سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة

سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة

Series of teaching-learning methods

ايمان ياسين حسين⁽[1]⁾ د. Dr.Iman Yassein Hussein

ضمن سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة، تعرّفنا إلى طريقة الصّف المعكوس ضمن العدد السّابق، وسنتعرّف ضمن هذا العدد إلى طَريقة تعليميّة تعلّميّة مُعتمدة في العَمليّة التّعليميّة التّعلّميّة وهي طَريقة الاستدلال التّعليمي.

• تعريف طَرِيقة الاستدلال التّعليمي: الاستدلال التّعليمي هي طريقة تَعليم وتَعلّم يَقود فيها المعلّم تفكير المتعلّمين عبرَ أسئلة وأجوبة موجّهة إليهم، يستند فيها إلى ملاحظة أمثلة أو مستندات محسوسة، إنّها ليست طريقة حواريّة، إذ لا يملك فيها كلّ من المتعلّم والمعلّم حرّيّة الابتعاد من المسار الّذي تُحدّده الأسئلة والإجابات المحدّدة سلفًا^([2]).
• أنواع الاستدلال التّعليمي: يستعيد المتعلّم اكتشاف قاعدة أو مبدأ أو قانون، من خلال الملاحظة والمقارنة والاستنتاج، ويتأكّد من صحّتها بالتّطبيق. وهناك نوعان من الاستدلال التّعليمي، هما:

1. الاستدلال الاستقرائي: يمكن تعريف الاستدلال الاستقرائي أنّه الطّريقة المتّبعة في التّفكير، إذ يمكن النّظر للعموم من القواعد. تعتمد هذه الطّريقة على ملاحظة المتعلّم للجزئيّات واستنتاج العلاقات في ما بينها، للوصول إلى القاعدة العامّة، وعليه فإنّ الاستدلال الاستقرائي ينتقل من الخاصّ إلى العام.

إجراءات وخطوات الاستدلال الاستقرائي

• يقوم المعلّم باختيار القاعدة أو المبدأ أو القانون لموضوع تعليمي تعلّمي، ويختار أمثلة تبيّنه، ومن ثمّ يحضّر أسئلة مناسبة ومترابطة ومتسلسلة حولها.
• يعرض المعلّم الأمثلة والّتي تتضمّن مستندات أو معطيات محدّدة، ويطلب من المتعلّمين ملاحظتها والإجابة عن الأسئلة حولها، على أن لا يقلّ عن ثلاثة أمثلة كحد أدنى.
• يبني المعلّم إجابات المتعلّمين عن الأسئلة الخاصّة بكلّ حالة أو مثال، ويربط بعضها بالبعض الآخر ليستعيد اكتشاف القاعدة انطلاقًا من التّعميم بالرّجوع إلى التّكرار[3].
• يتأكّد المعلّم من وصول الهدف، وفهم المتعلّمين للقاعدة من خلال تقديم المتعلّم أمثلة تطبيقيّة.

2. الاستدلال الاستنتاجي: وهو عمليّة التّفكير من البيانات العامّة أو القواعد إلى نتيجة معيّنة ومحدّدة ومنطقيّة، ويطلق عليه أيضًا تسمية الاستدلال الاستنباطي. ينطلق من القاعدة العامّة أو المبدأ والانتقال إلى ملاحظة الجزئيّات ودراستها ليتأكّد المتعلّم بمساعدة المعلّم من صحّتها. وعليه فإنّ الاستدلال الاستنتاجي عكس الاستدلال الاستقرائي، فيكون الانتقال من العام إلى الخاص.

إجراءات وخطوات الاستدلال الاستنتاجي

• يعرض المعلّم القاعدة أو المبدأ أو القانون على المتعلّمين.
• يعرض المعلّم أمثلة عن القاعدة أو المبدأ أو القانون.
• يطلب من المتعلّمين ملاحظة الأمثلة والإجابة عن الأسئلة للتّأكّد من القاعدة أو المبدأ أو القانون، على أن لا يقلّ عدد الأمثلة عن ثلاثة أمثلة تطبيقيّة.
• أهمّيّة اعتماد طريقة الاستدلال التّعليمي: تُسهم هذه الطّريقة في جعل المتعلّمين يشعرون بالمشاركة في إعادة اكتشاف قاعدة أو مبدأ أو قانون معيّن، وتثبيت فهم هذا المبدأ أو القانون أو القاعدة من خلال الاستدلال الاستقرائي، أو كما يُطلق عليه استدلال تصاعدي، أو عبر الاستدلال الاستنتاجي، أو الاستدلال التّنازلي، وتنمّي عند المتعلّمين دقّة الملاحظة والتّفكير المنطقي والاستنتاج والرّبط والقياس واستنباط القواعد والأحكام.

من المفيد أن يعتمد المعلّم نوعي الاستدلال التّعليمي، فيبدأ بالاستقراء واستنتاج القاعدة أو المبدأ أو القانون، ومن ثمّ توضيحها والبرهنة على صحّتها وترسيخها في أذهان المتعلّمين، والتّطبيق للتّأكّد من تحقّق الهدف.

تجدر الإشارة إلى أنّ اعتماد الاستدلال التّعليمي بنوعيه يتطلّب من المعلّم التّحضير الذّهني والخطّي والعملي بشكل جيّد. فأي خلل في طرح سؤال يؤدّي إلى تعطيل عمليّة التّسلسل المطلوب من القاعدة وإليها.

جدول مقارنة بين الاستدلال الاستقرائي والاستدلال الاستنتاجي.

• نموذج تطبيقي حول الاستدلال التّعليمي

[1]  – دكتوراه في الجغرافيا – الجامعة اللبنانيّة- منسّقة وحدة الاجتماعيّات في ثانويّة المهدي^“عج” شاهد- مدرّبة في المجال التّربوي.

Doctorate in Geography – Lebanese University Coordinator of the Social Studies at Al-Mahdi Shahid High School -Educational trainer. Email: dr.imanhussein5@gmail.com

[2]– عواضة هاشم، بناء المناهج التّعليميّة وتقويمها، مركز التّأليف والنّشر، 2020 صفحة 278.

[3]– عواضة هاشم، بناء المناهج التّعليميّة وتقويمها، مركز التّأليف والنّشر، 2020 صفحة 279.