال حصة التّربية البدنيّة حصلت على المرتبة الأولى بين المجالات الثلاثة، بمتوسط حسابي عام بلغ 4,10 وانحراف معياري 1,43 ونسبة مئويّة مرتفعة جدًا بلغت 82%.

و تشير النتائج إلى أنّ المعلمين يرون أنّ الفروقات الفرديّة بين التلاميذ في الصف الواحد خلال حصة التّربية البدنيّة، تؤثر بشكل كبير على الأهداف المهاريّة للتلاميذ.

ثالثًا، في المجال الثالث وهو النقص في الوقت حصل على المرتبة الثالثة بين المجالات الثلاثة، بمتوسط حسابي عام بلغ 3,76 وانحراف معياري 1,18 و نسبة مئويّة مرتفعة بلغت 75,2%.

وتشير النّتائج إلى أنّ المعلمين يعانون من نقص الوقت في حصة التّربية البدنيّة، إذ إنّ تلاميذ الحلقة الثانية والثالثة  والرابعة يُعطَون حصة واحدة في الأسبوع، ما يؤدي الى تحديات لمعلمي المادة في تحسين الأهداف المهاريّة للتلاميذ في حصة التّربية البدنيّة.

الفصل الخامس: الاسنتتاجات والتّوصيات

1. يجب توفير أدوات رياضيّة لمساعدة المعلمين في مواجهة التّحديات خلال الحصّة.
2. يجب تأمين مرافق رياضيّة و بنى تحتية لتحقيق أهداف حصّة التّربية البدنيّة.
3. يجب العمل على ميزانيّة واضحة لقسم التّربية البدنيّة.
4. يجب إيجاد خطة سنويّة واضحة أمام المعلم لتحقيق أهدافها.
5. يجب وضع منسق لماة التّربية البدنيّة للإشراف على سير الخطط السّنويّة ومتابعتها.
6. ينبغي تطوير الخطط السّنويّة على حسب ظروف كلّ مدرسة.
7. يجب القيام بدورات تدريبيّة للمعلمين لمساعدتهم في حلّ المشاكل خلال الحصة.
8. من المهم القيام باجتماعات دورية لمعرفة التّحديات التي يواجهها المعلمون.
9. يجب العمل على طرائق تعليم مناسبة لجميع التلاميذ بهدف مراعاة الفروقات الفرديّة.
10. من الضروري إيجاد نوادٍ بعد دوام المدرسة لتحسين أداء التّلاميذ الذين لديهم ضعف في بعض الألعاب.
11. يجب العمل من وزارة التّربية على زيادة حصص التّربية البدنيّة.

الخاتمة: يتضح لدينا في ختام الدِّراسة، أن تحديات عديدة تتكون أمام المعلم، يجب العمل على حلّها من  خلال تحديث البنى التّحتيّة، إيجاد ميزانيّة خاصة لقسم التّربية البدنيّة، تطوير للخطط السّنويّة، طرائق و أساليب تعليم متطورة. كل هذه التّوصيات تساهم في معالجة بعض المشاكل التي تواجه معلمي التّربية البدنيّة خلال الحصة.

المراجع:

• أبولطیفة، رائد فخری وشاهیناز عبدالرحمن عیسى. (2011). المشکلات التی تواجه طلبة التربیة العملیّة فی الجامعة الأردنیّة فی أثناء التدریب المیداني. مجلة دراسات، العلوم التربویة، المجلّد 38
• العدد 2 ، عمادة البحث العلمی/ الجامعة الأردنیة، 1.
• ابن منظور، “لسان العرب”، المجلد 10، دار صادر.
• الزعبي، ف. (2017). “أثر التّربية البدنيّة في تحسين الصحة العامة للطلاب في المدارس”. مجلة التّربية البدنيّة والرياضية، 8(1)، 23-35.
• المعجم الوسيط (مجمع اللغة العربية).
• شفيق، أ. (2019). “دور التّربية البدنيّة في بناء الشّخصية الطلابيّة”. دورية البحوث التربويّة، 11(3)، 47-58.
• عبدالله، م. (2020). “التّربية البدنيّة وأثرها على الأداء الأكاديمي للطلاب”. مجلة التّربية والصحة، 6(4)، 98-105.
• عبد المطلب، ح. ع. (2020). معوقات التدريس في التّربية البدنيّة: دراسة تحليلية. مجلة الدراسات التربوية، 15(2)، 45-67.
• محمود عزت وآخرون (2015). أسس التّربية البدنيّة والرياضية. دار الوفاء.

المراجع الأجنبيّة:

• Osborne,R & Bolmong,R & Peixto,R Obstacles for physical educatin teachers in public schools: an unsustainable situation Universidad Salgado de Oliveira, Niteroi,RJ, Brazil, Motriz Claro,22,(4),310-318.